أعلن مكتب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الوزير سيتوجه الجمعة الى فيينا للمشاركة في المفاوضات النهائية حول الملف النووي الايراني قبل يومين من انتهاء المهلة المحددة لهذه المحادثات.

كل شيء في فيينا يوحي بأنّ التفاهم على الملف النووي الإيراني، والوصول إلى الاتفاق التاريخي الذي سيغيّر معادلات العالم ومنطقة الشرق الأوسط وتوازناتهما، يقترب من التحقق، فبعدما قالت أوساط الخارجية الأميركية ردّاً على المعلومات التي تواترت عن التحاق وزراء خارجية دول الخمسة زائداً واحد بالمفاوضات نهاية الأسبوع، وقالت لا يوجد في برنامج جون كيري زيارة إلى فيينا هذا الأسبوع، مضيفة أنّ برنامجه مليء في لندن ومن بعدها إلى باريس، فإذا بكيري يصل فجأة مساء أمس إلى فيينا ويلتحق بالاجتماع الذي كان يضمّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومفوضة شؤون الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، وتسرّب عن المجتمعين التوصل إلى صيغ تشكل أرضية مناسبة ليواصل فريقا الشؤون السياسية والتقنية مفاوضاتهم الشائكة اليوم بصورة أقرب إلى التفاهم، ما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الإفصاح عن تقدم في مساعي التفاوض حول أوكرانيا، واعتبار تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما مجرّد استهلاك إعلامي داخلي، كما كشف لافروف انه سمع من وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

كلّ التطورات العالمية والإقليمية ترتبط بما يدور في فيينا، فلن يعود ثمة معنى للحديث عن حرب على سورية بعد تكريس مكانة إيران الجديدة في المنطقة، وكلّ ما يحيط بالأزمة السورية بتشغيل محركات التطبيع الغربي مع الرئيس بشار الأسد من بوابة مبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ولا معنى بالطبع لمواجهة مع روسيا من بوابة أوكرانيا، بعدما ثبتت موسكو حسم مصير شبه جزيرة القرم وحمت حلفاءها في شرق البلاد، وبقي للضغط وظيفة تتصل بملفي إيران وسورية.

يبدو أنّ ما رُسم في مسقط كبير وكبير جداً، وأنّ الترجمة التي قال ظريف إنّ على الجميع انتظارها هذا الأسبوع، بدأت بالظهور، وبناء عليها يبدو الاهتمام الدولي والإقليمي بترتيب البيت اللبناني أكثر من قبل من دون بلوغ الحرارة المناسبة لتحضير طبخات كبرى.

وكان فابيوس التقى بعد ظهر الخميس في باريس نظيره الاميركي جون كيري الذي غادر بعدها الى فيينا حيث من المقرر ان يلتقي مساء نظيره الايراني محمد جواد ظريف، واعلن فابيوس انه وكيري كررا تمسكهما بالتوصل الى اتفاق مع ايران "رغم نقاط الخلاف الباقية".

ومن المتوقع وصول وزراء خارجية بقية القوى الست الكبرى (5+1) (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) الى فيينا في وقت لاحق، فيما من المقرر ان تنتهي محادثات فيينا في 24 من الشهر الحالي طبقا لإتفاق سابق حدد هذا الموعد.

وفي الأثناء، أعلن مسؤول اميركي ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيلتقي مساء الخميس نظيره الايراني محمد جواد ظريف لمناقشة الملف النووي الايراني، واوضح المصدر نفسه ان الوزير الاميركي الذي وصل الى فيينا سيلتقي ظريف بحضور وزيرة الخارجية السابقة للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تنسق هذه المفاوضات.

  • فريق ماسة
  • 2014-11-21
  • 6224
  • من الأرشيف

كل شيء في فيينا يوحي بأنّ هناك تفاهم تاريخي

أعلن مكتب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الوزير سيتوجه الجمعة الى فيينا للمشاركة في المفاوضات النهائية حول الملف النووي الايراني قبل يومين من انتهاء المهلة المحددة لهذه المحادثات. كل شيء في فيينا يوحي بأنّ التفاهم على الملف النووي الإيراني، والوصول إلى الاتفاق التاريخي الذي سيغيّر معادلات العالم ومنطقة الشرق الأوسط وتوازناتهما، يقترب من التحقق، فبعدما قالت أوساط الخارجية الأميركية ردّاً على المعلومات التي تواترت عن التحاق وزراء خارجية دول الخمسة زائداً واحد بالمفاوضات نهاية الأسبوع، وقالت لا يوجد في برنامج جون كيري زيارة إلى فيينا هذا الأسبوع، مضيفة أنّ برنامجه مليء في لندن ومن بعدها إلى باريس، فإذا بكيري يصل فجأة مساء أمس إلى فيينا ويلتحق بالاجتماع الذي كان يضمّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومفوضة شؤون الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، وتسرّب عن المجتمعين التوصل إلى صيغ تشكل أرضية مناسبة ليواصل فريقا الشؤون السياسية والتقنية مفاوضاتهم الشائكة اليوم بصورة أقرب إلى التفاهم، ما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الإفصاح عن تقدم في مساعي التفاوض حول أوكرانيا، واعتبار تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما مجرّد استهلاك إعلامي داخلي، كما كشف لافروف انه سمع من وزير الخارجية الأميركي جون كيري. كلّ التطورات العالمية والإقليمية ترتبط بما يدور في فيينا، فلن يعود ثمة معنى للحديث عن حرب على سورية بعد تكريس مكانة إيران الجديدة في المنطقة، وكلّ ما يحيط بالأزمة السورية بتشغيل محركات التطبيع الغربي مع الرئيس بشار الأسد من بوابة مبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ولا معنى بالطبع لمواجهة مع روسيا من بوابة أوكرانيا، بعدما ثبتت موسكو حسم مصير شبه جزيرة القرم وحمت حلفاءها في شرق البلاد، وبقي للضغط وظيفة تتصل بملفي إيران وسورية. يبدو أنّ ما رُسم في مسقط كبير وكبير جداً، وأنّ الترجمة التي قال ظريف إنّ على الجميع انتظارها هذا الأسبوع، بدأت بالظهور، وبناء عليها يبدو الاهتمام الدولي والإقليمي بترتيب البيت اللبناني أكثر من قبل من دون بلوغ الحرارة المناسبة لتحضير طبخات كبرى. وكان فابيوس التقى بعد ظهر الخميس في باريس نظيره الاميركي جون كيري الذي غادر بعدها الى فيينا حيث من المقرر ان يلتقي مساء نظيره الايراني محمد جواد ظريف، واعلن فابيوس انه وكيري كررا تمسكهما بالتوصل الى اتفاق مع ايران "رغم نقاط الخلاف الباقية". ومن المتوقع وصول وزراء خارجية بقية القوى الست الكبرى (5+1) (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) الى فيينا في وقت لاحق، فيما من المقرر ان تنتهي محادثات فيينا في 24 من الشهر الحالي طبقا لإتفاق سابق حدد هذا الموعد. وفي الأثناء، أعلن مسؤول اميركي ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيلتقي مساء الخميس نظيره الايراني محمد جواد ظريف لمناقشة الملف النووي الايراني، واوضح المصدر نفسه ان الوزير الاميركي الذي وصل الى فيينا سيلتقي ظريف بحضور وزيرة الخارجية السابقة للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تنسق هذه المفاوضات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة