رأى النجم السوري خالد تاجا أن وجود النجوم السوريين في الدراما المصرية خدم جيوبهم ولكنه لم يؤثر على الدراما السورية، وأعرب عن اعتقاده بأن الدراما العربية يجب ألا تتجزأ فهي فسيفساء لونية وتشكل لوحة كاملة متكاملة، مشيراً في حوار صحفي إلى أنه من القوميين المؤمنين بأن لغة الضاد هي واحدة وكل ما ينتج عنها هو نتاج عام ونتاج يمثلها، موضحاً أن الدراما المصرية في بداية عهدها قامت على فنانين سوريين وعرب مثل أبو خليل القباني ومارون النقاش وجورج أبيض وغيرهم.

أما عن نظرته إلى الدراما التركية قال: "أنا أرى أن ليس لها أي تأثير لأن البيئة مختلفة والشروط الفنية والدرامية مختلفة، فهي حالة خاصة ومتفردة بذاتها لذلك في رأيي تبقى نوعا من أنواع الفرجة على ثقافة انقطعت لفترة طويلة عن العالم العربي والإسلامي وعادت بشكل جديد، شكل اختارته بعد مصطفى كمال أتاتورك وأصبح لها طابعها الغربي أكثر من الشرقي لذلك لن تؤثر نهائيا على شكل الدراما العربية التي تعكس الشارع العربي الذي تمسك إلى حد ما بتقاليده ونظام حياته".

وعن آخر أعماله أوضح تاجا أنه يصور حاليا في الجزء الثاني من مسلسل «الدبور» وهو من البيئة الشامية وقال: "لي مشاركة في الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي «يوميات مدير عام» وهو من إنتاج «سورية الدولية» وأجسد فيه شخصية مختلفة عما قدمته في الجزء الأول، حيث كانت شخصية معاون المدير العام، كذلك هناك تغييرات في أدوار بعض الممثلين المشاركين في هذا الجزء الجديد، وأشارك حاليا في المسلسل الأردني «عائلة أبو حرب»، وأجسد شخصية رشاد بك في مسلسل «سقوط الأقنعة» للكاتب محمد الجعفوري والمخرج حسن داود وهو اجتماعي معاصر، ولدي نصوص كثيرة أقرأها ولم أقرر بعد مشاركتي فيها أم لا".

وعن سبب عدم مشاركته في باب الحارة، أوضح تاجا: "لم يكن لدي وقت للمشاركة فيه حيث كان لدي أعمال وارتباطات أخرى والمخرج بسام الملا صديقي ولي تجربة مهمة معه في مسلسل «أيام شامية»، ولكن لم تسمح ظروفي بالمشاركة في «باب الحارة»".

وعما يراه سبباً في نجاح دراما البيئة الشامية وإقبال الناس على متابعتها، أوضح تاجا: "أنا أخشى أن تكون دراما البيئة الشامية موضة وكنت أتمنى أن تكون كأيام شامية الطفرة الأولى، بمعنى أن تعيد الذاكرة الشعبية من حيث الأخلاق البيئية والقيم الاجتماعية ولكن للأسف أصبحت موضة وأخذها الشكل وأصبحت عبارة عن سلعة تجارية لا أكثر. ودراما البيئة الشامية ليست معاصرة بل هي قديمة حيث يقدم القائمون عليها قصصا مضى عليها قرن أو قرنان من الزمن ولذلك أنا مع أن تقدم كشاهد على عصر وتاريخ لفترة زمنية كان فيها أحداث كثيرة من الصراع على السلطة وحتى المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وغير ذلك، ولذلك لا أعتقد أن هذه الفترة تنضب بتقديم ثلاثين عمل بيئي ولكن مثلا أميركا قدمت الكاوبوي في آلاف الأفلام وانحسر الكاوبوي وصار يقدم بشكل نادر وبأشكال فنية ربما متطورة أكثر وبأفكار جدية أكثر، لأن الدراما الأميركية خضعت كما خضعت الدراما السورية البيئية إلى التجارة وإلى تكرار الشكل وهو النموذج التجاري الرابح.

وأضاف تاجا: "لو بحثنا في الدراما الشامية البيئية السابقة وليست الحالية فقد نجد تفاصيل أشمل بكثير مما يقدم وأقرب إلى الواقع والحقيقة، ولذلك فإن دراما البيئة الشامية الماضية البعيدة بخمسين عاما أو مائة عام تقريبا لم تكن بهذه الصورة ولم تكن هناك القبضايات والمؤامرات موجودة فيها وكانت تتمتع بأخلاق خاصة جدا وكانت الحارات ملتحمة وكانت جدران المنازل ملتصقة مع بعضها وكان الإنسان يدور الحارة كلها من سطح منزله، فلم تخرج سورية عن القانون، وبعد خروج العثمانيين جاء الفرنسي فأسس الدرك والبرلمان وأتت بعده الحكومة الوطنية فأسست الجيش وغيره وعشنا التاريخ ودمشق تحت سلطة القانون ولذلك ما شاهدناه في الأعمال الأخيرة من خنجر وقتل واغتيالات في الحارات هذا لم يكن موجودا وهو ابتكار تفنن به الكاتب من أجل استدراج ذوق الجمهور غير المثقف الذي يشكل الأغلبية في الساحة العربية وخضع ذلك للتجارة ورأس المال".

  • فريق ماسة
  • 2010-11-16
  • 3147
  • من الأرشيف

خالد تاجا: السوريين خدموا جيوبهم في مصر

رأى النجم السوري خالد تاجا أن وجود النجوم السوريين في الدراما المصرية خدم جيوبهم ولكنه لم يؤثر على الدراما السورية، وأعرب عن اعتقاده بأن الدراما العربية يجب ألا تتجزأ فهي فسيفساء لونية وتشكل لوحة كاملة متكاملة، مشيراً في حوار صحفي إلى أنه من القوميين المؤمنين بأن لغة الضاد هي واحدة وكل ما ينتج عنها هو نتاج عام ونتاج يمثلها، موضحاً أن الدراما المصرية في بداية عهدها قامت على فنانين سوريين وعرب مثل أبو خليل القباني ومارون النقاش وجورج أبيض وغيرهم. أما عن نظرته إلى الدراما التركية قال: "أنا أرى أن ليس لها أي تأثير لأن البيئة مختلفة والشروط الفنية والدرامية مختلفة، فهي حالة خاصة ومتفردة بذاتها لذلك في رأيي تبقى نوعا من أنواع الفرجة على ثقافة انقطعت لفترة طويلة عن العالم العربي والإسلامي وعادت بشكل جديد، شكل اختارته بعد مصطفى كمال أتاتورك وأصبح لها طابعها الغربي أكثر من الشرقي لذلك لن تؤثر نهائيا على شكل الدراما العربية التي تعكس الشارع العربي الذي تمسك إلى حد ما بتقاليده ونظام حياته". وعن آخر أعماله أوضح تاجا أنه يصور حاليا في الجزء الثاني من مسلسل «الدبور» وهو من البيئة الشامية وقال: "لي مشاركة في الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي «يوميات مدير عام» وهو من إنتاج «سورية الدولية» وأجسد فيه شخصية مختلفة عما قدمته في الجزء الأول، حيث كانت شخصية معاون المدير العام، كذلك هناك تغييرات في أدوار بعض الممثلين المشاركين في هذا الجزء الجديد، وأشارك حاليا في المسلسل الأردني «عائلة أبو حرب»، وأجسد شخصية رشاد بك في مسلسل «سقوط الأقنعة» للكاتب محمد الجعفوري والمخرج حسن داود وهو اجتماعي معاصر، ولدي نصوص كثيرة أقرأها ولم أقرر بعد مشاركتي فيها أم لا". وعن سبب عدم مشاركته في باب الحارة، أوضح تاجا: "لم يكن لدي وقت للمشاركة فيه حيث كان لدي أعمال وارتباطات أخرى والمخرج بسام الملا صديقي ولي تجربة مهمة معه في مسلسل «أيام شامية»، ولكن لم تسمح ظروفي بالمشاركة في «باب الحارة»". وعما يراه سبباً في نجاح دراما البيئة الشامية وإقبال الناس على متابعتها، أوضح تاجا: "أنا أخشى أن تكون دراما البيئة الشامية موضة وكنت أتمنى أن تكون كأيام شامية الطفرة الأولى، بمعنى أن تعيد الذاكرة الشعبية من حيث الأخلاق البيئية والقيم الاجتماعية ولكن للأسف أصبحت موضة وأخذها الشكل وأصبحت عبارة عن سلعة تجارية لا أكثر. ودراما البيئة الشامية ليست معاصرة بل هي قديمة حيث يقدم القائمون عليها قصصا مضى عليها قرن أو قرنان من الزمن ولذلك أنا مع أن تقدم كشاهد على عصر وتاريخ لفترة زمنية كان فيها أحداث كثيرة من الصراع على السلطة وحتى المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وغير ذلك، ولذلك لا أعتقد أن هذه الفترة تنضب بتقديم ثلاثين عمل بيئي ولكن مثلا أميركا قدمت الكاوبوي في آلاف الأفلام وانحسر الكاوبوي وصار يقدم بشكل نادر وبأشكال فنية ربما متطورة أكثر وبأفكار جدية أكثر، لأن الدراما الأميركية خضعت كما خضعت الدراما السورية البيئية إلى التجارة وإلى تكرار الشكل وهو النموذج التجاري الرابح. وأضاف تاجا: "لو بحثنا في الدراما الشامية البيئية السابقة وليست الحالية فقد نجد تفاصيل أشمل بكثير مما يقدم وأقرب إلى الواقع والحقيقة، ولذلك فإن دراما البيئة الشامية الماضية البعيدة بخمسين عاما أو مائة عام تقريبا لم تكن بهذه الصورة ولم تكن هناك القبضايات والمؤامرات موجودة فيها وكانت تتمتع بأخلاق خاصة جدا وكانت الحارات ملتحمة وكانت جدران المنازل ملتصقة مع بعضها وكان الإنسان يدور الحارة كلها من سطح منزله، فلم تخرج سورية عن القانون، وبعد خروج العثمانيين جاء الفرنسي فأسس الدرك والبرلمان وأتت بعده الحكومة الوطنية فأسست الجيش وغيره وعشنا التاريخ ودمشق تحت سلطة القانون ولذلك ما شاهدناه في الأعمال الأخيرة من خنجر وقتل واغتيالات في الحارات هذا لم يكن موجودا وهو ابتكار تفنن به الكاتب من أجل استدراج ذوق الجمهور غير المثقف الذي يشكل الأغلبية في الساحة العربية وخضع ذلك للتجارة ورأس المال".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة