يؤكد فرانك رامو، مدير الأبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية فكرةً شائعة وهي ان تركيبة دماغَي الرجل والمرأة مختلفة. فما معنى ذلك بالتحديد؟

مثله- مثلها على مستوى الرأس

 لم تتمكن اختبارات حاصل الذكاء التي اجريت لدى الجنسَين من تحديد أي اختلافات: فبصورة عامة، لا تختلف معدلات ذكاء الرجل عن المرأة إلا ان هناك بعض الفوارق الخفية على مستوى تشريح الدماغ تفسر بعض الأساطير الحضرية مثل: "لا تعرف قراءة خرائط الطريق" أو "لا يسمع أبداً". تجدر الإشارة الى ان دماغ الرجل أكبر بـ10 الى 20% من دماغ المرأة إلا ان ذلك لا يؤثر أبداً على الذكاء فالاختلاف يكمن في ان بعض الروابط الدماغية لا تتنظم بالطريقة نفسها.

فرص ضائعة وكلمات مختلطة

 جمع راغيني فيرما، وهو عالم في جامعة بنسلفانيا (الولايات المتحدة الأمريكية) 949 شاب، تتراوح اعمارهم بين 8 و22 سنة (428 شاب و521 شابة) من أجل تحليل أدمغتهم. والنتيجة: تُحفَز ما يعرف بمراكز "ادارة الحركة" أكثر عند الرجل في حين تنشط مراكز "المنطق" و"الحدس" أكثر لدى المرأة. فيواجه الرجل صعوبات أكبر في التعبير عن مشاعره وادارة الكلام وهذا ما يُفسر لماذا يملأ الصبية الصغار صالات الانتظار في عيادات مُقومي النطق. وتواجه المرأة بدورها صعوبة في إدارة المكان ما قد يفسر الأساطير التي تتحدث عن اضاعة المرأة فرصة الوصول سريعاً الى وجهتها.

لا يحبان الأمور نفسها

 بدأ وثائقي النرويجي هارالد إيا الذي عرف نجاحاً كبيراً على انترنيت بالسؤال التالي: لماذا لا يتجاوز عدد النساء المهندسات في البلدان الإسكندنافية المعروفة بالمساواة بين الجنسَين الـ10%؟ والأمر سيان بالنسبة لمهنة التمريض: 10% فقط من الممرضين الشباب مقابل 90% ممرضات! ولا يعتبر النرويج استثناءً: ففي كل بلدان العالم، من سنغافورة الى باكستان، يفوق عدد النساء الممرضات عدد الشباب وعدد المهندسين الشباب عدد الشابات... ولا علاقة لذلك بالذكاء بل بالاهتمامات المختلفة. يحب الرجال البناء في حين تفضل النساء التواصل مع الآخرين.

ويدحض ذلك تماماً النظريات القائلة ان النوع الاجتماعي منوط بالمجتمع. وبعد صدور هذه الدراسة، اضطر المركز الحكومي النرويجي الى اقفال ابوابه لتوقف الدعم عنه. فما عساها تكون حال البلدان الأخرى بعد فتح هذه الدراسة الباب واسعاً امام نقاش مختلف حول النوع الاجتماعي؟.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-30
  • 13585
  • من الأرشيف

دراسة جديدة تكشف سر الاختلاف بين الرجل والمرأة في الرأس

يؤكد فرانك رامو، مدير الأبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية فكرةً شائعة وهي ان تركيبة دماغَي الرجل والمرأة مختلفة. فما معنى ذلك بالتحديد؟ مثله- مثلها على مستوى الرأس  لم تتمكن اختبارات حاصل الذكاء التي اجريت لدى الجنسَين من تحديد أي اختلافات: فبصورة عامة، لا تختلف معدلات ذكاء الرجل عن المرأة إلا ان هناك بعض الفوارق الخفية على مستوى تشريح الدماغ تفسر بعض الأساطير الحضرية مثل: "لا تعرف قراءة خرائط الطريق" أو "لا يسمع أبداً". تجدر الإشارة الى ان دماغ الرجل أكبر بـ10 الى 20% من دماغ المرأة إلا ان ذلك لا يؤثر أبداً على الذكاء فالاختلاف يكمن في ان بعض الروابط الدماغية لا تتنظم بالطريقة نفسها. فرص ضائعة وكلمات مختلطة  جمع راغيني فيرما، وهو عالم في جامعة بنسلفانيا (الولايات المتحدة الأمريكية) 949 شاب، تتراوح اعمارهم بين 8 و22 سنة (428 شاب و521 شابة) من أجل تحليل أدمغتهم. والنتيجة: تُحفَز ما يعرف بمراكز "ادارة الحركة" أكثر عند الرجل في حين تنشط مراكز "المنطق" و"الحدس" أكثر لدى المرأة. فيواجه الرجل صعوبات أكبر في التعبير عن مشاعره وادارة الكلام وهذا ما يُفسر لماذا يملأ الصبية الصغار صالات الانتظار في عيادات مُقومي النطق. وتواجه المرأة بدورها صعوبة في إدارة المكان ما قد يفسر الأساطير التي تتحدث عن اضاعة المرأة فرصة الوصول سريعاً الى وجهتها. لا يحبان الأمور نفسها  بدأ وثائقي النرويجي هارالد إيا الذي عرف نجاحاً كبيراً على انترنيت بالسؤال التالي: لماذا لا يتجاوز عدد النساء المهندسات في البلدان الإسكندنافية المعروفة بالمساواة بين الجنسَين الـ10%؟ والأمر سيان بالنسبة لمهنة التمريض: 10% فقط من الممرضين الشباب مقابل 90% ممرضات! ولا يعتبر النرويج استثناءً: ففي كل بلدان العالم، من سنغافورة الى باكستان، يفوق عدد النساء الممرضات عدد الشباب وعدد المهندسين الشباب عدد الشابات... ولا علاقة لذلك بالذكاء بل بالاهتمامات المختلفة. يحب الرجال البناء في حين تفضل النساء التواصل مع الآخرين. ويدحض ذلك تماماً النظريات القائلة ان النوع الاجتماعي منوط بالمجتمع. وبعد صدور هذه الدراسة، اضطر المركز الحكومي النرويجي الى اقفال ابوابه لتوقف الدعم عنه. فما عساها تكون حال البلدان الأخرى بعد فتح هذه الدراسة الباب واسعاً امام نقاش مختلف حول النوع الاجتماعي؟.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة