نشرت الاندبندنت تقريرا لروبرت فيسك في عن أثر الحرب على الأطفال في سوريا.

 ويروي فيسك قصة سحر قنبر، وهي فتاة في الخامسة فقدت شقيقها ووالدتها في الحرب.

 تقول سحر إن شقيقها هاشم "استشهد" وإن أمها "جرحت ثم استشهدت".

 ولكن ما الذي يدور في خلد الفتاة التي تحمل في يدها كراسة رسمت فيها أزهارا وفراشات وبنادق ؟ وهل تفهم ماذا تعني الكلمات التي ترددها ؟ يتساءل فيسك.

 بدأت مأساة سحر قنبر في بلدة جسر الشغور، في أطراف محافظة إدلب.

 حاصر مسلحون إسلاميون سكان البلدة ومئات الجنود قبل شهرين.

 تسترجع جدة سحر، آسية مرعي، ببطء، تلك المكالمة الهاتفية التي تلقتها من ابنتها أسماء التي كانت تعمل مدرسة في إحدى مدارس البلدة.

 كانت الجدة تتحدث، والطفلة التي ترتدي بلوزة حمراء مكتوب عليها بالإنجليزية "حلوة"، تبتسم، بينما تتأمل الرسوم في كراستها الصغيرة.

 قالت أسماء في تلك المكالمة إن الناس يفرون من البلدة، فطلبت منها أمها أن تتبعهم، ولما سألتها عن وجهتهم قالت إنها المستشفى فطلبت منها أن تتوجه إلى هناك بدورها.

 "لم يكن هناك مجال لحديث عادي، كل ما استطعت قوله لها كان :لا تقلقي يا صغيرتي، ستكونين بخير".

 بقيت أسماء ومئات آخرون من المدنيين والجنود في المستشفى لمدة 35 يوما.

 تقول آسيا إنها تلقت مكالمة هاتفية أخرى من اسماء، "ثم، قبل أسبوعين سمعنا في التلفزيون أن المسلحين اقتحموا المستشفى".

 علمت آسيا أن الناجين سيجلبون إلى مستشفى اللاذقية العسكري فتوجهت إلى هناك، وانتظرت أخبار ابنتها وحفيدتها.بعد قليل رأت جنديا يمسك بيد سحر.

 أخبرها الجندي أن ابنتها وحفيدها قتلا، وطلبت منه أن يسلمها حفيدتها.

  • فريق ماسة
  • 2015-06-02
  • 8639
  • من الأرشيف

الإندبندنت: ماذا تفعل الحرب السورية في الأطفال؟

نشرت الاندبندنت تقريرا لروبرت فيسك في عن أثر الحرب على الأطفال في سوريا.  ويروي فيسك قصة سحر قنبر، وهي فتاة في الخامسة فقدت شقيقها ووالدتها في الحرب.  تقول سحر إن شقيقها هاشم "استشهد" وإن أمها "جرحت ثم استشهدت".  ولكن ما الذي يدور في خلد الفتاة التي تحمل في يدها كراسة رسمت فيها أزهارا وفراشات وبنادق ؟ وهل تفهم ماذا تعني الكلمات التي ترددها ؟ يتساءل فيسك.  بدأت مأساة سحر قنبر في بلدة جسر الشغور، في أطراف محافظة إدلب.  حاصر مسلحون إسلاميون سكان البلدة ومئات الجنود قبل شهرين.  تسترجع جدة سحر، آسية مرعي، ببطء، تلك المكالمة الهاتفية التي تلقتها من ابنتها أسماء التي كانت تعمل مدرسة في إحدى مدارس البلدة.  كانت الجدة تتحدث، والطفلة التي ترتدي بلوزة حمراء مكتوب عليها بالإنجليزية "حلوة"، تبتسم، بينما تتأمل الرسوم في كراستها الصغيرة.  قالت أسماء في تلك المكالمة إن الناس يفرون من البلدة، فطلبت منها أمها أن تتبعهم، ولما سألتها عن وجهتهم قالت إنها المستشفى فطلبت منها أن تتوجه إلى هناك بدورها.  "لم يكن هناك مجال لحديث عادي، كل ما استطعت قوله لها كان :لا تقلقي يا صغيرتي، ستكونين بخير".  بقيت أسماء ومئات آخرون من المدنيين والجنود في المستشفى لمدة 35 يوما.  تقول آسيا إنها تلقت مكالمة هاتفية أخرى من اسماء، "ثم، قبل أسبوعين سمعنا في التلفزيون أن المسلحين اقتحموا المستشفى".  علمت آسيا أن الناجين سيجلبون إلى مستشفى اللاذقية العسكري فتوجهت إلى هناك، وانتظرت أخبار ابنتها وحفيدتها.بعد قليل رأت جنديا يمسك بيد سحر.  أخبرها الجندي أن ابنتها وحفيدها قتلا، وطلبت منه أن يسلمها حفيدتها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة