دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مع استمرار فصول غزوات القوى الرديكالية المدعومة بأجندة أقليمية ودولية للأراضي السورية ،يبدوا واضحآ بهذه المرحلة تحديدآ ، أن مسار الحلول السياسية للأن مازال مغلقآ بما يخص الحرب المفروضة على الدولة السورية ، وهنا لنعترف جميعآ بأن أستراتيجية الحرب التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها على الدولة السورية بدأت تفرض واقع جديد وايقاع جديد لطريقة عملها ومخطط سيرها، فلا مجال هنا للحديث عن الحلول السياسية، فما يجري الان على الارض السورية ما هو الا حرب استنزاف لسورية ودور سورية بالمنطقة وقوة سورية الاقتصادية والعسكرية والاقليمية وتضارب مصالحها القومية مع تحالف التآمر على سورية "أميركا واسرائيل وفرنسا 'ووكلائهم من العرب والمتأسلمين الجدد" وحلف تأمري بدأ بمايقارب نصف دول العالم ".
فهنا يبدوا واضحآ وتزامنآ مع استمرار تقدم المجاميع الرديكالية بادلب وتدمر ،مدى وحجم الحرب التي تخوضها هذه التنظيمات الرديكالية بالوكالة عن بعض القوى الاقليمية والدولية على الارض السورية ،فهناك حقائق موثقة بهذه المرحلة تحديدآ تقول ان الدولة السورية بكل اركانها تعصف بها بهذه المرحلة عاصفة ارهابية دموية هوجاء، وهذه الحقائق نفسها تقول ان هناك اليوم مابين 22-18 الف مسلح'رديكالي 'غربي وشرق أسيوي وشمال أفريقي ومن نجد والحجاز وغيرها من البلدان والمنظمات المتطرفة،بشكل كيانات مستقلة "داعش -النصرة 'او بصفوف ما يسمى" بقوات المعارضة السورية "وهدفهم الرئيسي هو أستنزاف قدرات الجيش العربي السوري ، وهؤلاء انفسهم هم عبارة عن مجموعة أدوات ولدت من رحم اجهزة مخابرات واستخبارات غربية وعربية واقليمية ، وبألاضافة لكل هذا فهناك اليوم مابين 78-86 دولة مازالت ألى ألان تصدر الى سورية مجموعات هائله من مواطنيها 'الرديكاليين "اصحاب الفكر المتطرف ليتخلصوا منهم .
ونفس هذه الحقائق تقول ان هناك اليوم مابين 76-85 الف "مسلح سوري" يقاتلون الجيش العربي السوري ، وهؤلاء بمعظمهم هم عبارة عن أدوات بأيدي اجهزة مخابرات واستخبارات الدول الشريكة بهذه الحرب على الدولة السورية، وان هناك مابين 20-18 جهاز استخباراتي غربي وعربي واقليمي يعمل اليوم داخل الجغرافيا السورية.
أدوات الحرب المذكورة أعلاه مازالت تعمل بكفاءة وتقود حرب بالوكالة بسورية نيابة عن اعداء سورية بفاعلية عالية،وهنا يجدر التنبيه ان هذه الأدوات كادت بفتره ما أن تنجح بأن تسقط الدولة السورية ككل بالفوضى العارمة ، لولا يقظة الدولة السورية منذ اللحظة الأولى لإنطلاق الحرب على سورية ، ولكن للأسف بتلك الفترة وألى ألان برزت الى الواجهة فئات من أبناء الشعب السوري استغلت هذا الظرف الصعب من عمر الدولة السورية والتقت اهدافهم وحقدهم وكراهيتهم مع اهداف وحقد وكراهية اعداء سورية لتدميرها وتخريبها ونشر فكر الارهاب والقتل والتدمير بسورية.
اليوم يمكن القول أنه ورغم اشتداد فصول الحرب غير المباشرة على الدولة السورية وبعد مضي أربعة أعوام من التدمير الممنهج و الخراب و القتل و التهجير ، ومع هذا صمدت سورية الوطن وألانسان ، ومع أستمرار فصول الصمود السوري امام موجات الزحف المسلح الى العاصمه دمشق ومدينة حلب وانكسار معظم هذه الموجات على مشارف دمشق وحلب، ومع عجز الدول الشريكة بالحرب على الدولة السورية عن احراز أي اختراق يهيئ لاسقاط الدولة السورية ،رغم كل ماجرى بادلب وتدمر مؤخرآ، وهذا بدوره مادفع الدول الشريكة بالحرب على الدولة السورية الى الانتقال الى حرب الاستنزاف لكل موارد وقطاعات الدولة السورية بمحاولة اخيرة لاسقاطها.
ومن هنا فمن الطبيعي ان نجد الان كمآ هائلآ من المسلحين العابرين للقارات والمدججين بالسلاح قد ادخلوا لسورية مؤخرآ، والبعض منهم ينتظر دوره بالدخول في المعسكرات تركيا "أورفة -العثمانية -كرمان -غازي عنتاب "والهدف من هذا التوريد المستمر للقوى الرديكالية داخل سورية والعابر للقارات باتجاه سورية هو ضرب منظومة الصمود السورية ، وضرب المنظومة العقائديه للجيش العربي السوري واستنزاف قدراته اللوجستية والبشرية كهدف يتبعه اهداف اخرى بالمنظومة الاستراتيجية للمؤامره الكبرى على سورية لأن تفكيك الدولة السورية وجيشها الوطني هو الشرط الاساس لاستكمال تفكيك الأرض والمجتمع.
اليوم ورغم صعوبة المعركة تزامنآ مع تكالب والتقاء اهداف ورهانات وأجندة قوى اقليمية ودولية بحربهاعلى سورية، ومع كل هذا وذاك فما زالت الدولة السورية بكل اركانها ورغم حرب الاستنزاف التي تستهدفها، قادره أن تبرهن للجميع انها للأن مازالت قادره على الصمود ، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش العربي السوري بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة ، والتي أنعكست مؤخرآ بظهور حاله واسعه من التشرذم لما يسمى بقوى المعارضة المسلحة الرديكالية بمناطق عدة منها "القلمون " مما انعكس على تشظيها، ومن هنا نقرأ أن حالة التشرذم لهذه المجاميع المسلحة ، والتي يقابلها حالة صمود وصعود دراماتيكي لقوة الجيش العربي السوري على الارض ، فهذا التطور الملفت أن استمر من شأنه ان يضعف الجبهة الدولية الساعية الى اسقاط الدولة السورية بكل الوسائل والسبل.
ومع أستمرار انتفاضة الجيش العربي السوري ألاخيرة في وجه كل البؤر المسلحة بالقلمون، والتي من المتوقع ان تنتقل هذه الأنتفاضة خلال أيام معدودة وفق زخمها وكثافتها التي تجري بالقلمون الى شمال سورية وتحديدآ الى محافظة ادلب وريف حلب الشمالي ،فهذه الانتفاضه المتوقعة شمالآ بدورها ستشكل حالة واسعة من الاحباط والتذمر عند الشركاء بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية ، مما سيخلط اوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة من جديد، ومن هنا نستطيع أن نقرأ أن هذه الحرب على الدولة السورية ومع تبدل ادوارها وخططها المرسومة ، بعد أنهيار الكثير من خططها ، واخر هذه الخطط والتي ما زالت للأن تعمل بفاعلية نوعآ ما على الارض السورية وهي "حرب الاستنزاف '، ومن هنا أن أستطاعت الدولة السورية أن تصمد وبقوة كما صمدت امام خطط سابقة امام "حرب الاستنزاف" ، فهي ستستطيع أن تحسم المعركة بفترة زمنية متوسطة ألاجل ، والسبب ان خطة ومنهجية حرب ألاستنزاف التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها في سورية لها امد معين وستنتهي بانتهاء مدة صلاحيتها ، ومن هنا ستكون الدولة السورية بحال استمرار صمودها امام اخر الخطط بالحرب الغير مباشرة عليها ،وستكون قد أعلنت حسمها مبكرآ لهذه الحرب المفروضه عليها.
ختامآ، على الدولة السورية اليوم وبكل أركانها،وتحديدآ سلطتها السياسية ان تعمل على تمتين الجبهة الداخلية اكثر واكثر ، وحتى وان كان ذلك على حساب تنازلات مجتمعية "مصالحات وطنيه كبرى" عقلانية تقوم بها الدولة السورية ، للتخفيف من وطأة هذه الغزوة الاخيرة ، وأن نجحت الدولة السورية بذلك وأستطاعت بناء تحالفات جديدة مع قوى مجتمعية سورية كبرى بالداخل السوري من خلال تنازلات عقلانية ومهيكلة تقدم لهذه القوى ، فهي ستكون بلا شك قد قطعت شوطآ كبيرآ من أنجاز مشروع الانتصار الاكبر على حلف دولي كان وما زال يطمح للوصول الى هدف أسقاط الدولة العربية السورية بكل أركانها ......
المصدر :
الماسة السورية/هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة