دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كتب محفوظ الطويل، والد الناشطة المعتقلة إسراء الطويل، شهادة حول كارثة تدافع الحجاج في منى، والتي أدت حتى الآن طبقا للمصادر الرسمية السعودية، إلى مقتل أكثر من 717 حاجا وإصابة 805 آخرين، حيث قال "الطويل" الذي يؤدي مناسك الحج في السعودية الآن، إن عدد القتلى بين الضحايا طبقا لآخر تقدير بلغ أكثر من 900 حاجا، وما زال العدد مرشحا للزيادة.
وأشار "الطويل" في شهادته التي نشرها عبر صفحته على "فيس بوك"، إلى أن السبب الرئيسي لما جرى هو السماح للحجاج بالسير في الاتجاهين في نفس الوقت، وأنه عندما توجه لبوابة الدفاع المدني ورجا الجنود الواقفين أن يفتحوا البوابات لإنقاذ الناس من الموت، ردوا مع الأسف وقالوا ممنوع الدخول ومنعوا الناس بالقوة، متهما الدفاع المدني السعودي بالتباطؤ في إنقاذ الضحايا، مما تسبب في زيادة الأعداد.
وإلى نص ما كتبه الطويل على حسابه على "فيسبوك":
مأساة أخرى تضاف لمآسي الحج، ربما يزيد عدد الوفيات على 300 حاج وعدد المصابين أكثرمن ذلك.
بينما كنا متجهين إلى رمي الجمرات بشارع رقم 204، وحوالي الساعة التاسعة صباحا لاحظت زحاما شديدا جدا للأسف الشديد، بسبب السماح للحجاج بالسير في الاتجاهين في نفس الوقت.
وكنت قريبا من محطة الدفاع المدني، وسقطت نظارتي الطبية ولم أتمكن من استردادها، ثم فقدت الحقيبة الصغيرة التي كانت على ظهري، وكان الموبايل للأسف فاصل شحن.
اقتربت من بوابة محطة الدفاع المدني، ورجوت الجنود الواقفين أن يفتحوا البوابات لإنقاذ الناس من الموت، للأسف كعادتهم، قالوا ممنوع الدخول ومنعوا الناس بالقوة.
ولم يكن أمامي إلا أن ارتميت تحت سيارة الإطفاء، وزحفت حتى وقفت أمام الجنود بالداخل، وقلت لهم أرجوكم اتصلوا بالطوارئ وبالعمليات، وأبلغوهم بالمصيبة والكارثة.
ضغط الناس على الباب وفتحوه بالقوة، واضطر الجنود لتشغيل السارينة، وفقدت الوعي لمدة 50 دقيقة تقريبا ظل بعض الناس يرشون الماء على وجهي وجسمي، وبعضهم يقوم بالتهوية حتى أكرمني الله وأفقت.
وبدأت أرى الموتى في الشارع، ودرجة الحرارة تزيد على 45، ثم بدأت أحمل وأساعد الآخرين في حمل الجثث إلى سيارات الإسعاف، والتي زاد عددها على السبعين سيارة، وساعدت في حمل أكثر من خمسين مصابا بين ميت وشبه ميت حتى خارت قواي، فجلست ورأيت الأعداد في تزايد مستمر.
ثم سلكت طريقا آخر إلى الجمرات، ووصلت عند الجمرات بعد أذان الظهر، ومن الجدير بالذكر أنهم بدؤوا بالفعل في منع الناس من السير في الاتجاهين، بعد الساعة 12.30.
رحم الله من لقي ربه وشفى الله المصابين.
ثم كتب الطويل إضافة للبوست السابق قال فيها:
معظم من رأيتهم في تلك الفاجعة والمصيبة من ذوي البشرة السمراء، من إفريقيا وأيضا من إندونيسيا.
وتحرك أطباء وممرضون من البعثة الجزائرية، وبدؤوا عمليات ومحاولات إسعافات أولية قبل وصول أي سيارات إسعاف سعودية.
كان هناك فاصل زمني منذ بداية الأزمة حوالي الساعة التاسعة حتى وصول سيارات الإسعاف الساعة العاشرة والثلث، وتحركت العمليات، واشتركت طائرات الهليكوبتر، وتحرك جنود مدربون وأوقفوا دخول الحجاج من كلا الاتجاهين بدلا من الجنود صغار السن.. اللي هم أساسا تحت التدريب، ربما كانت الخسائر البشرية أقل بكثير، وللأسف وصلنا الآن ما يفيد بأن عدد الموتى تجاوز عددهم 900.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة