لم تكن زيارة "محبوب العرب" محمد عسّاف إلى غزة هذه المرة عادية، فالشاب الذي ولد في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، وعاش طفولته وشبابه لا زال يحافظ على عادته وتقاليده الاجتماعية، بعيداً عن مهامه وأنشطته الفنية من خلال حرصه على زيارة أصدقائه وأقربائه والالتقاء بمعجبيه، ويتذكّر أدّق تفاصيل مخيمه الذي شهد ولادة موهبته بشوارعه وحاراته، بل يحرص دوما علىً القول في مختلف أحاديثه الصحافية "أنا ابن المخيم".

"ابن المخيم" أو "محبوب العرب" لا فرق بين هذه وتلك بالنسبة للفنان الفلسطيني محمد عسّاف، فتواضعه وبساطته التي يتحدث عنها كل من التقى به تؤكد ذلك، فالكل في هذه المدينة المحاصرة يحبه، بدءاً من طفلها وليس انتهاءً بشبابها صغاراً وكباراً، بساطته دفعته إلى الذهاب لـ "السوبر ماركت" بدون أمن، وإلى حلاقه الذي كان يُصفف له شعره في مدينة خان يونس قبل مشاركته في "أراب أيدول" أيضاً بدون أمن، وكأنه يقول: "أريد أن أمشي في الشارع وحيداً بعيداً عن أجواء الشهرة والنجومية".

حرص النجم الشاب خلال زيارته إلى غزة على التقاط الصور مع معجبيه، في مختلف الأماكن التي تواجد فيها على مدار أربعة أيام، حتى في المؤسسات الرسمية والأهلية التي زارها كان يجد العشرات من المعجبين ينتظرونه لالتقاط صورة معه، حتى عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات المرفقة بصوره، ولم يرفض طلباً لأحد بالتقاط صورةً معه.

 

 

 

استمع عسّاف لأغنياته من أطفال غزّة الذين أحبوه وأصبحوا يحفظوها منذ أن كان مشتركاً في "أراب أيدول" في مختلف الأماكن التي تواجد فيها، ففي فندق ومطعم "روتس" قالت له احدى الأمهات التي كانت برفقة زوجها وأطفالها: "ابنتي سارة دائماً تغني أغنيتك علّي الكوفية بشكل شبه يومي، هي تُحبك ونحن دوماً نفتخر بك يا محمد"، وفي موقف آخر، غنّى له الطفل "إيهاب" وعمره تسعة أعوام: "يا حلالي يا مالي"..

 

وزار عسّاف أثناء تواجده في غزة، مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وبنك فلسطين، وشركة الوساطة للأوراق المالية، ومؤسسة "بيت الصحافة" وشركة "أصايل" للإنتاج الفني التي كان يسجّل فيها عدد من أغنياته قبل النجومية والتقى فيها مديرها الفنان وائل اليازجي، والفنان محمد المدلل، والفنان رامي عكاشة، والفنان  التشكيلي محمد الديري وزار منزل الملحن ياسر عمر، والفنان أكرم حسن إضافة إلى عدة زيارات عائلية.

 

 

 

ساعة مع الربيع..

 

وسط قطاع غزة وفي بلدة يُسميها الغزيون "جحر الديك"، ركض ودبك وغنى "محبوب العرب" بين الورود الصفراء وأزهار الربيع والطبيعة الفلسطينية الخلابة برفقة أصدقائه، على أنغام أغنية "صوت الحدى" للفنان عاصي الحلاني، والتقط له المصوّر الفلسطيني شادي العصار صوراً جميلة، وربما هو من أكثر الأماكن التي عبّر فيها محمد عن سعادته، إذ قال: "أنا هنا شعرت أنني حُر وعلى طبيعتي".

مع ذلك، زيارة محمد لغزة هذه المرة كشفت حاجته إلى الابتعاد عن أجواء الفن والنجومية والكاميرات، وحياة الفنادق للحظات من الزمن، لدرجة أنه حجز في احدى فنادق غزّة لكنه لم يتواجد فيه يومياً إلا لساعات قليلة، فقد كان يقضي معظم وقته في لقاء أصدقائه ومحبيه وأقربائه، قبل أن يصرح بالقول أنه سيأتي إلى غزة كل شهر.

أنا دمّي فلسطيني..

 

رسمياً، شارك سفير ‫"أونروا"  الإقليمي للنوايا الحسنة في المهرجان الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن فعاليات اليوم العالمي للتوعية من مخلفات الحرب والمساعدة في العمل ضد الألغام و الذي تم أُقيم برعاية UNRWA و UNMAS في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأكّد عسّاف في كلمة قصيرة على أنّ الصراعات والحروب لم تنتهي في المنطقة بعد, إذ لم يتمكن أطفال فلسطين من الذهاب لمدارسهم بأمان, ومقدرتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية كباقي أطفال العالم.

وأوضح أنه وبسبب الألغام وخطورتها ومخلفات الحروب الإسرائيلية، قُتل وأصيب العديد من الفلسطينيين، الذين تسببت لهم الألغام بإعاقات مختلفة، داعياً لضرورة التوعية بمخاطر مخلفات الحرب والعمل على دمج المصابين في المجتمع وتمكينهم من مواصلة حياتهم بصورة طبيعية.

وخلال الحفل، قدّم "محبوب العرب" أغاني وطنية أمام عدد من ذوي الإعاقة الذين فقدو الحركة بسبب الحروب الأخيرة على قطاع غزة، بهدف تشجيهم ومساندتهم، إذ غنى أغنيتين، "يا حلالي ويا مالي" و "أنا دمّي فلسطيني" تفاعل معها الجمهور الذي تجاوز الألفين، بحماسة وفرح، قبل أن يقوم بجولة خيرية التقى عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة الفلسطينيين، وزار مكاتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واجتمع مع الموظفين وأسرهم.

 

نداء اليرموك..

أطلق الشاب الفلسطيني، نداءً من قلب غزّة لتحييد مخيم اليرموك في سوريا عن الصراعات، مشدداً على أنّ الفلسطينيين يعيشون هناك في ظلم وحصار منذ أكثر من عامين.

وقال عسّاف: " أتمنى تحييد أهلنا في مخيم اليرموك وفي الشتات، من أي صراعات، لأننا نحن شعب مظلوم على مدار السنين والتاريخ منذ الاحتلال الاسرائيلي وحتى اليوم”.

ودعا عسّاف كافة السياسيين والمسؤولين تحييد مخيم اليرموك الذي يتعرض للقتل والحصار والجوع، ويعاني أهله من مرارة العيش كلاجئين فلسطينيين.

أخيراً..

 

غادر عسّاف غزة على أمل العودة لها مرة أخرى الشهر القادم، أكد خلال زيارته على أنه "ابن البلد" وليس زائراً، متوجهاً إلى بيروت حيث سجّل حلقة من الموسم الجديد لبرنامج "تاراتاتا" مع الإعلامي "نيشان".

 

بعدها، سيغني "محبوب العرب" في سلسلة من الحفلات الغنائية في الأردن وفلسطين وتونس وعدد من الدول العربية الأخرى.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-04-30
  • 13312
  • من الأرشيف

محمّد عسّاف: بين حياة "المخيم" و"النجومية"..

لم تكن زيارة "محبوب العرب" محمد عسّاف إلى غزة هذه المرة عادية، فالشاب الذي ولد في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، وعاش طفولته وشبابه لا زال يحافظ على عادته وتقاليده الاجتماعية، بعيداً عن مهامه وأنشطته الفنية من خلال حرصه على زيارة أصدقائه وأقربائه والالتقاء بمعجبيه، ويتذكّر أدّق تفاصيل مخيمه الذي شهد ولادة موهبته بشوارعه وحاراته، بل يحرص دوما علىً القول في مختلف أحاديثه الصحافية "أنا ابن المخيم". "ابن المخيم" أو "محبوب العرب" لا فرق بين هذه وتلك بالنسبة للفنان الفلسطيني محمد عسّاف، فتواضعه وبساطته التي يتحدث عنها كل من التقى به تؤكد ذلك، فالكل في هذه المدينة المحاصرة يحبه، بدءاً من طفلها وليس انتهاءً بشبابها صغاراً وكباراً، بساطته دفعته إلى الذهاب لـ "السوبر ماركت" بدون أمن، وإلى حلاقه الذي كان يُصفف له شعره في مدينة خان يونس قبل مشاركته في "أراب أيدول" أيضاً بدون أمن، وكأنه يقول: "أريد أن أمشي في الشارع وحيداً بعيداً عن أجواء الشهرة والنجومية". حرص النجم الشاب خلال زيارته إلى غزة على التقاط الصور مع معجبيه، في مختلف الأماكن التي تواجد فيها على مدار أربعة أيام، حتى في المؤسسات الرسمية والأهلية التي زارها كان يجد العشرات من المعجبين ينتظرونه لالتقاط صورة معه، حتى عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات المرفقة بصوره، ولم يرفض طلباً لأحد بالتقاط صورةً معه.       استمع عسّاف لأغنياته من أطفال غزّة الذين أحبوه وأصبحوا يحفظوها منذ أن كان مشتركاً في "أراب أيدول" في مختلف الأماكن التي تواجد فيها، ففي فندق ومطعم "روتس" قالت له احدى الأمهات التي كانت برفقة زوجها وأطفالها: "ابنتي سارة دائماً تغني أغنيتك علّي الكوفية بشكل شبه يومي، هي تُحبك ونحن دوماً نفتخر بك يا محمد"، وفي موقف آخر، غنّى له الطفل "إيهاب" وعمره تسعة أعوام: "يا حلالي يا مالي"..   وزار عسّاف أثناء تواجده في غزة، مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وبنك فلسطين، وشركة الوساطة للأوراق المالية، ومؤسسة "بيت الصحافة" وشركة "أصايل" للإنتاج الفني التي كان يسجّل فيها عدد من أغنياته قبل النجومية والتقى فيها مديرها الفنان وائل اليازجي، والفنان محمد المدلل، والفنان رامي عكاشة، والفنان  التشكيلي محمد الديري وزار منزل الملحن ياسر عمر، والفنان أكرم حسن إضافة إلى عدة زيارات عائلية.       ساعة مع الربيع..   وسط قطاع غزة وفي بلدة يُسميها الغزيون "جحر الديك"، ركض ودبك وغنى "محبوب العرب" بين الورود الصفراء وأزهار الربيع والطبيعة الفلسطينية الخلابة برفقة أصدقائه، على أنغام أغنية "صوت الحدى" للفنان عاصي الحلاني، والتقط له المصوّر الفلسطيني شادي العصار صوراً جميلة، وربما هو من أكثر الأماكن التي عبّر فيها محمد عن سعادته، إذ قال: "أنا هنا شعرت أنني حُر وعلى طبيعتي". مع ذلك، زيارة محمد لغزة هذه المرة كشفت حاجته إلى الابتعاد عن أجواء الفن والنجومية والكاميرات، وحياة الفنادق للحظات من الزمن، لدرجة أنه حجز في احدى فنادق غزّة لكنه لم يتواجد فيه يومياً إلا لساعات قليلة، فقد كان يقضي معظم وقته في لقاء أصدقائه ومحبيه وأقربائه، قبل أن يصرح بالقول أنه سيأتي إلى غزة كل شهر. أنا دمّي فلسطيني..   رسمياً، شارك سفير ‫"أونروا"  الإقليمي للنوايا الحسنة في المهرجان الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن فعاليات اليوم العالمي للتوعية من مخلفات الحرب والمساعدة في العمل ضد الألغام و الذي تم أُقيم برعاية UNRWA و UNMAS في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأكّد عسّاف في كلمة قصيرة على أنّ الصراعات والحروب لم تنتهي في المنطقة بعد, إذ لم يتمكن أطفال فلسطين من الذهاب لمدارسهم بأمان, ومقدرتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية كباقي أطفال العالم. وأوضح أنه وبسبب الألغام وخطورتها ومخلفات الحروب الإسرائيلية، قُتل وأصيب العديد من الفلسطينيين، الذين تسببت لهم الألغام بإعاقات مختلفة، داعياً لضرورة التوعية بمخاطر مخلفات الحرب والعمل على دمج المصابين في المجتمع وتمكينهم من مواصلة حياتهم بصورة طبيعية. وخلال الحفل، قدّم "محبوب العرب" أغاني وطنية أمام عدد من ذوي الإعاقة الذين فقدو الحركة بسبب الحروب الأخيرة على قطاع غزة، بهدف تشجيهم ومساندتهم، إذ غنى أغنيتين، "يا حلالي ويا مالي" و "أنا دمّي فلسطيني" تفاعل معها الجمهور الذي تجاوز الألفين، بحماسة وفرح، قبل أن يقوم بجولة خيرية التقى عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة الفلسطينيين، وزار مكاتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واجتمع مع الموظفين وأسرهم.   نداء اليرموك.. أطلق الشاب الفلسطيني، نداءً من قلب غزّة لتحييد مخيم اليرموك في سوريا عن الصراعات، مشدداً على أنّ الفلسطينيين يعيشون هناك في ظلم وحصار منذ أكثر من عامين. وقال عسّاف: " أتمنى تحييد أهلنا في مخيم اليرموك وفي الشتات، من أي صراعات، لأننا نحن شعب مظلوم على مدار السنين والتاريخ منذ الاحتلال الاسرائيلي وحتى اليوم”. ودعا عسّاف كافة السياسيين والمسؤولين تحييد مخيم اليرموك الذي يتعرض للقتل والحصار والجوع، ويعاني أهله من مرارة العيش كلاجئين فلسطينيين. أخيراً..   غادر عسّاف غزة على أمل العودة لها مرة أخرى الشهر القادم، أكد خلال زيارته على أنه "ابن البلد" وليس زائراً، متوجهاً إلى بيروت حيث سجّل حلقة من الموسم الجديد لبرنامج "تاراتاتا" مع الإعلامي "نيشان".   بعدها، سيغني "محبوب العرب" في سلسلة من الحفلات الغنائية في الأردن وفلسطين وتونس وعدد من الدول العربية الأخرى.  

المصدر : محمّد فروانة -الفن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة