نادين تحسين بيك أحد الأسماء الشابة التي سطعت في الدراما الســـورية في الـــسنوات الأخيرة. كان لحضورها العفــوي والتــــلقائي وقــع خــاص لدى المشاهد. اســتــطاعت تقديم شخصياتها بالكفاءة ذاتها. بطولتها المطــلقة الأولى كانت عبر مسلسل «حور العين» مع المــخرج نجـــدت أنزور، وفي الموسم قبل الماضي وقــفت إلى جانب النجم عباس النوري في بطولة «قلبي معكم»، لتقدم في الموسم الماضي إلى جانب فايز قزق بطولة مسلسل «الهروب».

تشارك الفنانة نادين في مسلسل «تعب المشوار» مع المخرج سيف سبيعي، وتجسد فيه شخصية «غورب» الفتاة العائدة من المهجر، التي تحمل أفكاراً تحررية. واعتبرت نادين أن هذه الشخصية جديدة عليها بخاصة بما تملكه من عملية في الحياة وبما تحمله من أفكار. كما أكّدت أنها ستشارك قريباً في عرض مسرحي بعنوان «بيانو» مع المخرجة الشابة رغدة شعراني.

مشاركتها في الأعمال الدرامية، بعضها جاء كأدوار أولى وبطولة مطلقة وبعضها كأدوار مساعدة، عن سبب ذلك تقول نادين: «لا تأتي فرصة الدور الأول في شكل دائم، فذلك خاضع لاعتبارات منها الشكل والعمر وموافقة الدور مع الشخصية... وبطبيعة الحال، لا أعتبر نفسي ممثلة أولى في سورية، لكنني أبحث دائماً عن دور فاعل ومؤثر، فهناك أدوار أولى لكنها غير فاعلة في العمل، وفي الوقت ذاته هناك أدوار قصيرة نسبياً لكنها فاعلة ومؤثرة. فمثلاً، كانت مشاركتي في مسلسل «زمن عار» من حيث الكم قليلة، إذ لم تتجاوز 50 مشهداً، ولكن مع ذلك كانت شخصية مؤثرة في مسيرة الأحداث وفاعلة فيها، وكل من شاهد العمل شعر أن للشخصية مساحة أكبر. وبما أنني حصلت في السابق على أدوار أولى فاعلة، فهذا يعني أني أستحق أن أقدمها، وستأتي مجدداً في المستقبل في حال ثابرت وعملت وبذلت الجهد المناسب».

وعبرت نادين عن رضاها عن الأعمال التي قدمتها خلال مسيرتها التي بدأت قبل 12 سنةً، واعتبرت أن كل تجربة تغني خبرتها المهنية وتزيد من رصيدها الحياتي بصرف النظر عن نجاح هذه التجربة أو فشلها.

وعن جيلها من الممثلين الشباب الذين أصبحوا نجوم الدراما السورية في السنوات الماضية، تقول: «لا أستطيع أن أقوّم الآخرين، لكنني أرى أن الجميع يحاول إثبات وجوده عبر الطرق المختلفة، ويطمح لأن يكون في الصف الأول، وهذا أمر جيد للدراما في شكل عام، فالمنافسة القوية تولد إنتاجاً مميزاً على الصعيد الفني».

وعن رأيها بالدراما السورية والمعوقات التي تقف في وجهها، تقول: «الدراما السورية متألقة. فالرصيد الجماهيري الذي حصلت عليه في السنوات الماضية واضح للعيان ولا يحتاج لشهادتي، لكنني كجزء من صناعة الدراما أنظر للأمر في شكل مختلف. فظهور أجيال جديدة من مخرجين وكتاب وممثلين يدخل الدراما السورية أحياناً في مرحلة تراجع نسبي، ولكن سرعان ما تستعيد عافيتها لأنها تعالج قضايا المجتمع وتنطلق من واقعيته، وربما المشكلة الوحيدة التي قد تؤثر فيها هي الإنتاج. فالأزمة المالية العالمية كان لها أثر في الدراما السورية، وكان أحد أسباب التراجع الطفيف في بعض الأحيان على مستوى الكم والنوع. فقبل خمس سنوات مثلاً، لم نكن نعدّل النصوص الدرامية أبداً، ولكن أخيراً، الأمر اختلف، فأصبحنا نعدل في شكل كبير، حتى أننا بتنا في بعض الأحيان نعيد كتابة النص في شكل كامل أثناء التصوير. وهذا يعود إلى أن الجهات الإنتاجية لا تعطي الكاتب حقه المادي، فيضطر للتأليف على مقدار الأجر، والأمر مماثل بالنسبة إلى المخرجين، وحتى بالنسبة للممثل. طبعاً هذه المشاكل موجودة، ولكن الدراما السورية تتجاوزها في معظم الأحيان وترتقي بإنتاجها نظراً للوعي الكبير الذي يحمله العاملون فيها على المستويات كافة».

وعن مقاربة الدراما السورية للقضايا الجريئة وموقفها كممثلة من هذه الجرأة تقول: «الأعمال الجريئة هي التي تلفت الأنظار وتلقى الاهتمام والمتابعة. وعلى رغم سلبيات هذه المقاربة، إلا أن إيجابياتها كبيرة ومفيدة للمجتمع. وبالنسبة لي، فأنا أضع خطاً معيناً أقف عنده على صعيد الجرأة، لكنني مع ذلك أرى أن الممثل الحقيقي لكي يكون صادقاً يجب ألا تكون لديه خطوط حمر، ويجب أن يتجاوزها في شكل كامل. ففي هذا الزمن يجب إلغاء الخطوط الحمر لكي نستطيع إثبات وجودنا. وعندما أقول إنني أقف عند حد معين – لأسبابي الخاصة - هذا لا يعني أنني أفضل من غيري، فعلى العكس، أنا أحترم ما يقدمه الآخرون، وأتمنى لو كانت لدي الجرأة ذاتها التي يتمتعون بها».

  • فريق ماسة
  • 2010-12-03
  • 13454
  • من الأرشيف

نادين تحسين بيك: الدراما السورية متألقة لا أستطيع أن أقوّم الآخرين

نادين تحسين بيك أحد الأسماء الشابة التي سطعت في الدراما الســـورية في الـــسنوات الأخيرة. كان لحضورها العفــوي والتــــلقائي وقــع خــاص لدى المشاهد. اســتــطاعت تقديم شخصياتها بالكفاءة ذاتها. بطولتها المطــلقة الأولى كانت عبر مسلسل «حور العين» مع المــخرج نجـــدت أنزور، وفي الموسم قبل الماضي وقــفت إلى جانب النجم عباس النوري في بطولة «قلبي معكم»، لتقدم في الموسم الماضي إلى جانب فايز قزق بطولة مسلسل «الهروب». تشارك الفنانة نادين في مسلسل «تعب المشوار» مع المخرج سيف سبيعي، وتجسد فيه شخصية «غورب» الفتاة العائدة من المهجر، التي تحمل أفكاراً تحررية. واعتبرت نادين أن هذه الشخصية جديدة عليها بخاصة بما تملكه من عملية في الحياة وبما تحمله من أفكار. كما أكّدت أنها ستشارك قريباً في عرض مسرحي بعنوان «بيانو» مع المخرجة الشابة رغدة شعراني. مشاركتها في الأعمال الدرامية، بعضها جاء كأدوار أولى وبطولة مطلقة وبعضها كأدوار مساعدة، عن سبب ذلك تقول نادين: «لا تأتي فرصة الدور الأول في شكل دائم، فذلك خاضع لاعتبارات منها الشكل والعمر وموافقة الدور مع الشخصية... وبطبيعة الحال، لا أعتبر نفسي ممثلة أولى في سورية، لكنني أبحث دائماً عن دور فاعل ومؤثر، فهناك أدوار أولى لكنها غير فاعلة في العمل، وفي الوقت ذاته هناك أدوار قصيرة نسبياً لكنها فاعلة ومؤثرة. فمثلاً، كانت مشاركتي في مسلسل «زمن عار» من حيث الكم قليلة، إذ لم تتجاوز 50 مشهداً، ولكن مع ذلك كانت شخصية مؤثرة في مسيرة الأحداث وفاعلة فيها، وكل من شاهد العمل شعر أن للشخصية مساحة أكبر. وبما أنني حصلت في السابق على أدوار أولى فاعلة، فهذا يعني أني أستحق أن أقدمها، وستأتي مجدداً في المستقبل في حال ثابرت وعملت وبذلت الجهد المناسب». وعبرت نادين عن رضاها عن الأعمال التي قدمتها خلال مسيرتها التي بدأت قبل 12 سنةً، واعتبرت أن كل تجربة تغني خبرتها المهنية وتزيد من رصيدها الحياتي بصرف النظر عن نجاح هذه التجربة أو فشلها. وعن جيلها من الممثلين الشباب الذين أصبحوا نجوم الدراما السورية في السنوات الماضية، تقول: «لا أستطيع أن أقوّم الآخرين، لكنني أرى أن الجميع يحاول إثبات وجوده عبر الطرق المختلفة، ويطمح لأن يكون في الصف الأول، وهذا أمر جيد للدراما في شكل عام، فالمنافسة القوية تولد إنتاجاً مميزاً على الصعيد الفني». وعن رأيها بالدراما السورية والمعوقات التي تقف في وجهها، تقول: «الدراما السورية متألقة. فالرصيد الجماهيري الذي حصلت عليه في السنوات الماضية واضح للعيان ولا يحتاج لشهادتي، لكنني كجزء من صناعة الدراما أنظر للأمر في شكل مختلف. فظهور أجيال جديدة من مخرجين وكتاب وممثلين يدخل الدراما السورية أحياناً في مرحلة تراجع نسبي، ولكن سرعان ما تستعيد عافيتها لأنها تعالج قضايا المجتمع وتنطلق من واقعيته، وربما المشكلة الوحيدة التي قد تؤثر فيها هي الإنتاج. فالأزمة المالية العالمية كان لها أثر في الدراما السورية، وكان أحد أسباب التراجع الطفيف في بعض الأحيان على مستوى الكم والنوع. فقبل خمس سنوات مثلاً، لم نكن نعدّل النصوص الدرامية أبداً، ولكن أخيراً، الأمر اختلف، فأصبحنا نعدل في شكل كبير، حتى أننا بتنا في بعض الأحيان نعيد كتابة النص في شكل كامل أثناء التصوير. وهذا يعود إلى أن الجهات الإنتاجية لا تعطي الكاتب حقه المادي، فيضطر للتأليف على مقدار الأجر، والأمر مماثل بالنسبة إلى المخرجين، وحتى بالنسبة للممثل. طبعاً هذه المشاكل موجودة، ولكن الدراما السورية تتجاوزها في معظم الأحيان وترتقي بإنتاجها نظراً للوعي الكبير الذي يحمله العاملون فيها على المستويات كافة». وعن مقاربة الدراما السورية للقضايا الجريئة وموقفها كممثلة من هذه الجرأة تقول: «الأعمال الجريئة هي التي تلفت الأنظار وتلقى الاهتمام والمتابعة. وعلى رغم سلبيات هذه المقاربة، إلا أن إيجابياتها كبيرة ومفيدة للمجتمع. وبالنسبة لي، فأنا أضع خطاً معيناً أقف عنده على صعيد الجرأة، لكنني مع ذلك أرى أن الممثل الحقيقي لكي يكون صادقاً يجب ألا تكون لديه خطوط حمر، ويجب أن يتجاوزها في شكل كامل. ففي هذا الزمن يجب إلغاء الخطوط الحمر لكي نستطيع إثبات وجودنا. وعندما أقول إنني أقف عند حد معين – لأسبابي الخاصة - هذا لا يعني أنني أفضل من غيري، فعلى العكس، أنا أحترم ما يقدمه الآخرون، وأتمنى لو كانت لدي الجرأة ذاتها التي يتمتعون بها».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة