دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
زحمة سير خانقة لساعات للقادمين من جوبر و زملكا و حرستا و باقي محاور العاصمة ، شتائم جماعية ، كلام سوقي ، تخريب أسبوعي للممتلكات العامة ، قنابل مسيلة للدموع ، عراك بين الشرطة و المشاغبين .
هذا هو حال المناطق و الطرقات المحيطة بملعب العباسيين بشكل أسبوعي و حيث تكون هناك مباريات ، و الحال بات لا يطاق ، ناس تخشى الخروج من منازلها لساعات قبل و بعد المباريات و تصرفات غير حضارية و لا تمت للرياضة و لا للأخلاق بصلة ..
بكل الدنيا تُشاد الملاعب عادةً خارج المدن و على مسافة ليست بقريبة حفاظاً على راحة المواطنين و هناك أكثر من حالة تم فيها منع بناء ملاعب في مدن بسبب قربها من مناطق سكنية ، أذكر أننا كنا نستقل المترو لمنطقة خارج لندن لحضور المباريات بملعب ويمبلي .
ملعب العباسيين يشكل أسوأ مثال لموقع ملعب ، فعلاوة عن مظهره الهندسي المريع و القديم و المتهالك فهو يشكل خطراً على السلامة العامة و مساحة كبيرة من الأرض مقتولة في مركز ممتاز من العاصمة ، و لا فائدة منه فهدمه و تحويله لمنطقة تجارية و سكنية و إقامة مركز رياضي صغير ، يعتبر أفضل بما أن منطقة العباسيين منطقة معتمدة لإقامة البنوك حسب تعليمات المحافظة ، و بما أن الكلام يجر الكلام عن المناطق " المقتولة " و المهملة و غير المستثمرة داخل العاصمة فإن سوق الهال الموجود بمنطقة الزبلطاني و على مقربة رمية حجر من ملعب العباسيين يعتبر كارثة بيئية متمثلة بتزاحم مئات الشاحنات على مداخله طيلة ساعات النهار أثناء دخولها و خروجها بالإضافة للروائح الكريهة المنبعثة منه فما الفائدة من بقاءه ..
مع العلم أنّ وعود المحافظة المتكررة منذ سنين بنقله هي وعود خلبية و غير جديّة و لا ندري ما هي الأسباب ..
فخزانة المحافظة عامرة بالمليارات كما يبدو من حجم المشاريع التي تنفذها ..
و إذا اتجهنا جنوباً فسنجد و على رمية حجر من سوق الهال منطقة شاسعة تقدر مساحتها ب 142 هكتار بحسب المخطط التنظيمي لمحافظة دمشق أي ما يقارب 10% من مساحة دمشق و هذه المنطقة تعرف « بمخطط شرقي باب شرقي »
و أقامت فيها المحافظة مكباً لنفايات محافظة دمشق و سوقاً مكملاً لسوق الهال و مكاناً واسعاً فارغاً و مهملاً و مكباً و مركزاً لنشر الأمراض و الروائح الكريهة و البلاء انه على مقربة من دمشق القديمة الذي يعدّ المركز الأساسي للسياحة في أقدم مدينة مأهولة في التاريخ .
أظن أن خير حل لمناطق شرقي باب شرقي و سوق الهال و ملعب العباسيين و ما خلفه من أراضي يتمثل بعمل مسابقة عالمية لتأهيل هذه المناطق تشترك فيها كبرى شركات البناء و الإنشاءات لإيجاد حل عمراني حديث و بناء ضاحية متكاملة تشبه مشروع دمّر يلائم متطلبات التوسع للعاصمة و هذه المساحة كافية لحل أزمة السكن بالعاصمة لعقود و تغيير الوجه العمراني الباهت لها ، علماً أن المشروع يمول نفسه و يعد حاجة ماسة للعاصمة و للتزايد السكاني فيها .
« و إذا كان المسؤولون يهتمون ببناء ملعب حديث بديل عن ملعب العباسين ، فأنا أنصحهم بمنطقة صخرية ، جرديّة ، فارغة بعد برزة و قبل حرنة أظنها أفضل مكان لإقامة ملعب بمواصفات حديثة بعد تسويتها و تأهيلها و هي خارج مدينة دمشق و قريبة جداً لمن يحب مشاهدة المباريات ، علماً ان بلدية بيروت قررت هدم الملعب البلدي بالعاصمة و إقامة مشروع اقتصادي ، بيئي سكني حيوي بدلاً منه و إقامة ملعب حديث بديل بمنطقة خارج العاصمة بيروت بمنطقة سباق الخيل » .
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة