بقليل من كسرات الخبز مع حساء العدس الذي قاربت صلاحيته الانتهاء، وفضلت الدول المتبرعة التخلص منه، يسد الفتى السوري اللاجئ في محافظة المفرق شمال شرقي الأردن احمد عسل جزءاً من جوعه الذي أرهق جسده، بعد أن قرر برنامج الأغذية العالمي تقليص قيمة مساعداته للاجئين السوريين خارج المخيمات. ولا يجد أحمد (13 سنة) بعد انتهاء إخوته من أكل الوجبة التي أعددتها والدته من دون لحم، سوى الصراخ والعنف تجاه والدته التي يعتقد أنها تقلل من كمية الوجبة وتحرمه من لذة الشبع، في الوقت الذي تطهو فيه وجبات لا يحبها، ويرغم على أكلها بسبب الجوع.

غير أن «العين بصيرة واليد قصيرة» كما تقول والدته أسماء التي تشير إلى أنها «تحاول أن تتدبر وجبات الطعام لأولادها الخمسة بما تيسر لها ويبقيهم على قيد الحياة، من خلال الذكاء في استخدام القسائم الغذائية التي لا تلبي في كمياتها الحد الأدنى من حاجاتهم الغذائية».

وتشير إلى أنها «تحاول شراء مواد غذائية ذات فائدة عالية مثل العدس والفول وتعطي كميات أكبر، بأسعار تبقى على رصيد في هذه القسائم تستخدمه في شراء حاجيات المنزل الأخرى، مثل الشامبو والمنظفات المختلفة».

غير أن أسماء تؤكد أن هذا دائماً يأتي على حساب نوعية الأكل وطعمه وتكراره، والذي يشكو منه دائماً أبناؤها، بيد انه «لا يوجد حل غير ذلك»، كما تقول اسماء لابقائهم على قيد الحياة بصحة جيدة.

وتضيف أسماء التي مات عنها زوجها قبل 3 سنوات في معارك الغوطة في دمشق، ولجأت مع أشقائها إلى الأردن، إن أسرتها وقعت ضمن الأسر التي يجب تخفيض قيمة المساعدات الغذائية لها بحسب التعليمات الجديدة لبرنامج الغذاء العالمي. وبالتالي فان أفراد أسرتها يحصلون على 20 دولاراً لكل واحد منهم بدلاً من 35 دولاراً، بسبب عملها في إحدى المزارع القريبة والذي لا يكفي مردوده سوى إيجار المنزل، الذي يستهلك أكثر من نصف دخل الأردنيين أصلاً، بسبب كثافة اللجوء السوري إلى الأردن وازدياد الطلب على إيجارات المنازل. وكان مسح سريع نفذه برنامج الأغذية العالمي لمعرفة أثر تخفيض قيمة القسائم الغذائية على اللاجئين السوريين، كشف عن ازدياد حالات العنف لدى الأطفال ضد الأمهات بسبب الإحباط الناجم عن التغيير الذي طال النظام الغذائي.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الأردن شذى المغربي أن المسح أظهر أن 13 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى خفض عدد الوجبات التي يتم تناولها في اليوم الواحد، ما أدى إلى خلق حال من الاحتقان داخل الأسر اللاجئة.

وكان البرنامج اضطر في كانون الثاني (يناير) 2015 إلى تخفيض قيمة القسائم الغذائية المقدمة للاجئين السوريين في المجتمعات المحلية بسبب نقص التمويل من 35 دولاراً للفرد شهرياً لتصل إلى 20 دولاراً للفرد شهرياً.

وأشارت المغربي إلى أن التقويم السريع الذي تم تنفيذه خلال شهر شباط (فبراير) الماضي أظهر أيضاً أن 71 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم المتعلقة باستهلاك الغذاء مثل الاعتماد على المواد الغذائية الأقل تفضيلاً و 36 في المئة اعتمدوا المواد الغذائية الأقل كلفة .

وأوضحت المغربي أن الأدلة النوعية أشارت أن 24 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم المتعلقة بسبل كسب العيش كشراء المواد الغذائية بالدين والذي يعتبر نوعاً من استراتيجيات التأقلم المرتبطة بالتوتر، في حين قام 5 في المئة بإنفاق المدخرات أو بيع الأصول عازية انخفاض هذه النسبة إلى استنفاذ الأسر كل مصادرها اذ يزيد التضرر كلما طالت فترة اللجوء وهو ما يدل على تكبد الأسر المزيد من الديون من أجل تلبية حاجاتها الغذائية.

وأشارت إلى أن المسح أظهر أن 4 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم الطارئة والمتعلقة بالأزمات مثل إرسال أفراد الأسرة للتسول وإلحاق الأطفال بالعمل والحد من الإنفاق على التعليم والصحة.

ولفتت إلى أن المسح أظهر أنه وبحال بقاء القسيمة بالقيمة الحالية المخفضة فإن ربع العينة فضلوا تغيير مكان إقامتهم و13 في المئة فضلوا العودة للعيش في المخيم و12 في المئة فضلوا العودة إلى سورية، موضحة أن من 25 في المئة ممن سيبقون في المجتمعات المحلية سينظرون في عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-05-31
  • 7563
  • من الأرشيف

الأردن: تقليص المساعدات للاجئين السوريين يزيد عنف أبنائهم

بقليل من كسرات الخبز مع حساء العدس الذي قاربت صلاحيته الانتهاء، وفضلت الدول المتبرعة التخلص منه، يسد الفتى السوري اللاجئ في محافظة المفرق شمال شرقي الأردن احمد عسل جزءاً من جوعه الذي أرهق جسده، بعد أن قرر برنامج الأغذية العالمي تقليص قيمة مساعداته للاجئين السوريين خارج المخيمات. ولا يجد أحمد (13 سنة) بعد انتهاء إخوته من أكل الوجبة التي أعددتها والدته من دون لحم، سوى الصراخ والعنف تجاه والدته التي يعتقد أنها تقلل من كمية الوجبة وتحرمه من لذة الشبع، في الوقت الذي تطهو فيه وجبات لا يحبها، ويرغم على أكلها بسبب الجوع. غير أن «العين بصيرة واليد قصيرة» كما تقول والدته أسماء التي تشير إلى أنها «تحاول أن تتدبر وجبات الطعام لأولادها الخمسة بما تيسر لها ويبقيهم على قيد الحياة، من خلال الذكاء في استخدام القسائم الغذائية التي لا تلبي في كمياتها الحد الأدنى من حاجاتهم الغذائية». وتشير إلى أنها «تحاول شراء مواد غذائية ذات فائدة عالية مثل العدس والفول وتعطي كميات أكبر، بأسعار تبقى على رصيد في هذه القسائم تستخدمه في شراء حاجيات المنزل الأخرى، مثل الشامبو والمنظفات المختلفة». غير أن أسماء تؤكد أن هذا دائماً يأتي على حساب نوعية الأكل وطعمه وتكراره، والذي يشكو منه دائماً أبناؤها، بيد انه «لا يوجد حل غير ذلك»، كما تقول اسماء لابقائهم على قيد الحياة بصحة جيدة. وتضيف أسماء التي مات عنها زوجها قبل 3 سنوات في معارك الغوطة في دمشق، ولجأت مع أشقائها إلى الأردن، إن أسرتها وقعت ضمن الأسر التي يجب تخفيض قيمة المساعدات الغذائية لها بحسب التعليمات الجديدة لبرنامج الغذاء العالمي. وبالتالي فان أفراد أسرتها يحصلون على 20 دولاراً لكل واحد منهم بدلاً من 35 دولاراً، بسبب عملها في إحدى المزارع القريبة والذي لا يكفي مردوده سوى إيجار المنزل، الذي يستهلك أكثر من نصف دخل الأردنيين أصلاً، بسبب كثافة اللجوء السوري إلى الأردن وازدياد الطلب على إيجارات المنازل. وكان مسح سريع نفذه برنامج الأغذية العالمي لمعرفة أثر تخفيض قيمة القسائم الغذائية على اللاجئين السوريين، كشف عن ازدياد حالات العنف لدى الأطفال ضد الأمهات بسبب الإحباط الناجم عن التغيير الذي طال النظام الغذائي. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الأردن شذى المغربي أن المسح أظهر أن 13 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى خفض عدد الوجبات التي يتم تناولها في اليوم الواحد، ما أدى إلى خلق حال من الاحتقان داخل الأسر اللاجئة. وكان البرنامج اضطر في كانون الثاني (يناير) 2015 إلى تخفيض قيمة القسائم الغذائية المقدمة للاجئين السوريين في المجتمعات المحلية بسبب نقص التمويل من 35 دولاراً للفرد شهرياً لتصل إلى 20 دولاراً للفرد شهرياً. وأشارت المغربي إلى أن التقويم السريع الذي تم تنفيذه خلال شهر شباط (فبراير) الماضي أظهر أيضاً أن 71 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم المتعلقة باستهلاك الغذاء مثل الاعتماد على المواد الغذائية الأقل تفضيلاً و 36 في المئة اعتمدوا المواد الغذائية الأقل كلفة . وأوضحت المغربي أن الأدلة النوعية أشارت أن 24 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم المتعلقة بسبل كسب العيش كشراء المواد الغذائية بالدين والذي يعتبر نوعاً من استراتيجيات التأقلم المرتبطة بالتوتر، في حين قام 5 في المئة بإنفاق المدخرات أو بيع الأصول عازية انخفاض هذه النسبة إلى استنفاذ الأسر كل مصادرها اذ يزيد التضرر كلما طالت فترة اللجوء وهو ما يدل على تكبد الأسر المزيد من الديون من أجل تلبية حاجاتها الغذائية. وأشارت إلى أن المسح أظهر أن 4 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم الطارئة والمتعلقة بالأزمات مثل إرسال أفراد الأسرة للتسول وإلحاق الأطفال بالعمل والحد من الإنفاق على التعليم والصحة. ولفتت إلى أن المسح أظهر أنه وبحال بقاء القسيمة بالقيمة الحالية المخفضة فإن ربع العينة فضلوا تغيير مكان إقامتهم و13 في المئة فضلوا العودة للعيش في المخيم و12 في المئة فضلوا العودة إلى سورية، موضحة أن من 25 في المئة ممن سيبقون في المجتمعات المحلية سينظرون في عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة