ليس بعيدا اليوم الذي سيجتمع فيه بشار الأسد مع إنغيلا ميركل وفرانسوا هولاند في إحدى غرف الكرملين برعاية فلاديمير بوتين.

 

 هكذا يعتقد محللون مرموقون؛ تتفق  غالبيتهم على أن زيارة الأسد الخاطفة وغير المعلنة إلى موسكو يوم الثلاثاء 20 أكتوبر/ تشرين الأول تحمل طابعا بروتوكوليا؛ أكثر من أهميتها العملية.

 

فالرئيس السوري الذي كما يظهر من شريط الفيديو لم يصطحب معه وفدا كبيرا. ولم يناقش تفاصيل العمليات العسكرية التي تتم في بلاده على يد الأجهزة الروسية والسورية المعنية حتى في غيابه المؤقت عن دمشق.

 

 ويبدو من الشريط الذي وزعته الدائرة الإعلامية للكرملين فجر الأربعاء، أن الأسد شدد على عبارات الامتنان للدعم الروسي الذي قلب الطاولة في المنطقة؛  تماما كما توقع في آخر زيارة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم حين تحدث عن " احتمال " طلب العون العسكري من روسيا.

 

  انقلبت  الطاولة في أوربا وفي بوابتها الشرقية تركيا، استطرادا.

 

فقد بات  القادة الأوروبيون يتحدثون ولو بميوعة عن قبولهم بدور " مؤقت" للأسد في سوريا"الانتقالية".  وعلى نفس المنوال بدأت تغزل واشنطن التي يلوح انها تخلت نهائيا عن دور " الحزب القائد" في الحملة الكونية على سوريا، كما يتحدث مرارا القادة السوريون وعلى رأسهم الأسد.

 

 ولان الانسحاب الامريكي ترك فراغا كان قائما بالاساس نظرا لانتهازية الدور الامريكي وتقلبه كمن يعاني من  مرض انفصام الشخصية؛ فإن أوربا التي لم تُبْد اعتراضا قويا على التدخل العسكري الروسي في سوريا؛ تأمل في ان يحقق الروس ما لم يحاول الأمريكيون انجازه؛ وتحديدا القضاء على الجماعات الإرهابية في بلاد الشام والانتقال منها الى العراق؛؛

 

البلدان اللذان يشكلان المصدر الاول للاجئين المقتحمين أسوار أوروبا.

 

الدول الأوربية الرائدة تضيق ذرعا من اللاجئين وتخاف من اسلمة أوروبا ولا تجد مفرا من استضافة ألوف اللاجئين لانها دول ملتزمة بمواثيق حقوق الانسان أو هكذا يؤكدون.

 

وفي نفس الوقت فإن العواصم الأوربية الأكثر تضررا من تدفق اللاجئين، طلقت أوهام الرهان على الحليف الامريكي" القائد" في تسوية النزاع السوري.

 

الاوربيون مضطرون للقبول بالدور الروسي العسكري والسياسي شاءوا ام أبوا لأن البديل تمدد " دولة الخلافة" ووصولها الى أسوار أوروبا مشرعة الأبواب.

 

من هنا يبدو  احتمال قمة رباعية تجمع الأسد بميركل وهولاند برعاية بوتين ليس بدعة او ضربا من الخيال. فأوروبا وجدت  في السلم الروسي العسكري  طريقا للنزول عن بغلة رفض الأسد محاورا ورئيسا لسوريا حتى لو اضطر منظروها الى البحث عن تخريجات من قبيل " مؤقتا" !!

 

التدخل الروسي العسكري قلب الطاولات ولا مفر من طاولة رباعية قد تصبح خماسية او سداسية في حال انضم اليها قادة اوروبيون او من دول المنطقة. كتركيا على سبيل المثال او حتى دول من الصعب تصور انها ستجلس الى طاولة واحدة مع الأسد في الوقت الراهن.

  • فريق ماسة
  • 2015-10-20
  • 8532
  • من الأرشيف

قمة في موسكو تجمع الأسد بهولاند وميركل؟

ليس بعيدا اليوم الذي سيجتمع فيه بشار الأسد مع إنغيلا ميركل وفرانسوا هولاند في إحدى غرف الكرملين برعاية فلاديمير بوتين.    هكذا يعتقد محللون مرموقون؛ تتفق  غالبيتهم على أن زيارة الأسد الخاطفة وغير المعلنة إلى موسكو يوم الثلاثاء 20 أكتوبر/ تشرين الأول تحمل طابعا بروتوكوليا؛ أكثر من أهميتها العملية.   فالرئيس السوري الذي كما يظهر من شريط الفيديو لم يصطحب معه وفدا كبيرا. ولم يناقش تفاصيل العمليات العسكرية التي تتم في بلاده على يد الأجهزة الروسية والسورية المعنية حتى في غيابه المؤقت عن دمشق.    ويبدو من الشريط الذي وزعته الدائرة الإعلامية للكرملين فجر الأربعاء، أن الأسد شدد على عبارات الامتنان للدعم الروسي الذي قلب الطاولة في المنطقة؛  تماما كما توقع في آخر زيارة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم حين تحدث عن " احتمال " طلب العون العسكري من روسيا.     انقلبت  الطاولة في أوربا وفي بوابتها الشرقية تركيا، استطرادا.   فقد بات  القادة الأوروبيون يتحدثون ولو بميوعة عن قبولهم بدور " مؤقت" للأسد في سوريا"الانتقالية".  وعلى نفس المنوال بدأت تغزل واشنطن التي يلوح انها تخلت نهائيا عن دور " الحزب القائد" في الحملة الكونية على سوريا، كما يتحدث مرارا القادة السوريون وعلى رأسهم الأسد.    ولان الانسحاب الامريكي ترك فراغا كان قائما بالاساس نظرا لانتهازية الدور الامريكي وتقلبه كمن يعاني من  مرض انفصام الشخصية؛ فإن أوربا التي لم تُبْد اعتراضا قويا على التدخل العسكري الروسي في سوريا؛ تأمل في ان يحقق الروس ما لم يحاول الأمريكيون انجازه؛ وتحديدا القضاء على الجماعات الإرهابية في بلاد الشام والانتقال منها الى العراق؛؛   البلدان اللذان يشكلان المصدر الاول للاجئين المقتحمين أسوار أوروبا.   الدول الأوربية الرائدة تضيق ذرعا من اللاجئين وتخاف من اسلمة أوروبا ولا تجد مفرا من استضافة ألوف اللاجئين لانها دول ملتزمة بمواثيق حقوق الانسان أو هكذا يؤكدون.   وفي نفس الوقت فإن العواصم الأوربية الأكثر تضررا من تدفق اللاجئين، طلقت أوهام الرهان على الحليف الامريكي" القائد" في تسوية النزاع السوري.   الاوربيون مضطرون للقبول بالدور الروسي العسكري والسياسي شاءوا ام أبوا لأن البديل تمدد " دولة الخلافة" ووصولها الى أسوار أوروبا مشرعة الأبواب.   من هنا يبدو  احتمال قمة رباعية تجمع الأسد بميركل وهولاند برعاية بوتين ليس بدعة او ضربا من الخيال. فأوروبا وجدت  في السلم الروسي العسكري  طريقا للنزول عن بغلة رفض الأسد محاورا ورئيسا لسوريا حتى لو اضطر منظروها الى البحث عن تخريجات من قبيل " مؤقتا" !!   التدخل الروسي العسكري قلب الطاولات ولا مفر من طاولة رباعية قد تصبح خماسية او سداسية في حال انضم اليها قادة اوروبيون او من دول المنطقة. كتركيا على سبيل المثال او حتى دول من الصعب تصور انها ستجلس الى طاولة واحدة مع الأسد في الوقت الراهن.

المصدر : سلام مسافر / rt


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة