دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لماذا سقطت إدلب ولم ترد إيران على تركيا؟ لماذا ضُرب اليمن ولم ترد إيران على السعودية؟؟ ما الذي حمله رسول ووسيط إلى زعماء محور المقاومة ورفضوه على الفور؟؟
إيران وأميركا على وفاق بخصوص القضايا النووية, وتقريباً معظم العوائق أزيلت.
أميركا تعتبر السعودية "مملكة تابعة لها" وليست مملكة حليفة, لذا يستسيغ الرؤساء الأميركيين المشاغبات السعودية علی سياساتهم.
وكان آل سعود بدعم إسرائيلي ومساند لليمين المتطرف, الاسرافي واشنطن قد حاولوا المشاغبة على سياسيات باراك أوباما بخصوص إيران وسورية. فجرى تقديم دعم مبالغ به وغير مطلوب أميركياً لتيارات الدعوشة الإرهابية الوهابية المنبت. في مسعى سعودي إسرائيلي مشترك لإفشال ما يراه أوباما مصلحة لبلاده ولإسرائيل, وما تراه إيران فرصة لتعزيز قوتها واقتصادها من خلال الاتفاق النووي.
لتعزيز سيطرة باراك أوباما على السياسات السعودية وبنزع فتيل " احتمال التخريب السعودي للاتفاق، وللتخلص من التيار السعودي الخاضع للتيار الليكودي اليميني المتطرف الإسرائيلي في الإدارة الأميركية، قام جورج بوش الناعم (باراك أوباما) بتبديل الأحصنة في السعودية بأخرى قريبة من اليمين الإسرائيلي في الإدارة الأميركية التي تظن بأن مصلحة إسرائيل هي في اختراق إيران, من خلال مصالحة تاريخية معها أميركياً على الملف النووي. ثم استغلال الاتفاقية النووية للتأثير على ملفات أخرى من بينها ملف النفط والخليج والعراق والإرهاب (الممسك به من الأميركيين عبر السعوديين, لكن الإرهاب أصبح أقوى مما تريد أميركا).
تريد أميركا أن تؤمن حالة استقرار للصراع كي يتاح لها الدقة في تنفيذ مخططها لتقسيم المنطقة إلى فيدراليات ضمن دول سيادية تشبه لبنان.
"كل ديك سياسي ومذهبي واثني على قن دجاجاته صياح "
إيران التي تريد إنهاء الملف النووي لمصلحة شعبها, لا يمكنها قتال الوهابيين في المنطقة, وقتال أميركا في الوقت عينه.
وأميركا تريد أن تدجن إيران, وتبدل من توجهات وشخصيات قادتها.
إيران تظن أن وقف الخلاف على الملف النووي سيطلق سباقها مع الزمن لتحقيق تطور اقتصادي وتكنولوجي ينقلها إلى مصاف الدول الصناعية العشرين في عقدين.
وأميركا تريد القضاء على الثورة الإسلامية الخمينية من خلال اختراق إيران ثقافياً وسياسياً وأمنياً بتسهيل من تسونامي المساندين نفسياً لعلاقة ندية وطبيعية مع أميركا.
قد ينجح الأميركي وقد لا ينجح، وقد تنجح إيران وقد لا تنجح.
لكن التحالف الإسرائيلي الليكودي السعودي رافض لهذه الاستراتيجية الأوبامية, لهذا أصر على التصعيد في اليمن وعرض على الأميركيين خطة عمل فقبلوا بها بعلم أو بتلميح ودي إلى إيران أن " اصبروا وصابروا ورابطوا " ولا تتهوروا فتضربوا الرياض بصواريخ الحوثيين, ولا تغزو السعودية بقبائل منتشرة على جانبي الحدود .
سكت الإيراني ولم يرد الحوثي. فصار "ابن سلمان " بطلاً وبن نايف ملكاً مع لقب ولي عهد، وطار التيار السعودي المناصر لمثيله الإسرائيلي اليميني المتطرف في واشنطن, وحل مكانه التيار السعودي المتحالف مع التيار الإسرائيلي اليميني المعتدل المتحالف مع أوباما في واشنطن.
الخلاصة:
- حولت أميركا معركة الإرهاب السعودي ضد اليمنيين إلى فرصة لتحقيق تغيير جعل الخارجية السعودية مكتباً ملحقاً بمكتب مسؤول "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "في الخارجية الأميركية.
- حولت أميركا الملك السعودي إلى أداة طيعة بيد المشرف على الملف السعودي في الإدارة الأميركية .
وستصبح سياسات السعوديين جزءاً من مهمات سكرتير البيت الأبيض لشؤون التدبير المنزلي.
- ضمن أوباما أن لا يلعب السعوديون خارج الهوامش التي يضعها الأميركي.
- اقترب الاتفاق الإيراني الأميركي الشامل من إنجاز الظروف الملائمة لإعلانه إقليمياً ودولياً لأنه منجز. ويبقى القرار النهائي بيد مرشد الثورة الإيرانية الذي يراقب التفاعلات الأميركية مع اتفاق الإطار المعلن ليقرر "هل يسمح: أم يمنع" ثم يمدد ويماطل في المفاوضات.
يعلم الأميركي كما القيادة الإيرانية أن التوقيع على اتفاق نهائي سيكون له ارتدادات عنيفة سياسياً وأمنياً وعسكرياً وتاريخياً على الوضع الجيوسياسي للمنطقة، من بحر قزوين إلى آسيا الوسطى والهند والصين وروسيا ، فالمتوسط وشمال أفريقيا.
كل ما سبق مفهوم في لغة المحاكاة بين القوى الكبرى، لهذا ما ردت إيران على ضرب اليمن, ولا ردت على الغزو التركي لسورية في إدلب وجسر الثغور.
لأن الأميركي يضبط اللعبة ضمن المتفق عليه، أي السير بعد مرحلة الثلاثين من حزيران المقبل (إن حصل التوقيع) بالتفاوض على تفاصيل حل سياسي شامل في العراق ولبنان واليمن وسورية عنوانه "فيديراليات المدن المستقلة بحسب الأميركي".
والاعتراف بالواقع المذهبي الغير قابل للحل, ونقل تفاصيل انتشاره على أرض الواقع إلى شكل من أشكال التمثيل في السلطة والحكومات.
الفترة المقبلة يحذر منها الجميع لأنها فترة التحضير لتقسيم وتقاسم النفوذ بين القوى التي تتصارع فعلياً.
الروس ليسوا خارج اللعبة, لكنهم وإيران شركاء غير متكافئين في سورية. وشركاء مضاربين في العراق. وشركاء مضاربين في اليمن, لكن إيران هي المقرر, وروسيا تمثل دور الواقي الذكري في مجلس الأمن وفي الثقل الداعم عسكرياً لمحور المقاومة حتى لا تميل الكفة إلى الجهة المقابلة.
الوزن الإيراني لم يعطِ الروس ما يجب لهم أن يحصلوا عليه برأيهم فوقف الروسي مع السعودي في اليمن من خلال مجلس الأمن.
ولم يحصل الروسي على ما يريد في العراق, لذا ما استكمل تسليح الجيش العراقي كما يجب ويكتفي بفوائد اقتصادية.
مشاكل المحور الروسي الإيراني تنتسحب على المحور الإيراني السوري الغير متطابق مئة بالمئة في رؤية الطرفين للرد على المقترحات الأميركية.
من يفاوض ويحلل ويقدر المصلحة الإيرانية هو مجلس الأمن القومي, وهامش جواد ظريف محدود لكن المفاجأة، أن السيد حسن نصرالله يتفق مع السوريين في رؤيتهم, وقدم للسيد علي الخامنئي مطالعة تعزز وجهة النظر السورية.
ما سيطرحه الأميركي بعد ٣٠ حزيران معروف. تعميم نموذج مقترح دي ميستورا على كل المنطقة, ليصبح تجميد الوضع كما هو الحل، مع إعطاء البلديات فرصة لتكون منتخبة بحسب سيطرة كل طرف على "بلديته" ولتمثل البلديات المختبر الأول لقياس احتمالات التعايش بين دول "حلفاء واشنطن" في سورية والعراق واليمن (ولبنان لا مشكلة في نموذج التعايش بين حلفاء الطرفين) بعد تصفية داعش على يد النصرة وحلفائها وإضعاف الأخيرة مستقبلاً على يد آخرين وعلى يد الدولة السورية المركزية.
هذا ما يتقاتل عليه الجميع في الميدان. وهذا ما سيجمع رأسي الإيراني الظريف محمد جواد والأميركي - الوهابي "الخفيف" عادل الجبير.
كلاهما يغازل الآخر في العلن لأن الإيراني يعرف بأن الجبير يمثل الرغبة الأميركية في تناغم سعودي و سياسات التفاوض الأميركي مع إيران.
أميركا لا السعودية أصبحت من يقرر السياسات الخارجية السعودية، وكفى الإيرانيين شر القتال ضد السعوديين بالتفاوض مع أميركا.... من اليمن إلى سورية.
هل ما عرضته كاريكاتوري؟؟
نعم...ونعم شديدة، ولكن للأسف هذا هو الواقع السياسي خلف الكواليس التي لا ترون منها سوى مسرح الدماء والخسائر والأمهات الثكلى.
هل تخلت إيران عن المواجهة مع أميركا؟
لا...لكن في إيران بيت بمنازل كثيرة. يستعملها عصب السلطة كل في مآرب يوصله إلى مصالحه. وأحياناً يعطي "قبة باط" لتيار مهتاج على علاقة مصلحية بالأميركيين، لكن الأمل دوماً بالعصب الثوري وبالحرس وبتيارات الخمينية السياسية والفكرية وبالقائد الحاسم الحازم. السيد على الخامنئي الذي يمكن القول أن أقرب المسؤولين الإيرانيين آليه لا يعادل قربه وثقته برأي السيد حسن نصرالله.
سورية باقية وإيران صامدة وحزب الله منتصر...إنه صبر ساعة فاصبروا......وقاوموا.
المصدر :
خضر عواركة / أنباء آسيا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة