أحد الأخبار الطريفة التي تناقلتها الألسن، قبل وسائل الإعلام، في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الأخير، أنه جرت تفاهمات بين نجوم الدراما التلفزيونية السورية والمصرية، من المؤمل أن تفضي إلى اتفاقات لإنجاز عدد من الأعمال الدرامية التلفزيونية المشتركة.

لـيـس الـجـديـد فـي الأمر هو التعاون بين الـسـوريين والـمـصـريين في مجال الدراما التلفزيونية، فهذا بات أمراً على شيوع مألوف، منذ سنوات، لكن الطرافة هنا أن تلـك الاتـفـاقـات تأتي في إطار مهرجان سينمائي عريق، من المفترض له أن يتيح الفرصة لعقد اتفاقات سينمائية، سواء على مستوى الإنتاج، أو التوزيع... حيث يحقق أحد أهم أهدافه في تشجيع صناعة السينما المحلية، في هذا البلد أو ذاك، كما تشجيع صناعة السينما المشتركة بين هذا البلد العربي وذاك.

منذ سنوات يضم مهرجان دمشق السينمائي قسماً يدعى «سوق الفيلم الدولي»، المنوط به توفير فرص عرض مجموعة من الأفلام السينمائية الحديثة، الباحثة عن فرصة للتوزيع، بالتالي إتاحة المجال للموزعين المحليين والعرب، وربما الأجانب، أيضاً، للاطلاع على الجديد في عالم الإنتاج السينمائي، وتحريضهم على الإقدام وخوض مغامرة شراء حقوق توزيع الفيلم، في أي من بقاع العالم العربي، على الأقل.

ومنذ سنوات، لم نسمع عن ابرام أي صفقة أو اتفاق لإنتاج أو توزيع أي فيلم سينمائي، الأمر الذي جعل قسم «سوق الفيلم الدولي»، يبدو على هيئة تظاهرة عروض، أكثر منها «سوق» تتداول فيها أفكار البيع والشراء؛ الإنتاج والتوزيع السينمائي، المأمول.

ومع انحسار، أو تراجع حركة الإنتاج السينمائي العربي، إلى حدودها الدنيا، ومع تقدم حركة الإنتاج التلفزيوني الدرامي إلى أعلى مستوياتها، كان من الطبيعي أن تـنـشأ ظاهرة «نجوم الدراما التلفزيونية»، الذين لم يحظَ كثيرون منهم بفرصة الوقوف أمام كاميرا سينمائية! ومـع ذلـك بات كثيرون منهم حاضرين في مهرجانات السينما العربية، ليسوا ضيوفاً على سجاداتها الحمراء، فقط، بل أعضاء في لجان تحكيمها، أيضاً!

ليس مهرجان دمشق السينمائي استثناءً بين هذه المهرجانات العربية، وإن كان له ميزة أنه ينعقد في سورية، أي حيث تتوافر نسبة عالية من إنتاج الدراما التلفزيونية العربية، وبالتالي وجود نسبة عالية من «نجوم التلفزيون»، الذين باتوا على شيوع لا يضاهيه من يمكن أن نـسمـيهم «نـجـوم سـينما»، تماماً إلى درجة أن الأفلام السورية الجديدة باتت تستعير نجومها من أولئك الأبطال الذين صنّعتهم، وشهرتهم «الدراما التلفزيونية»، وصار حضورهم هو الأساس؛ ممثلين وممثلات ومخرجين وكتاب سيناريو.. وربما إلى الدرجة التي أوهمت بعضهم، أن بإمكان غيابه أيضاً أن يكون أساساً، فكان منهم من انضم إلى مقاطعي المهرجان، أو من أصدر بياناته المفردة، العجيبة!

حسناً فعل نجوم الدراما التلفزيونية بحرصهم على حضور المهرجانات السينمائية!

وحسناً يفعلون إذ يبحثون عن فرصة متاحة للمشاركة في أي فـكـرة وليـدة، أو قـيد التبلور، لعمل سينمائي منتظر... وعسى أن تكون اتفاقات العمل التلفزيونية، التي ابرمت على هامش مهرجان دمشق السينمائي، فاتحة لاتفاقات عمل سينمائية، هي غاية المهرجانات، وذروة أهدافها.

  • فريق ماسة
  • 2010-11-20
  • 12017
  • من الأرشيف

صفقات تلفزيونية في مهرجانات سينمائية

أحد الأخبار الطريفة التي تناقلتها الألسن، قبل وسائل الإعلام، في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الأخير، أنه جرت تفاهمات بين نجوم الدراما التلفزيونية السورية والمصرية، من المؤمل أن تفضي إلى اتفاقات لإنجاز عدد من الأعمال الدرامية التلفزيونية المشتركة. لـيـس الـجـديـد فـي الأمر هو التعاون بين الـسـوريين والـمـصـريين في مجال الدراما التلفزيونية، فهذا بات أمراً على شيوع مألوف، منذ سنوات، لكن الطرافة هنا أن تلـك الاتـفـاقـات تأتي في إطار مهرجان سينمائي عريق، من المفترض له أن يتيح الفرصة لعقد اتفاقات سينمائية، سواء على مستوى الإنتاج، أو التوزيع... حيث يحقق أحد أهم أهدافه في تشجيع صناعة السينما المحلية، في هذا البلد أو ذاك، كما تشجيع صناعة السينما المشتركة بين هذا البلد العربي وذاك. منذ سنوات يضم مهرجان دمشق السينمائي قسماً يدعى «سوق الفيلم الدولي»، المنوط به توفير فرص عرض مجموعة من الأفلام السينمائية الحديثة، الباحثة عن فرصة للتوزيع، بالتالي إتاحة المجال للموزعين المحليين والعرب، وربما الأجانب، أيضاً، للاطلاع على الجديد في عالم الإنتاج السينمائي، وتحريضهم على الإقدام وخوض مغامرة شراء حقوق توزيع الفيلم، في أي من بقاع العالم العربي، على الأقل. ومنذ سنوات، لم نسمع عن ابرام أي صفقة أو اتفاق لإنتاج أو توزيع أي فيلم سينمائي، الأمر الذي جعل قسم «سوق الفيلم الدولي»، يبدو على هيئة تظاهرة عروض، أكثر منها «سوق» تتداول فيها أفكار البيع والشراء؛ الإنتاج والتوزيع السينمائي، المأمول. ومع انحسار، أو تراجع حركة الإنتاج السينمائي العربي، إلى حدودها الدنيا، ومع تقدم حركة الإنتاج التلفزيوني الدرامي إلى أعلى مستوياتها، كان من الطبيعي أن تـنـشأ ظاهرة «نجوم الدراما التلفزيونية»، الذين لم يحظَ كثيرون منهم بفرصة الوقوف أمام كاميرا سينمائية! ومـع ذلـك بات كثيرون منهم حاضرين في مهرجانات السينما العربية، ليسوا ضيوفاً على سجاداتها الحمراء، فقط، بل أعضاء في لجان تحكيمها، أيضاً! ليس مهرجان دمشق السينمائي استثناءً بين هذه المهرجانات العربية، وإن كان له ميزة أنه ينعقد في سورية، أي حيث تتوافر نسبة عالية من إنتاج الدراما التلفزيونية العربية، وبالتالي وجود نسبة عالية من «نجوم التلفزيون»، الذين باتوا على شيوع لا يضاهيه من يمكن أن نـسمـيهم «نـجـوم سـينما»، تماماً إلى درجة أن الأفلام السورية الجديدة باتت تستعير نجومها من أولئك الأبطال الذين صنّعتهم، وشهرتهم «الدراما التلفزيونية»، وصار حضورهم هو الأساس؛ ممثلين وممثلات ومخرجين وكتاب سيناريو.. وربما إلى الدرجة التي أوهمت بعضهم، أن بإمكان غيابه أيضاً أن يكون أساساً، فكان منهم من انضم إلى مقاطعي المهرجان، أو من أصدر بياناته المفردة، العجيبة! حسناً فعل نجوم الدراما التلفزيونية بحرصهم على حضور المهرجانات السينمائية! وحسناً يفعلون إذ يبحثون عن فرصة متاحة للمشاركة في أي فـكـرة وليـدة، أو قـيد التبلور، لعمل سينمائي منتظر... وعسى أن تكون اتفاقات العمل التلفزيونية، التي ابرمت على هامش مهرجان دمشق السينمائي، فاتحة لاتفاقات عمل سينمائية، هي غاية المهرجانات، وذروة أهدافها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة