دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قال وزير النفط سفيان العلاو إن الأزمة المالية العالمية لم يكن لها التأثير البالغ في قطاع النفط السوري «على اعتبارنا بين مصدرين للنفط ومستوردين للمشتقات النفطية، فعندما ترتفع أسعار النفط الخام ترتفع أسعار المشتقات وبالعكس، لذلك لم يكن للأزمة العالمية هذا الضرر الكبير أو التأثير البالغ فينا كما لحق بالدول العربية الأساسية المنتجة للبترول والمصدرة بكميات كبيرة منه».
وعن آثارها المحتملة مستقبلاً أشار الوزير العلاو إلى أن الأزمة أصبحت في مراحلها النهائية وبدأت تخف وهو ما يؤكده الكثير من الباحثين والمختصين في مجال الطاقة.
وجاء كلام العلاو على هامش ندوة «الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على قطاع النفط والغاز» التي تقيمها منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك»، بحضور النائب الاقتصادي عبد الله الدردري وباحثين ومختصين في مجال الطاقة واعتبر العلاو في تصريحه أيضاً أن خط الغاز العربي من المشاريع الحيوية المهمة لأنه يربط بين سورية ولبنان والأردن مصر «وهناك الجزء المتمم له عبر الربط مع تركيا الذي سينجز خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، أي حتى آذار المقبل ستكون خطوطنا قبالة الحدود التركية الذين أعلنوا من جانبهم أيضاً البدء بإنشاء الخط المتمم لهذه الشبكة الذي سيكون جاهزاً في أقل من عام».
وأضاف العلاو: إنه خلال العام القادم سيكون هناك ربط كامل بين شبكة الغاز التركية - وبالنتيجة مع الشبكة الأوروبية من جهة- مع الشبكة العربية من جهة أخرى.
وذكر العلاو أن هناك وفداً نفطياً سورية يزور أذربيجان حالياً، «ويؤمل من هذه الزيارة أن تتكلل بالتوقيع على اتفاقية لاستيراد الغاز الأذري إلى سورية عبر تركيا».
وعن مشروع ربط شبكات النفط مع العراق والفائدة التي ستحققها سورية من هذا الأمر أكد العلاو أن هذا المشروع واعد حيث بدأت الإجراءات التنفيذية الخاصة به، وأضاف: تم الإعلان عن طلبات استشارية تقوم بإعداد الدراسات اللازمة وما تتطلبها من دفاتر شروط فنية للتعاقد مع شركة عالمية لتنمية هذه المشاريع على مبدأ الـ(B. O. T) لافتاً إلى أنها تشمل خطين لنقل النفط، الأول بطاقة 1.5 مليون برميل والثاني بطاقة 1.25 مليون برميل وهي قابلة للزيادة كاستطاعة خطوط بنسبة 20%.
وأكد أن هذه المشاريع جادة وتحقق مصالح الجانبين السوري والعراقي «وخصوصاً أن العراق يطمح إلى زيادة صادراته اليومية من النفط إلى 10 ملايين برميل يومياً، وهو يحتاج إلى منافذ للتصدير، وسورية هي منفذ رئيسي للعراق»، لافتاً إلى أن مرور النفط العراقي في الأراضي السورية سيكون مقابل رسوم مرور، «كما أن محطات المرور الموجودة على أراضينا ستشغل يداً عاملة سورية وسنستطيع شراء جزء من هذا النفط لإقامة مشاريع نفطية كالصناعات البتروكيماوية والمصافي وغيرها».
وعن الحديث عن توقف مشاريع إقامة مصاف للنفط على الأراضي السورية بيّن العلاو أنها غير متوقفة «إلا أن الدراسات تؤكد أن المصافي النفطية في العالم كله لا تحقق العائدات المرجوة، واليوم هناك فائض ووفر نظراً لانخفاض الطلب والسعي نحو الترشيد في إنتاج المصافي، ما أدى إلى عرض أسعار المشتقات أحياناً بسعر التكلفة أو مع هامش ربحي بسيط وهو ما لا يشجع الاستثمار في المصافي النفطية».
وأردف العلاو: إن العقدة الثانية الموجودة لدينا تتمثل في النفط السوري الثقيل الذي يحتوي على نسب عالية من الكبريت ولذلك فإن جزءاً من المنتجات يكون قليل الثمن وهو ما يؤدي إلى انخفاض الريعية.
واستطرد العلاو قائلاً: هناك توجهات وبحث جاد لإنشاء مصفاة نفط بمشاركة فنزويلا وإيران، «وقطعنا شوطاً كبيراً لإيجاد الحلول في هذا السياق، إضافة إلى القطاع الخاص الذي يبحث عن إنشاء مصاف ونحن نأمل عند توافر النفط العراقي الجيد وبكميات كبيرة سيكون هناك مستثمرون جادون يبحثون عن فرص للعمل وستقام عدة منشآت للتكرير اعتماداً على نفط كل من سورية والعراق».
ورداً على سؤال عن الحديث الذي يدور عن أن البنزين السوري فيه نسبة (0.016 ليتر) من الرصاص نفى العلاو هذا الكلام معتبراً أن الجانب السوري ملتزم في مسألة البنزين السوري الخالي من الرصاص، وأضاف: «لا أعتقد ذلك لأن الشروط والمواصفات العالمية والسورية محددة ونقوم باستيراد جزء من احتياجاتنا من البنزين وسنقوم خلال الأشهر القادمة باستيراد نوعية عالية جداً من البنزين وبكمية محدودة بنسبة (95 % أوكتان) وكذلك (اليورو5) الذي يعتبر أفضل المواصفات الأوروبية وسيباع بسعر أعلى من السعر الحالي للسيارات الحديثة التي تتطلب نوعاً محدداً من البنزين وسيكون أيضاً متاحاً لجميع المستهلكين».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة