حذر حزب الشعوب الديمقراطي الذي يعد أبرز حزب مؤيد للأكراد في تركيا من خطر اندلاع حرب أهلية في البلاد بعد تعرض مقراته لسلسلة هجمات إثر المواجهات الدامية بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي.

 

وقال زعيم الحزب صلاح الدين دمرتاش “خلال اليومين الأخيرين كان هناك أكثر من 400 هجوم ضد حزب الشعوب الديمقراطي والأكراد إننا نتعرض لحملة من التعديات والهجمات”، مضيفاً ان حملات الهجمات هذه تديرها يد واحدة هي يد الدولة “إنهم يريدون إشعال حرب أهلية وما يجري منذ يومين تكرار لها”.

 

كما اتهم دمرتاش النظام التركي الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان بتأجيج النزاع الكردي لأهداف سياسية.

 

واضاف: “لسنا نحن من قرر إغراق هذا البلد في الحرب وتكثيفها. لم نساند يوما مثل هذا القرار، إنه قرار اتخذه الرئيس (رجب طيب أردوغان) والحكومة”، مضيفاً يريدون أن يقولوا لنا إذا لم نحصل على 400 نائب ستدفعون الثمن.

 

من جهته رد أردوغان بعنف على تصريحات دمرتاش، متهماً حزب “الشعوب الديمقراطي” بالتحدث بلغة الإرهاب.

 

وقال اردوغان “هناك رئيس حزب يتحدث عن حرب أهلية هذا لا معنى له”، داعيا قادة حزب الشعوب الديمقراطي إلى “الاختيار بين الإرهاب والديمقراطية”.

 

وأضاف الرئيس التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، متوجها إلى دمرتاش “إذا وقفت إلى جانب الإرهاب فستواجه عواقب ذلك”.

 

بدوره أعرب تاسك عن القلق حيال أعمال العنف في تركيا بشكل عام، مندداً في الوقت عينه “بهجمات استهدفت مقر حزب الشعوب الديمقراطي في أنقرة”، داعيا تركيا وحزب العمال الكردستاني للعودة إلى المفاوضات.

 

وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع تظاهر آلاف الاشخاص لليوم الثاني على التوالي في مدن تركية عدة ضد حزب العمال الكردستاني، اذ قامت مجموعات من المتظاهرين بمهاجمة مكاتب حزب الشعوب الديمقراطي في حي كافاكليديري وأحرقت قاعة المحفوظات كما أحرق مقر الحزب بالكامل في منطقة ألانيا جنوبي البلاد.

 

وكان أنصار للحكومة هاجموا اول من امس مقر صحيفة “حرييت” في إسطنبول للمرة الثانية لاتهام الصحيفة بأنها معادية لأردوغان. وحاول نحو مئة متظاهر اقتحام المبنى مرددين “الله اكبر”.

 

الى ذلك ندد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بهذه التظاهرات داعيا إلى الهدوء.

 

في المقابل بدأ نواب من حزب “الشعوب الديمقراطي” الأربعاء مسيرة باتجاه مدينة جزرة التي تخضع لحظر تجول منذ ستة أيام، وسط مخاوف بشأن الوضع الإنساني في تلك المدينة.

 

وأراد زعيم الحزب صلاح الدين دمرتاش وعلي حيدر كونكا ومسلم دوغان اللذان يمثلان الحزب في حكومة تصريف الأعمال التركية، الوصول إلى جزرة في محافظة سيرناك جنوب شرق البلاد، بسياراتهم، الا أن الشرطة رفضت السماح لهم بالمرور بسياراتهم بعد بلدة ميديات. وقال دمرتاش إن الوفد الذي يضم نوابا آخرين ومدنيين، سيقطع مسافة التسعين كلم المتبقية سيرا على الأقدام.

  • فريق ماسة
  • 2015-09-09
  • 4494
  • من الأرشيف

الحرب الأهلية تطرق الباب التركي

حذر حزب الشعوب الديمقراطي الذي يعد أبرز حزب مؤيد للأكراد في تركيا من خطر اندلاع حرب أهلية في البلاد بعد تعرض مقراته لسلسلة هجمات إثر المواجهات الدامية بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي.   وقال زعيم الحزب صلاح الدين دمرتاش “خلال اليومين الأخيرين كان هناك أكثر من 400 هجوم ضد حزب الشعوب الديمقراطي والأكراد إننا نتعرض لحملة من التعديات والهجمات”، مضيفاً ان حملات الهجمات هذه تديرها يد واحدة هي يد الدولة “إنهم يريدون إشعال حرب أهلية وما يجري منذ يومين تكرار لها”.   كما اتهم دمرتاش النظام التركي الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان بتأجيج النزاع الكردي لأهداف سياسية.   واضاف: “لسنا نحن من قرر إغراق هذا البلد في الحرب وتكثيفها. لم نساند يوما مثل هذا القرار، إنه قرار اتخذه الرئيس (رجب طيب أردوغان) والحكومة”، مضيفاً يريدون أن يقولوا لنا إذا لم نحصل على 400 نائب ستدفعون الثمن.   من جهته رد أردوغان بعنف على تصريحات دمرتاش، متهماً حزب “الشعوب الديمقراطي” بالتحدث بلغة الإرهاب.   وقال اردوغان “هناك رئيس حزب يتحدث عن حرب أهلية هذا لا معنى له”، داعيا قادة حزب الشعوب الديمقراطي إلى “الاختيار بين الإرهاب والديمقراطية”.   وأضاف الرئيس التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، متوجها إلى دمرتاش “إذا وقفت إلى جانب الإرهاب فستواجه عواقب ذلك”.   بدوره أعرب تاسك عن القلق حيال أعمال العنف في تركيا بشكل عام، مندداً في الوقت عينه “بهجمات استهدفت مقر حزب الشعوب الديمقراطي في أنقرة”، داعيا تركيا وحزب العمال الكردستاني للعودة إلى المفاوضات.   وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع تظاهر آلاف الاشخاص لليوم الثاني على التوالي في مدن تركية عدة ضد حزب العمال الكردستاني، اذ قامت مجموعات من المتظاهرين بمهاجمة مكاتب حزب الشعوب الديمقراطي في حي كافاكليديري وأحرقت قاعة المحفوظات كما أحرق مقر الحزب بالكامل في منطقة ألانيا جنوبي البلاد.   وكان أنصار للحكومة هاجموا اول من امس مقر صحيفة “حرييت” في إسطنبول للمرة الثانية لاتهام الصحيفة بأنها معادية لأردوغان. وحاول نحو مئة متظاهر اقتحام المبنى مرددين “الله اكبر”.   الى ذلك ندد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بهذه التظاهرات داعيا إلى الهدوء.   في المقابل بدأ نواب من حزب “الشعوب الديمقراطي” الأربعاء مسيرة باتجاه مدينة جزرة التي تخضع لحظر تجول منذ ستة أيام، وسط مخاوف بشأن الوضع الإنساني في تلك المدينة.   وأراد زعيم الحزب صلاح الدين دمرتاش وعلي حيدر كونكا ومسلم دوغان اللذان يمثلان الحزب في حكومة تصريف الأعمال التركية، الوصول إلى جزرة في محافظة سيرناك جنوب شرق البلاد، بسياراتهم، الا أن الشرطة رفضت السماح لهم بالمرور بسياراتهم بعد بلدة ميديات. وقال دمرتاش إن الوفد الذي يضم نوابا آخرين ومدنيين، سيقطع مسافة التسعين كلم المتبقية سيرا على الأقدام.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة