سيد أوباما .. مل  العالم من صعودك الأشجار .. و لم يعد السوريون معنيين بإنزالك .. هيا انزل كما صعدت , و اعترف بنصر سورية , و انتصار الأسد .. و ادفع بأزلامك صاغرين عبر روسيا العظمى .. لإستجداء عفو الأسد و التحالف معه .

لقد قال لك القيصر بوتين .. كفى , لقد خسرت المعركة , فقلت نعم أعرف أن سورية انتصرت , لكنني متمسك برحيل الاسد و جنيف 1 و بسلة التسويات دفعة ً واحدة .. فأسمعك قهقهته عبر الهاتف .. و أكد لك لقاء الرئيس الأسد , وأن دعم موسكو له ثابت و بلا حدود .. و مع ذلك أحالك إلى الشعب السوري .

فبعد خمس سنوات للحرب على سورية .. ركع المهاجمون , و هاهم يستجدون عفوا ً و تعاونا ً سوريا ً , يدفع عنهم شرّ أعمالهم و ارتداد الإرهاب عليهم .. بعدما استجلبوه و زرعوه في بلادهم و قادوه و دعموه و دربوه و سلحوه , و أرسلوه إلى سورية ..!!؟.

هاهم يستجدون الأسد .. أردنيون و سعوديون و أتراك ....الخ . لأنهم يعلمون حجم الصاعق الذي سينفجر في بلادهم .. يريدون أن تقفل سورية أبوابها جيدا ً , و أن تتحول إلى بقعة تقتيل , و يحشدون جيوشهم على حدودها تحسبا ً .. لأمنهم و عروشهم .. إنهم يستجدون الجيش العربي السوري الدفاع عنهم .. بئس الجيران .. و بئس الأعراب .

لقد أفضت سلسلة لقاءات .. المعلم – لافروف , لافروف – كيري , كيري – بوتين , أوباما – بوتين في 12 أيار الفائت إلى تفويض روسيا بالحل وفق مؤتمر جنيف 1 , بالتفسير الروسي و ليس الأمريكي .. و عليه فقد شهدنا سلسلة لقاءات روسية – سعودية , روسية – تركية , روسية – سورية تمثلت في الزيارة الأخيرة للوزير المعلم إلى موسكو .. حيث لم يعط الموافقة أو الرفض حول طرح التحالف الجديد مع سورية في محاربة الإرهاب .. بل كان ذكيا ً عندما تحدث عن معجزات الرئيس بوتين , والتي يمكنها أن تحول صانعي الإرهاب إلى محاربين حقيقيون له !! .

يبدو أن العالم سيتجه نحو تشكيل تحالف ٍ دولي لإنقاذ الدول المتورطة .. و ليس لإنقاذ سورية ..!!!

لقد أرادت أمريكا أن تطرح حل ّ الأزمة السورية من خلال سلة التسويات الشاملة في المنطقة , و ربطها بالتحولات و التطورات الكبيرة لمرحلة ما بعد التوقيع على الإتفاق النووي الإيراني ,وحجز المقاعد على طاولة التسويات الكبرى .. و التي ستتمخض – دون شك – بالإعتراف بالنصر السوري .

قد تبدو مهمة روسيا صعبة ً و مستحيلة للوهلة الأولى .. لكن عندما نرى اعتراف العالم بها مجددا ً كدولة عظمى و قطبا ً أساسيا ً .. و نرى زعماء قمتي البريكس و شنغهاي يجلسون على طاولة القيصر فلاديمير بوتين , ندرك أنها مهمة ممكنة و غير مستعصية .

لقد طرح الرئيس بوتين اّلية العمل على شقين , الأول ضرورة محاربة الإرهاب في سورية , فيما يتمحور الثاني حول الحل السياسي و اللعبة الديمقراطية في الإنتخابات البرلمانية القادمة في 2016 , و إفساح المجال لكافة الناخبين للترشح و الفوز بالأغلبية و الأحقية بتشكيل الحكومة .

و من المفيد هنا تذكير السيد أوباما , بحقائق تتعلق بجنيف 1 :

1- إن ما أكدته لقاءات موسكو2 التشاورية , عدم نضج المعارضة , و عدم انسجامها في طروحاتها و اّلية الوصول إليها .. فمنهم من طالب بضمانات دولية , لكنه يرفض التدخل الأجنبي .!!! .. ما هكذا تُقاد الدول .

2- تم فرض جناح واحد للمعارضة في جنيف 1 .. بما يتعارض مع نصه الذي دعا لأوسع تمثيل .

3- الحل السوري – السوري في جنيف1 تم بوجود وسيط أممي و تدخل أجنبي و فضائح و قصاصات السفير فورد , و الإستخبارات السعودية .

4- جرى استبعاد إيران .. اللاعب الأكثر أهمية في المنطقة .. فهذا يتعارض مع التسويات الكبرى .

5- لا يمكن العودة إلى مؤتمر جنيف 1 بالمطلق , لعدم ظهور تنظيم "داعش" و غيره من التنظيمات الإرهابية .. التي ظهرت بعده , و ما لهذا الظهور من تأثير على سير الأحداث و المعارك و تغيير في أهداف الحرب و نتائجها .

6- الغموض في وفد المعارضة حتى الاّن , و ممن سيتألف !! مع انهيار" المجلس الوطني" و" الإتتلاف " .. و عدم جدوى البحث الأمريكي عن " المعارضة المعتدلة " .

7- الوضع الميداني الحالي .. يسمح للمتفوق و المنتصر أن يفرض شروطه .. هذه هي حقيقة الحروب .

لقد سعت الدولة السورية , و من موقع القوي إلى المطالبة بعقد لقاء موسكو 3 و بحضور ديمستورا – الحاضر , الغائب – و الذي دعاه غينادي غاتيلوف إلى مناقشة تسوية الأزمة في سورية .. كما دعا لافروف السعودية و تركيا للمشاركة في الحرب على الإرهاب بكافة أشكاله .. دون استخدام المعايير المزدوجة .

كما يجدر تذكير السيدان " كيري , أوباما " في حديثهما عن رحيل الأسد .. برد الرئيس الأسد نفسه إذ قال : " أن الكلام عن مستقبل الرئيس السوري هو للشعب السوري , و كل التصريحات من الخارج لا تعنينا , و هي مجرد فقاعات " .

أما عن الطرح الجديد الذي يخص تشكيل تحالف ٍ دولي لمحاربة الإرهاب في سورية يضم تركيا و السعودية و الأردن و قطر .......الخ, ربما رغب البعض بزج إسرائيل معهم !!؟؟؟؟؟؟ .. فنذكر بما قاله الوزير المعلم في مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع نظيره البيلاروسي مؤخرا ً : " لسنا بحاجة إلى لقوات برية تحارب " داعش " , فالجيش العربي السوري يقوم بذلك بكل بسالة " .

أخيرا ً نعلم أنهم مخادعون .. فلن يتحول الذئب إلى حمل ٍ .. و يبقى موعدهم مع بواسل الدبلوماسية السورية , و أبطال الجيش العربي السوري .

  • فريق ماسة
  • 2015-07-10
  • 4582
  • من الأرشيف

الأسد باق ... مستر أوباما ....

سيد أوباما .. مل  العالم من صعودك الأشجار .. و لم يعد السوريون معنيين بإنزالك .. هيا انزل كما صعدت , و اعترف بنصر سورية , و انتصار الأسد .. و ادفع بأزلامك صاغرين عبر روسيا العظمى .. لإستجداء عفو الأسد و التحالف معه . لقد قال لك القيصر بوتين .. كفى , لقد خسرت المعركة , فقلت نعم أعرف أن سورية انتصرت , لكنني متمسك برحيل الاسد و جنيف 1 و بسلة التسويات دفعة ً واحدة .. فأسمعك قهقهته عبر الهاتف .. و أكد لك لقاء الرئيس الأسد , وأن دعم موسكو له ثابت و بلا حدود .. و مع ذلك أحالك إلى الشعب السوري . فبعد خمس سنوات للحرب على سورية .. ركع المهاجمون , و هاهم يستجدون عفوا ً و تعاونا ً سوريا ً , يدفع عنهم شرّ أعمالهم و ارتداد الإرهاب عليهم .. بعدما استجلبوه و زرعوه في بلادهم و قادوه و دعموه و دربوه و سلحوه , و أرسلوه إلى سورية ..!!؟. هاهم يستجدون الأسد .. أردنيون و سعوديون و أتراك ....الخ . لأنهم يعلمون حجم الصاعق الذي سينفجر في بلادهم .. يريدون أن تقفل سورية أبوابها جيدا ً , و أن تتحول إلى بقعة تقتيل , و يحشدون جيوشهم على حدودها تحسبا ً .. لأمنهم و عروشهم .. إنهم يستجدون الجيش العربي السوري الدفاع عنهم .. بئس الجيران .. و بئس الأعراب . لقد أفضت سلسلة لقاءات .. المعلم – لافروف , لافروف – كيري , كيري – بوتين , أوباما – بوتين في 12 أيار الفائت إلى تفويض روسيا بالحل وفق مؤتمر جنيف 1 , بالتفسير الروسي و ليس الأمريكي .. و عليه فقد شهدنا سلسلة لقاءات روسية – سعودية , روسية – تركية , روسية – سورية تمثلت في الزيارة الأخيرة للوزير المعلم إلى موسكو .. حيث لم يعط الموافقة أو الرفض حول طرح التحالف الجديد مع سورية في محاربة الإرهاب .. بل كان ذكيا ً عندما تحدث عن معجزات الرئيس بوتين , والتي يمكنها أن تحول صانعي الإرهاب إلى محاربين حقيقيون له !! . يبدو أن العالم سيتجه نحو تشكيل تحالف ٍ دولي لإنقاذ الدول المتورطة .. و ليس لإنقاذ سورية ..!!! لقد أرادت أمريكا أن تطرح حل ّ الأزمة السورية من خلال سلة التسويات الشاملة في المنطقة , و ربطها بالتحولات و التطورات الكبيرة لمرحلة ما بعد التوقيع على الإتفاق النووي الإيراني ,وحجز المقاعد على طاولة التسويات الكبرى .. و التي ستتمخض – دون شك – بالإعتراف بالنصر السوري . قد تبدو مهمة روسيا صعبة ً و مستحيلة للوهلة الأولى .. لكن عندما نرى اعتراف العالم بها مجددا ً كدولة عظمى و قطبا ً أساسيا ً .. و نرى زعماء قمتي البريكس و شنغهاي يجلسون على طاولة القيصر فلاديمير بوتين , ندرك أنها مهمة ممكنة و غير مستعصية . لقد طرح الرئيس بوتين اّلية العمل على شقين , الأول ضرورة محاربة الإرهاب في سورية , فيما يتمحور الثاني حول الحل السياسي و اللعبة الديمقراطية في الإنتخابات البرلمانية القادمة في 2016 , و إفساح المجال لكافة الناخبين للترشح و الفوز بالأغلبية و الأحقية بتشكيل الحكومة . و من المفيد هنا تذكير السيد أوباما , بحقائق تتعلق بجنيف 1 : 1- إن ما أكدته لقاءات موسكو2 التشاورية , عدم نضج المعارضة , و عدم انسجامها في طروحاتها و اّلية الوصول إليها .. فمنهم من طالب بضمانات دولية , لكنه يرفض التدخل الأجنبي .!!! .. ما هكذا تُقاد الدول . 2- تم فرض جناح واحد للمعارضة في جنيف 1 .. بما يتعارض مع نصه الذي دعا لأوسع تمثيل . 3- الحل السوري – السوري في جنيف1 تم بوجود وسيط أممي و تدخل أجنبي و فضائح و قصاصات السفير فورد , و الإستخبارات السعودية . 4- جرى استبعاد إيران .. اللاعب الأكثر أهمية في المنطقة .. فهذا يتعارض مع التسويات الكبرى . 5- لا يمكن العودة إلى مؤتمر جنيف 1 بالمطلق , لعدم ظهور تنظيم "داعش" و غيره من التنظيمات الإرهابية .. التي ظهرت بعده , و ما لهذا الظهور من تأثير على سير الأحداث و المعارك و تغيير في أهداف الحرب و نتائجها . 6- الغموض في وفد المعارضة حتى الاّن , و ممن سيتألف !! مع انهيار" المجلس الوطني" و" الإتتلاف " .. و عدم جدوى البحث الأمريكي عن " المعارضة المعتدلة " . 7- الوضع الميداني الحالي .. يسمح للمتفوق و المنتصر أن يفرض شروطه .. هذه هي حقيقة الحروب . لقد سعت الدولة السورية , و من موقع القوي إلى المطالبة بعقد لقاء موسكو 3 و بحضور ديمستورا – الحاضر , الغائب – و الذي دعاه غينادي غاتيلوف إلى مناقشة تسوية الأزمة في سورية .. كما دعا لافروف السعودية و تركيا للمشاركة في الحرب على الإرهاب بكافة أشكاله .. دون استخدام المعايير المزدوجة . كما يجدر تذكير السيدان " كيري , أوباما " في حديثهما عن رحيل الأسد .. برد الرئيس الأسد نفسه إذ قال : " أن الكلام عن مستقبل الرئيس السوري هو للشعب السوري , و كل التصريحات من الخارج لا تعنينا , و هي مجرد فقاعات " . أما عن الطرح الجديد الذي يخص تشكيل تحالف ٍ دولي لمحاربة الإرهاب في سورية يضم تركيا و السعودية و الأردن و قطر .......الخ, ربما رغب البعض بزج إسرائيل معهم !!؟؟؟؟؟؟ .. فنذكر بما قاله الوزير المعلم في مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع نظيره البيلاروسي مؤخرا ً : " لسنا بحاجة إلى لقوات برية تحارب " داعش " , فالجيش العربي السوري يقوم بذلك بكل بسالة " . أخيرا ً نعلم أنهم مخادعون .. فلن يتحول الذئب إلى حمل ٍ .. و يبقى موعدهم مع بواسل الدبلوماسية السورية , و أبطال الجيش العربي السوري .

المصدر : ميشيل كلاغاصي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة