أثار إعلان مشاركة فيلم «مدام كوراج» لمخرجه الجزائري مرزاق علواش في مهرجان حيفا الإسرائيلي جدلا واسعا، إذ سارعت وزارة الثقافة للتنديد بهذه الخطوة، داعية المخرج في وقت أول إلى سحبه من المشاركة في المهرجان، قبل أن تطالب في وقت لاحق المخرج بإعادة المساعدات المالية التي حصل عليها من أجل إنجاز هذا الفيلم، في حين يصر مرزاق علواش على موقفه وعلى المشاركة في المهرجان، خلافا للمخرج الياس سالم الذي كان سيشارك في مهرجان أشدود الإسرائيلي بفيلمه «الوهراني»، ثم تراجــع عن ذلك، بعد أن ثارت زوبعة رافضة لهذه الخطوة التي تمثل بالنسبة للكثيرين في الجزائر شكلا من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وكانت وزارة الثقافة قد أعربت عن استيائها من القرار الذي أقدم عليه المخرج مرزاق علواش بالمشاركة في مهرجان حيفا، داعية المخرج في وقت أول إلى تبرير موقفه بدخول المنافسة في هذا المهرجان السينمائي، خاصة وأن علواش لم يعلن عن المشاركة في مهرجان حيفا الذي انطلق في 26 من سبتمبر/ أيلول الماضي، ويستمر حتى الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، وإنما الكشف عن وجود فيلم «مدام كوراج» في المهرجان تم الكشف عنه من طرف المنظمين. ثم دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي المخرج لإعادة الأموال التي حصل عليها من الوزارة لإنجاز فيلمه.

وردّ مرزاق علواش عبر صفحته على موقع التواصل فايسبوك مؤكدا على أنه مستاء لردة الفعل تجاه مشاركة فيلمه في مهرجان حيفا السينمائي، مشددا على أنه كمخرج أو فيلمه لا يمثلان الدولة الجزائرية، وليس لقرار الوجود ضمن أفلام المهرجان أي أثر على السياسة الخارجية الجزائرية.

وانتقد علواش الطريقة التي تعاطت بها وزارة الثقافة مع القضية، موضحا أن هذه الطريقة دليل على أننا لم نخرج بعد من منطق ديكتاتورية الرأي الواحد، وأنه تعود على حملات السبّ والشتم التي صاحبت كل أفلامه السابقة، وأنه قرر في وقت أول عدم الدخول في نقاش عقيم مليء بالكراهية وفضل عدم المساهمة في الجدل القائم، وأنه لما صدر الموقف الرسمي الذي جاء في شكل تسلطي، وجد نفسه مضطرا للرد.

وأكد المخرج أنه يتحمل مسؤولية وجود فيلمه في مهرجان حيفا، وأن الدولة الجزائرية ليست شريكا في إنتاج الفيلم، وأن المساعدات التي منحت لم تتضمن أي شروط بخصوص التوزيع الدولي للفيلم، متأسفا للوضع الذي آلت إليه السينما الجزائرية التي ما زالت ترزح تحت تسلط الرقابة، كما كان عليه الحال في عهد الحزب الواحد، وأنه يتعين على الفنان في هذا الجو أن يكون خاضعا، وإلا فإنه سيجد نفسه أمام خطاب ترهيب وتهديد، وأنه فهم هذا الأمر منذ وقت طويل، الأمر الذي دفعه ليجعل كل أفلامه السابقة شكلا من أشكال المقاومة، وأنه لهذه الأسباب قرر الصمود وعدم التراجع عن موقفه.

جدير بالذكر أن فيلم «مدام كوراج» يحكي قصة شاب جزائري يعيش في حي عشوائي في إحدى مدن غرب البلاد، وأنه مثل الكثير من أبناء جيله الذين طحنتهم الحياة مدمن على تناول مادة مخدرة تسمى «مدام كوراج»

  • فريق ماسة
  • 2015-10-02
  • 11812
  • من الأرشيف

جدل بسبب مشاركة فيلم جزائري في مهرجان سينمائي إسرائيلي

  أثار إعلان مشاركة فيلم «مدام كوراج» لمخرجه الجزائري مرزاق علواش في مهرجان حيفا الإسرائيلي جدلا واسعا، إذ سارعت وزارة الثقافة للتنديد بهذه الخطوة، داعية المخرج في وقت أول إلى سحبه من المشاركة في المهرجان، قبل أن تطالب في وقت لاحق المخرج بإعادة المساعدات المالية التي حصل عليها من أجل إنجاز هذا الفيلم، في حين يصر مرزاق علواش على موقفه وعلى المشاركة في المهرجان، خلافا للمخرج الياس سالم الذي كان سيشارك في مهرجان أشدود الإسرائيلي بفيلمه «الوهراني»، ثم تراجــع عن ذلك، بعد أن ثارت زوبعة رافضة لهذه الخطوة التي تمثل بالنسبة للكثيرين في الجزائر شكلا من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. وكانت وزارة الثقافة قد أعربت عن استيائها من القرار الذي أقدم عليه المخرج مرزاق علواش بالمشاركة في مهرجان حيفا، داعية المخرج في وقت أول إلى تبرير موقفه بدخول المنافسة في هذا المهرجان السينمائي، خاصة وأن علواش لم يعلن عن المشاركة في مهرجان حيفا الذي انطلق في 26 من سبتمبر/ أيلول الماضي، ويستمر حتى الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، وإنما الكشف عن وجود فيلم «مدام كوراج» في المهرجان تم الكشف عنه من طرف المنظمين. ثم دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي المخرج لإعادة الأموال التي حصل عليها من الوزارة لإنجاز فيلمه. وردّ مرزاق علواش عبر صفحته على موقع التواصل فايسبوك مؤكدا على أنه مستاء لردة الفعل تجاه مشاركة فيلمه في مهرجان حيفا السينمائي، مشددا على أنه كمخرج أو فيلمه لا يمثلان الدولة الجزائرية، وليس لقرار الوجود ضمن أفلام المهرجان أي أثر على السياسة الخارجية الجزائرية. وانتقد علواش الطريقة التي تعاطت بها وزارة الثقافة مع القضية، موضحا أن هذه الطريقة دليل على أننا لم نخرج بعد من منطق ديكتاتورية الرأي الواحد، وأنه تعود على حملات السبّ والشتم التي صاحبت كل أفلامه السابقة، وأنه قرر في وقت أول عدم الدخول في نقاش عقيم مليء بالكراهية وفضل عدم المساهمة في الجدل القائم، وأنه لما صدر الموقف الرسمي الذي جاء في شكل تسلطي، وجد نفسه مضطرا للرد. وأكد المخرج أنه يتحمل مسؤولية وجود فيلمه في مهرجان حيفا، وأن الدولة الجزائرية ليست شريكا في إنتاج الفيلم، وأن المساعدات التي منحت لم تتضمن أي شروط بخصوص التوزيع الدولي للفيلم، متأسفا للوضع الذي آلت إليه السينما الجزائرية التي ما زالت ترزح تحت تسلط الرقابة، كما كان عليه الحال في عهد الحزب الواحد، وأنه يتعين على الفنان في هذا الجو أن يكون خاضعا، وإلا فإنه سيجد نفسه أمام خطاب ترهيب وتهديد، وأنه فهم هذا الأمر منذ وقت طويل، الأمر الذي دفعه ليجعل كل أفلامه السابقة شكلا من أشكال المقاومة، وأنه لهذه الأسباب قرر الصمود وعدم التراجع عن موقفه. جدير بالذكر أن فيلم «مدام كوراج» يحكي قصة شاب جزائري يعيش في حي عشوائي في إحدى مدن غرب البلاد، وأنه مثل الكثير من أبناء جيله الذين طحنتهم الحياة مدمن على تناول مادة مخدرة تسمى «مدام كوراج»

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة