ضرب الإرهاب المتنقل من مكان إلى آخر، ومن عاصمة إلى أخرى، موعداً جديداً له أمس، في قلب العاصمة التونسية، إذ أدى هجوم على حافلة للأمن الرئاسي إلى مقتل 12 من عناصرها على الأقل، وفرض حالة الطوارئ مجدداً في البلاد لمدة شهر.

 

وفيما كانت تتأهب تونس أمنياً، لاسيما بعد هجمات باريس، وبعد إعلانها الأسبوع الماضي تفكيك خلية إرهابية كانت تحضّر لـ» كارثة»، أدى «اعتداء إرهابي» يرجّح أنه ناجم عن «هجوم انتحاري» بحسب متحدث باسم الرئاسة التونسية، إلى مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من الأمن الرئاسي وإصابة 17 آخرين في استهداف حافلة كانت تقلّهم وسط العاصمة، وفق حصيلة غير نهائية أعلنتها السلطات التونسية التي رفعت حالة التأهب الأمني في البلاد الى الدرجة القصوى.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية وليد الوقيني إن «12 من أعوان الأمن الرئاسي استشهدوا، وأصيب 17 آخرون، في تفجير حافلتهم في عملية إرهابية» قرب شارع محمد الخامس الرئيسي وسط تونس، فيما اكدت الرئاسة التونسية حصيلة «العملية الإرهابية الجبانة التي ضربت وسط العاصمة».

وفيما تحدث شهود عن «سماع دوي انفجار كبير» ورؤيتهم «أشلاء على الأرض»، قال متحدث باسم الرئيس التونسي إن الهجوم «نفّذه على الأرجح انتحاري داخل الحافلة».

وكان الوقيني كشف الأسبوع الماضي، أن قوات الأمن ألقت القبض في مدينة سوسة وسط شرق البلاد، على 22 شخصاً من عناصر «خليّة إرهابية»، أكد أنها «كانت تخطط لكارثة بكل معنى الكلمة، كان من الممكن أن تحصل في تونس»، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.

كما أعلنت السلطات التونسية الأسبوع الماضي أيضاً، وبشكل مفاجئ، رفع درجة التأهب الأمني إلى درجة «حزم 2»، وذلك لمواجهة «تهديدات إرهابية جدية» متصاعدة في الآونة الأخيرة، تزامناً مع حملة اعتقالات واسعة تنفذها الوحدات الأمنية التونسية في صفوف عناصر مشتبهة بالإرهاب.

وعلى إثر الهجوم، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، مع حظر تجوال ليلي في العاصمة حتى فجر اليوم.

وقال قائد السبسي في خطاب متلفز توجّه به الى التونسيين إنه «نظراً لهذا الحدث الأليم والفاجعة الكبرى، أعلن عن فرض حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً، ومنع التجوال في تونس الكبرى (العاصمة)، ابتداء من الساعة التاسعة ليلاً الى الغد (اليوم) الساعة الخامسة صباحاً».

وأضاف قائد السبسي أن «تونس تعيش حرباً على الإرهاب»، داعياً إلى «تعاون دولي ضد الإرهاب الذي ضرب في أكثر من مكان خلال الأسابيع الماضية».

وإذ أشار إلى أنه سيترأس اليوم اجتماعاً لـ «المجلس الأعلى للأمن الوطني» الذي يضم القيادات العسكرية والأمنية في البلاد «لأخذ القرارات الضرورية لمواجهة هذه الحالة»، شدد الرئيس التونسي على أن «هؤلاء الإرهابيين يريدون النيل من قدرتنا على مجابهة هذه الاوضاع وإدخال الرعب في قلوبنا وقلوب ابناء الشعب، وأنا من هذا المنبر اقول إن الرعب سينتقل إليهم».

وأضاف «نحن في حالة حرب ضد الارهاب وسنباشر هذه الحرب بما يجب من عتاد وعدة ورجال والنصر سيكون حليف تونس. اننا الان امام حرب لها ابعاد دولية، والحكومة منكبّة منذ مدة لضبط استراتيجية جديدة لمقاومة الإرهاب بناء على هذه المستجدات».

وكانت تونس قد رفعت في الثاني من تشرين الاول الماضي حالة الطوارئ التي كانت فرضتها في الرابع من تموز إثر مقتل العشرات، معظمهم من السياح، في هجوم استهدف في 26 حزيران فندقاً في ولاية سوسة وتبناه «داعش».

وجاء هجوم سوسة حينها بعد مقتل 21 سائحاً اجنبياً في هجوم مماثل استهدف في 18 آذار الماضي «متحف باردو» وسط العاصمة، وتبناه «داعش» أيضاً.

وفي 13 تشرين الثاني الحالي، ذبح «جهاديون» في جبل مغيلة الفتى مبروك السلطاني (16 عاماً) الذي كان يرعى الاغنام، ثم وضعوا رأسه في كيس سلموه لابن عمه الذي كان يرافقه، وطلبوا منه ايصاله الى عائلته، في عملية تبنتها لاحقاً جماعة موالية لـ «داعش» متهمة الضحية بتزويد الجيش بمعلومات عن تحركات عناصرها مقابل أموال.

يذكر أنه، ومنذ نهاية العام 2012، قتل عشرات من عناصر الامن والجيش التونسي في هجمات وكمائن تبنت أغلبها «كتيبة عقبة بن نافع»، الجماعة «الجهادية» الرئيسية في تونس، والمرتبطة بتنظيم «القاعدة في المغرب الاسلامي».

  • فريق ماسة
  • 2015-11-24
  • 9999
  • من الأرشيف

الإرهاب يضرب قلب تونس وأمنها الرئاسي

ضرب الإرهاب المتنقل من مكان إلى آخر، ومن عاصمة إلى أخرى، موعداً جديداً له أمس، في قلب العاصمة التونسية، إذ أدى هجوم على حافلة للأمن الرئاسي إلى مقتل 12 من عناصرها على الأقل، وفرض حالة الطوارئ مجدداً في البلاد لمدة شهر.   وفيما كانت تتأهب تونس أمنياً، لاسيما بعد هجمات باريس، وبعد إعلانها الأسبوع الماضي تفكيك خلية إرهابية كانت تحضّر لـ» كارثة»، أدى «اعتداء إرهابي» يرجّح أنه ناجم عن «هجوم انتحاري» بحسب متحدث باسم الرئاسة التونسية، إلى مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من الأمن الرئاسي وإصابة 17 آخرين في استهداف حافلة كانت تقلّهم وسط العاصمة، وفق حصيلة غير نهائية أعلنتها السلطات التونسية التي رفعت حالة التأهب الأمني في البلاد الى الدرجة القصوى.   وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية وليد الوقيني إن «12 من أعوان الأمن الرئاسي استشهدوا، وأصيب 17 آخرون، في تفجير حافلتهم في عملية إرهابية» قرب شارع محمد الخامس الرئيسي وسط تونس، فيما اكدت الرئاسة التونسية حصيلة «العملية الإرهابية الجبانة التي ضربت وسط العاصمة». وفيما تحدث شهود عن «سماع دوي انفجار كبير» ورؤيتهم «أشلاء على الأرض»، قال متحدث باسم الرئيس التونسي إن الهجوم «نفّذه على الأرجح انتحاري داخل الحافلة». وكان الوقيني كشف الأسبوع الماضي، أن قوات الأمن ألقت القبض في مدينة سوسة وسط شرق البلاد، على 22 شخصاً من عناصر «خليّة إرهابية»، أكد أنها «كانت تخطط لكارثة بكل معنى الكلمة، كان من الممكن أن تحصل في تونس»، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. كما أعلنت السلطات التونسية الأسبوع الماضي أيضاً، وبشكل مفاجئ، رفع درجة التأهب الأمني إلى درجة «حزم 2»، وذلك لمواجهة «تهديدات إرهابية جدية» متصاعدة في الآونة الأخيرة، تزامناً مع حملة اعتقالات واسعة تنفذها الوحدات الأمنية التونسية في صفوف عناصر مشتبهة بالإرهاب. وعلى إثر الهجوم، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، مع حظر تجوال ليلي في العاصمة حتى فجر اليوم. وقال قائد السبسي في خطاب متلفز توجّه به الى التونسيين إنه «نظراً لهذا الحدث الأليم والفاجعة الكبرى، أعلن عن فرض حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً، ومنع التجوال في تونس الكبرى (العاصمة)، ابتداء من الساعة التاسعة ليلاً الى الغد (اليوم) الساعة الخامسة صباحاً». وأضاف قائد السبسي أن «تونس تعيش حرباً على الإرهاب»، داعياً إلى «تعاون دولي ضد الإرهاب الذي ضرب في أكثر من مكان خلال الأسابيع الماضية». وإذ أشار إلى أنه سيترأس اليوم اجتماعاً لـ «المجلس الأعلى للأمن الوطني» الذي يضم القيادات العسكرية والأمنية في البلاد «لأخذ القرارات الضرورية لمواجهة هذه الحالة»، شدد الرئيس التونسي على أن «هؤلاء الإرهابيين يريدون النيل من قدرتنا على مجابهة هذه الاوضاع وإدخال الرعب في قلوبنا وقلوب ابناء الشعب، وأنا من هذا المنبر اقول إن الرعب سينتقل إليهم». وأضاف «نحن في حالة حرب ضد الارهاب وسنباشر هذه الحرب بما يجب من عتاد وعدة ورجال والنصر سيكون حليف تونس. اننا الان امام حرب لها ابعاد دولية، والحكومة منكبّة منذ مدة لضبط استراتيجية جديدة لمقاومة الإرهاب بناء على هذه المستجدات». وكانت تونس قد رفعت في الثاني من تشرين الاول الماضي حالة الطوارئ التي كانت فرضتها في الرابع من تموز إثر مقتل العشرات، معظمهم من السياح، في هجوم استهدف في 26 حزيران فندقاً في ولاية سوسة وتبناه «داعش». وجاء هجوم سوسة حينها بعد مقتل 21 سائحاً اجنبياً في هجوم مماثل استهدف في 18 آذار الماضي «متحف باردو» وسط العاصمة، وتبناه «داعش» أيضاً. وفي 13 تشرين الثاني الحالي، ذبح «جهاديون» في جبل مغيلة الفتى مبروك السلطاني (16 عاماً) الذي كان يرعى الاغنام، ثم وضعوا رأسه في كيس سلموه لابن عمه الذي كان يرافقه، وطلبوا منه ايصاله الى عائلته، في عملية تبنتها لاحقاً جماعة موالية لـ «داعش» متهمة الضحية بتزويد الجيش بمعلومات عن تحركات عناصرها مقابل أموال. يذكر أنه، ومنذ نهاية العام 2012، قتل عشرات من عناصر الامن والجيش التونسي في هجمات وكمائن تبنت أغلبها «كتيبة عقبة بن نافع»، الجماعة «الجهادية» الرئيسية في تونس، والمرتبطة بتنظيم «القاعدة في المغرب الاسلامي».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة