في حوار اجرته صحيفة الوطن السورية مع الفنان والنجم السوري عابد فهد كشف فيه تفاصيل أحدث مشاريعه الفنية الدرامية والسينمائية المقبلة،

  متحدثاً عن تجربته في الأعمال الدرامية العربية المشتركة بشفافية، معلناً حقيقة منحه الجنسية اللبنانية مؤخراً، حيث واجهته بالعديد من المواضيع الفنية والشخصية، التي يكشف الستار عنها للمرة الأولى.

بدايةً، كيف تقيم الأعمال الدرامية العربية المشتركة من خلال تجربتك فيها؟ وما الذي أضافته لك كممثل؟

أولى مشاركاتي في هذه الأعمال كانت في عام 2009، عبر مسلسل (عرب لندن)، ثم مسلسل (هدوء نسبي)، لتتلو الأعمال العربية من بعده. هذه الأعمال تعتمد على الخبرات السورية، تبعاً لامتلاكها خامات فنية قوية، أثبتت وجودها عربياً، عبر أعمالها الدرامية السورية الخالصة، وهذا موضع فخر لنا، ولابد أن نعتز به، حيث تعد مشاركاتنا في الأعمال المشتركة بمنزلة جواز سفر للعالم العربي، وخاصةً أن هذه الأعمال تطرح مواضيع جديدة وواقعية، ينتج عنها أداء مختلف، تبعاً لتزاوج الخبرات العربية، وهذا بالتأكيد يزيد من حدة المنافسة عربياً، والسعي لتقديم أعمال Provincial، وتقديم مادة غنية، تبيح للجميع عرض مواضيعهم بحرية أكبر، كما لو كانت أعمالاً ذات جنسية واحدة.

 

لابد أن خبرتي في هذه الأعمال باتت أكثر نضوجاً، وخاصةً أنها تتيح لك بأن تكون شريكاً في هذا المشروع، حيث تمنحك مساحةً أكبر للاختيار، وطبعاً هذا الانتشار العربي أعطاني قاعدة جماهيرية كبيرة، ضاعفت من المسؤولية التي أحملها تجاه المشاهدين، حيث تصبح خطواتك المقبلة أكثر صعوبةً، يتوخاها حذرٌ شديد، سعياً منك للحفاظ على المرتبة التي وصلت إليها، والتقدم نحو الأمام، وتحقيق مزيد من النجاح.

 

كثيرون يرون أن الأعمال العربية المشتركة التي نشطت بكثرة في الآونة الأخيرة، تعد بمنزلة فوضى درامية عارمة، يجتمع فيها السوري واللبناني والمصري خارج الحدود المكانيّة من جهة، وخارج حدود العادات والتقاليد العربية من جهة أخرى؟

 

لا أرى أن ما قد عرضته هذه المسلسلات من مواضيع مختلفة، بوصفها أعمال modern، كانت غريبة عن مجتمعاتنا العربية، حتى ولو كانت مستعارة أو مأخوذة من أعمال غربية! دعنا نأخذ مسلسل (لو)، ومسلسل (لعبة الموت) أنموذجاً، حيث نجد أن الخيانة الزوجية لدينا، مثلما موجودٌ عندنا هذا الاستحواذ المرضي في الحب... أليس كذلك؟!

 

مع اشتعال الأزمة السورية وجد المنتج اللبناني فرصة سانحة للاستفادة من النجم السوري ومن الخبرات السورية من مؤلفين ومخرجين وفنيين، مع بقاء السمة العامة لبنانية لهذه الأعمال، ما أفقد الدراما السورية هويتها عموماً، والممثل السوري خصوصاً، ما تعليقك؟

 

الأعمال الدرامية العربية المشتركة مثلها مثل أي مشروع آخر، تحمل في جوانبها جانباً تجارياً، وبالتالي يحق للمنتج اللبناني أن يستثمر مشروعه بالشكل الأمثل، فمشاركة العنصر السوري في هذا المشروع يعد بمنزلة استثمار، وهذا طبعاً لا يقلل من أهمية وجوده، لأن مشاركته فيها تعد وسيلةً فعالة في انتشار وتسويق العمل فضائياً، لأن العمل يحتوي على أسماء مهمة تحترمها الفضائيات العربية وتطلبها، وبالتالي هذا يكرس من وجود الدراما السورية، ولا يقلل من شأن الدراما اللبنانية في المقلب الآخر.

 

لماذا لم نشهد لغاية اليوم مشاركة نجوم الصف الأول في المحروسة ضمن هذه الأعمال العربية المشتركة أسوةً بزملائهم السوريين؟

 

لا يمكننا أن ننكر بأننا نعيش أزمة في سورية منذ سنوات، رمت بظلالها على الحراك الفني السوري، بالوقت الذي قدمت لنا فيه الأعمال العربية المشتركة عروضاً مغرية، ضاعفت من أجورنا التي كنا نتقاضاها في سورية، وطبعاً هذا لا يعني أبداً بأنني غير مستعدٍ للمشاركة في أعمال سورية تبعاً لما اتقاضاه حالياً، لأنه يتم التعامل مع العمل السوري بحسابات أخرى مختلفة تماماً عن الأعمال العربية. من جهة أخرى لا يمكننا إنكار الأجر الكبير الذي يتقاضاه النجم المصري، والذي لا يفسح المجال أمام المنتج اللبناني لدعوته للمشاركة في هذه الأعمال المشتركة، وخاصةً أن ما يتقاضاه النجم المصري اليوم يشكل عبئاً ثقيلاً على الميزانية المرصودة لأي عمل مصري، لأنه يتقاضى ما يقارب 50% من تكلفة العمل.

 

يتهم «عابد فهد» بالتأطير، تبعاً لمشاركاتك العربية الأخيرة، التي أسرتك ضمن دائرة مغلقة عليك الخروج منها، ما ردك؟

 

هذا الاتهام غير صحيح، والدليل بأنني قدمت عملين سوريين إلى جانب هذه الأعمال المشتركة حققا نجاحاً ملحوظاً، إلا وهما مسلسل (سنعود بعد قليل)، ومسلسل (قلم حمرة)، ما يعني أنني لست محصوراً بالأعمال العربية المشتركة، لأن لدي حرصاً شديداً على التواجد دائماً في الدراما السورية، وخاصة أنه يعتريني حنينٌ كبير للأجواء التي نعيشها مع الزملاء أثناء إنجازنا لأي عملٍ سوري.

 

هل سيكون عملك المشترك المرتقب لموسم دراما رمضان 2015 من عيار (24 قيراط)؟

 

إن شاء الله. (24 قيراط) كتب بقلم السيدة ريم حنا، ويحمل إمضاء المخرج الرائع الليث حجو، وتشاركني بطولته سيرين عبد النور وماغي بو غصن، كما يضم على لائحة أبطاله الممثلة ديمة قندلفت من سورية، والممثل ظافر عابدين من مصر، إلى جانب العديد من الفنانين العرب.

 

تلعب في المسلسل دور رجل متزوج يعيش صراعاً بين زوجه ومنقذته، إثر فقدانه لذاكرته بعد تعرضه لحادث ما، أي موقف فقد فيه «عابد فهد» ذاكرته حيال أمرٍ ما؟

 

لا أخفيك بأنني أعاني مسألة النسيان، حيث أواجه أحياناً مواقف محرجة أثناء التقائي مع أشخاص كثر أنسى من أي مكان أعرفهم، أو ما أسماؤهم! وهذا طبعاً يعود لازدحام الملفات التي تخزنها ذاكرتنا، ما يؤدي إلى سقوط أجزاء منها من غير قصد في بعض الأحيان.

 

متى تلجأ إلى فقدان الذاكرة؟

 

أتمنى لو أنني أمتلك نعمة النسيان، لأنك تجد نفسك أحياناً بحاجة لنسيان أمرٍ ما، ومحوه كلياً من ذاكرتك، وتقف عاجزاً أمام نسيانه.

 

تستعد حالياً للبدء بتصوير مشاهدك في المسلسل السوري (العراب)، المؤلف من جزأين، والذي ستصل عدد حلقاته إلى 60 حلقة، من تأليف حازم سليمان، وإخراج المثنى صبح، ماذا عنه؟

 

العمل مقتبس عن رواية «العراب» العالمية لـ«ماريو بوزو»، وهنا تكمن الخطورة بتقديم عمل درامي مأخوذ من عمل عالمي، يعد مرجعاً مهماً لسينمائي العالم أجمع، وبالتالي العمل يحتاج وقتاً لإنجازه على ما يرام، ليتم عرضه فيما بعد في عرضٍ خاص خارج الموسم الرمضاني المقبل، وأتوقع أن يكون المسلسل على هذا القدر من الأهمية، تبعاً لوجود شركاء مهمين، لديهم العزيمة لتقديم عملٍ درامي مهم، حيث سألعب فيه دور الأخ الأكبر في العائلة، التي تدور أحداثه حولها.

 

على الرغم من أن (الأسود يليق بك)، مشروع ذهب في مهب الرياح، ما القصة؟

 

كان من المفترض أن يتم إنتاج عملٍ درامي مقتبس عن رواية الكاتبة الجزائرية «أحلام مستغانمي»، التي تحمل العنوان ذاته، لموسم رمضان المقبل، إلا أن المشروع أجل لأسباب إنتاجية، وكل ما نشر عن موضوع انسحابي منه أمرٌ غير صحيح.

 

سينمائياً، تنوي المشاركة بفيلمين جديدين؛ الأول بعنوان (دقيقة صمت)، والثاني كوميدي يحمل اسم (بروفا)، ماذا عنهما؟

 

كلا الفيلمين من تأليف الكاتب سامر رضوان، الذي شارف على الانتهاء من كتابة نصيهما، ووقتها سنختار أياً منهما سنشرع في تنفيذه أولاً، مع بداية العام الجديد 2016 إن شاء الله.

 

بالعودة لمشاركاتك في الموسم الدرامي الماضي، نلاحظ أن الفنانة «سلافة معمار» قد استأثرت بالأضواء لنفسها، في مسلسل (قلم حمرة) للمخرج حاتم علي، تبعاً لروعة أدائها فيه، رغم أن البطولة كانت جماعية في العمل، هل أزعجك الأمر؟

 

إطلاقاً.. هذا النجاح يسعدني لأننا شركاء في العمل، و«سلافة» تستحق هذا النجاح الذي حصدته، فالعمل عملها، ومن بطولتها، كما أنني أتمنى لو أن العمل حظي بالاهتمام الذي يستحقه، وخاصة أنه يتحدث بصوت كل من شاهده، وكل من يخجل أن يعبر عن نفسه، حيث وجد العمل يتكلم بصوته الداخلي.

 

قيل بأن جمالية تتر مسلسل (لو)، التي أدتها الفنانة اللبنانية «إليسـا»، وقام بكتابتها وتلحينها الفنان الشامل «مروان خوري»، كان لها الفضل في لفت الأنظار للعمل، وبأن نجاحها تجاوز نجاح المسلسل عينه؟

 

هذا هو الهدف المرجو من الشارة، وهذه خطة تسويقية ناجحة، وها نحن نعيد الكَرّة مرةً أخرى، في مسلسل (24 قيراط)، حيث سيقوم «مروان خوري» بتأليف شارة العمل وتلحينها، في حين سيتولى السوبر ستار «راغب علامة» مسألة أدائها.

 

أما بالنسبة لموضوع أن شارة «لو» تجاوزت نجاح العمل كله، فأرى أن هذا الأمر مبالغٌ فيه، لأننا بذلك نكون قد نسفنا جهد فريق كاملٍ عمل على إنجاز ونجاح هذا العمل، الذي أجد أنه يمتلك مواصفات المسلسل الأجنبي.

 

بعيداً عن العمل، أشيع بأنك افتتحت في العام المنصرم بالشراكة مع أخيك المخرج «عامر فهد» مطعماً في دبي، حمل اسم (بقعة ضوء)، فهل نجحت في عالم الأعمال مثلما فعلتها في التمثيل؟

 

للتوضيح أنا شريكٌ بالروح في هذا المشروع ليس إلا، ولا يعود بالفائدة الربحية عليّ، لأني لا أجيد العمل في التجارة، حيث أعتبر أن أي مشروع تجاري أدخل فيه خاسرٌ لا محالة، بوصفي لا أجيد التعامل مع المال إلا كوسيلة للعيش وتيسير أمورنا الحياتية والمستقبلية.

 

ختاماً، انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار عدة تفيد بأن «عابد فهد» حصل على الجنسية اللبنانية، متخلياً عن جنسيته السورية، ليصل الأمر بنعتك بـ«السوري سابقاً» من البعض، ما ردك؟

 

كل ما في الأمر بأن الوالد «رحمه الله» يمتلك الهوية اللبنانية منذ عام 1962، وهي تحق لي قانونياً، وليس بمنحها «فخرياً» من شخصية رسمية، أو جهة معنية، فيما لو تم إعطائي إياها، ومسألة تخليَّ عن جنسيتي السورية أمرٌ غير وارد لدي، وبالتالي لا يحق لأحد ان يمنع سوريتي عني، لأنها أنا، وأنا هي، ومن يحاول أن يصطاد في الماء العكر، فعليه أن يعرف الماء النقي قبل فعل ذلك، لأنه سيحصد الطحالب لا محالة.

 

نعتي ممن يحاول أن يسرق مني انتمائي، واقتلاعي من جذوري، ويشكك بمحبتي لوطني، بالسوري سابقاً حز بقلبي، وأحزنني جداً، لأني أفتخر بسوريتي أينما حللت، وأعتز بجيش وطني، وبكل من يدافع ويقاتل بشرف عن سورية، وأبناء سورية، ويبذل الغالي والنفيس لحمايتها من كل غدر وخيانة، وخاصةً أنها تواجه حرباً شرسة، باتت ملامحها واضحة للعيان. عزائي لكل أب، وأم، وأخ، وأخت، فقد عزيزاً أو غالياً في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، مشدداً على دعوة السيد الرئيس «بشار الأسد» بالعودة إلى حضن الوطن، ليعاود قيامه من جديد بعزيمة أبنائه السوريين، ومحبتهم لبعضهم البعض، مبتعدين كل البعد عن الكراهية والحقد، التي لن تفضي إلا لتحقيق الأهداف التي يسعون إليها أبناء سايكس بيكو وأخواتها، وخاصةً أن الهوة كبرت، والفخ أصبح ضيقاً.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2015-04-26
  • 10837
  • من الأرشيف

عابد فهد : أفتخر بسوريتي وأعتز بجيشي

في حوار اجرته صحيفة الوطن السورية مع الفنان والنجم السوري عابد فهد كشف فيه تفاصيل أحدث مشاريعه الفنية الدرامية والسينمائية المقبلة،   متحدثاً عن تجربته في الأعمال الدرامية العربية المشتركة بشفافية، معلناً حقيقة منحه الجنسية اللبنانية مؤخراً، حيث واجهته بالعديد من المواضيع الفنية والشخصية، التي يكشف الستار عنها للمرة الأولى. بدايةً، كيف تقيم الأعمال الدرامية العربية المشتركة من خلال تجربتك فيها؟ وما الذي أضافته لك كممثل؟ أولى مشاركاتي في هذه الأعمال كانت في عام 2009، عبر مسلسل (عرب لندن)، ثم مسلسل (هدوء نسبي)، لتتلو الأعمال العربية من بعده. هذه الأعمال تعتمد على الخبرات السورية، تبعاً لامتلاكها خامات فنية قوية، أثبتت وجودها عربياً، عبر أعمالها الدرامية السورية الخالصة، وهذا موضع فخر لنا، ولابد أن نعتز به، حيث تعد مشاركاتنا في الأعمال المشتركة بمنزلة جواز سفر للعالم العربي، وخاصةً أن هذه الأعمال تطرح مواضيع جديدة وواقعية، ينتج عنها أداء مختلف، تبعاً لتزاوج الخبرات العربية، وهذا بالتأكيد يزيد من حدة المنافسة عربياً، والسعي لتقديم أعمال Provincial، وتقديم مادة غنية، تبيح للجميع عرض مواضيعهم بحرية أكبر، كما لو كانت أعمالاً ذات جنسية واحدة.   لابد أن خبرتي في هذه الأعمال باتت أكثر نضوجاً، وخاصةً أنها تتيح لك بأن تكون شريكاً في هذا المشروع، حيث تمنحك مساحةً أكبر للاختيار، وطبعاً هذا الانتشار العربي أعطاني قاعدة جماهيرية كبيرة، ضاعفت من المسؤولية التي أحملها تجاه المشاهدين، حيث تصبح خطواتك المقبلة أكثر صعوبةً، يتوخاها حذرٌ شديد، سعياً منك للحفاظ على المرتبة التي وصلت إليها، والتقدم نحو الأمام، وتحقيق مزيد من النجاح.   كثيرون يرون أن الأعمال العربية المشتركة التي نشطت بكثرة في الآونة الأخيرة، تعد بمنزلة فوضى درامية عارمة، يجتمع فيها السوري واللبناني والمصري خارج الحدود المكانيّة من جهة، وخارج حدود العادات والتقاليد العربية من جهة أخرى؟   لا أرى أن ما قد عرضته هذه المسلسلات من مواضيع مختلفة، بوصفها أعمال modern، كانت غريبة عن مجتمعاتنا العربية، حتى ولو كانت مستعارة أو مأخوذة من أعمال غربية! دعنا نأخذ مسلسل (لو)، ومسلسل (لعبة الموت) أنموذجاً، حيث نجد أن الخيانة الزوجية لدينا، مثلما موجودٌ عندنا هذا الاستحواذ المرضي في الحب... أليس كذلك؟!   مع اشتعال الأزمة السورية وجد المنتج اللبناني فرصة سانحة للاستفادة من النجم السوري ومن الخبرات السورية من مؤلفين ومخرجين وفنيين، مع بقاء السمة العامة لبنانية لهذه الأعمال، ما أفقد الدراما السورية هويتها عموماً، والممثل السوري خصوصاً، ما تعليقك؟   الأعمال الدرامية العربية المشتركة مثلها مثل أي مشروع آخر، تحمل في جوانبها جانباً تجارياً، وبالتالي يحق للمنتج اللبناني أن يستثمر مشروعه بالشكل الأمثل، فمشاركة العنصر السوري في هذا المشروع يعد بمنزلة استثمار، وهذا طبعاً لا يقلل من أهمية وجوده، لأن مشاركته فيها تعد وسيلةً فعالة في انتشار وتسويق العمل فضائياً، لأن العمل يحتوي على أسماء مهمة تحترمها الفضائيات العربية وتطلبها، وبالتالي هذا يكرس من وجود الدراما السورية، ولا يقلل من شأن الدراما اللبنانية في المقلب الآخر.   لماذا لم نشهد لغاية اليوم مشاركة نجوم الصف الأول في المحروسة ضمن هذه الأعمال العربية المشتركة أسوةً بزملائهم السوريين؟   لا يمكننا أن ننكر بأننا نعيش أزمة في سورية منذ سنوات، رمت بظلالها على الحراك الفني السوري، بالوقت الذي قدمت لنا فيه الأعمال العربية المشتركة عروضاً مغرية، ضاعفت من أجورنا التي كنا نتقاضاها في سورية، وطبعاً هذا لا يعني أبداً بأنني غير مستعدٍ للمشاركة في أعمال سورية تبعاً لما اتقاضاه حالياً، لأنه يتم التعامل مع العمل السوري بحسابات أخرى مختلفة تماماً عن الأعمال العربية. من جهة أخرى لا يمكننا إنكار الأجر الكبير الذي يتقاضاه النجم المصري، والذي لا يفسح المجال أمام المنتج اللبناني لدعوته للمشاركة في هذه الأعمال المشتركة، وخاصةً أن ما يتقاضاه النجم المصري اليوم يشكل عبئاً ثقيلاً على الميزانية المرصودة لأي عمل مصري، لأنه يتقاضى ما يقارب 50% من تكلفة العمل.   يتهم «عابد فهد» بالتأطير، تبعاً لمشاركاتك العربية الأخيرة، التي أسرتك ضمن دائرة مغلقة عليك الخروج منها، ما ردك؟   هذا الاتهام غير صحيح، والدليل بأنني قدمت عملين سوريين إلى جانب هذه الأعمال المشتركة حققا نجاحاً ملحوظاً، إلا وهما مسلسل (سنعود بعد قليل)، ومسلسل (قلم حمرة)، ما يعني أنني لست محصوراً بالأعمال العربية المشتركة، لأن لدي حرصاً شديداً على التواجد دائماً في الدراما السورية، وخاصة أنه يعتريني حنينٌ كبير للأجواء التي نعيشها مع الزملاء أثناء إنجازنا لأي عملٍ سوري.   هل سيكون عملك المشترك المرتقب لموسم دراما رمضان 2015 من عيار (24 قيراط)؟   إن شاء الله. (24 قيراط) كتب بقلم السيدة ريم حنا، ويحمل إمضاء المخرج الرائع الليث حجو، وتشاركني بطولته سيرين عبد النور وماغي بو غصن، كما يضم على لائحة أبطاله الممثلة ديمة قندلفت من سورية، والممثل ظافر عابدين من مصر، إلى جانب العديد من الفنانين العرب.   تلعب في المسلسل دور رجل متزوج يعيش صراعاً بين زوجه ومنقذته، إثر فقدانه لذاكرته بعد تعرضه لحادث ما، أي موقف فقد فيه «عابد فهد» ذاكرته حيال أمرٍ ما؟   لا أخفيك بأنني أعاني مسألة النسيان، حيث أواجه أحياناً مواقف محرجة أثناء التقائي مع أشخاص كثر أنسى من أي مكان أعرفهم، أو ما أسماؤهم! وهذا طبعاً يعود لازدحام الملفات التي تخزنها ذاكرتنا، ما يؤدي إلى سقوط أجزاء منها من غير قصد في بعض الأحيان.   متى تلجأ إلى فقدان الذاكرة؟   أتمنى لو أنني أمتلك نعمة النسيان، لأنك تجد نفسك أحياناً بحاجة لنسيان أمرٍ ما، ومحوه كلياً من ذاكرتك، وتقف عاجزاً أمام نسيانه.   تستعد حالياً للبدء بتصوير مشاهدك في المسلسل السوري (العراب)، المؤلف من جزأين، والذي ستصل عدد حلقاته إلى 60 حلقة، من تأليف حازم سليمان، وإخراج المثنى صبح، ماذا عنه؟   العمل مقتبس عن رواية «العراب» العالمية لـ«ماريو بوزو»، وهنا تكمن الخطورة بتقديم عمل درامي مأخوذ من عمل عالمي، يعد مرجعاً مهماً لسينمائي العالم أجمع، وبالتالي العمل يحتاج وقتاً لإنجازه على ما يرام، ليتم عرضه فيما بعد في عرضٍ خاص خارج الموسم الرمضاني المقبل، وأتوقع أن يكون المسلسل على هذا القدر من الأهمية، تبعاً لوجود شركاء مهمين، لديهم العزيمة لتقديم عملٍ درامي مهم، حيث سألعب فيه دور الأخ الأكبر في العائلة، التي تدور أحداثه حولها.   على الرغم من أن (الأسود يليق بك)، مشروع ذهب في مهب الرياح، ما القصة؟   كان من المفترض أن يتم إنتاج عملٍ درامي مقتبس عن رواية الكاتبة الجزائرية «أحلام مستغانمي»، التي تحمل العنوان ذاته، لموسم رمضان المقبل، إلا أن المشروع أجل لأسباب إنتاجية، وكل ما نشر عن موضوع انسحابي منه أمرٌ غير صحيح.   سينمائياً، تنوي المشاركة بفيلمين جديدين؛ الأول بعنوان (دقيقة صمت)، والثاني كوميدي يحمل اسم (بروفا)، ماذا عنهما؟   كلا الفيلمين من تأليف الكاتب سامر رضوان، الذي شارف على الانتهاء من كتابة نصيهما، ووقتها سنختار أياً منهما سنشرع في تنفيذه أولاً، مع بداية العام الجديد 2016 إن شاء الله.   بالعودة لمشاركاتك في الموسم الدرامي الماضي، نلاحظ أن الفنانة «سلافة معمار» قد استأثرت بالأضواء لنفسها، في مسلسل (قلم حمرة) للمخرج حاتم علي، تبعاً لروعة أدائها فيه، رغم أن البطولة كانت جماعية في العمل، هل أزعجك الأمر؟   إطلاقاً.. هذا النجاح يسعدني لأننا شركاء في العمل، و«سلافة» تستحق هذا النجاح الذي حصدته، فالعمل عملها، ومن بطولتها، كما أنني أتمنى لو أن العمل حظي بالاهتمام الذي يستحقه، وخاصة أنه يتحدث بصوت كل من شاهده، وكل من يخجل أن يعبر عن نفسه، حيث وجد العمل يتكلم بصوته الداخلي.   قيل بأن جمالية تتر مسلسل (لو)، التي أدتها الفنانة اللبنانية «إليسـا»، وقام بكتابتها وتلحينها الفنان الشامل «مروان خوري»، كان لها الفضل في لفت الأنظار للعمل، وبأن نجاحها تجاوز نجاح المسلسل عينه؟   هذا هو الهدف المرجو من الشارة، وهذه خطة تسويقية ناجحة، وها نحن نعيد الكَرّة مرةً أخرى، في مسلسل (24 قيراط)، حيث سيقوم «مروان خوري» بتأليف شارة العمل وتلحينها، في حين سيتولى السوبر ستار «راغب علامة» مسألة أدائها.   أما بالنسبة لموضوع أن شارة «لو» تجاوزت نجاح العمل كله، فأرى أن هذا الأمر مبالغٌ فيه، لأننا بذلك نكون قد نسفنا جهد فريق كاملٍ عمل على إنجاز ونجاح هذا العمل، الذي أجد أنه يمتلك مواصفات المسلسل الأجنبي.   بعيداً عن العمل، أشيع بأنك افتتحت في العام المنصرم بالشراكة مع أخيك المخرج «عامر فهد» مطعماً في دبي، حمل اسم (بقعة ضوء)، فهل نجحت في عالم الأعمال مثلما فعلتها في التمثيل؟   للتوضيح أنا شريكٌ بالروح في هذا المشروع ليس إلا، ولا يعود بالفائدة الربحية عليّ، لأني لا أجيد العمل في التجارة، حيث أعتبر أن أي مشروع تجاري أدخل فيه خاسرٌ لا محالة، بوصفي لا أجيد التعامل مع المال إلا كوسيلة للعيش وتيسير أمورنا الحياتية والمستقبلية.   ختاماً، انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار عدة تفيد بأن «عابد فهد» حصل على الجنسية اللبنانية، متخلياً عن جنسيته السورية، ليصل الأمر بنعتك بـ«السوري سابقاً» من البعض، ما ردك؟   كل ما في الأمر بأن الوالد «رحمه الله» يمتلك الهوية اللبنانية منذ عام 1962، وهي تحق لي قانونياً، وليس بمنحها «فخرياً» من شخصية رسمية، أو جهة معنية، فيما لو تم إعطائي إياها، ومسألة تخليَّ عن جنسيتي السورية أمرٌ غير وارد لدي، وبالتالي لا يحق لأحد ان يمنع سوريتي عني، لأنها أنا، وأنا هي، ومن يحاول أن يصطاد في الماء العكر، فعليه أن يعرف الماء النقي قبل فعل ذلك، لأنه سيحصد الطحالب لا محالة.   نعتي ممن يحاول أن يسرق مني انتمائي، واقتلاعي من جذوري، ويشكك بمحبتي لوطني، بالسوري سابقاً حز بقلبي، وأحزنني جداً، لأني أفتخر بسوريتي أينما حللت، وأعتز بجيش وطني، وبكل من يدافع ويقاتل بشرف عن سورية، وأبناء سورية، ويبذل الغالي والنفيس لحمايتها من كل غدر وخيانة، وخاصةً أنها تواجه حرباً شرسة، باتت ملامحها واضحة للعيان. عزائي لكل أب، وأم، وأخ، وأخت، فقد عزيزاً أو غالياً في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، مشدداً على دعوة السيد الرئيس «بشار الأسد» بالعودة إلى حضن الوطن، ليعاود قيامه من جديد بعزيمة أبنائه السوريين، ومحبتهم لبعضهم البعض، مبتعدين كل البعد عن الكراهية والحقد، التي لن تفضي إلا لتحقيق الأهداف التي يسعون إليها أبناء سايكس بيكو وأخواتها، وخاصةً أن الهوة كبرت، والفخ أصبح ضيقاً.    

المصدر : الماسة السورية/الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة