دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعربت وزارة السياحة الإسرائيلية عن قلقها البالغ من إمكانية دخول اسماك القرش التي افترست عدداً من السياح في سيناء إلى السواحل الإسرائيلية، وقالت دوائر في تل أبيب انه من غير المستبعد التعرض لهجوم مثل الذي تعرضت له الجارة الجنوبية.
تل أبيب: أعلنت الدوائر المعنية في إسرائيل حالة التأهب القصوى تحسباً لوصول أفواج من اسماك القرش لافتراس السياح على الشواطئ الإسرائيلية، وجاء في تقرير نشرته القناة التليفزيونية الإسرائيلية الثانية في موقعها الاليكتروني على شبكة الانترنت، إن التحسبات الإسرائيلية بلغت ذروتها في أعقاب تكرار حوادث هجوم اسماك القرش على السياح في مياه البحر الأحمر، مما استلزم غلق معظم شواطئ منتجع شرم الشيخ المصري.
هل تعتزم اسماك القرش التي هاجمت السياح الأجانب في مصر الوصول إلى سواحل إسرائيل، خاصة في ايلات؟من الناحية العملية يمكن وصول اسماك القرش من الشواطئ المصرية إلى نظيرتها الإسرائيلية ، إذ يرى البروفيسور الإسرائيلي "افيعاد شنيان" رئيس مركز أبحاث الثدييات البحرية في جامعة حيفا، إن المرة الأخيرة التي تعرضت فيها إسرائيل لهجوم من اسماك القرش كانت عام 1974، وأضاف: "من الممكن أن يحدث ذلك مجدداً، ورغم أن مؤشراته ليست واضحة حتى الآن، إلا أن الأبحاث تؤكد أن البحر الأحمر يحوي عدداً كبيراً من اسماك القرش الخطيرة، وأحيانا ما تغادر هذه الأسماك أعالي البحار لتهاجم الإنسان قرب الشواطئ".
وأضاف الخبير الإسرائيلي في حديثه مع التليفزيون الإسرائيلي، انه عندما يسمع الإنسان عن هجوم من اسماك القرش، يعتقد انه أمام احد الأفلام السينمائية، التي يهاجم فيها هذه النوع الخطير من الأسماك بطل الفيلم، غير أن الصورة تخالف بشكل نسبي الواقع الذي يدور الحديث حوله، إذ أن مهاجمة سمكة القرش لعدد من السياح في مصر كانت بسبب احد الخراف النافقة التي تم إلقاؤه في مياه البحر، ويعني ذلك أن رائحة هذه الميتة هي المسؤولة عن إثارة شهية القرش، وتبعث له بإشارات كهربائية حول إمكانية أن يجد فريسة في هذا المكان أو على مقربة منه مجدداً، مما يحدو به إلى زيارة المكان الفينة تلو الأخرى، حتى إذا لم تكن هناك منبهات مثيرة.
ورغم أن الخبير الإسرائيلي لم يستبعد بشكل مطلق إمكانية اقتحام اسماك القرش لسواحل بلاده، إلا انه قلل من تلك الاحتمالات، وقال: "انه خلال عام 2009، لم يبلغ على مستوى العالم سوى عن 13 هجوم قاتل من اسماك القرش على الإنسان، بينما لم يُسجّل خلال العام الجاري إلا ثماني حالات فقط". وأضاف: "إلى جانب ذلك هناك فارق جوهري بين الشواطئ المصرية ونظيرتها الإسرائيلية، إذ تتعرض السواحل المصرية في سيناء لهجوم من اسماك القرش مرة واحدة على الأقل كل عام، وعند مقارنة تلك المعطيات بسواحل إسرائيل، نجد أن الأخيرة لم تتعرض لمثل هذه الهجمات منذ 36 عاماً".
على صعيد ذي صلة، أبرزت صحيفة يديعوت العبرية تقريراً موسعاً لمناقشة احتمالات تعرض إسرائيل لغزو هجومي من اسماك القرش، وتأثير هذا الغزو السلبي على حركة السياحة في الدولة العبرية، وقالت الصحيفة: "انه على الرغم من التطمينات التي يثيرها العلماء، وتحاول آلة الإعلام الإسرائيلية ترسيخها لدى الرأي العام، إلا أن السائح الأجنبي، لا يكترث بما تعكسه الدراسات من معطيات ايجابية حول تلك الإشكالية، فالسائح يرغب في قضاء فترة نقاهة بعيدة عن أدنى مستويات القلق والريبة، وان وجود ما يعكر صفوه سيحول دون تواجده في مكان التوتر".
أما البيانات الصادرة عن وزارة السياحة الإسرائيلية، فتعكس جانباً مظلماً للواقع السياحي المرتقب في إسرائيل، إذ نشرت صحيفة هاآرتس معطيات أدلى بها خبراء ومسؤولون في الدولة العبرية، يفيد مضمونها بان تأثر السياحة في هذا التوقيت الحرج بقضية أسمال القرش سيكون كبيراً ويفوق كل تصور، وربما يتضح ذلك في الوقت الذي قررت فيه مصر غلق عدد من شواطئها في منتجع شرم الشيخ، بعد تعرضها لهجمات من اسماك القرش، ووفاة عدد من السياح الأجانب.
وقال مدير عام وزارة السياحة الإسرائيلية: "المشكلة الأكبر تكمن في تزامن هذه الظاهرة مع احتفال العالم بأعياد الميلاد، وتأهب الفنادق الإسرائيلية لاستقبال أفواج عديدة من السياح في مختلف دول العالم". وأضاف: "سوف تضطر إسرائيل إلى الاكتفاء بالسياحة الدينية في هذا الموسم، سيما وان السياح سيرفضون الاقتراب من شواطئ ايلات على البحر الأحمر تحسباً لمخاطر سمك القرش".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة