دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تحاول جبهة النصرة استنهاض حالها وإعادة دورها الذي بدأت تفقده في الجارة الأقرب، نتيجة التغيير في الأجندة التركية، وسعي حزب "العدالة التنمية" الى حرف الأنظار عن أزمته الداخلية بعد تراجعه في الانتخابات التشريعية عبر إعلانه الحرب على تنظيم "داعش" والأكراد معاً، وكذلك تحاول لململة أوضاعها في ضوء المعلومات عن تخلي السعودية عنها.
إزاء هذا الواقع، شنّت "جبهة النصرة" هجوماً على "سهل الغاب" الغربي في "ريف حماه" الشمالي، المحاذي "لريف إدلب" الجنوبي في مسعىً منها لتحقيق "إنتصار" علّه يرفع من معنويات عناصرها، ويحفظ لها دوراً في المنطقتين المذكورتين، بعد تقدم "جيش الفتح" عليها، تحديداً تنظيم "أحرار الشام" المدعوم من أنقرة، والذي يحاول بعض الإعلام المحلي والغربي "تلميع صورته" عبر التسويق بأنه يمثل "الاعتدال" كما "النصرة"، كذلك يسعى "الفتح" للسيطرة على "الغاب" ووصله "بريف إدلب" الجنوبي، لتتسع بذلك مناطق نفوذه من الشمال الى "حماه" في الوسط، غير أنه لاقى مقاومةً شرسة من الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني، أجبرته على التراجع من بعض المناطق التي سيطر عليها، "كخربة الناقوس" و "المنصورة" وسواهما، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية.
وتلفت إلى أن "الغاب" يشهد معارك "كرٍّ و فرٍّ" بين القوات المسلحة والتكفيريين، من دون أن يكون لها أي بعدٍ استراتيجي، ودائماً وفقاً للمصادر. وفي الوسط ايضاً، يعزز الجيش السوري حضوره في محيط حقلي "الشاعر" و"جزل" النفطيين، ويتقدم باتجاه مدينة "تدمر"، لتطهيرها من مسلحي "داعش"، في ضوء معلومات عن هروب عناصر "التنظيم" من المدينة الاثرية الى "السخنة" ثم "الرقة"، بحسب ما تؤكد المصادر.
بالانتقال الى الشمال، لفتت المصادر الى أن "داعش" أخلى بعض مواقعه في مدينة "الرقة" المعقل الرئيسي له في سورية، وسحب عدداً من مسلحيه الى "جرابلس" في "ريف حلب" بعد سيطرة الجيش و "وحدات حماية الشعب الكردي" بالكامل على مدينة "الحسكة" المجاورة "لعاصمة التنظيم". وتؤكد المصادر أن معظم معاقل "داعش" في سورية باتت مطوقة، بالتالي هناك إمكانية جدية للاطباق عليها، ولكن لم تتوفر حتى الآن رغبة دولية بذلك، لأن القضاء على التنظيم سريعاً، يؤدي الى ضربة معنوية كبيرة في صفوف مختلف التنظيمات التكفيرية، ويفقد دول العدوان على سورية أوراق قوتها في اي عملية تفاوضية تؤدي الى تسويةٍ لإنهاء الأزمة، وذلك وفقاً لرأي المصادر.
في "الزبداني"، تجري العمليات بدقةٍ وهدوء، بعدما نجح الجيش وحزب الله في تقطيع أوصال المجموعات الإرهابية في المدينة، والسيطرة عليها بالنار، ما أسهم في الحفاظ على حياة الوحدات المهاجمة، كذلك دفع المسلحين إلى خيار الاستسلام. وكشفت المصادر إلى أن عدداً كبيراً من عناصر "الجيش الحر" في "الزبداني"، سلم نفسه للجيش السوري، وما تبقى منه، هو اليوم عرضةً للقتل والاضطهاد على يد "النصرة"، بحسب المصادر.
وفي المحصلة، يقاتل الجيش السوري وحلفائه قتالاً يعرفون أنه مستمر لفترة طويلة، ويعمدون الى تقليل الخسائر ومحاولة استخدام التكتيكات التي تعطي ربحًا أكبر وخسائر أقل، وها هي الاستراتيجية السورية تثبت فعاليتها، وما التهويل الاردوغاني بمنطقة آمنة وسواها سوى نوع من الحرب النفسية التي لن تقدم ولن تفيد الأتراك ولا مجموعاتهم المسلحة، ولن يكون لأردوغان سوى حصد الخيبات كما حصد في بداية الحرب على سورية بسقوط المشروع الإخواني الذي تحوّل الى جثّة يحاول أردوغان إحياءها من جديد.
المصدر :
المردة / حسان الحسن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة