يستمر التخبط في أزقة وزارتنا الضيقة وسردايب عقولهم المتحجرة ليصيبوا بسهامهم الفتاكة عقول الشباب وجهود أتعابهم على مر سني دراستهم، يصدرون قراراً بفحص موحد كشرط للتخرج وينتشرون على الإعلام للتحدث بمزاياه الداخلية والعالمية وما إلى هنالك من كلام ملفَّق، ثم لا يلبث وبحدثٍ مفاجئ أن يُلغى الفحص الوطني كشرط للتخرج، ومن ألغاه!؟ مجلس الشعب والقيادة القطرية، كدلالة قوية على سوء تدبير عمل الوزارة التي لم تلبث هي ومركز القياس والتقويم بنفي الخبر تارة ثم إثباته تارة أخرى، والملفت أن كلَّ هذا الضياع في القرارات صدر في وقت حساس جداً بعد انتهاء فحص كلية طب الأسنان وقبل أن يبدأ فحص كلية الطب البشري، وكأنما رموا عرض الحائط كل كدٍّ وهدفٍ وطموح عند هؤلاء الطلاب. والنتيجة النهائية: استمرار هجرة العقول للتخلص من كل أولئك القائمين في مناصبهم على هدم وتحطيم كل جهدٍ بنّاء يُبنى في سبيل إعمار هذا الوطن.

فيما مضى تم إصدار مرسوم رئاسي يفضي بإقرار فصل ثالث للنظام للتعليمي للتخلص من شرذمة الفحوص الاستثنائية والارتقاء بالعملية التعليمية والشهادة الجامعية السورية على مستوى العالم، وما كان من الوزارة السابقة سليفةالوزارة الحالية طبعاً إلاَّ أن تُوقِفَ العمل به وفقاً لما يسمى “التعليمات التنفيذية” التي تعلنها الوزارة بناءً على رؤيا يفترض بها أن تكون “ثاقبة وإيجابية وهادفة”، والنتيجة اليوم أن معظم طلاب الجامعات السورية ينهون مقرراتهم السنوية ويتخرجون وفقاً لقرارات امتحانية استثنائية، نعم الطالب لدينا اليوم بعد تخبيص وزارة التعليم ينهي تعليمه بشكل “استثنائي”، هل هذا يرتقي بجامعاتنا في أنحاء العالم؟ ألا يجدر بهذا الكادر الوزاري أن يتعلم من رؤيا القائد الأسد في التطوير؟!

إن مدرسة الأسد لطالما أكدت على أهمية الشباب ودورهم في بناء هذا الوطن، ووزارتنا اليوم لطالما عملت على هدم هذا المفهوم والإيقاع بالشباب بفخ الهروب من هذا الواقع الأليم، ولو أرادت فعلاً السير قدماً في هذا المجال لعملت على أن يكون الفحص الوطني مبنياًّ على معايير خاصة كأن يكون هنالك منهج موحد له كما في الأنظمة الامتحانية المعيارية في أنحاء العالم، لا أن تأتي الأسئلة جميعها تقريباً كما هي من منهاج واحد هو منهاج جامعة دمشق، ضائعاً بذلك جهد سنوات عديدة من الدراسة لطلاب الجامعات البقية وجهد سنوات طويلة من التعليم لأساتذة هذه الجامعات، إنَّ هذا لتهميش واضح لجامعة تشرين وبقية الجامعات التي تأسست في ظل مدرسة الأسد الفكرية.

ويتساءل الطلاب دائماً: لماذا المناهج المعيارية العالمية ليست معقدة أو مملوءة بالحشو كما هو لدينا؟ ولماذا يتفوق الطلاب السوريون فيها ولا يتعثرون إلا في هذا الفحص المعياري السوري؟

على ما يسمى بمركز القياس والتقويم ووزارته التابع لها أن يدركا أخطاءهما ويتوقفا عن الاستمرار برمي الحجارة في طريق مستقبل الشباب، ويجب تعديل عمل المركز وكادره بشكل جذري، وعليه أن يناقش موضوع المنهج الواحد والأسئلة الممنهجة التي تقيس فعلاً جهد سنين عدة من التعلم والتعليم في كافة الجامعات لا في جامعة واحدة ولطلاب جامعة واحدة فقط،وأن يكون أكثر شفافية في التعامل مع طلاب الوطن فيلتزم بأقواله ويرفق سلالم التصحيح مع تفسير الأسئلة الملتبسة وإمكانية تعديلها، بالإضافة إلى ضرورة الاستبيان الذي يقيس جودة هذا الامتحان وفقاً لآراء الطلاب وأساتذة الجامعات، لتكون الشهادة فعلاً بمثابة تقييم معياري موثوق في وطننا وفي أنحاء العالم، وإن لم يتم هذا فلينتظر الطلاب القادمون تضحيات جسيمة مع هذا الفحص الجديد ومع إداراته الممنهجة.

إن لم تكونوا على قدر المسؤولية فلا تحملوها عنوة وتظلموا غيركم، جهدُ الطلاب أمانة في أعناقكم وأنتم تتلاعبون بها، كفاكم عبثاً، نريدُ منكم أن تتعلموا صدق القول وشفافية العمل وجدية النظرة تجاه بناء الوطن من القائد الرئيس بشار الأسد متمثلين برؤاه العظيمة وقراراته الحكيمة، وإلا فعلى الجيل السلام.

  • فريق ماسة
  • 2015-09-10
  • 12655
  • من الأرشيف

مهزلة الفحص الوطني الموحد / بقلم الدكتور: أحمد أديب أحمد

يستمر التخبط في أزقة وزارتنا الضيقة وسردايب عقولهم المتحجرة ليصيبوا بسهامهم الفتاكة عقول الشباب وجهود أتعابهم على مر سني دراستهم، يصدرون قراراً بفحص موحد كشرط للتخرج وينتشرون على الإعلام للتحدث بمزاياه الداخلية والعالمية وما إلى هنالك من كلام ملفَّق، ثم لا يلبث وبحدثٍ مفاجئ أن يُلغى الفحص الوطني كشرط للتخرج، ومن ألغاه!؟ مجلس الشعب والقيادة القطرية، كدلالة قوية على سوء تدبير عمل الوزارة التي لم تلبث هي ومركز القياس والتقويم بنفي الخبر تارة ثم إثباته تارة أخرى، والملفت أن كلَّ هذا الضياع في القرارات صدر في وقت حساس جداً بعد انتهاء فحص كلية طب الأسنان وقبل أن يبدأ فحص كلية الطب البشري، وكأنما رموا عرض الحائط كل كدٍّ وهدفٍ وطموح عند هؤلاء الطلاب. والنتيجة النهائية: استمرار هجرة العقول للتخلص من كل أولئك القائمين في مناصبهم على هدم وتحطيم كل جهدٍ بنّاء يُبنى في سبيل إعمار هذا الوطن. فيما مضى تم إصدار مرسوم رئاسي يفضي بإقرار فصل ثالث للنظام للتعليمي للتخلص من شرذمة الفحوص الاستثنائية والارتقاء بالعملية التعليمية والشهادة الجامعية السورية على مستوى العالم، وما كان من الوزارة السابقة سليفةالوزارة الحالية طبعاً إلاَّ أن تُوقِفَ العمل به وفقاً لما يسمى “التعليمات التنفيذية” التي تعلنها الوزارة بناءً على رؤيا يفترض بها أن تكون “ثاقبة وإيجابية وهادفة”، والنتيجة اليوم أن معظم طلاب الجامعات السورية ينهون مقرراتهم السنوية ويتخرجون وفقاً لقرارات امتحانية استثنائية، نعم الطالب لدينا اليوم بعد تخبيص وزارة التعليم ينهي تعليمه بشكل “استثنائي”، هل هذا يرتقي بجامعاتنا في أنحاء العالم؟ ألا يجدر بهذا الكادر الوزاري أن يتعلم من رؤيا القائد الأسد في التطوير؟! إن مدرسة الأسد لطالما أكدت على أهمية الشباب ودورهم في بناء هذا الوطن، ووزارتنا اليوم لطالما عملت على هدم هذا المفهوم والإيقاع بالشباب بفخ الهروب من هذا الواقع الأليم، ولو أرادت فعلاً السير قدماً في هذا المجال لعملت على أن يكون الفحص الوطني مبنياًّ على معايير خاصة كأن يكون هنالك منهج موحد له كما في الأنظمة الامتحانية المعيارية في أنحاء العالم، لا أن تأتي الأسئلة جميعها تقريباً كما هي من منهاج واحد هو منهاج جامعة دمشق، ضائعاً بذلك جهد سنوات عديدة من الدراسة لطلاب الجامعات البقية وجهد سنوات طويلة من التعليم لأساتذة هذه الجامعات، إنَّ هذا لتهميش واضح لجامعة تشرين وبقية الجامعات التي تأسست في ظل مدرسة الأسد الفكرية. ويتساءل الطلاب دائماً: لماذا المناهج المعيارية العالمية ليست معقدة أو مملوءة بالحشو كما هو لدينا؟ ولماذا يتفوق الطلاب السوريون فيها ولا يتعثرون إلا في هذا الفحص المعياري السوري؟ على ما يسمى بمركز القياس والتقويم ووزارته التابع لها أن يدركا أخطاءهما ويتوقفا عن الاستمرار برمي الحجارة في طريق مستقبل الشباب، ويجب تعديل عمل المركز وكادره بشكل جذري، وعليه أن يناقش موضوع المنهج الواحد والأسئلة الممنهجة التي تقيس فعلاً جهد سنين عدة من التعلم والتعليم في كافة الجامعات لا في جامعة واحدة ولطلاب جامعة واحدة فقط،وأن يكون أكثر شفافية في التعامل مع طلاب الوطن فيلتزم بأقواله ويرفق سلالم التصحيح مع تفسير الأسئلة الملتبسة وإمكانية تعديلها، بالإضافة إلى ضرورة الاستبيان الذي يقيس جودة هذا الامتحان وفقاً لآراء الطلاب وأساتذة الجامعات، لتكون الشهادة فعلاً بمثابة تقييم معياري موثوق في وطننا وفي أنحاء العالم، وإن لم يتم هذا فلينتظر الطلاب القادمون تضحيات جسيمة مع هذا الفحص الجديد ومع إداراته الممنهجة. إن لم تكونوا على قدر المسؤولية فلا تحملوها عنوة وتظلموا غيركم، جهدُ الطلاب أمانة في أعناقكم وأنتم تتلاعبون بها، كفاكم عبثاً، نريدُ منكم أن تتعلموا صدق القول وشفافية العمل وجدية النظرة تجاه بناء الوطن من القائد الرئيس بشار الأسد متمثلين برؤاه العظيمة وقراراته الحكيمة، وإلا فعلى الجيل السلام.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة