زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو، ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي بالتأكيد زيارة تاريخية، ونقطة تحول إستراتيجية تتوج واقع العلاقة بين البلدين، وعمقها، وآفاقها والمرتبطة أيضاً بإعادة رسم خريطة جديدة في سورية، والمنطقة، والعالم أيضاً.

 

الزيارة من حيث التوقيت مهمة إذ إنها تأتي بعد أسابيع من انطلاق العمليات الجوية الروسية الداعمة للجيش العربي السوري، ونتائجها الواضحة في الميدان، إضافة إلى أنها تأتي رداً على بعض المشككين، والمساومين بشأن موقف روسيا، والرئيس بوتين تجاه الرئيس الأسد، وشرعيته إذ إنني أعتقد أن كثيرين لن يناموا من (سعوديين، وقطريين، وأتراك) من قوة الصفعة التي تلقوها على وجوههم الصفراء، فاللقاء كان حميمياً بين قائدين كبيرين إذ لا يخفى على كثيرين إعجاب بوتين بالرئيس بشار الأسد، وصموده، وقدرته الكبيرة على إدارة حرب معقدة عالمية، ومتعددة الأوجه، كما لا يخفى على كثيرين أن الموقف الروسي في دعم الرئيس الأسد لا ينطلق من منطلق شخصي، إنما من منطلق دعم الشرعية التي مصدرها الشعب السوري فقط، ومن احترام روسيا لمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة الذي استباحته واشنطن، وأدواتها في المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ونشوء نظام الأحادية القطبية.

 

ما من شك أن المعلومات التي تسربت عن الزيارة ما تزال قليلة إذ إنها كانت مفاجأة للكثيرين، ولكن وفقاً لما تم الحصول عليه حتى ساعة نشر هذا المقال أن الزيارة تضمنت لقاءً مغلقاً بين الرئيسين، تبع ذلك عشاء خاص أقامه بوتين على شرف الرئيس الأسد، ليعقبه اجتماع موسع ضم كبار المسؤولين السياسيين، والعسكريين، والأمنيين وهو ما يظهر أن الزيارة سينتج عنها أمور مهمة وأساسية يمكن الإشارة إلى أبرزها:

1- استمرار الدعم العسكري الروسي للجيش العربي السوري في مجال مكافحة الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية بكل أنواعها، وتشكيلاتها وأسمائها التجارية، وسيأخذ هذا الدعم شكلاً متدحرجاً، وتصاعدياً سواء من حيث القدرة النارية، وأنواع الأسلحة الجديدة والمتطورة، أو التعاون الاستخباراتي الوثيق لمواجهة خطر الإرهاب، وهذه النقطة نوقشت بشكل مفصل بين الرئيسين، وبحضور وزير الدفاع الروسي وقادة أمنيين روس، وهو ما سوف يعني أن القوى الإقليمية التي تعول على دعم الإرهاب من أجل تحقيق مكاسب سياسية يجب أن تفهم أن اللعبة انتهت، وأن الإرهاب يجب أن يسحق في سورية، وخاصة أن الأمر لا يتعلق بأمن سورية، والمنطقة فقط، إنما يتعلق بالأمن القومي الروسي الذي تحدث عنه بوتين غير مرة، وركز عليه خلال اللقاء مع الرئيس الأسد حينما أشار إلى أن عدد الإرهابيين من روسيا، وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق كحد أدنى يصل إلى أربعة آلاف إرهابي، وهو ما يعكس حجم القلق الروسي من جراء تمادي الإرهاب، وانتشاره وتداعياته المستقبلية، وهنا قالها بوتين بوضوح: لا بد من القضاء عليهم في سورية، قبل عودتهم إلى روسيا، أو الجمهوريات السوفييتية السابقة التي تشكل مجالاً حيوياً للأمن الروسي.

2- كان واضحاً أن الرئيسين ركزا على أن العمليات العسكرية للجيش العربي السوري، وحليفه الروسي ليست هدفاً بحد ذاتها، إنما هي أداة، ووسيلة لإزالة العقبات التي تعترض المسار السياسي، الذي هو في آخر المطاف الهدف النهائي لما سماه البعض (حلاً عسكرياً)، فالرئيسان كانا واضحين أن لا حل مع الإرهاب سوى بالقوة العسكرية.

بوتين قال بوضوح إن العمليات العسكرية تخلق دينامية إيجابية للحل السياسي الذي هو الهدف على أن يتم بحوار بين السوريين، وأن تكون الكلمة الحاسمة فيه، ومن دون أي شك للشعب السوري.

3- كان لافتاً تأكيد الرئيسين على الدور الحاسم للشعب السوري وبتدقيق النص الذي نشره الكرملين عن اللقاء يلاحظ المراقب أن عبارة (الشعب السوري) وردت في أكثر من مكان:

– إشادة بوتين بالشعب السوري الذي قاوم وحده الإرهاب الدولي لعدة سنوات، وبتضحياته الكبيرة، وبالنتائج الإيجابية التي حققها مؤخراً في نضاله، وكفاحه ضد الإرهاب.

– إشارة بوتين إلى أن أي تسوية سياسية يجب أن تكون الكلمة الحاسمة فيها للشعب السوري فقط.

– إشارة الرئيس الأسد إلى أن الهدف الموحد لنا جميعاً يجب أن يكون ما يريد أن يراه الشعب السوري لمستقبل بلده.

– إشارة الرئيس الأسد إلى مشاركة كل الشعب السوري في تقرير مصير دولته، ومستقبلها، وليس فقط الجزء القيادي فيها.

هذه الإشارات الكثيرة هي رسائل لصعاليك المنطقة الذين يطلقون كل يوم تصريحات حول مستقبل سورية، أو شكل الحكم فيها، أو من يقودها، وهو ما يعني في التطبيق العملي أن لا مكان لأي دولة في تقرير مستقبل سورية، ومن يحكمها، وإنما القرار للشعب السوري لأنه مصدر كل الشرعيات كما عرف دعاة الديمقراطية الغربية في كتبهم، ودساتيرهم ذلك… وهو أمر غريب عجيب عندما تسمع تصريحات هؤلاء، وتفسيراتهم، وتحليلاتهم التي تتناقض مع كل ما يروجون، ويتحدثون عنه.

– طبعاً الحديث هنا لا يشمل (متحفي الجاهلية في الدوحة والرياض) لأنهما لا يستحقان حتى التعليق على ما يطلقون من تصريحات والتي لا تعدو عن أن تكون (عواء الذئاب).

4- الشيء المهم الآخر في الزيارة هو أيضاً شكر روسيا، وقيادتها وشعبها على دعم سورية، ووقوفهم إلى جانب وحدة سورية واستقلالها، وهو الأمر الذي عمل داعمو الإرهاب الدولي في العالم على تدميره طيلة سنوات العدوان على سورية.

– سوف يُكتب الكثير عن هذه الزيارة، وسيكون لها تداعيات كبيرة سنرى نتائجها تباعاً على الصعيدين العسكري، والسياسي وستشكل بالنسبة لأعداء سورية، ومحور العدوان، والإرهاب صفعة قوية على وجوههم، وقد نرى تصعيداً من هنا أو هناك لكن الاطمئنان الذي أعطته الزيارة للداخل السوري كبير، وواسع ولكل القوى السياسية الوطنية من أن الحوار بين السوريين هو المخرج وأن سورية أغلى من أي معارضة، أو أفراد، وكذلك فإن الانتماء للوطن هو تضحية وفداء، وليس خطابات سياسية، ومناظرات كلامية لإرضاء هذا الطرف الإقليمي أو ذاك.

– الثقة بالنصر على الإرهاب كانت واضحة على مُحيا الرئيسيين، وهو أمر يبدو محسوماً مهما حاول داعمو الإرهاب وممولوه في (السعودية، وتركيا، وقطر) الذين سيصرخون كثيراً، ويطلقون تصريحات عنترية لا تعبر إلا عن الإحباط، واليأس، والشعور بالسقوط النهائي لمشروعهم الإجرامي الإرهابي، وللمقارنة تذكروا تصريحاتهم قبل توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وبعده.

– سورية سوف تدخل مرحلة تحول جديدة بعد لقاء الأسد- بوتين ولا خيار أمام شعبها، وجيشها إلا الانتصار لأنه انتصار الحق على قوى همجية- متخلفة- إجرامية لا بد من اجتثاثها.

– أما أولئك الذين يصرخون ويتوعدون فنقول لهم: لقد رأيتم الأسد في قلب الكرملين- فماذا أنتم فاعلون!!

– أعتقد –لا شيء سوى العمل لاستثمار إرهابهم، والتصعيد لتحسين شروطهم- ولكن سبق السيف العذل، فالأمور ستأخذ وقتاً ولكن تنتظرهم الكثير من المفاجآت في القادم من الأيام.

– تقول الحكمة إن حماقة الرجل تعرف في ثلاث: (في كلامه فيما لا يعنيه، وجوابه عما لا يسأل عنه، وتهوره في الأمور) وهو ما ينطبق تماماً على أعداء سورية، وخاصة في مملكات الديمقراطية، ومشيخات حقوق الإنسان في الخليج.

  • فريق ماسة
  • 2015-10-21
  • 11240
  • من الأرشيف

الأسد في موسكو: ماذا أنتم فاعلون؟

زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو، ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي بالتأكيد زيارة تاريخية، ونقطة تحول إستراتيجية تتوج واقع العلاقة بين البلدين، وعمقها، وآفاقها والمرتبطة أيضاً بإعادة رسم خريطة جديدة في سورية، والمنطقة، والعالم أيضاً.   الزيارة من حيث التوقيت مهمة إذ إنها تأتي بعد أسابيع من انطلاق العمليات الجوية الروسية الداعمة للجيش العربي السوري، ونتائجها الواضحة في الميدان، إضافة إلى أنها تأتي رداً على بعض المشككين، والمساومين بشأن موقف روسيا، والرئيس بوتين تجاه الرئيس الأسد، وشرعيته إذ إنني أعتقد أن كثيرين لن يناموا من (سعوديين، وقطريين، وأتراك) من قوة الصفعة التي تلقوها على وجوههم الصفراء، فاللقاء كان حميمياً بين قائدين كبيرين إذ لا يخفى على كثيرين إعجاب بوتين بالرئيس بشار الأسد، وصموده، وقدرته الكبيرة على إدارة حرب معقدة عالمية، ومتعددة الأوجه، كما لا يخفى على كثيرين أن الموقف الروسي في دعم الرئيس الأسد لا ينطلق من منطلق شخصي، إنما من منطلق دعم الشرعية التي مصدرها الشعب السوري فقط، ومن احترام روسيا لمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة الذي استباحته واشنطن، وأدواتها في المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ونشوء نظام الأحادية القطبية.   ما من شك أن المعلومات التي تسربت عن الزيارة ما تزال قليلة إذ إنها كانت مفاجأة للكثيرين، ولكن وفقاً لما تم الحصول عليه حتى ساعة نشر هذا المقال أن الزيارة تضمنت لقاءً مغلقاً بين الرئيسين، تبع ذلك عشاء خاص أقامه بوتين على شرف الرئيس الأسد، ليعقبه اجتماع موسع ضم كبار المسؤولين السياسيين، والعسكريين، والأمنيين وهو ما يظهر أن الزيارة سينتج عنها أمور مهمة وأساسية يمكن الإشارة إلى أبرزها: 1- استمرار الدعم العسكري الروسي للجيش العربي السوري في مجال مكافحة الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية بكل أنواعها، وتشكيلاتها وأسمائها التجارية، وسيأخذ هذا الدعم شكلاً متدحرجاً، وتصاعدياً سواء من حيث القدرة النارية، وأنواع الأسلحة الجديدة والمتطورة، أو التعاون الاستخباراتي الوثيق لمواجهة خطر الإرهاب، وهذه النقطة نوقشت بشكل مفصل بين الرئيسين، وبحضور وزير الدفاع الروسي وقادة أمنيين روس، وهو ما سوف يعني أن القوى الإقليمية التي تعول على دعم الإرهاب من أجل تحقيق مكاسب سياسية يجب أن تفهم أن اللعبة انتهت، وأن الإرهاب يجب أن يسحق في سورية، وخاصة أن الأمر لا يتعلق بأمن سورية، والمنطقة فقط، إنما يتعلق بالأمن القومي الروسي الذي تحدث عنه بوتين غير مرة، وركز عليه خلال اللقاء مع الرئيس الأسد حينما أشار إلى أن عدد الإرهابيين من روسيا، وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق كحد أدنى يصل إلى أربعة آلاف إرهابي، وهو ما يعكس حجم القلق الروسي من جراء تمادي الإرهاب، وانتشاره وتداعياته المستقبلية، وهنا قالها بوتين بوضوح: لا بد من القضاء عليهم في سورية، قبل عودتهم إلى روسيا، أو الجمهوريات السوفييتية السابقة التي تشكل مجالاً حيوياً للأمن الروسي. 2- كان واضحاً أن الرئيسين ركزا على أن العمليات العسكرية للجيش العربي السوري، وحليفه الروسي ليست هدفاً بحد ذاتها، إنما هي أداة، ووسيلة لإزالة العقبات التي تعترض المسار السياسي، الذي هو في آخر المطاف الهدف النهائي لما سماه البعض (حلاً عسكرياً)، فالرئيسان كانا واضحين أن لا حل مع الإرهاب سوى بالقوة العسكرية. بوتين قال بوضوح إن العمليات العسكرية تخلق دينامية إيجابية للحل السياسي الذي هو الهدف على أن يتم بحوار بين السوريين، وأن تكون الكلمة الحاسمة فيه، ومن دون أي شك للشعب السوري. 3- كان لافتاً تأكيد الرئيسين على الدور الحاسم للشعب السوري وبتدقيق النص الذي نشره الكرملين عن اللقاء يلاحظ المراقب أن عبارة (الشعب السوري) وردت في أكثر من مكان: – إشادة بوتين بالشعب السوري الذي قاوم وحده الإرهاب الدولي لعدة سنوات، وبتضحياته الكبيرة، وبالنتائج الإيجابية التي حققها مؤخراً في نضاله، وكفاحه ضد الإرهاب. – إشارة بوتين إلى أن أي تسوية سياسية يجب أن تكون الكلمة الحاسمة فيها للشعب السوري فقط. – إشارة الرئيس الأسد إلى أن الهدف الموحد لنا جميعاً يجب أن يكون ما يريد أن يراه الشعب السوري لمستقبل بلده. – إشارة الرئيس الأسد إلى مشاركة كل الشعب السوري في تقرير مصير دولته، ومستقبلها، وليس فقط الجزء القيادي فيها. هذه الإشارات الكثيرة هي رسائل لصعاليك المنطقة الذين يطلقون كل يوم تصريحات حول مستقبل سورية، أو شكل الحكم فيها، أو من يقودها، وهو ما يعني في التطبيق العملي أن لا مكان لأي دولة في تقرير مستقبل سورية، ومن يحكمها، وإنما القرار للشعب السوري لأنه مصدر كل الشرعيات كما عرف دعاة الديمقراطية الغربية في كتبهم، ودساتيرهم ذلك… وهو أمر غريب عجيب عندما تسمع تصريحات هؤلاء، وتفسيراتهم، وتحليلاتهم التي تتناقض مع كل ما يروجون، ويتحدثون عنه. – طبعاً الحديث هنا لا يشمل (متحفي الجاهلية في الدوحة والرياض) لأنهما لا يستحقان حتى التعليق على ما يطلقون من تصريحات والتي لا تعدو عن أن تكون (عواء الذئاب). 4- الشيء المهم الآخر في الزيارة هو أيضاً شكر روسيا، وقيادتها وشعبها على دعم سورية، ووقوفهم إلى جانب وحدة سورية واستقلالها، وهو الأمر الذي عمل داعمو الإرهاب الدولي في العالم على تدميره طيلة سنوات العدوان على سورية. – سوف يُكتب الكثير عن هذه الزيارة، وسيكون لها تداعيات كبيرة سنرى نتائجها تباعاً على الصعيدين العسكري، والسياسي وستشكل بالنسبة لأعداء سورية، ومحور العدوان، والإرهاب صفعة قوية على وجوههم، وقد نرى تصعيداً من هنا أو هناك لكن الاطمئنان الذي أعطته الزيارة للداخل السوري كبير، وواسع ولكل القوى السياسية الوطنية من أن الحوار بين السوريين هو المخرج وأن سورية أغلى من أي معارضة، أو أفراد، وكذلك فإن الانتماء للوطن هو تضحية وفداء، وليس خطابات سياسية، ومناظرات كلامية لإرضاء هذا الطرف الإقليمي أو ذاك. – الثقة بالنصر على الإرهاب كانت واضحة على مُحيا الرئيسيين، وهو أمر يبدو محسوماً مهما حاول داعمو الإرهاب وممولوه في (السعودية، وتركيا، وقطر) الذين سيصرخون كثيراً، ويطلقون تصريحات عنترية لا تعبر إلا عن الإحباط، واليأس، والشعور بالسقوط النهائي لمشروعهم الإجرامي الإرهابي، وللمقارنة تذكروا تصريحاتهم قبل توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وبعده. – سورية سوف تدخل مرحلة تحول جديدة بعد لقاء الأسد- بوتين ولا خيار أمام شعبها، وجيشها إلا الانتصار لأنه انتصار الحق على قوى همجية- متخلفة- إجرامية لا بد من اجتثاثها. – أما أولئك الذين يصرخون ويتوعدون فنقول لهم: لقد رأيتم الأسد في قلب الكرملين- فماذا أنتم فاعلون!! – أعتقد –لا شيء سوى العمل لاستثمار إرهابهم، والتصعيد لتحسين شروطهم- ولكن سبق السيف العذل، فالأمور ستأخذ وقتاً ولكن تنتظرهم الكثير من المفاجآت في القادم من الأيام. – تقول الحكمة إن حماقة الرجل تعرف في ثلاث: (في كلامه فيما لا يعنيه، وجوابه عما لا يسأل عنه، وتهوره في الأمور) وهو ما ينطبق تماماً على أعداء سورية، وخاصة في مملكات الديمقراطية، ومشيخات حقوق الإنسان في الخليج.

المصدر : الوطن/ د. بسام أبو عبد الله


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة