سقوط مدينة سلمى الحدودية في أقصى ريف اللاذقية الشمالي بيد الجيش السوري سيحمل من الأهمية ما حمله سقوط مدينة القصير الحدودية في أيار/مايو 2013. لكن سلمى، التي تشكل عاصمة المقاتلين الإسلاميين في الريف الشمالي الغربي لسوريا، لا تبدو لقمة سائغة للجيش السوري أو لغارات المقاتلات الروسية.

فالعمق الجغرافي المتصل بالأراضي التركية يسمح لمقاتلي «أحرار الشام» و«النصرة» بالتذخير بشريا وقتاليا. وربما ستضطر «السوخوي» الروسية لاحقا لتمشيط الحزام الحدودي بالقنابل والصواريخ الذكية لكسر هذا العمق وضرب الأرتال القادمة من تركيا.

وحسب مصادر «القدس العربي» فقد أنجز الطيران الحربي الروسي المرحلة الأولى من بنك الأهداف الذي حددته وحدات الجيش السوري. والآن تقف المقاتلات الروسية بانتظار بنك أهداف جديد يتكشف لوحدات الجيش والدفاع الوطني السوري، على ضوء العملية البرية الجارية حاليا.

والخنادق العميقة والجروف الصخرية والمغارات الطبيعية لا يمكن تحديدها كأهداف دقيقة بسهولة لأن الطبيعة تؤدي دورها في أسلوب المعركة برمتها. على ان مقاتلي «أحرار الشام» – لا سيما من «الفرقة الأولى ساحلية» – يستميتون لكي لا يضطروا للانسحاب من مواقعهم في سلمى نحو الجبال التي لا تشكل ملاذا آمنا لهم. وعليه فهم يعتبرون أن أوراقهم ستنتهي لمجرد خروجهم من سلمى.

في مقابل ذلك تبدو قوات الجيش والدفاع الوطني حذرة للغاية في تقدمها على الأرض ولا تبالغ تلك القوات في الذهاب نحو الأمام، من دون أن تأخذ معها التلال الجبلية الحاكمة وإلا ستصبح مكشوفة أمام خصومها.

وتؤكد مصادر «القدس العربي» امتلاك مقاتلي التنظيمات المتشددة لصواريخ «التاو» الحرارية وراجمات القنابل والمدافع من مختلف الأنواع والعيارات. والبحث جار عن مخازن «التاو» السلاح الأكثر خطورة على مدرعات الجيش السوري. والعثور على تلك المخازن والوصول إليها ناريا قد يأخذ بعض الوقت، لكن معركة سلمى تسير وفق ما حددته دمشق وموسكو حتى الآن.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-10-20
  • 7572
  • من الأرشيف

سلمى… البحث جارٍ عن «التاو» وسقوطها المرتقب يشبه سقوط القصير

سقوط مدينة سلمى الحدودية في أقصى ريف اللاذقية الشمالي بيد الجيش السوري سيحمل من الأهمية ما حمله سقوط مدينة القصير الحدودية في أيار/مايو 2013. لكن سلمى، التي تشكل عاصمة المقاتلين الإسلاميين في الريف الشمالي الغربي لسوريا، لا تبدو لقمة سائغة للجيش السوري أو لغارات المقاتلات الروسية. فالعمق الجغرافي المتصل بالأراضي التركية يسمح لمقاتلي «أحرار الشام» و«النصرة» بالتذخير بشريا وقتاليا. وربما ستضطر «السوخوي» الروسية لاحقا لتمشيط الحزام الحدودي بالقنابل والصواريخ الذكية لكسر هذا العمق وضرب الأرتال القادمة من تركيا. وحسب مصادر «القدس العربي» فقد أنجز الطيران الحربي الروسي المرحلة الأولى من بنك الأهداف الذي حددته وحدات الجيش السوري. والآن تقف المقاتلات الروسية بانتظار بنك أهداف جديد يتكشف لوحدات الجيش والدفاع الوطني السوري، على ضوء العملية البرية الجارية حاليا. والخنادق العميقة والجروف الصخرية والمغارات الطبيعية لا يمكن تحديدها كأهداف دقيقة بسهولة لأن الطبيعة تؤدي دورها في أسلوب المعركة برمتها. على ان مقاتلي «أحرار الشام» – لا سيما من «الفرقة الأولى ساحلية» – يستميتون لكي لا يضطروا للانسحاب من مواقعهم في سلمى نحو الجبال التي لا تشكل ملاذا آمنا لهم. وعليه فهم يعتبرون أن أوراقهم ستنتهي لمجرد خروجهم من سلمى. في مقابل ذلك تبدو قوات الجيش والدفاع الوطني حذرة للغاية في تقدمها على الأرض ولا تبالغ تلك القوات في الذهاب نحو الأمام، من دون أن تأخذ معها التلال الجبلية الحاكمة وإلا ستصبح مكشوفة أمام خصومها. وتؤكد مصادر «القدس العربي» امتلاك مقاتلي التنظيمات المتشددة لصواريخ «التاو» الحرارية وراجمات القنابل والمدافع من مختلف الأنواع والعيارات. والبحث جار عن مخازن «التاو» السلاح الأكثر خطورة على مدرعات الجيش السوري. والعثور على تلك المخازن والوصول إليها ناريا قد يأخذ بعض الوقت، لكن معركة سلمى تسير وفق ما حددته دمشق وموسكو حتى الآن.  

المصدر : كامل صقر «القدس العربي»


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة