دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في اخر زيارة له، قبل انفراط عقد الاتحاد السوفياتي ألح الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد على ميخائيل غورباتشوف بطلب حصول سوريا على منظومة " اس-300"الصاروخية.
الطلب الذي تصدر اولويات دمشق على مدى عقود ما بعد هزيمة 67 ولم يجد اذانا صاغية من الحليف السوفياتي.
وكانت تلك الزيارة، علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين موسكو التي بدأ زعيم الكرملين الجديد، يشرع ابوابها تحت شعار الشفافية " غلاسنوست" امام الغرب وزعيمته الولايات المتحدة، ويغمض العين عن نشاط عملاء التاثير الموالين لاسرائيل والمتعاونين مع اللوبيات الصهيونية .
واذا كان سلف غورباتشوف؛ ليونيد بريجنيف، تعامل بتفهم اكبر مع الطلب السوري، وان كان يؤجل البت فيه لاسباب يطول شرحها، فان غورباتشوف قطع دابر الحديث عن المنظومة الصاروخية المتطورة منذ الدقائق الاولى للقاء مع الراحل حافظ الاسد.
فقد استهل" غوربي" ، النعت الذي اطلقته الصحافة الغربية على الزعيم السوفيتي المنفتح، حديثه مع الرئيس السوري بالقول ان روسيا هذا العام ستحتفل بمناسبة مرور الف عام على اعتناق المسيحية( 1988) في اشارة التقطها فورا الاسد الاب الذي ادرك ان زعيم الدولة الشيوعية العظمى يريد ابلاغه بان الكرملين بدأ يُطلق الثوابت الايديولوجية التي دأب الثوريون العرب على سماعها في موسكو . وان الرياح السوفياتية بدأت تهب من الغرب .
الرئيس السوري" رد التحية باحسن" منها فقال لغورباتشوف تعلمون جيدا ان المسيحية انطلقت من ارضنا اي ان ثوابتنا غير قابلة للتحويل . وسجل هدفا في ملعب غوربي الذي اغلق الابواب امام الحديث عن " اس- 300" .
بعد تلك الزيارة تعثرت صادرات موسكو من الاسلحة الى دمشق . وتوقفت نهائيا، ربما بعد مجي الرئيس الاصلاحي، كما يوصف في الغرب، بوريس يلتسين وفريقه من ذوي البناطيل الملونة؛ على حد نعت نائب يلتسين المقال الكسندر روتسكوي، وكان طيارا اسره "المجاهدون" في افغانستان واذاقوه صنوف العذاب فاخشوشن .
مع مطلع الالفية الثالثة، دخلت روسيا حقبة بوتين الذي اعاد الى رأس النسر في الشعار الروسي التفاتته نحو الشرق. وعادت الحياة الى صادرات الاسلحة الروسية لسوريا .
وحين حلقت الطائرات الاسرائيلية فوق القصر الرئاسي السوري ، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ ان موسكو ستزود دمشق بالمنظومة المتطورة ذات المدى في الرصد والدفاع يصل الى 300 كيلومتر " كي لا تحلق طائرات تل ابيب ثانية فوق القصر " هكذا صرح حينها بوتين .
لكن تل ابيب،استنفرت كل قواها للتشويش على الصفقة؛ وتدخل حماة اسرائيل في واشنطن لاجهاضها . وباتت زيارة كبار المسؤولين في الدولة العبرية الى موسكو تتم في غالبيتها تحت عنوان منع وصول " اس- 300 " الى السوريين.
وجاء حادث اسقاط طائرة " سو-24"الروسية بصواريخ الاتراك، لينفض الغبار عن مشروع كانت موسكو وضعته على الرفوف العالية، وتجده اليوم ضرورة حتمية للدفاع عن القوات الروسية المرابطة في الاراضي السورية.
لعل تل ابيب هذه المرة لن ترفع عقيرتها بالعواء. فالروس ادرى بمصالحهم، وبدلا من " اس-300" التي حلم الاسد الاب، صار لدى الرئيس بشار " اس-400" الاكثر تطورا والتي يصل مداها الى عمق اسرائيل .
من غير المحتمل ان رجب طيب اردوغان كان يتوقع تطورا نوعيا سيطرأ على تسليح سوريا، حين أمر طياريه بملاحقة القاذفة الروسية واسقاطها!
المصدر :
سلام مسافر- روسيا اليوم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة