المدنيون هم أول ضحايا الصراع في سوريا بعد تحويل المدن إلى ساحات اشتباكات.. حيث لا يأخذ المسلحون خاصةً في الاعتبار تحول هذه المدن إلى مراكز تؤوي النازحين من مناطق الاشتباك ويراهنون على إسقاطها بأي ثمن برغم كلفتها الكبيرة.

 مقاتلو جبهة النصرة يستهدفون المدنيين في الفوعة بمدافع جهنم

 مدافع جهنم لسكان الفوعة وكفريا.. جيش الفتح يمطر المدينة بما تحول إلى أقوى أسلحة التدمير والقتل التي يستخدمها ضد التجمعات المدنية المستعصية عليه.

الحرب على الفوعة التي تضم 40 ألفاً من المدنيين المحاصرين، تحاول المجموعات المسلحة الانتقام بقتلهم من هزيمة تبدو مؤكدةً في الزبداني.قصف على الزبداني لليوم السادس عشر.. الجيش والمقاومة يتقدمان فيها ويحكمان الحصار تماماً بعد السيطرة على مزارع سهلها ودرب الكلاسة.. المدينة تحولت إلى ساحة اشتباك بعد أن أخلتها المجموعات المسلحة من المدنيين.يقول أسامة دنورة الكاتب والباحث السياسي "تحاول هذه المجموعات دفع السكان إلى النزوح إلى دول الجوار من أجل استخدام هذا الملف كملف ضاغط على الحكومة السورية من جهة، والسعي لتغيير قناعات هؤلاء وانتمائهم الوطني واستبدالها بأنواع أخرى من الانتماء تقوم على التشدد الديني".وفي إدلب، من أصل 600 ألف مدني بين نازح وإدلبي، لم يبق في المدينة اليوم أكثر من 100 ألف، فيما امتلأت سجون جيش الفتح بالآلاف من المعتقلين المدنيين.رهائن نبل والزهراء في عملية تبادل مع الجيش لمقاتلين من النصرة.. الأطفال والنساء خطفوا على حواجز المجموعات المسلحة.. .وعلى طول خريطة مناطق الاشتباك لم تتوقف المجموعات المسلحة عن إجلاء المدنيين من أجل تحقيق انتصارات عسكرية.يقول حسن حسن الخبير العسكري "إما أن يعمد الجيش إلى إخلاء المنطقة أو محاولة إخراج السكان المدنيين أو يعمل على محاصرتها أكبر قدر ممكن ومن ثم التعامل مع العصابات المسلحة.. بالنسبة للمدنيين قد يتم اتخاذهم كرهائن أو دروع بشرية".في المقابل، حد وجود المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة من عمليات الجيش السوري التي كانت ترتكز على إجراء المصالحات، ثم إعادة الأهالي بعد إخراج المسلحين من المناطق..في المعضمية وفي أكثر من 40 بلدةً عقدت مصالحات شكلت استراتيجيةً بديلةً للجيش، لتقليل الخسائر بين المدنيين ومنع المسلحين من الاحتماء بهم، وهو ما أخّر حسم المعارك في الكثير من المناطق، خصوصاً في الغوطة، وساعد على انتشار حركة احتجاج واسعة تكررت في سقبا ودوما تطالب بإخراج المسلحين والسلاح.

  • فريق ماسة
  • 2015-07-21
  • 10187
  • من الأرشيف

سوريا: المسلحون يقصفون المدن دون اعتبارٍ لوجود المدنيين فيها

المدنيون هم أول ضحايا الصراع في سوريا بعد تحويل المدن إلى ساحات اشتباكات.. حيث لا يأخذ المسلحون خاصةً في الاعتبار تحول هذه المدن إلى مراكز تؤوي النازحين من مناطق الاشتباك ويراهنون على إسقاطها بأي ثمن برغم كلفتها الكبيرة.  مقاتلو جبهة النصرة يستهدفون المدنيين في الفوعة بمدافع جهنم  مدافع جهنم لسكان الفوعة وكفريا.. جيش الفتح يمطر المدينة بما تحول إلى أقوى أسلحة التدمير والقتل التي يستخدمها ضد التجمعات المدنية المستعصية عليه. الحرب على الفوعة التي تضم 40 ألفاً من المدنيين المحاصرين، تحاول المجموعات المسلحة الانتقام بقتلهم من هزيمة تبدو مؤكدةً في الزبداني.قصف على الزبداني لليوم السادس عشر.. الجيش والمقاومة يتقدمان فيها ويحكمان الحصار تماماً بعد السيطرة على مزارع سهلها ودرب الكلاسة.. المدينة تحولت إلى ساحة اشتباك بعد أن أخلتها المجموعات المسلحة من المدنيين.يقول أسامة دنورة الكاتب والباحث السياسي "تحاول هذه المجموعات دفع السكان إلى النزوح إلى دول الجوار من أجل استخدام هذا الملف كملف ضاغط على الحكومة السورية من جهة، والسعي لتغيير قناعات هؤلاء وانتمائهم الوطني واستبدالها بأنواع أخرى من الانتماء تقوم على التشدد الديني".وفي إدلب، من أصل 600 ألف مدني بين نازح وإدلبي، لم يبق في المدينة اليوم أكثر من 100 ألف، فيما امتلأت سجون جيش الفتح بالآلاف من المعتقلين المدنيين.رهائن نبل والزهراء في عملية تبادل مع الجيش لمقاتلين من النصرة.. الأطفال والنساء خطفوا على حواجز المجموعات المسلحة.. .وعلى طول خريطة مناطق الاشتباك لم تتوقف المجموعات المسلحة عن إجلاء المدنيين من أجل تحقيق انتصارات عسكرية.يقول حسن حسن الخبير العسكري "إما أن يعمد الجيش إلى إخلاء المنطقة أو محاولة إخراج السكان المدنيين أو يعمل على محاصرتها أكبر قدر ممكن ومن ثم التعامل مع العصابات المسلحة.. بالنسبة للمدنيين قد يتم اتخاذهم كرهائن أو دروع بشرية".في المقابل، حد وجود المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة من عمليات الجيش السوري التي كانت ترتكز على إجراء المصالحات، ثم إعادة الأهالي بعد إخراج المسلحين من المناطق..في المعضمية وفي أكثر من 40 بلدةً عقدت مصالحات شكلت استراتيجيةً بديلةً للجيش، لتقليل الخسائر بين المدنيين ومنع المسلحين من الاحتماء بهم، وهو ما أخّر حسم المعارك في الكثير من المناطق، خصوصاً في الغوطة، وساعد على انتشار حركة احتجاج واسعة تكررت في سقبا ودوما تطالب بإخراج المسلحين والسلاح.

المصدر : الميادين / ديمة ناصيف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة