دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشف المخرج السوري الليث حجو أن الفنان جمال سليمان هو من سيلعب دور البطولة في مسلسل "أنا وصدّام" الذي يتم التحضير له حالياً مع الكاتب عدنان العودة ليكون ضمن إنتاج الموسم الرمضاني المقبل 2011.
وأكّد حجو بأنه مدرك تماماً لخطورة هذا العمل الذي يتناول تأثير صدام حسين على المواطن العربي، دون أن يدخل المسلسل في باب التقييم سلباً أو إيجاباً، بقدر ما يقدم توصيفاً موضوعياً للواقع الراهن.
وتناول المخرج الفائز بجائزة أدونيا 2010 للدراما السورية؛ واقع الكوميديا العربية في حديث رصد محطات من مسيرته الفنية التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي.
ماذا يعني لك الفوز بجائزة أدونيا، أرفع جائزة تمنحها الدراما السورية لفئتي أفضل إخراج، وأفضل عمل فني متكامل عن نفس المسلسل؛ (ضيعة ضايعة)؟
رُشِّحتُ سابقاً لجائزة أفضل إخراج على مدى مواسم عديدة رغم أنني لم أفز بها، وحينما حزتها هذا العام وجدت أن طعم الفوز بـ(أدونيا) لا يختلف كثيراً عن الترشيح لها، لأن المهم في كلتا الحالتين الإحساس بالجهد الذي تم بذله في العمل، لكن حصول المسلسل على جائزة أفضل عمل متكامل يعني لي الكثير على مستوى الكوميديا، فأخيراً أتى من يقدّر هذا النوع الفني ويضعه مع بقية الأعمال الدرامية الاجتماعية والتاريخية في خانة منافسة واحدة، وهذا نوع من الإنصاف، مع أنني اعتقد أنها تستحق أكثر من ذلك مقارنة بالأنواع الدرامية الأخرى، وتمنيت لو أن هذا المسلسل بجزئه الأول حظي بنفس الفرصة من المنافسة التي حصل عليها في الجزء الثاني، خاصة أن هناك فناّنين قدموا في (ضيعة ضايعة) أدواراً شكلت علامات فارقة في تاريخهم الفني كالفنان نضال سيجري، ومعظم الممثلين المشاركين في العمل، وذكر اسم نضال لا ينتقص أبداً من قدر الفنان باسم ياخور الذي سبق أن قدّم العديد من الأدوار المهمة كما في مسلسل بقعة ضوء وغيره من المسلسلات، وتبقى الجائزة عبارة عن تنويه في غاية الأهمية لإنجاز كبير.
- ما سر هذا النجاح الجماهيري الذي حققه المسلسل برأيك، خاصة أنه من المسلسلات القليلة التي اتفق النقاد والجمهور -تقريبا- على نجاحها؟
لو كنت أمتلك السر لضمنت نجاح بقية الأعمال القادمة..، لكن يمكنني القول أننا تعاملنا معه كأي عمل درامي نحرص على نجاحه بما يتطلبه من احترام لأدق التفاصيل وتلبيتها على مستوى؛ النص، الإنتاج، أداء الممثلين، الماكياج، وتصميم الملابس،... وصولاً إلى الإخراج، حتى استخدام الموسيقا التصويرية في المسلسل كان خارج الأطر التقليدية لهذا النوع من الأعمال، حيث أتت لتعبّر عن المونولوج الداخلي للممثل وليس للمشاهد كما في معظم الأعمال الكوميدية الأخرى، كل طاقم العمل كان يتعامل مع تلك التفاصيل بدقة واحترامٍ كبيرين، وأعتقد أن هذا أحد أسباب نجاح (ضيعة ضايعة).
-لماذا كانت تلك النهاية الدراماتيكية للمسلسل، والتي وصفها البعض بـ(حكم الإعدام)؟ أؤكد أن نهاية المسلسل بهذه الطريقة المأساوية كانت قراراً جماعياً شارك فيه كافة القائمين عليه، لأن هذه النهاية تكمل مقولته الأساسية، فحتى هذا المكان الافتراضي الذي اعتبرناه الناجي الوحيد من ثورة التكنولوجيا لم يعد موجوداً نتيجة استخدام الحضارة بطريقة فاسدة وخارجة عن المنطق، وأتمنى أن لا تتشابه نهاياتنا في الحياة مع ما نفترضه من نهاياتٍ مأساوية لأعمالنا الدرامية.. أردنا التنبيه من خلال (ضيعة ضايعة) لهذه النقطة.
- ألم يكن من الممكن استثمار هذا النجاح الجماهيري في أجزاء أخرى من المسلسل؟
أعتقد أن من قدّم عمل بهذا المستوى لديه القدرة على تقديم أعمال ربما تكون أهم منه، مع أنني لا أفضل المقارنة على هذا النحو، لأن كل عمل درامي هو إنجاز بحد ذاته، وله حالته ومقولته الخاصة.. وفي النهاية لا يمكن أن تتوقف الدراما عند عملٍ واحد.
كنت أحد عرّابي المسلسل الشهير (بقعة ضوء)، وأخرجت منه ثلاثة أجزاء من أصل سبعة، وبعض النقاد قالوا إن العمل تراجع عن مستواه الفني والجماهيري، ما الحل لإيقاف هذا التراجع؟
يمكن أن لا أتفق تماماً مع هذا التقييم الذي قدّمه النقاد، ولكن (بقعة ضوء) في الحقيقية أكثر من مسلسل، وكان في البداية مشروع عمل جماعي، وأصبح ملكاً للجمهور حينما تحوّل بحكم الموضوعات التي تناولها إلى رقيب اجتماعي يمثل ضمير المجتمع السوري، وعندما بدأ يتعامل معه بعض القائمين عليه كمشروع فردي تعرض للفشل، وهذه مسؤولية الجميع، وأعتقد أن الحل الأمثل لإيقاف ما وُصِفَ بالتراجع على المستوى الجماهيري؛ أن يعود (بقعة ضوء) بأجزائه المقبلة للحالة الجماعية بغض النظر عن المشاركين فيه، هذا المشروع بحاجة إلى إعادة إقلاع مختلف، وبحاجة إلى أشخاص لديهم القدرة على المغامرة، وأؤكد على أنه أكثر من حالة فنّية أو تقنية.. هو أكثر من ذلك بكثير.
تبدو متحيزاً للكوميديا، وأشرت في أكثر من تصريح صحفي أن هذا النوع الفني يعاني من أزمة على المستوى العربي عموماً، ما هي أهم ملامح تلك الأزمة؟
اعتقد أنها نابعة من الفهم الخاطئ للكوميديا على كافة مستويات الإنتاج الدرامي الذي يعتبرها الأدنى فنيّاً، ابتداءً من كتابة النص مروراً بمختلف المراحل الإنتاجية، وأداء الممثلين، والميزانية التي يتم رصدها لتلك الأعمال، وسعر شرائها في المحطات، وصولاً إلى المتلقي الذي قد يتعامل مع هذا النوع باستخفاف، حتى أن الممثل الكوميدي يمكن أن يُنظر له في الشارع على أنه منقوص القيمة دون النظر إلى الجهد الذي يقدمه في الأداء، وبالمقابل هناك الكثير من الكتاب والممثلين والمخرجين الذين يسمحون لأنفسهم أن يجربوّا في الكوميديا قبل الارتقاء من وجهة نظرهم لأعمال درامية أخرى، كذلك المثقفون والنقّاد لا يعتبرونها مشروعاًَ فكرياً وثقافياً، رغم أن هذا النوع هو الأصعب فنياً، ولا يحتمل الحلول الوسط، فإما النجاح وإما الفشل... تلك أبرز أسباب أزمة الكوميديا في العالم العربي، والتي تتعرض برأيي للظلم والاستسهال.
- لمن ترفع القبعة اليوم من الممثلين الكوميديين السوريين؟
بدايةً أرفض هذا النوع من التصنيف للممثل، لكنني أرفع القبعة للكثير من النجوم السوريين والأساتذة الكبار على كل المستويات، ولكن حينما نتحدث عن ممثلين أدوا أدوار الكوميديا يقفز إلى الذهن أسماء كبيرة من المستحيل أن تغيب عن الذاكرة كدريد لحّام، ياسر العظمة، والراحل نهاد قلعي مع حفظ الألقاب..، وكامل أعضاء (أسرة تشرين) التي أسسها الأستاذ دريد، ومنهم والدي عمر حجو، وأسامة الروماني...، كل تلك الأسماء بقيت متمسكة بالكوميديا حتى آخر لحظة، واعتبرتها مشروعها الخاص، ويشرفني القول أنني تتلمذت في بدايات عملي كمخرج على يد الأستاذ ياسر العظمة حينما عملت كمساعد إخراج في عدد من أجزاء السلسلة الشهيرة (مرايا)، واستفدت منها فيما بعد في تجربتي بـ (بقعة ضوء)، بما يمتلك هذا الفنان من خبرة وحساسية في تعامله مع الجمهور في زمنٍ كان لا يسمح فيه لأحد بتجاوز الخطوط الحمراء.. ولا أنكر بأنني خرجت من عباءة (مرايا)، كما تعلمت أساسيات الإخراج على يد الأستاذ هيثم حقي، وعددٍ من المخرجين الكبار الذين عملت معهم كمساعد مخرج، الأساتذة؛ مأمون البني، حاتم علي، وسليم صبري.
قدمت من خلال المسلسل البدوي (فنجان الدم) نمطاً مختلفاًَ من الأعمال، رغم أنه تعرض لموجة من الانتقادات، ما السبب في ذلك؟
العمل لم يثير أي مشكلات كبيرة كما صوّر البعض كل ما في الأمر أنه طلب منّا مشاهدة العمل قبل عرضه من قبل جهة رقابية سعودية، بسبب تسريبات خاطئة حوله باعتباره يطال أسماء بعض القبائل البدوية المعروفة في شبه الجزيرة العربية، رغم أن أحداثه تدور في بادية بلاد الشام وهي الامتداد الجغرافي الطبيعي لبيئة وحياة تلك القبائل، ولأنه من المستحيل مشاهدة العمل بالكامل قبل عرضه باعتباره كان يصور خلال موسم رمضان 2008، كان الحل الأمثل تأجيل العرض إلى الموسم التالي، الأمر الذي أضّر بالمسلسل وأثار حوله الكثير من الشائعات، لكنه في النهاية عُرِضَ كاملاً دون أن يحذف منه أي مشهد.
هناك اتهامات تطال تجارب مشابهة لمخرجين سوريين كما المخرج حاتم علي في مسلسل (أبواب الغيم)، والتي يعتبرها البعض نوعاً من الغزل لرأس المال الخليجي، هل يمكن أن تعيد التجربة في عمل مشابه؟
أجد أن هذا الاتهامات في غير محلها، وعموماً يشرفنا أن نقدم أعمالاً ترضي أذواق الجمهور الخليجي، طالما أن المحطات الخليجية تمثل الداعم الأكبر للدراما السورية، خاصة أنهم يحترمون خبراتنا الفنيّة ويقدرونها، وليس معيباً أن نقدم لهم الفن الراقي الذي يحترم تاريخنا الفني وجهودنا في هذا المجال، ويناسب رؤيتهم، ومن المهم هنا أن نذكر حقيقة مفادها أن ثلاث أو أربع أعمال فقط من أصل سبعة وعشرين أنتجت خلال العام 2010 بقرار سوري، أما بقية الأعمال فتم إنتاجها بتمويل محطّات عربية خليجية، ولا أجد ضيراً في ذلك طالما أن تلك الأعمال لا تسيء للمواطن السوري، ولكن المعيب هو عكس ذلك.
ما قصتك مع صدام؟
تقصد مسلسل (أنا وصدّام)؛ نحن بصدد التحضير حالياً لهذا المسلسل الذي يكتبه عدنان العودة، وسيتم إنتاجه للموسم الرمضاني المقبل 2011، و(الأنا) التي في العنوان يمكن أن تمثل أي مواطن عربي ارتبط قدره بقدر صدّام حسين بكل ما صنعه، وما صُنِع وخُطّطَ مع وضد صدام، بعيداً عن تقييمه أو تناول سيرته الذاتية، ويتحدث العمل عن مواطن سوري شأنه في ذلك شأن كل مواطن عربي أثّر صدام في مرحلة من مراحل حياته من اليوم الذي تسلّم فيه حكم العراق وصولاً إلى لحظة إعدامه، ليس بمعنى الفرد، وإنما كمرحلة من تاريخنا لا يمكن تجاهلها باعتبارها أثرت في جيلٍ كامل وبكل المجتمعات العربية سلباً أم إيجاباً، بعيداً عن التقييم لتلك المرحلة.
ألا تخشى من الخطورة التي ينطوي عليها العمل، وردود الفعل عليه؟
أنا مدرك تماماً لخطورة هذا المسلسل، ولكن لا ينبغي النظر إلى الجانب السلبي من القصص أو المعنى المباشر لها، وأؤكد أنه لا ينطوي على أي مقولة مباشرة، فمن غير المنطقي أن نضع أنفسنا في موقع الحكم إزاء ما حدث ويحدث، كل ما في الأمر أننا نحاول أن نصور الواقع العربي الراهن من خلال هذا المسلسل، ولا أعتقد أن أي شخص في العالم العربي لم يتضرر من الوضع المأساوي الذي عشناه ونعيشه، سواءً ما قبل مرور صدّام حسين في حياتنا .. وما بعده.
من هو المرشح لأداء دور البطولة في العمل؟
ربما سيكون الفنان جمال سليمان... توصلنا معه إلى اتفاق شفهي بهذا الخصوص، وهذه المرة الأولى التي أعلن فيها عن بطل هذا المسلسل (أنا وصدّام) .
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة