"حدث الانفجار الأول، بعده وفي خلال ثوان حدث انفجار آخر، ووجدنا أشلاء الضحايا ملقاة أمامنا. كان أصدقاء لنا هناك في موقع الحادث، أصابتنا الصدمة، إنه أسوأ مشهد رأيته في حياتي".

كلمات قالها سيدار سيل البالغ من العمر 23 عاما، وهو يرتجف. كانت عيناه تبدوان متعبتين وساقاه ترتعدان وهو يتحدث بصوت مضطرب.

قابلته في موقع الانفجارين اللذين ضربا أنقرة يوم السبت، في الوقت الذي تعيش فيه البلاد حالة حداد على أرواح العشرات من الضحايا ويخضع المئات من الجرحى للعلاج.

قال سيل إنه شعر بضرورة العودة، مضيفا : "عدت لأني لا أرغب في أن أنسى ما حدث هنا طوال حياتي".

وتجمع الآلاف من الناس يوم الأحد في ميدان بوسط أنقرة حيث كان من المقرر تنظيم تجمع سلمي قبل أن تفضي أعمال عنف إلى تعطيل نشاطه.

كان الحشد يرغب في البداية في وضع أكاليل الزهور في موقع التفجيرين، لكن الشرطة لم تسمح لهم بذلك، على أساس وجود دواعي أمنية.

وسادت حالة واضحة من الغضب تجاه الحكومة، فيما أنحى مواطنون باللائمة على قصور أجهزة الأمن.

ونفت الحكومة الاتهامات، وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، إنه توافرت لديه معلومات استخباراتية عن احتمال أن يكون الهجوم نفذه انتحاريان، واعتقلت السلطات عددا من المشتبه بهم.

"مناخ قمع"

وثمة إدانات واسعة النطاق بشأن الهجوم.

وقال ألبير تاس، سياسي يساري معارض، لبي بي سي إن المسؤولين عن التفجير "أرادوا إرسال رسالة حرب لا سلام" وتهيئة "مناخ قمع".

وأضاف : "إذا قالت الحكومة إنها غير مسؤولة، فينبغي أن تحمل القوى التي تقف وراء هذه المذبحة المسؤولية فورا".

ولم تعلن أي جماعة حتى الآن المسؤولية عن تنفيذ الهجوم الأشد دموية في تركيا.

وتعتقد الحكومة أن حزب العمال الكردستاني أو تنظيم الدولة الإسلامية أو منظمة يسارية متشددة تقف وراء الهجوم.

والواضح حاليا أن أعمال العنف الأخيرة تأتي في وقت بالغ الأهمية والتوتر.

وأصبحت مراسم التشييع من المشاهد الروتينية في البلاد حتى قبل التفجيرات، فمنذ يوليو/تموز ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين قوات الأمن ومتشددي حزب العمال الكردستاني، مما أسفر عن سقوط أكثر من 150 قتيلا، معظمهم من جنود الجيش أوالشرطة.

وكانت الحكومة التركية قد سمحت باستخدام قواعدها في شن هجمات تستهدت تنظيم الدولة الإسلامية، مما دعا الكثيرين إلى الخوف من شن هجمات انتقامية ردا على الخطوة.

وتجرى في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الانتخابات البرلمانية، بعد أن أدى دخول حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد، البرلمان إلى حرمان حزب العدالة والتنمية الحاكم من حصوله على الأغلبية المطلقة.

 

ويعرب المواطنون حاليا عن قلقهم إزاء تصعيد أعمال العنف والحفاظ على الأمن خلال التصويت القادم المقرر خلال ثلاثة أسابيع.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-10-11
  • 5593
  • من الأرشيف

تفجيرات أنقرة: صدمة وحالة غضب شديدة في الشارع التركي

"حدث الانفجار الأول، بعده وفي خلال ثوان حدث انفجار آخر، ووجدنا أشلاء الضحايا ملقاة أمامنا. كان أصدقاء لنا هناك في موقع الحادث، أصابتنا الصدمة، إنه أسوأ مشهد رأيته في حياتي". كلمات قالها سيدار سيل البالغ من العمر 23 عاما، وهو يرتجف. كانت عيناه تبدوان متعبتين وساقاه ترتعدان وهو يتحدث بصوت مضطرب. قابلته في موقع الانفجارين اللذين ضربا أنقرة يوم السبت، في الوقت الذي تعيش فيه البلاد حالة حداد على أرواح العشرات من الضحايا ويخضع المئات من الجرحى للعلاج. قال سيل إنه شعر بضرورة العودة، مضيفا : "عدت لأني لا أرغب في أن أنسى ما حدث هنا طوال حياتي". وتجمع الآلاف من الناس يوم الأحد في ميدان بوسط أنقرة حيث كان من المقرر تنظيم تجمع سلمي قبل أن تفضي أعمال عنف إلى تعطيل نشاطه. كان الحشد يرغب في البداية في وضع أكاليل الزهور في موقع التفجيرين، لكن الشرطة لم تسمح لهم بذلك، على أساس وجود دواعي أمنية. وسادت حالة واضحة من الغضب تجاه الحكومة، فيما أنحى مواطنون باللائمة على قصور أجهزة الأمن. ونفت الحكومة الاتهامات، وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، إنه توافرت لديه معلومات استخباراتية عن احتمال أن يكون الهجوم نفذه انتحاريان، واعتقلت السلطات عددا من المشتبه بهم. "مناخ قمع" وثمة إدانات واسعة النطاق بشأن الهجوم. وقال ألبير تاس، سياسي يساري معارض، لبي بي سي إن المسؤولين عن التفجير "أرادوا إرسال رسالة حرب لا سلام" وتهيئة "مناخ قمع". وأضاف : "إذا قالت الحكومة إنها غير مسؤولة، فينبغي أن تحمل القوى التي تقف وراء هذه المذبحة المسؤولية فورا". ولم تعلن أي جماعة حتى الآن المسؤولية عن تنفيذ الهجوم الأشد دموية في تركيا. وتعتقد الحكومة أن حزب العمال الكردستاني أو تنظيم الدولة الإسلامية أو منظمة يسارية متشددة تقف وراء الهجوم. والواضح حاليا أن أعمال العنف الأخيرة تأتي في وقت بالغ الأهمية والتوتر. وأصبحت مراسم التشييع من المشاهد الروتينية في البلاد حتى قبل التفجيرات، فمنذ يوليو/تموز ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين قوات الأمن ومتشددي حزب العمال الكردستاني، مما أسفر عن سقوط أكثر من 150 قتيلا، معظمهم من جنود الجيش أوالشرطة. وكانت الحكومة التركية قد سمحت باستخدام قواعدها في شن هجمات تستهدت تنظيم الدولة الإسلامية، مما دعا الكثيرين إلى الخوف من شن هجمات انتقامية ردا على الخطوة. وتجرى في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الانتخابات البرلمانية، بعد أن أدى دخول حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد، البرلمان إلى حرمان حزب العدالة والتنمية الحاكم من حصوله على الأغلبية المطلقة.   ويعرب المواطنون حاليا عن قلقهم إزاء تصعيد أعمال العنف والحفاظ على الأمن خلال التصويت القادم المقرر خلال ثلاثة أسابيع.  

المصدر : سيلين غيريت بي بي سي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة