دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يكتفِ القدر بمآسٍ تتتابع على مدنيي مخيم اليرموك الواقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة التكفيرية المُتشددة فمع النقص الحاد بالمواد الغذائية والطبية يتصاعد اقتتال المُسلَّحين راسماً سوداوية يبدو أنها ستطول على أهالي المخيم المنكوب.
ذروة اقتتال المجموعات المُسلحة كانت أمس حين تسلل العشرات من إرهابيي داعش نحو المخيم من الحجر الأسود المجاور له من الجبهة الجنوبية، وذلك بالتنسيق مع جبهة النصرة التي سهلت دخولهم من المحاور التي تسيطر عليها.
ساعات من الاشتباكات العنيفة مع كتيبة «أكناف بيت القدس» استطاع إثرها داعش التقدم تجاه مسجد فلسطين ومشفى فلسطين وشارع 15 والتحصن ضمن عدة مبان وبيوت في المخيم. أطراف القتال هي داعش ومن خلفها جبهة النصرة من جهة و«أكناف بيت المقدس «ومن خلفهم عدة مجموعات مسلحة «أبابيل حوران» من جهة أخرى.
ولم تتوفر حصيلة دقيقة لعدد القتلى أو المصابين من الطرفين، فيما أكدت مصادر متطابقة مقتل المسؤول الأمني في داعش الملقب أبو خالد، خلال الهجوم والمعارك العنيفة التي استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة إضافة لقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع.
وبعد أن استطاع داعش السيطرة على نصف المخيم تقريباً قام بعدها «أكناف بيت المقدس» بصد الهجوم واسترجاع جامع فلسطين وعدد من المباني التي دخلها داعش بعد أن وصلتها تعزيزات من مسلحي يلدا وببيلا وبيت سحم.
وبحسب ما تحدثت مصادر أهلية في اتصالات مع «الوطن» فإن جبهة النصرة حاولت منع وصول التعزيزات لأكناف بيت المقدس من خلال النقاط التي تسيطر عليها في المخيم.
وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أنور رجا أن دخول داعش إلى اليرموك يعزز ما أكدته الجبهة مراراً بأن التسوية في اليرموك لا يمكن أن تنجح ومن يتحدث عن تسويات فهو «واهم».
وشدد رجا على أنه «لا تسوية في المخيم إلا تسوية القوة»، لأنه «عندما تكون مقتدراً وقوياً وفاعلاً حين ذاك سيأتونك زاحفين ويترجونك لكي تفتح لهم ثغرة على طريقة تسوية حمص القديمة».
وقال: «الآن داعش في اليرموك ولم نعد نحلم بالتسوية. والتسوية باي باي»، داعياً من يريد المخيم إلى أن «يعد العدة للقتال»، موجهاً كلامه «لكل فصيل فلسطيني مازال يراهن على الزمن والتسوية».
وأضاف: «الآن من باب الصراع على النفوذ وتوسيع النفوذ تقدمت داعش بشكل إلى اليرموك، الآن نحن أمام وضع يفرض على كل من راهن على تسوية مع هذا الطرف أو ذاك أن يعيد النظر بحساباته وان يقرأ المشهد جيداً انطلاقا من مصلحة شعبنا والحرص على عودة المخيم وأهله إليه وأن يضع جانباً كل المراهنات على تسوية ويحمل السلاح من أجل تحرير المخيم وهي مسألة تتحمل مسؤوليتها الفصائل الفلسطينية كافة خاصة أن هناك فصائل راهنت على «أخلاقيات» حسنة لدى بعض المسلحين».
وشدد رجا على أنه «يكفي مضيعة للوقت وزراعة «أوهام» لدى المواطنين، وأنه آن الأوان لموقف فلسطيني موحد وقرار فلسطيني موحد يشكل غطاء لأي قوة عسكرية تشكل من أجل تحرير المخيم وحتى ذلك يستقيم لابد من التعاون مع الدولة السورية لأن الحسم العسكري المطلق يتطلب تنسيقاً مع الدولة».
المصدر :
الماسة السورية/الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة