بعد أقل من أسبوع على بدء الضربات الروسية في سورية، صعدت الولايات المتحدة عسكرياً وسياسياً بإعطاء الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر لبدء معركة الرقة وتشدد البيت الأبيض في لهجته حيال موسكو، مخفضاً التوقعات لتشكيل مجموعات إتصال في الوقت القريب بحسب ما اوردت صحيفة "الحياة".

 

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أوباما وافق وفي اجتماع حول الاستراتيجية ضد "داعش" الأسبوع الماضي في البيت الأبيض على خطوتين: "الأولى، بأمر وزارة الدفاع (البنتاغون) وللمرة الأولى لإعطاء ذخيرة وربما سلاح مباشرة لقوات المعارضة السورية على الأرض. أما الخطوة الثانية، تصعيد الحملة الجوية من قاعدة أنجريليك التركية". وتهدف الخطوتان الى تقوية بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل سوري سينضمون الى ٢٠ ألف مقاتل كردي بدعم من طائرات التحالف لـ "تحرير الرقة"، عاصمة "داعش" شرق سورية.

 

وجاء قرار أوباما الخميس الماضي بعد يوم من بدء الضربات الروسية التي تستهدف بنظر الأميركيين المعارضة السورية المسلحة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وليس "داعش". وكتبت "نيويوك تايمز" أن واشنطن ستعتمد على ما بين ١٠ الى ١٥ مجموعة معارضة مسلحة ستنضم الى الأكراد في تحرير الرقة. كما تزايد في الأسابيع الأخيرة الوجود الجوي لقوات التحالف في قاعدة انجريليك جنوب تركيا. وسيكون لتركيا والتنسيق بين أنقرة وواشنطن دور أساسي في معركة الرقة وخطوات أخرى في الشمال السوري. وتخوفت مصادر في المعارضة السورية من انعكاسات سلبية في حال غياب هذا التنسيق والشرخ بين القوات العرب والأكراد وتأثير ذلك على المعركة مذكرة بمعركة تحرير تل الأبيض.

 

الا أن قرار أوباما والحشد العسكري يعكسان تصعيداً أميركياً منذ دخول سورية. وقالت مصادر أميركية لـ "الحياة" أن البيت الأبيض "لأول مرة حزم أمره حول التصعيد في سورية". وتحدث عن انتقادات من فريق أوباما لوزير الخارجية جون كيري " وقوفه مع نظيره سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في نيويورك لتأكيد التعاون فيما كانت موسكو تضرب قوات دربتها الولايات المتحدة". واستبعدت المصادر أي انفراج سياسي قريب، وقللت من أهمية "مجموعة الاتصال" التي عوّل عليها كيري.

 

وفي هذا السياق، انتقد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الدور الروسي. وقال أن موسكو تصعد الحرب في سورية باستهداف المعارضة المعتدلة، مضيفاً أن جهود موسكو لدعم الرئيس السوري بشار الأسد أشبه بربط نفسها بسفينة غارقة. وقال في كلمة أثناء زيارة له إلى اسبانيا: "باتخاذ إجراء عسكري في سورية ضد أهداف لجماعات المعارضة المعتدلة تصعد روسيا الحرب الأهلية".

 

ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله إن روسيا عرضت على الولايات المتحدة إجراء اتصالات عسكرية مباشرة في شأن عمليتها العسكرية في سورية في المستقبل القريب، لكن أجواء البيت الأبيض وتحديداً أوباما ومستشارته الأقرب سوزان رايس هي في موقع تصعيدي وبتعاون أكبر مع أنقرة، عكسه مؤتمر الرئيس الأميركي والذي أكد فيه استمرار دعم المعارضة المعتدلة وإمكان وضع اجراءات جديدة على الحدود مع تركيا.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2015-10-05
  • 13288
  • من الأرشيف

"ضوء أخضر" أميركي لـ "تحرير" الرقة ودعم المعارضة

بعد أقل من أسبوع على بدء الضربات الروسية في سورية، صعدت الولايات المتحدة عسكرياً وسياسياً بإعطاء الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر لبدء معركة الرقة وتشدد البيت الأبيض في لهجته حيال موسكو، مخفضاً التوقعات لتشكيل مجموعات إتصال في الوقت القريب بحسب ما اوردت صحيفة "الحياة".   وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أوباما وافق وفي اجتماع حول الاستراتيجية ضد "داعش" الأسبوع الماضي في البيت الأبيض على خطوتين: "الأولى، بأمر وزارة الدفاع (البنتاغون) وللمرة الأولى لإعطاء ذخيرة وربما سلاح مباشرة لقوات المعارضة السورية على الأرض. أما الخطوة الثانية، تصعيد الحملة الجوية من قاعدة أنجريليك التركية". وتهدف الخطوتان الى تقوية بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل سوري سينضمون الى ٢٠ ألف مقاتل كردي بدعم من طائرات التحالف لـ "تحرير الرقة"، عاصمة "داعش" شرق سورية.   وجاء قرار أوباما الخميس الماضي بعد يوم من بدء الضربات الروسية التي تستهدف بنظر الأميركيين المعارضة السورية المسلحة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وليس "داعش". وكتبت "نيويوك تايمز" أن واشنطن ستعتمد على ما بين ١٠ الى ١٥ مجموعة معارضة مسلحة ستنضم الى الأكراد في تحرير الرقة. كما تزايد في الأسابيع الأخيرة الوجود الجوي لقوات التحالف في قاعدة انجريليك جنوب تركيا. وسيكون لتركيا والتنسيق بين أنقرة وواشنطن دور أساسي في معركة الرقة وخطوات أخرى في الشمال السوري. وتخوفت مصادر في المعارضة السورية من انعكاسات سلبية في حال غياب هذا التنسيق والشرخ بين القوات العرب والأكراد وتأثير ذلك على المعركة مذكرة بمعركة تحرير تل الأبيض.   الا أن قرار أوباما والحشد العسكري يعكسان تصعيداً أميركياً منذ دخول سورية. وقالت مصادر أميركية لـ "الحياة" أن البيت الأبيض "لأول مرة حزم أمره حول التصعيد في سورية". وتحدث عن انتقادات من فريق أوباما لوزير الخارجية جون كيري " وقوفه مع نظيره سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في نيويورك لتأكيد التعاون فيما كانت موسكو تضرب قوات دربتها الولايات المتحدة". واستبعدت المصادر أي انفراج سياسي قريب، وقللت من أهمية "مجموعة الاتصال" التي عوّل عليها كيري.   وفي هذا السياق، انتقد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الدور الروسي. وقال أن موسكو تصعد الحرب في سورية باستهداف المعارضة المعتدلة، مضيفاً أن جهود موسكو لدعم الرئيس السوري بشار الأسد أشبه بربط نفسها بسفينة غارقة. وقال في كلمة أثناء زيارة له إلى اسبانيا: "باتخاذ إجراء عسكري في سورية ضد أهداف لجماعات المعارضة المعتدلة تصعد روسيا الحرب الأهلية".   ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله إن روسيا عرضت على الولايات المتحدة إجراء اتصالات عسكرية مباشرة في شأن عمليتها العسكرية في سورية في المستقبل القريب، لكن أجواء البيت الأبيض وتحديداً أوباما ومستشارته الأقرب سوزان رايس هي في موقع تصعيدي وبتعاون أكبر مع أنقرة، عكسه مؤتمر الرئيس الأميركي والذي أكد فيه استمرار دعم المعارضة المعتدلة وإمكان وضع اجراءات جديدة على الحدود مع تركيا.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة