اشتعلت أسعار الخضر والفواكه في أسواق دمشق لتكوي جيوب المواطنين ذوي الدخل المحدود وتطبق على أنفاسهم  وذلك بكشل جنوني وغير مسبوق لتزيد من حجم المآسي والمعاناة التي ولدتها الأزمة وتضاف إلى حلقة الارتفاعات الهائلة التي طالت جميع المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية والدوائية وسط تفرج واضح لوزارة التموين وعجز حقيقي عن وضع حد جذري لجنون الأسعار بمهدئات تخفف من وطأة التأثيرات الحاصلة وما تحدثه من استنزاف لدخل المواطن وراتبه المهدود لتكون الوعود والتسويغات الصادرة من وزير التموين عنواناً بات مكروراً في مختلف الجولات الراصدة للأسواق والسؤال لسان حال المواطنين للجهات الحكومية عبر «الوطن»: إلى متى هذا الفلتان الحاصل في الأسواق؟ وأين إجراءاتكم الموعودة؟

وللدخول في التفاصيل رصدت «الوطن» واقع أسعار الخضر والفواكه في عدد من أسواق دمشق وأبرزها سوق باب سريجة التي سجلت ارتفاعاً مفاجئاً بل صادم للمواطنين بارتفاعات زادت عن ثلاثة أضعاف لكثير من الخضراوات والفواكه ليسجل سعر كيلو البندورة 250 ل.س والليمون 250 ل.س والفليفلة 400 ل.س والبطاطا 125 ل.س والفاصولياء 325 ل.س والكوسا البلدية 225 ل.س والزهرة 175 ل.س والبصل 100 ل.س والباذنجان 250 ل.س وجرزة النعناع والبقدونس بـ25 ل.س لكل منها وارتفاعات أخرى طالت كثيراً من الخضر.

وقال أحد أصحاب محال الخضر لـ«الوطن»: إن البندورة أكثر المواد ارتفاعاً وزادت بشكل كبير لتصل إلى حدود 250 ل.س، معتبراً أن السبب هو عامل التصدير للمادة إلى العراق وخاصة أن الموجودة في السوق هي الساحلية.

وفي الانتقال إلى أسعار الفواكه فقد كان الارتفاع الأكبر من نصيب الموز والكيوي ليصل سعر الأولى إلى 1000 ل.س والثانية إلى سعر 1200 ل.س وبلغ سعر كيلو التفاح 250 ل.س والبرتقال المصري 300 ل.س وأبو صرة بـ250 ل.س.

وذكر أحد أصحاب محال الفواكه ممن التقت بهم «الوطن» أن الحركة ضعيفة جداً على شراء الفواكه حالياً في ظل ارتفاع أسعارها كونها من الكماليات معتبراً أن الأمر مرتبط بإغلاق معبر نصيب الحدودي وخاصة أن بعض المواد تأتي من الأردن، مشيراً إلى أن سعر الموز ارتفع لنحو ثلاثة أضعاف خلال أسبوعين من 350 إلى 1000 ل.س والكيوي من 800 إلى 1200 ليرة بين اليوم والذي يليه.

وعبّر كثير من المواطنين عن استيائهم من الحال التي وصلت إليها أسعار المواد الأساسية.

ووصف الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف السوق بالمريضة حالياً وأن وزارة التموين لا تستطيع في هذه الظروف أن تقدم شيئاً، وأن الأمر يتطلب تسريع إصدار قانون التموين الجديد الذي طال انتظاره.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني أن أسعار الخضر والمواد الأساسية ارتفعت 500% حالياً وأن الخضر وحدها تستنزف حالياً دخل الموظف كاملاً، كما أن كثيراً من الفواكه والمواد الكمالية ارتفعت 700%.

كما أشار دخاخني إلى أن ارتفاع الدولار خلال ثلاثة أشهر سبب زيادة بنسبة 80% على أسعار المواد الأساسية، مشيراً إلى أن الأسعار والسوق هي من تطرح نفسها ضمن نظرية العرض والطلب ولا بد من التدخل عبر مؤسسات الدولة.

وأضاف: كان راتب الموظف قبل الأزمة 15 ألفاً بما يعادل 300 دولار وحالياً بات 21 ألفاً ولكن بات يعادل أقل من 80 دولاراً ما يعكس انخفاضاً في القدرة الشرائية.

وبينت وزارة الزراعة لـ«الوطن» أن الأسواق حالياً على أبواب مواسم خضر وفواكه ما سيؤدي إلى توافرها في الأسواق تباعاً واستقرار الأسعار وفق نظرية العرض والطلب عبر طرح كميات من البندورة والبطاطا والكوسا والباذنجان والبصل والفريز والمشمش والدراق، كاشفة أن المواسم مبشرة والإنتاج جيد، مبينة أن متوسط إنتاج البطاطا 600 ألف طن والبندورة وسطي إنتاجها بين 250 و300 ألف طن، لافتة إلى وجود صعوبة في وصول المنتجات من أماكن تركز الإنتاج إلى الأسواق.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-04-22
  • 11508
  • من الأرشيف

البندورة بـ250 ل.س والموز يحلق بألف ليرة !!

  اشتعلت أسعار الخضر والفواكه في أسواق دمشق لتكوي جيوب المواطنين ذوي الدخل المحدود وتطبق على أنفاسهم  وذلك بكشل جنوني وغير مسبوق لتزيد من حجم المآسي والمعاناة التي ولدتها الأزمة وتضاف إلى حلقة الارتفاعات الهائلة التي طالت جميع المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية والدوائية وسط تفرج واضح لوزارة التموين وعجز حقيقي عن وضع حد جذري لجنون الأسعار بمهدئات تخفف من وطأة التأثيرات الحاصلة وما تحدثه من استنزاف لدخل المواطن وراتبه المهدود لتكون الوعود والتسويغات الصادرة من وزير التموين عنواناً بات مكروراً في مختلف الجولات الراصدة للأسواق والسؤال لسان حال المواطنين للجهات الحكومية عبر «الوطن»: إلى متى هذا الفلتان الحاصل في الأسواق؟ وأين إجراءاتكم الموعودة؟ وللدخول في التفاصيل رصدت «الوطن» واقع أسعار الخضر والفواكه في عدد من أسواق دمشق وأبرزها سوق باب سريجة التي سجلت ارتفاعاً مفاجئاً بل صادم للمواطنين بارتفاعات زادت عن ثلاثة أضعاف لكثير من الخضراوات والفواكه ليسجل سعر كيلو البندورة 250 ل.س والليمون 250 ل.س والفليفلة 400 ل.س والبطاطا 125 ل.س والفاصولياء 325 ل.س والكوسا البلدية 225 ل.س والزهرة 175 ل.س والبصل 100 ل.س والباذنجان 250 ل.س وجرزة النعناع والبقدونس بـ25 ل.س لكل منها وارتفاعات أخرى طالت كثيراً من الخضر. وقال أحد أصحاب محال الخضر لـ«الوطن»: إن البندورة أكثر المواد ارتفاعاً وزادت بشكل كبير لتصل إلى حدود 250 ل.س، معتبراً أن السبب هو عامل التصدير للمادة إلى العراق وخاصة أن الموجودة في السوق هي الساحلية. وفي الانتقال إلى أسعار الفواكه فقد كان الارتفاع الأكبر من نصيب الموز والكيوي ليصل سعر الأولى إلى 1000 ل.س والثانية إلى سعر 1200 ل.س وبلغ سعر كيلو التفاح 250 ل.س والبرتقال المصري 300 ل.س وأبو صرة بـ250 ل.س. وذكر أحد أصحاب محال الفواكه ممن التقت بهم «الوطن» أن الحركة ضعيفة جداً على شراء الفواكه حالياً في ظل ارتفاع أسعارها كونها من الكماليات معتبراً أن الأمر مرتبط بإغلاق معبر نصيب الحدودي وخاصة أن بعض المواد تأتي من الأردن، مشيراً إلى أن سعر الموز ارتفع لنحو ثلاثة أضعاف خلال أسبوعين من 350 إلى 1000 ل.س والكيوي من 800 إلى 1200 ليرة بين اليوم والذي يليه. وعبّر كثير من المواطنين عن استيائهم من الحال التي وصلت إليها أسعار المواد الأساسية. ووصف الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف السوق بالمريضة حالياً وأن وزارة التموين لا تستطيع في هذه الظروف أن تقدم شيئاً، وأن الأمر يتطلب تسريع إصدار قانون التموين الجديد الذي طال انتظاره. وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني أن أسعار الخضر والمواد الأساسية ارتفعت 500% حالياً وأن الخضر وحدها تستنزف حالياً دخل الموظف كاملاً، كما أن كثيراً من الفواكه والمواد الكمالية ارتفعت 700%. كما أشار دخاخني إلى أن ارتفاع الدولار خلال ثلاثة أشهر سبب زيادة بنسبة 80% على أسعار المواد الأساسية، مشيراً إلى أن الأسعار والسوق هي من تطرح نفسها ضمن نظرية العرض والطلب ولا بد من التدخل عبر مؤسسات الدولة. وأضاف: كان راتب الموظف قبل الأزمة 15 ألفاً بما يعادل 300 دولار وحالياً بات 21 ألفاً ولكن بات يعادل أقل من 80 دولاراً ما يعكس انخفاضاً في القدرة الشرائية. وبينت وزارة الزراعة لـ«الوطن» أن الأسواق حالياً على أبواب مواسم خضر وفواكه ما سيؤدي إلى توافرها في الأسواق تباعاً واستقرار الأسعار وفق نظرية العرض والطلب عبر طرح كميات من البندورة والبطاطا والكوسا والباذنجان والبصل والفريز والمشمش والدراق، كاشفة أن المواسم مبشرة والإنتاج جيد، مبينة أن متوسط إنتاج البطاطا 600 ألف طن والبندورة وسطي إنتاجها بين 250 و300 ألف طن، لافتة إلى وجود صعوبة في وصول المنتجات من أماكن تركز الإنتاج إلى الأسواق.  

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة