ربما تكون عبارة «ثرثرة من دون ثرثرة» التوصيف الأكثر اختصاراً لتجربة «دنيا». المسلسل الكوميدي السوريّ الشهير، يحمل ضحكته، من دون أن تتكلّف بطلتُه الهجومَ على المشاهدين، وهي تقول لهم «إنّي أتكلّم بهذه اللكنة، فقط كي أُضحِكَكُم». لذلك على الأرجح، صمدت دنيا، الشخصيّة والعمل، بوجه السنين، وبقيت تحمل عناصر نجاحها، بالرغم من مرور 16 عاماً على إنتاج الجزء الأوّل.

كما بات معلوماً، فإنّ تصوير الجزء الثاني من العمل انطلق قبل أيّام، بإدارة المخرج زهير قنوع، ويتواصل حالياً في إحدى شقق منطقة أبو رمانة قرب حديقة الجاحظ في دمشق. «السفير» زارت المكان، لتجد أنّ ضحكة دنيا تغيّرت قليلاً، لكنّ ظرفها الأنيق بقي على حاله، وكذلك صوتها، ولهجتها، وخجلها المبطّن، واندهاشها، وسائر ملامح الشخصية الدرامية التي حافظت على استقلاليتها. على الرغم من ضيق الشقّة حيث يستكمل قنوع تصوير إحدى حلقات الجزء الثاني، إلا أنّه يحتال على المكان، يصوّر عن قرب، يثق بالنصّ والكاميرا، يتدخّل في المشهد، يقرأ الحوار، ويطلب من الممثلين إجراء بعض التعديلات.

تحافظ أمل عرفة في نصّ الجزء الثاني الذي كتبته مع سعيد حنّاوي على السخرية كطريقة في التواصل مع الشخصية. وفي موقع التصوير، تبقى النكتة حاضرة بين الزملاء، مع استرسال في الأداء مرَّة، وخروج عن النصّ ومراجعة ونقد مرة أخرى.

يقول زهير قنوع لـ «السفير» إنّ تولّي إخراج جزء ثان لعمل عُرض قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، لا يحتاج إلى جرأة استثنائية. «يحمل المسلسل في جزئه الثاني عوامل نجاحه معه، بدءاً من النصّ القوي، مروراً بالبطلتين أمل عرفة وشكران مرتجى، إضافة إلى متطلبات الإنتاج المتوافرة» (إنتاج شركة «غولدن لاين»). يعمل الفريق على إنجاز عمل اجتماعي إنساني واقعي وكوميدي، عبر ثلاثين حلقة منفصلة متّصلة، تتابع قصص دنيا وطرفة، بعد نزوحهما هذه المرّة من قرية بين القصرين المدمّرة، إلى أحد أحياء دمشق. ومن شخصيّة طرفة، يتفرّع خطّ جديد، يتمثّل بعائلتها أيّ بزوجها وأبنائها، وذلك ما يمنح العمل تنوّعاً، بحسب المخرج.

في الجزء الثاني، تستمرّ دنيا في تنقّلها من «بيت شقاع لبيت رقاع» (من مكان إلى مكان، كما تقول في أغنية مقدّمة المسلسل)، تستمع إلى حكايات الناس وتعرضها. المختلف هذه المرّة أنّ الأزمة السوريّة ستكون حاضرة في العمل، «ولكن خارج إطار السياسة»، بحسب قنوع. «يمكن القول بأنّ ما ننجزه ليس الجزء الثاني أو تتمة للجزء الأول، بل هو تناول لما أصبحت عليه دنيا وطرفة بعد مرور خمسة عشر عاماً، حيث يتقاطع الجزآن عند شخصيّة دنيا، لكنّهما يفترقان في الشكل الفنّي، وطريقة التناول».

إلى جانب أمل عرفة وشكران مرتجى، يشارك في العمل الممثلون أيمن رضا، عبد المنعم عمايري، أندريه سكاف، سليم صبري، ديمة قندلفت، وفاء موصللي، نزار أبو حجر وآخرون... من بينهم من يحلّ على العمل ضيفاً في حلقة واحدة، كما في حالة ديمة قندلفت التي تؤدّي دور مديرة لشركة إنتاج. تقول لـ «السفير»: «مسلسل سوري، نصّ مهمّ وأبطاله نجوم، ومخرجه متميّز، وعليه، فإنَّ ظهوري في حلقة واحدة ينبع من إحساسي بضرورة أن يبقى صناع الدراما السوريّة بجانب بعضهم البعض كما كانوا دائماً. ففي الدراما السورية، ليس هناك مسلسل البطل الواحد، ومن الضروري تكريس هذه الحالة». وتضيف: «لستُ مع تقديم أعمال عن الأزمة كحدث سياسي، لكن يمكن أن نقدم أعمالاً اجتماعية في ظلّ الأزمة كأن نسمع أصوات الرصاص، ونقف على الحواجز، نقيس يوميّاتنا على مواقيت انقطاع الكهرباء».

يستعيد العمل بعض شخصيّات الجزء الأوّل، مثل كاتبة السيناريو سحاب وتؤدّي دورها أمانة والي. تقول والي لـ «السفير»: «تظهر علامات الزمن على الشخصيّة، وكيف تتحول بفعل الظروف من ملتزمة وصاحبة مبدأ، إلى كاتبة تكتب ما تريده شركات الإنتاج». ويحلّ الممثل خالد القيش ضيفاً في حلقة واحدة ويؤدي دور ممثّل يدعى سامر. يقول: «الشخصية جديدة بالنسبة لي، وثقتي بكاميرا قنوع ومحبتي لشخصية دنيا التي تنقل من خلال كوميديا الموقف حكايات شرائح المجتمع كافة، أسباب كافية لأكون موجوداً في العمل حتى إن اقتصر ظهوري على حلقة واحدة».

نجمة العمل أمل عرفة، فضّلت عدم الحديث للصحافة في الوقت الحاضر، ريثما تكتمل صورته بشكل نهائي. ربما تنتظر أكثر من غيرها الإجابة عن سؤال: هل سيكون «دنيا 2» قادراً على إخلاء الشوارع في أوقات عرضه، خلال رمضان 2015؟ أم أنّ أولويّات السوريين، كما ضحكاتهم، تغيّرت بشكل جذريّ؟

  • فريق ماسة
  • 2015-04-07
  • 12461
  • من الأرشيف

الحرب «من دون سياسة» في كواليس «دنيا 2»

ربما تكون عبارة «ثرثرة من دون ثرثرة» التوصيف الأكثر اختصاراً لتجربة «دنيا». المسلسل الكوميدي السوريّ الشهير، يحمل ضحكته، من دون أن تتكلّف بطلتُه الهجومَ على المشاهدين، وهي تقول لهم «إنّي أتكلّم بهذه اللكنة، فقط كي أُضحِكَكُم». لذلك على الأرجح، صمدت دنيا، الشخصيّة والعمل، بوجه السنين، وبقيت تحمل عناصر نجاحها، بالرغم من مرور 16 عاماً على إنتاج الجزء الأوّل. كما بات معلوماً، فإنّ تصوير الجزء الثاني من العمل انطلق قبل أيّام، بإدارة المخرج زهير قنوع، ويتواصل حالياً في إحدى شقق منطقة أبو رمانة قرب حديقة الجاحظ في دمشق. «السفير» زارت المكان، لتجد أنّ ضحكة دنيا تغيّرت قليلاً، لكنّ ظرفها الأنيق بقي على حاله، وكذلك صوتها، ولهجتها، وخجلها المبطّن، واندهاشها، وسائر ملامح الشخصية الدرامية التي حافظت على استقلاليتها. على الرغم من ضيق الشقّة حيث يستكمل قنوع تصوير إحدى حلقات الجزء الثاني، إلا أنّه يحتال على المكان، يصوّر عن قرب، يثق بالنصّ والكاميرا، يتدخّل في المشهد، يقرأ الحوار، ويطلب من الممثلين إجراء بعض التعديلات. تحافظ أمل عرفة في نصّ الجزء الثاني الذي كتبته مع سعيد حنّاوي على السخرية كطريقة في التواصل مع الشخصية. وفي موقع التصوير، تبقى النكتة حاضرة بين الزملاء، مع استرسال في الأداء مرَّة، وخروج عن النصّ ومراجعة ونقد مرة أخرى. يقول زهير قنوع لـ «السفير» إنّ تولّي إخراج جزء ثان لعمل عُرض قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، لا يحتاج إلى جرأة استثنائية. «يحمل المسلسل في جزئه الثاني عوامل نجاحه معه، بدءاً من النصّ القوي، مروراً بالبطلتين أمل عرفة وشكران مرتجى، إضافة إلى متطلبات الإنتاج المتوافرة» (إنتاج شركة «غولدن لاين»). يعمل الفريق على إنجاز عمل اجتماعي إنساني واقعي وكوميدي، عبر ثلاثين حلقة منفصلة متّصلة، تتابع قصص دنيا وطرفة، بعد نزوحهما هذه المرّة من قرية بين القصرين المدمّرة، إلى أحد أحياء دمشق. ومن شخصيّة طرفة، يتفرّع خطّ جديد، يتمثّل بعائلتها أيّ بزوجها وأبنائها، وذلك ما يمنح العمل تنوّعاً، بحسب المخرج. في الجزء الثاني، تستمرّ دنيا في تنقّلها من «بيت شقاع لبيت رقاع» (من مكان إلى مكان، كما تقول في أغنية مقدّمة المسلسل)، تستمع إلى حكايات الناس وتعرضها. المختلف هذه المرّة أنّ الأزمة السوريّة ستكون حاضرة في العمل، «ولكن خارج إطار السياسة»، بحسب قنوع. «يمكن القول بأنّ ما ننجزه ليس الجزء الثاني أو تتمة للجزء الأول، بل هو تناول لما أصبحت عليه دنيا وطرفة بعد مرور خمسة عشر عاماً، حيث يتقاطع الجزآن عند شخصيّة دنيا، لكنّهما يفترقان في الشكل الفنّي، وطريقة التناول». إلى جانب أمل عرفة وشكران مرتجى، يشارك في العمل الممثلون أيمن رضا، عبد المنعم عمايري، أندريه سكاف، سليم صبري، ديمة قندلفت، وفاء موصللي، نزار أبو حجر وآخرون... من بينهم من يحلّ على العمل ضيفاً في حلقة واحدة، كما في حالة ديمة قندلفت التي تؤدّي دور مديرة لشركة إنتاج. تقول لـ «السفير»: «مسلسل سوري، نصّ مهمّ وأبطاله نجوم، ومخرجه متميّز، وعليه، فإنَّ ظهوري في حلقة واحدة ينبع من إحساسي بضرورة أن يبقى صناع الدراما السوريّة بجانب بعضهم البعض كما كانوا دائماً. ففي الدراما السورية، ليس هناك مسلسل البطل الواحد، ومن الضروري تكريس هذه الحالة». وتضيف: «لستُ مع تقديم أعمال عن الأزمة كحدث سياسي، لكن يمكن أن نقدم أعمالاً اجتماعية في ظلّ الأزمة كأن نسمع أصوات الرصاص، ونقف على الحواجز، نقيس يوميّاتنا على مواقيت انقطاع الكهرباء». يستعيد العمل بعض شخصيّات الجزء الأوّل، مثل كاتبة السيناريو سحاب وتؤدّي دورها أمانة والي. تقول والي لـ «السفير»: «تظهر علامات الزمن على الشخصيّة، وكيف تتحول بفعل الظروف من ملتزمة وصاحبة مبدأ، إلى كاتبة تكتب ما تريده شركات الإنتاج». ويحلّ الممثل خالد القيش ضيفاً في حلقة واحدة ويؤدي دور ممثّل يدعى سامر. يقول: «الشخصية جديدة بالنسبة لي، وثقتي بكاميرا قنوع ومحبتي لشخصية دنيا التي تنقل من خلال كوميديا الموقف حكايات شرائح المجتمع كافة، أسباب كافية لأكون موجوداً في العمل حتى إن اقتصر ظهوري على حلقة واحدة». نجمة العمل أمل عرفة، فضّلت عدم الحديث للصحافة في الوقت الحاضر، ريثما تكتمل صورته بشكل نهائي. ربما تنتظر أكثر من غيرها الإجابة عن سؤال: هل سيكون «دنيا 2» قادراً على إخلاء الشوارع في أوقات عرضه، خلال رمضان 2015؟ أم أنّ أولويّات السوريين، كما ضحكاتهم، تغيّرت بشكل جذريّ؟

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة