نشر موقع "ديبكا فايلز" الإسرائيلي الاستخباراتي تقريراً تناول فيه الاعتداءات التي طالت العاصمة الفرنسية باريس، ليل الجمعة- السبت، والتي أسفرت عن مقتل 129 شخصاً وإصابة العشرات.

واستهل الموقع تقريره الذي حمل عنوان "هولاند كان هدف اعتداءات باريس؟" مستنداً إلى جغرافية الأماكن التي طالتها الاعتداءات الستة، ليشير إلى أنّ التخطيط كان "نوعياً" هذه المرة.

وبحسب التقرير، أخذ منظمو الاعتداءات الإرهابية بالاعتبار وجود الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ملعب "ستاد دو فرانس" لمشاهدة مبارة كرة القدم الودية بين منتخب بلاده وألمانيا، ما عنى أنّ "صيدهم"، لو قدر نجاح عمليتهم، لكان "ثميناً جداً"، سواء أغتالوه أو أخذوه رهينة.

 

ووصف الموقع الاعتداءات الستة بـ"المؤامرة الثانوية المفرغة التي هدفت إلى بث الرعب وبلبلة عناصر الأمن الفرنسي وتشويشهم"، عبر جعلهم يركضون من غير هدى من مكان إلى آخر.

 

وبحسب محللي "ديبكا فايلز"، فإن هذه الاعتداءات المتزامنة حصلت نتيجة تعاون بين تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"، فتمكنا بعد أشهر من التخطيط من توفير المصادر الضرورية لشنّها، وأبرزها 3:

 

1. مجموعة مكونة من 20 شخصاً على الأقل؛ إذ أعلن المدعي العام الفرنسي أنّ 7 إرهابيين قتلوا خلال التفجيرات الانتحارية، أمّا آخر ثامن فقتله القوى الأمنية عندما دخل إلى صالة الحفل الموسيقي. وتشتبه مصادر الموقع بأنّ يكون الإرهابيون الناجون متخفين ويخططون لجولة ثانية من الاعتداءات سينفذونها في الساعات أو الأيام المقبلة، كما جرى في حادثة "شارلي إيبدو".

 

2. مجموعة من المساعدين المسؤولين عن توصيل الإرهابيين وانتشال من بقي حياً منهم بعد الاعتداءات. وبحسب "ديبكا فليلز"، كانت هذه المجموعة مسؤولة أيضاً عن تجهيز الإرهابيين بالأسلحة على أنواعها، وعن مراقبة أجهزة الأمن وتصوير الاعتداء.

 

3. "مجموعة قيادية" وهي التي خططت للاعتداءات وأدارتها، وحددت منفذيها ونسقت بين الفرق المختلفة. وبحسب الموقع، تم تجهيز 200 إرهابي وبدأ التخطيط منذ شهرين على الأقل.

 

وخلص الموقع إلى أنّ تاريخ 14 تشرين الثاني سيشكل ذكرى لفشل مدير عام الأمن الداخلي ومدير عام الأمن الخارجي، أو -لرفضهما - الانتباه إلى التخطيط لهذه العمليات الإرهابية الواسعة النطاق الذي كان يجري على قدم وساق، لا سيما وأنّها كانت تستهدف العاصمة.

 

ولفت التقرير إلى أنّ المسلمين المتطرفين المنتشرين في الأحياء المحرومة لا يخضعون للسلطات الفرنسية، معتبراً أنّ "انسلاخهم" في أسلوب حياتهم عن سواهم ومشاركة عدد منهم في عمليات إرهابية سابقة، شكل عائقاً أمام قدرة المخابرات والشرطة الفرنسية على اختراقهم للوصول إلى مخبرين والكشف عن مشتبه بهم.

 

ولهذا السبب، لا تضم عناصر الأجهزة الأمنية الفرنسية متحدثين باللغتين العربية والفرنسية، فتعتمد بشكل شبه حصري على "استخبارات الإشارات" التي ترصد الاتصالات بين الناس، للحصول على تحذيرات بشأن أيّ تهديدات للأمن في البلاد.

 

وختم الموقع أنّه بما أنّ المخططين للاعتداءات الأخيرة على فرنسا لا يمكن أن يكونوا مقتصرين على الـ200 إرهابي المذكورين فحسب، يصعب فهم سبب عدم انتباه أيّ من أجهزة استخبارات الإشارات الغربية إلى عمليات التخطيط التي شملت سوريا والعراق، بما فيها "إيكيلون"، نظام المراقبة الرقمية الأميركي، ونظيره الفرنسي "فرانشلون"، ولهذا ترزخ عواصم غربية كثيرة تحت خطر تنظيم "الدولة الإسلامية".

  • فريق ماسة
  • 2015-11-14
  • 10320
  • من الأرشيف

من هو "الصيد الثمين" الذي كانت تستهدفه عملية باريس؟

نشر موقع "ديبكا فايلز" الإسرائيلي الاستخباراتي تقريراً تناول فيه الاعتداءات التي طالت العاصمة الفرنسية باريس، ليل الجمعة- السبت، والتي أسفرت عن مقتل 129 شخصاً وإصابة العشرات. واستهل الموقع تقريره الذي حمل عنوان "هولاند كان هدف اعتداءات باريس؟" مستنداً إلى جغرافية الأماكن التي طالتها الاعتداءات الستة، ليشير إلى أنّ التخطيط كان "نوعياً" هذه المرة. وبحسب التقرير، أخذ منظمو الاعتداءات الإرهابية بالاعتبار وجود الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ملعب "ستاد دو فرانس" لمشاهدة مبارة كرة القدم الودية بين منتخب بلاده وألمانيا، ما عنى أنّ "صيدهم"، لو قدر نجاح عمليتهم، لكان "ثميناً جداً"، سواء أغتالوه أو أخذوه رهينة.   ووصف الموقع الاعتداءات الستة بـ"المؤامرة الثانوية المفرغة التي هدفت إلى بث الرعب وبلبلة عناصر الأمن الفرنسي وتشويشهم"، عبر جعلهم يركضون من غير هدى من مكان إلى آخر.   وبحسب محللي "ديبكا فايلز"، فإن هذه الاعتداءات المتزامنة حصلت نتيجة تعاون بين تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"، فتمكنا بعد أشهر من التخطيط من توفير المصادر الضرورية لشنّها، وأبرزها 3:   1. مجموعة مكونة من 20 شخصاً على الأقل؛ إذ أعلن المدعي العام الفرنسي أنّ 7 إرهابيين قتلوا خلال التفجيرات الانتحارية، أمّا آخر ثامن فقتله القوى الأمنية عندما دخل إلى صالة الحفل الموسيقي. وتشتبه مصادر الموقع بأنّ يكون الإرهابيون الناجون متخفين ويخططون لجولة ثانية من الاعتداءات سينفذونها في الساعات أو الأيام المقبلة، كما جرى في حادثة "شارلي إيبدو".   2. مجموعة من المساعدين المسؤولين عن توصيل الإرهابيين وانتشال من بقي حياً منهم بعد الاعتداءات. وبحسب "ديبكا فليلز"، كانت هذه المجموعة مسؤولة أيضاً عن تجهيز الإرهابيين بالأسلحة على أنواعها، وعن مراقبة أجهزة الأمن وتصوير الاعتداء.   3. "مجموعة قيادية" وهي التي خططت للاعتداءات وأدارتها، وحددت منفذيها ونسقت بين الفرق المختلفة. وبحسب الموقع، تم تجهيز 200 إرهابي وبدأ التخطيط منذ شهرين على الأقل.   وخلص الموقع إلى أنّ تاريخ 14 تشرين الثاني سيشكل ذكرى لفشل مدير عام الأمن الداخلي ومدير عام الأمن الخارجي، أو -لرفضهما - الانتباه إلى التخطيط لهذه العمليات الإرهابية الواسعة النطاق الذي كان يجري على قدم وساق، لا سيما وأنّها كانت تستهدف العاصمة.   ولفت التقرير إلى أنّ المسلمين المتطرفين المنتشرين في الأحياء المحرومة لا يخضعون للسلطات الفرنسية، معتبراً أنّ "انسلاخهم" في أسلوب حياتهم عن سواهم ومشاركة عدد منهم في عمليات إرهابية سابقة، شكل عائقاً أمام قدرة المخابرات والشرطة الفرنسية على اختراقهم للوصول إلى مخبرين والكشف عن مشتبه بهم.   ولهذا السبب، لا تضم عناصر الأجهزة الأمنية الفرنسية متحدثين باللغتين العربية والفرنسية، فتعتمد بشكل شبه حصري على "استخبارات الإشارات" التي ترصد الاتصالات بين الناس، للحصول على تحذيرات بشأن أيّ تهديدات للأمن في البلاد.   وختم الموقع أنّه بما أنّ المخططين للاعتداءات الأخيرة على فرنسا لا يمكن أن يكونوا مقتصرين على الـ200 إرهابي المذكورين فحسب، يصعب فهم سبب عدم انتباه أيّ من أجهزة استخبارات الإشارات الغربية إلى عمليات التخطيط التي شملت سوريا والعراق، بما فيها "إيكيلون"، نظام المراقبة الرقمية الأميركي، ونظيره الفرنسي "فرانشلون"، ولهذا ترزخ عواصم غربية كثيرة تحت خطر تنظيم "الدولة الإسلامية".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة