دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انسحابات بالجملة من جبهات ريف حماة الشمالي للفصائل المسلحة التي طُلِبَ منها التوجه إلى ريف حلب الجنوبي، لصدّ تقدم الجيش الذي بات على مشارف ريف إدلب الشرقي.
وبدأ الجيش بالتمهيد المدفعي والصاروخي باتجاه النقاط والقرى التي انسحب منها قبل أيام في ريف حماة الشمالي.
وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ عدداً كبيراً من مسلحي «جند الأقصى» وفصائل أخرى انسحبوا من جبهات ريف حماة الشمالي وتوجهوا إلى ريف حلب الجنوبي، مشيراً إلى تراجع الهجمات من قبل المسلحين على نقاط الجيش في محيط مدينة صوران وبلدة معان.
وبيّن المصدر أن الجيش بدأ بالتمهيد في إطار الإعداد لعمل عسكري لاستعادة كامل النقاط التي سيطر عليها المسلحون وصولاً إلى مدينة مورك الاستراتيجية، الواقعة على طريق أوتوستراد حلب ــ دمشق.
شهد ريف إدلب الشرقي حركة نزوح غير مسبوقة
وفي اللاذقية، يتابع الجيش تقدمه نحو السلسلة الجبلية في الريف الشمالي المطلة على سهل الغاب شمالي غربي حماة. وسيطر الجيش على تلة رويسة اسكندر ومرتفعي 1149 و1143 المطلة جميعها على بلدة السرمانية في سهل الغاب. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ الجيش يتابع عملياته العسكرية باتجاه تلال الكباني الاستراتيجية، التي في حال تمت السيطرة عليها تصبح طرق إمداد المسلحين المتصلة بريفي إدلب واللاذقية تحت مرمى نيران الجيش، وتفتح المجال أمام الجيش للبدء بعمل بري في سهل الغاب باتجاه جسر الشغور. وفي حلب، تابع الجيش عملياته العسكرية في الريف الجنوبي بعد سيطرته على قرية برنة، شمال بلدة العيس، حيث يشنّ هجوماً على عدة محاور، الأول باتجاه خان طومان والثاني باتجاه بلدة البرقوم والثالث باتجاه رسم العيس والشيخ أحمد لتوسيع نطاق سيطرته ومنع استغلال المسلحين أيّ ثغرة للقيام بهجوم معاكس.
وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ الجيش بات قريباً من القرى التي يهاجمها، وأصبحت معظمها بحكم الساقطة عسكرياً بعد رصد طريق الامداد الرئيسي (طريق حلب ــ دمشق)، مشيراً الى أنه بالسيطرة على تلك البلدات تصبح بلدة الزربة محاصرة، ولا طريق للمسلحين للهروب منها سوى الطريق الدولي الذي أصبح تحت مرمى نيران الجيش على طول 30 كلم. وتحدث المصدر عن أهمية تلة إيكاردا التي سيطر عليها الجيش قبل أيام، والتي من خلالها يُحكم سيطرته النارية على كامل مشروع الايكاردا، مشيراً إلى أن المشروع يحوي عدة مراكز قيادية للفصائل المسلحة، أبرزها تنظيم «جند الأقصى». إلى ذلك، أعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» مناطق عدة في ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي «مناطق عسكرية»، وطلبت من المواطنين عدم الاقتراب منها، وهي جزرايا، تل علوش، العثمانية، زما، تل حديا، حوير العيس، رسم الصهريج، زيتان، الزربة، برقوم، خان طومان. وفي ريف حلب الشرقي تصدى الجيش لهجمات مسلحي «داعش» على نقاطه في محيط بلدة رسم العبود قرب مطار كويرس العسكري.
وتزامناً مع التقدم الذي أحرزه الجيش على جبهة ريف حلب الجنوبي، شهد ريف إدلب الشرقي حركة نزوح غير مسبوقة باتجاه القرى الحدودية. وقالت مصادر من الأهالي، في ريف إدلب، لـ«الأخبار»، إنّ الفصائل المسلحة بدأت بحملة دهم وسحب سلاح من مقاتلين لم يلتحقوا بجبهات القتال، وذلك في مدينة سراقب وتفتناز وشلخ وطعوم، إضافة إلى منع تشغيل المولدات الكهربائية خلال الفترة المسائية. كذلك نفّذ سلاح الجو سلسلة غارات جوية داخل مطار تفتناز العسكري، استهدف بها مرابض مدافع وراجمة صواريخ للمسلحين.
تقدّم غرب تدمر
في سياق آخر، تقدّم الجيش السوري، في وقت متأخر أمس، في منطقة الكسارات ومنطقة التمثيل الشرقية غرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، كذلك سيطر نارياً على منطقة مثلث تدمر ومرتفع برج سيرياتل. إلى ذلك، فجّر الجيش نفقاً حفره تحت مبنى يتحصّن فيه مسلحو «داعش» في حي الصناعة جنوب شرق دير الزور، ما أدى إلى مقتل 15 مسلحاً.
«ضاحية الأسد»... من صد الهجوم إلى ضرب «جيش الإسلام»
دمشق | عمليات واسعة بدأها الجيش السوري لتأمين الاوتوستراد الدولي دمشق ــ حمص، في محيط دوما وحرستا، فيما تستمر صواريخ «جيش الإسلام» بالسقوط على امتداد مساحة ضاحية الأسد، بعد فشل الهجوم عليها. وتستمر وحدات الجيش، والقوات الحليفة، بضرب مسلحي «جيش الإسلام» في مزارع دوما وحرستا وفي محيط الطريق الدولي.
لا حسم واضحا ونهائيا في ما يجري، لكن هذه الاشتباكات أبعدت الخطر الأكبر عن ضاحية الأسد، شمال شرق العاصمة دمشق، الذي كان قد بلغ أشده عندما تمكّن مسلحو «جيش الإسلام» من السيطرة على منطقة تل كردي، الحاكمة نارياً على أطراف ضاحية الأسد، والمطلة على مزارع دوما وأوتوستراد حرستا.
وحدات المشاة في الجيش والقوات الداعمة واصلت تقدمها أمام انهيار متتالٍ لتحصينات المسلحين، ما ترجم بتدمير عدد من الأنفاق ومرابض الهاون، ما قد يفتح الباب واسعاً في الأيام المقبلة، أمام بسط السيطرة على أوتوستراد حرستا، الذي بات بحكم الساقط نارياً بيد الجيش.
السيطرة على الطريق الدولي ستدفع بثقل المعارك نحو عمق الغوطة
السيطرة على الطريق الدولي في حال إتمامها، من محور ضاحية الأسد ــ حرستا، ستدفع بثقل المعارك على هذا المحور، نحو عمق الغوطة الشرقية لدمشق وخاصة بعد التقدّم في مرج السلطان، الذي يعد بداية لشكل معركة، تضع «جيش الإسلام» بين فكي كماشة. فالسيطرة على طريق حرستا الدولي تعني قطع طريق التواصل والإمداد الأكبر بين مسلحي «جيش الإسلام» في جوبر والقابون مع حرستا ودوما، إضافة إلى فتح شريان دمشق الأهم، وإنهاء عمليات القنص المستمرة منذ سنوات.
مصدر عسكري مطلع، قال «إن عملية عسكرية واسعة هدفها تأمين الطريق الدولي قد بدأت قبل أيام، استطاع من خلالها الجيش السوري والقوات الداعمة له، بسط السيطرة على مناطق عدة، أبرزها معمل البطاطا والكسارات وحاجز الصمادي وشركة شيري وكازية الأمان، كان مسلحو جيش الإسلام قد تمكنوا من السيطرة عليها لفترات متقطعة خلال الأيام الماضية».
وحدها شوارع منطقة ضاحية الأسد، تشهد على ابرز المتغيرات العسكرية الأخيرة. آثارُ حركة الآليات الثقيلة والدبابات، حفرت بشكل واضح على طرقها المعبدة وأرصفتها، وهي في طريقها للمغادرة بعدما أنهت مهمتها وأزالت خطر الاقتحام عن خاصرة دمشق الأهم في الشمال الشرقي للعاصمة.
عملية صد الهجوم عن «الضاحية»، مهدّت لتقدم عسكري وصف بالمهم، لما تحمله سيطرة الجيش الأخيرة، على أكثر من 30 كتلة بناء على تخوم الطريق الدولي وعلى مساحة جديدة تجاوزت الـ500 متر مربع في محاذاة الطريق، من أهمية استراتيجية تعد مقدّمة لعملية عسكريَّة من شأنها اذا جرت، أن تعزل مدينة دوما عن محيطها الجغرافي، وخاصة بعد ركود طويل للمعارك الدائرة على محور حرستا ــ دوما، استمر لسنوات، لكن كل ذلك لم يوقف السقوط المتتالي، لقذائف مساحب زهران علوش على امتداد ضاحية الأسد السكنية، ما يترك أفق مفاعيل هذه المعارك على الأرض مفتوحاً.
المصدر :
الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة