أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن إدارته أبلغت دمشق بأن طائرات التحالف الدولي العربي ستستهدف مواقع داعش في سورية،

 لكنه رفض رفع التنسيق مع الحكومة السورية إلى مستوى التعاون في مواجهة التنظيم المتطرف لأن ذلك من شأنه «إضعاف» التحالف الذي تقوده واشنطن، وهو ما يجعل رئيس أقوى دولة في العالم يبدو مهتماً بتماسك التحالف أكثر من اهتمامه بتحقيق المهمة التي أُسس لأجلها.

وشكلت الولايات المتحدة تحالفاً لعدة دول عربية وغربية تشن غارات جوية على مواقع داعش في سورية والعراق.

وإذ نفى أوباما نيته تغيير سياسة بلاده في سورية، مستبعداً التوصل إلى حل سياسي لأزمتها يتضمن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة على حد قوله، أقر بأن «طبيعة الدبلوماسية» تحتم أن تتعامل واشنطن في نهاية المطاف مع روسيا وإيران لإحلال السلام في هذا البلد.

وفي مؤتمر صحفي بختام قمة مجموعة دول العشرين التي استضافتها أستراليا، كرر أوباما موقفه حيال «فقدان (الرئيس) الأسد شرعيته» متجاهلاً الإرادة الحرة التي عبر عنها السوريون في الانتخابات الرئاسية الصيف الماضي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه، أسطوانته الممجوجة: أن «(الرئيس) الأسد قتل مئات الآلاف من مواطنيه بوحشية. ونتيجة لذلك فقد شرعيته بالكامل في أغلبية هذا البلد». ووفقاً لموقع «روسيا اليوم» فقد أشار أوباما إلى أن «التنسيق مع دمشق يقتصر على إخبارها بالضربات الجوية ضد معاقل داعش، لكي لا تتصدى لمقاتلات التحالف». وأضاف حسب وكالة «رويترز»: «أبلغنا النظام السوري بأنه عندما نلاحق (داعش) في مجالهم الجوي فإنه من الأفضل لهم ألا يهاجموننا».

وكانت دمشق وعلى لسان أكثر من مسؤول أكدت أن واشنطن أبلغتها بعزمها ضرب مواقع لداعش في سورية.

وأفادت معلومات هذا الأسبوع بأن أوباما أمر بمراجعة شاملة لسياسة الإدارة الأميركية في سورية وذلك فيما يبدو أنه رد على هزيمة حركة «حزم» و«جبهة ثوار سورية» (المدعومين من واشنطن) أمام جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية، في ريف إدلب.

إلا أن الرئيس الأميركي نفى نيته تغيير سياسته في سورية، مشدداً على أن هذه السياسة تخضع للمراجعة لمعرفة ما يجدي فيها وما لا يعمل. وقال في مدينة بريزبين الأسترالية: «بالتأكيد لا تغيير في موقفنا حيال (الرئيس) الأسد». وأضاف: «إنها معركة ضد التطرف من أي جهة».

وتابع قائلاً: «لكن بمعزل عن ذلك لا توقعات بأننا سنغير موقفنا وندخل في تحالف مع (الرئيس) الأسد».

في سياق متصل، استبعد أوباما التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يتضمن بقاء الرئيس الأسد في السلطة.

لكن الرئيس الأميركي أقر بأن «طبيعة الدبلوماسية» تحتم أن تتعامل واشنطن في نهاية المطاف مع بعض خصومها لإحلال السلام في سورية. وقال: «في وقت من الأوقات سيتحتم على شعب سورية واللاعبين المختلفين المعنيين واللاعبين الإقليميين أيضاً تركيا وإيران، وروسيا، بدء حوار سياسي».

  • فريق ماسة
  • 2014-11-16
  • 11806
  • من الأرشيف

أوباما يقر بإبلاغ دمشق نية بلاده استهداف داعش

أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن إدارته أبلغت دمشق بأن طائرات التحالف الدولي العربي ستستهدف مواقع داعش في سورية،  لكنه رفض رفع التنسيق مع الحكومة السورية إلى مستوى التعاون في مواجهة التنظيم المتطرف لأن ذلك من شأنه «إضعاف» التحالف الذي تقوده واشنطن، وهو ما يجعل رئيس أقوى دولة في العالم يبدو مهتماً بتماسك التحالف أكثر من اهتمامه بتحقيق المهمة التي أُسس لأجلها. وشكلت الولايات المتحدة تحالفاً لعدة دول عربية وغربية تشن غارات جوية على مواقع داعش في سورية والعراق. وإذ نفى أوباما نيته تغيير سياسة بلاده في سورية، مستبعداً التوصل إلى حل سياسي لأزمتها يتضمن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة على حد قوله، أقر بأن «طبيعة الدبلوماسية» تحتم أن تتعامل واشنطن في نهاية المطاف مع روسيا وإيران لإحلال السلام في هذا البلد. وفي مؤتمر صحفي بختام قمة مجموعة دول العشرين التي استضافتها أستراليا، كرر أوباما موقفه حيال «فقدان (الرئيس) الأسد شرعيته» متجاهلاً الإرادة الحرة التي عبر عنها السوريون في الانتخابات الرئاسية الصيف الماضي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه، أسطوانته الممجوجة: أن «(الرئيس) الأسد قتل مئات الآلاف من مواطنيه بوحشية. ونتيجة لذلك فقد شرعيته بالكامل في أغلبية هذا البلد». ووفقاً لموقع «روسيا اليوم» فقد أشار أوباما إلى أن «التنسيق مع دمشق يقتصر على إخبارها بالضربات الجوية ضد معاقل داعش، لكي لا تتصدى لمقاتلات التحالف». وأضاف حسب وكالة «رويترز»: «أبلغنا النظام السوري بأنه عندما نلاحق (داعش) في مجالهم الجوي فإنه من الأفضل لهم ألا يهاجموننا». وكانت دمشق وعلى لسان أكثر من مسؤول أكدت أن واشنطن أبلغتها بعزمها ضرب مواقع لداعش في سورية. وأفادت معلومات هذا الأسبوع بأن أوباما أمر بمراجعة شاملة لسياسة الإدارة الأميركية في سورية وذلك فيما يبدو أنه رد على هزيمة حركة «حزم» و«جبهة ثوار سورية» (المدعومين من واشنطن) أمام جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية، في ريف إدلب. إلا أن الرئيس الأميركي نفى نيته تغيير سياسته في سورية، مشدداً على أن هذه السياسة تخضع للمراجعة لمعرفة ما يجدي فيها وما لا يعمل. وقال في مدينة بريزبين الأسترالية: «بالتأكيد لا تغيير في موقفنا حيال (الرئيس) الأسد». وأضاف: «إنها معركة ضد التطرف من أي جهة». وتابع قائلاً: «لكن بمعزل عن ذلك لا توقعات بأننا سنغير موقفنا وندخل في تحالف مع (الرئيس) الأسد». في سياق متصل، استبعد أوباما التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يتضمن بقاء الرئيس الأسد في السلطة. لكن الرئيس الأميركي أقر بأن «طبيعة الدبلوماسية» تحتم أن تتعامل واشنطن في نهاية المطاف مع بعض خصومها لإحلال السلام في سورية. وقال: «في وقت من الأوقات سيتحتم على شعب سورية واللاعبين المختلفين المعنيين واللاعبين الإقليميين أيضاً تركيا وإيران، وروسيا، بدء حوار سياسي».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة