أكد وزير الخارجية وليد المعلم في حديث لصحيفة "أنباء موسكو" التي تصدرها وكالة نوفوستي إن الشرق الأوسط لا يحتاج لوصفات سياسية جديدة بل إرادة لصنع سلام تبدو غائبة تماما عن إسرائيل وأن كل الخيارات مفتوحة أمام الفلسطينيين، بما فيها تنشيط كل وسائل المقاومة ردا على التعنت الإسرائيلي. وأشار إلى أن انسداد أفق السلام يفتح على احتمال وقوع حرب جديدة في المنطقة "ستكون كل الأطراف خاسرة فيها". وفيما يلي نص المقابلة:

 - وصلت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طريق مسدود، ما هو تقويمكم للوضع الحالي وسبل الخروج منه؟

المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ينبغي أن تسبقها المصالحة الفلسطينية، فالأولوية للوحدة الوطنية الفلسطينية. ومن الواضح أن إسرائيل هي المسؤولة عن تعطيل عملية السلام في المنطقة، وبالتالي فإن الحديث عن السلام مع حكومة كهذه يبدو مضيعة للوقت، والشعب الفلسطيني يملك خيارات عديدة يأتي في مقدمتها خيار مقاومة الاحتلال بكافة أشكال المقاومة.

 - هل بات الشرق الأوسط يحتاج لوصفات جديدة بعدما عجزت الآليات المعمول بها حاليا في تحقيق تقدّم؟

لا حاجة للشرق الأوسط لوصفات جديدة ولآليات جديدة. الشرق الأوسط بحاجة لإرادة صنع السلام الشامل والعادل، وهذه الإرادة غائبة تماما عن إسرائيل المحكومة بتطرف غير مسبوق، وصفة جديدة واحدة مطلوبة وهي إرادة إسرائيلية في صنع السلام بناء قرارات الأمم المتحدة (ومنها القراران) 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام.

 - تعرضت سورية لضغوط كثيرة من جانب الغرب خلال السنوات الأخيرة بسبب دورها، كيف تنظرون إلى الوضع حالياً؟

مازالت سورية تتعرض لضغوط غربية كثيرة، وهي لم ترضخ للضغوط التي مورست سابقاً، ولن ترضخ لما لا يزال يمارس. نحن نتبنى سياسة مستقلة نابعة من ثوابتنا الوطنية ومصالح أمتنا، ونرى أن الحوار الموضوعي هو وحده السبيل للوصول إلى تفاهمات بناءة تحفظ مصالح الجميع.

 - متى يمكن أن نشهد إطلاق المفاوضات على المسار السوري، وما المطلوب من وجهة نظركم لتحقيق ذلك؟

المفاوضات على المسار السوري ممكنة من وجهة نظرنا إذا كان هناك شريك راغب في الوصول إلى السلام، الأمر غير المتوفر حاليا. والمفاوضات يتعين أن تأخذ بالاعتبار أن استعادة الجولان كاملا حتى حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 ليست موضوع تفاوض، وإنما هي الأساس الذي ينبني عليه التفاوض حول المسائل الأخرى المستتبعة لذلك، بحيث يتم البناء على ما جرى التوصل إليه في المفاوضات سابقا ثم في المفاوضات غير المباشرة من خلال الوسيط التركي.

 -  يحذر كثير من الخبراء من احتمال أن تكون المنطقة مقبلة على حرب جديدة بعد فشل المفاوضات، هل ترون أن هذه المخاوف لها ما يبررها، وكيف يمكن التعامل مع تصعيد عسكري جديد في المنطقة؟

لاشك أن انسداد أفق السلام يؤدي لاحتمال الحرب، وهذا الاحتمال قائم في منطقتنا على الدوام، لأن إسرائيل في الغالب تتهرب بشكل مفضوح من استحقاقات السلام. أرغب في أن أؤكد أن حربا جديدة لن تؤدي إلى رابح وخاسر، فالجميع سيكونون خاسرين، لأن التقنية العسكرية المتطورة حاليا تسمح بإمكانات إحداث تدمير كبير حتى لدى الطرف الذي يملك قوة عسكرية أعظم. ومن نافلة القول، أن نشير إلى التفاوت الكبير في قدرة المجتمعات في منطقتنا على تحمل الخسائر وتجاوز الأضرار، وهذه مسألة على جانب كبير من الأهمية في ميزان رسم صورة المستقبل.

 

  • فريق ماسة
  • 2010-11-25
  • 8968
  • من الأرشيف

المعلم لوكالة الأنباء الروسية: سورية مازالت تتعرض للضغوط الغربية و لم ولن ترضخ لها

أكد وزير الخارجية وليد المعلم في حديث لصحيفة "أنباء موسكو" التي تصدرها وكالة نوفوستي إن الشرق الأوسط لا يحتاج لوصفات سياسية جديدة بل إرادة لصنع سلام تبدو غائبة تماما عن إسرائيل وأن كل الخيارات مفتوحة أمام الفلسطينيين، بما فيها تنشيط كل وسائل المقاومة ردا على التعنت الإسرائيلي. وأشار إلى أن انسداد أفق السلام يفتح على احتمال وقوع حرب جديدة في المنطقة "ستكون كل الأطراف خاسرة فيها". وفيما يلي نص المقابلة:  - وصلت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طريق مسدود، ما هو تقويمكم للوضع الحالي وسبل الخروج منه؟ المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ينبغي أن تسبقها المصالحة الفلسطينية، فالأولوية للوحدة الوطنية الفلسطينية. ومن الواضح أن إسرائيل هي المسؤولة عن تعطيل عملية السلام في المنطقة، وبالتالي فإن الحديث عن السلام مع حكومة كهذه يبدو مضيعة للوقت، والشعب الفلسطيني يملك خيارات عديدة يأتي في مقدمتها خيار مقاومة الاحتلال بكافة أشكال المقاومة.  - هل بات الشرق الأوسط يحتاج لوصفات جديدة بعدما عجزت الآليات المعمول بها حاليا في تحقيق تقدّم؟ لا حاجة للشرق الأوسط لوصفات جديدة ولآليات جديدة. الشرق الأوسط بحاجة لإرادة صنع السلام الشامل والعادل، وهذه الإرادة غائبة تماما عن إسرائيل المحكومة بتطرف غير مسبوق، وصفة جديدة واحدة مطلوبة وهي إرادة إسرائيلية في صنع السلام بناء قرارات الأمم المتحدة (ومنها القراران) 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام.  - تعرضت سورية لضغوط كثيرة من جانب الغرب خلال السنوات الأخيرة بسبب دورها، كيف تنظرون إلى الوضع حالياً؟ مازالت سورية تتعرض لضغوط غربية كثيرة، وهي لم ترضخ للضغوط التي مورست سابقاً، ولن ترضخ لما لا يزال يمارس. نحن نتبنى سياسة مستقلة نابعة من ثوابتنا الوطنية ومصالح أمتنا، ونرى أن الحوار الموضوعي هو وحده السبيل للوصول إلى تفاهمات بناءة تحفظ مصالح الجميع.  - متى يمكن أن نشهد إطلاق المفاوضات على المسار السوري، وما المطلوب من وجهة نظركم لتحقيق ذلك؟ المفاوضات على المسار السوري ممكنة من وجهة نظرنا إذا كان هناك شريك راغب في الوصول إلى السلام، الأمر غير المتوفر حاليا. والمفاوضات يتعين أن تأخذ بالاعتبار أن استعادة الجولان كاملا حتى حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 ليست موضوع تفاوض، وإنما هي الأساس الذي ينبني عليه التفاوض حول المسائل الأخرى المستتبعة لذلك، بحيث يتم البناء على ما جرى التوصل إليه في المفاوضات سابقا ثم في المفاوضات غير المباشرة من خلال الوسيط التركي.  -  يحذر كثير من الخبراء من احتمال أن تكون المنطقة مقبلة على حرب جديدة بعد فشل المفاوضات، هل ترون أن هذه المخاوف لها ما يبررها، وكيف يمكن التعامل مع تصعيد عسكري جديد في المنطقة؟ لاشك أن انسداد أفق السلام يؤدي لاحتمال الحرب، وهذا الاحتمال قائم في منطقتنا على الدوام، لأن إسرائيل في الغالب تتهرب بشكل مفضوح من استحقاقات السلام. أرغب في أن أؤكد أن حربا جديدة لن تؤدي إلى رابح وخاسر، فالجميع سيكونون خاسرين، لأن التقنية العسكرية المتطورة حاليا تسمح بإمكانات إحداث تدمير كبير حتى لدى الطرف الذي يملك قوة عسكرية أعظم. ومن نافلة القول، أن نشير إلى التفاوت الكبير في قدرة المجتمعات في منطقتنا على تحمل الخسائر وتجاوز الأضرار، وهذه مسألة على جانب كبير من الأهمية في ميزان رسم صورة المستقبل.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة