ما حدث في فرنسا من اعتداءات ارهابية، وخاصة على مجلة شارلي ادبو كان متوقعاً، إذ أن السياسة الخارجية لفرنسا دعمت الارهاب في الشرق الأوسط،وفي شمال افريقيا، وظنت أن الارهاب سيكون بعيداً عن فرنسا ولن يطالها، ولكن من يزرع الارهاب يحصد الارهاب أيضاً، ولذلك فإن فرنسا تعاني اليوم من سياستها الخارجية التي وقفت الى جانب الارهابيين، ووفرت الدعم لهم من دون أن تُفكر في ارتدادات هذا الدعم وهذه المساندة غير الأخلاقية عليها.

ومن الطبيعي أن يتساءل أي محلل سياسي للأحداث الارهابية عن: من هو المستفيد منها، ويسأل عن توقيتها، وعن أهدافها؟ واذا عُرفت الاجابات عن هذه التساؤلات فإنه يمكن الاستنتاج أو الوصول الى المُتهم الرئيسي الذي يقف وراء هذه الأحداث الارهابية. وانطلاقاً من ذلك فإنه يمكن القول أن التوقيت جاء بعد أن صوتت فرنسا لصالح مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن، وجاء أيضاً بعد أن بدأت أجواء حلحلة الملف النووي الايراني، وبعد أن بدأ العالم يقف في وجه الارهاب ويشعر بخطورة دعمه، ونتائجه السلبية على السلم العالمي. وبعد أن اعترف غالبية قادة العالم بضرورة حل الأزمة السورية سياسياً.

واعتماداً على التوقيت، فإنه يمكن القول أن جهة ما في العالم لا تريد أن تُحل القضية الفلسطينية ولا أن يُعترف بالدولة الفلسطينية ولا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي ولا بحل الملفات الدولية العالقة، ولذلك أصدرت أوامرها الى عناصر للقيام بمثل هذه الجرائم التي لن تتوقف ما دام العالم يتفرج عليها، ولا يُطبق أي من القرارات الدولية، ضد الارهاب، وخاصة قراري مجلس الأمن 2170 و2178، وهذه الجهة هي المستفيدة من وراء مثل هذه الأعمال، وأصابع الاتهام يُمكن أن تُوجه اليها وبكل سهولة.

والجهة المستفيدة من كل هذا الارهاب في العالم بشكل عام، وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، هي الحركة الصهيونية لأنها تريد تسريع الهجرة الى اسرائيل بعد أن خفت في السنوات الماضية تحت ذريعة أن اليهود في اوروبا هم في خطر، وعليهم الهجرة الى دولة اسرائيل الحامية لهم. وهذه الجهة أيضاً تريد أن يبقى العالم العربي مُنقسماً على نفسه تسوده الأزمات المتمثلة بالاقتتال والدمار حتى تتجه بوصلته نحو الأمور الداخلية وليس نحو وحدته والحفاظ على سيادة أراضيه. وكذلك ترغب هذه الجهة وتبذل أيضاً كل الجهد من اجل الاساءة للاسلام عِبر بث روح المعاداة للدين الاسلامي في العالم بذريعة أن الارهابيين هُم مسلمون مع أن الارهاب ليس له أي دين، ومما يؤكد ذلك أن الاعتداء على مجلة شارلي ادبو رفعت أسهمها بالشارع الفرنسي لذلك فهي تنوي طبع عددها الجديد وتوزيع مليون نسخة منه بعد أن كانت توزع ستين ألف نسخة فقط. وهذه المجلة تستهزىء بالاسلام كما أنها تستهزىء بالاديان السماوية الأخرى، ولكن الاعتداء على العاملين فيها انحرف نحو معاداة الاسلام وتحريض الشارع على هذا الدين، وبالتالي فان الفرنسيين المسلمين سواء أكانوا من اصول عربية أو غير عربية فإنهم سيعانون نتيجة هذه الأحداث والاعتداءات الارهابية.

واضافة الى ما ذُكر، ورغم التظاهرة المليونية في فرنسا ضد الارهاب لن تُغير فرنسا سياستها تجاه الارهاب في سورية ولا في ليبيا، أي أنها استغلت الحدث لتلبية رغبات ومساعي الحركة الصهيونية في اثارة العالم ضد الارهاب الاسلامي الممول من الحركة الصهيونية، ومن الغرب نفسه. وهذا أيضاً يعني أن السياسة الخارجية لفرنسا ستبقى على ما هي عليه تدعم الارهاب في الشرق الأوسط مستغلةً وموظفة ارتداداته لتحقيق أهداف من هم أعداء الاسلام وأعداء العروبة وأعداء السلام في العالم.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-01-12
  • 7978
  • من الأرشيف

الارهاب في فرنسا واوروبا..اصابع الاتهام توجه لاسرائيل أيضاً

ما حدث في فرنسا من اعتداءات ارهابية، وخاصة على مجلة شارلي ادبو كان متوقعاً، إذ أن السياسة الخارجية لفرنسا دعمت الارهاب في الشرق الأوسط،وفي شمال افريقيا، وظنت أن الارهاب سيكون بعيداً عن فرنسا ولن يطالها، ولكن من يزرع الارهاب يحصد الارهاب أيضاً، ولذلك فإن فرنسا تعاني اليوم من سياستها الخارجية التي وقفت الى جانب الارهابيين، ووفرت الدعم لهم من دون أن تُفكر في ارتدادات هذا الدعم وهذه المساندة غير الأخلاقية عليها. ومن الطبيعي أن يتساءل أي محلل سياسي للأحداث الارهابية عن: من هو المستفيد منها، ويسأل عن توقيتها، وعن أهدافها؟ واذا عُرفت الاجابات عن هذه التساؤلات فإنه يمكن الاستنتاج أو الوصول الى المُتهم الرئيسي الذي يقف وراء هذه الأحداث الارهابية. وانطلاقاً من ذلك فإنه يمكن القول أن التوقيت جاء بعد أن صوتت فرنسا لصالح مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن، وجاء أيضاً بعد أن بدأت أجواء حلحلة الملف النووي الايراني، وبعد أن بدأ العالم يقف في وجه الارهاب ويشعر بخطورة دعمه، ونتائجه السلبية على السلم العالمي. وبعد أن اعترف غالبية قادة العالم بضرورة حل الأزمة السورية سياسياً. واعتماداً على التوقيت، فإنه يمكن القول أن جهة ما في العالم لا تريد أن تُحل القضية الفلسطينية ولا أن يُعترف بالدولة الفلسطينية ولا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي ولا بحل الملفات الدولية العالقة، ولذلك أصدرت أوامرها الى عناصر للقيام بمثل هذه الجرائم التي لن تتوقف ما دام العالم يتفرج عليها، ولا يُطبق أي من القرارات الدولية، ضد الارهاب، وخاصة قراري مجلس الأمن 2170 و2178، وهذه الجهة هي المستفيدة من وراء مثل هذه الأعمال، وأصابع الاتهام يُمكن أن تُوجه اليها وبكل سهولة. والجهة المستفيدة من كل هذا الارهاب في العالم بشكل عام، وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، هي الحركة الصهيونية لأنها تريد تسريع الهجرة الى اسرائيل بعد أن خفت في السنوات الماضية تحت ذريعة أن اليهود في اوروبا هم في خطر، وعليهم الهجرة الى دولة اسرائيل الحامية لهم. وهذه الجهة أيضاً تريد أن يبقى العالم العربي مُنقسماً على نفسه تسوده الأزمات المتمثلة بالاقتتال والدمار حتى تتجه بوصلته نحو الأمور الداخلية وليس نحو وحدته والحفاظ على سيادة أراضيه. وكذلك ترغب هذه الجهة وتبذل أيضاً كل الجهد من اجل الاساءة للاسلام عِبر بث روح المعاداة للدين الاسلامي في العالم بذريعة أن الارهابيين هُم مسلمون مع أن الارهاب ليس له أي دين، ومما يؤكد ذلك أن الاعتداء على مجلة شارلي ادبو رفعت أسهمها بالشارع الفرنسي لذلك فهي تنوي طبع عددها الجديد وتوزيع مليون نسخة منه بعد أن كانت توزع ستين ألف نسخة فقط. وهذه المجلة تستهزىء بالاسلام كما أنها تستهزىء بالاديان السماوية الأخرى، ولكن الاعتداء على العاملين فيها انحرف نحو معاداة الاسلام وتحريض الشارع على هذا الدين، وبالتالي فان الفرنسيين المسلمين سواء أكانوا من اصول عربية أو غير عربية فإنهم سيعانون نتيجة هذه الأحداث والاعتداءات الارهابية. واضافة الى ما ذُكر، ورغم التظاهرة المليونية في فرنسا ضد الارهاب لن تُغير فرنسا سياستها تجاه الارهاب في سورية ولا في ليبيا، أي أنها استغلت الحدث لتلبية رغبات ومساعي الحركة الصهيونية في اثارة العالم ضد الارهاب الاسلامي الممول من الحركة الصهيونية، ومن الغرب نفسه. وهذا أيضاً يعني أن السياسة الخارجية لفرنسا ستبقى على ما هي عليه تدعم الارهاب في الشرق الأوسط مستغلةً وموظفة ارتداداته لتحقيق أهداف من هم أعداء الاسلام وأعداء العروبة وأعداء السلام في العالم.  

المصدر : البيادر/جاك خزمو


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة