بمناسبة السنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتحت إشراف رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، سفير السنغال فودي سيك، وبمشاركة السفير الفلسطيني الدكتور رياض منصور، عرض في مدرج داغ همرشولد بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك الفيلم الفلسطيني الفرنسي «ملامح ضائعة من فلسطين» (2010) للمنتجة والمخرجة الفلسطينية/الفرنسية نورما مرقص. وقد قدم المنتجة نورما السيد نبيل ميداني رئيس النادي العربي بالأمم المتحدة، الذي نوه بالسيدة نورما وفيلمها المؤثر الذي يستعرض ملامح من حياة الفلسطينيين اليومية تحت الاحتلال.

وبعد عرض الفيلم ومدته 75 دقيقة، جرى حوار بين السيدة مرقص والحضور، وأجابت عن كثير من التساؤلات حول الفيلم وشخصياته وبعض الرموز التي يحملها.

وقد التقت «القدس العربي» بالسيدة نورما مرقص التي قالت إن عنوان الفيلم بالإنكليزية «شظايا فلسطين الضائعة» لا تعني أن فلسطين ضاعت، بل لإثبات عكس ما يوحي به العنوان كنوع من التحدي للمشاهد الذي يستنتج أن فلسطين موجودة بعمق في قلوب أهلها وممارستهم لحياتهم اليومية.

والفيلم كما قالت نورما مرقص يركز على عنصرية الكيان الإسرائيلي في معاملة الفلسطينيين من حملة الجنسيات الأجنبية. «أنا أحمل الجنسية الفرنسية، ولكن لا أعامل في مطار بن غوريون كفرنسية بل فلسطينية. وقد تم حجزي في المطار 24 ساعة ورفضوا دخولي عن طريق المطار، لولا تدخل وزارة الخارجية الفرنسية التي اتصلت بالسفارة الفرنسية التي قامت بإرسال مندوب عنها لإخراجي من المطار بتصريح، كي أتمكن من زيارة والدتي المسنة في بيت لحم. وفي كل مرة أزور فلسطين يتكرر المشهد وأصر على الدخول كفرنسية ويرفضون إلا بعد تدخل السفارة الفرنسية». وأضافت نورما «تصور لو أن فرنسا تمنع دخول الإسرائيلي من أصل عراقي وأمريكا تمنع دخول الفرنسي من أصل إيراني وبريطانيا تمنع دخول الأمريكي من أصل سوري إذن لعاد العالم إلى عصر الأبرثايد. إسرائيل وحدها التي تمارس العنصرية على كل فلسطيني بغض النظر عن الجنسية التي يحملها».

وعن الرسالة الثانية التي يحملها الفيلم قالت إن الفيلم يصور الفلسطينيين كشعب حضاري يمارس حياته العادية، كما شاهدت في اللقطات المتلاحقة التي تعكس صورا لنشاط الفلسطينيين والفلسطينيات. فالفلسطيني يغني ويعزف العود ويقرأ القرآن ويصلي في الكنيسة والمسجد ويحتفل بعيد الميلاد ويشرب البيرة ويتزوج ويذهب إلى المدرسة والجامعة ويقرض الشعر ويستمتع بالطبيعة ويشارك في الألعاب الأولمبية، ولكنه لا يجد ماء أحيانا ليستحم بعكس المستوطنين الذين يستمتعون بماء الضفة الغربية ليسقوا أشجارهم ويملأوا برك السباحة ويرطبوا أعشابهم.

رسالة الفيلم اختصرتها الجملة الشهيرة التي ظهرت أثناء تصوير جنازة الشاعر محمود درويش وكتبت على مقامه في رام الله «على هذه الأرض- سيدة الأرض- ما يستحق الحياة».

وقد أنتجت نورما مرقص العديد من الأفلام وحصلت على العديد من الجوائز عن أفلامها التي تصور جوانب حياة الشعب الفلسطيني كما شاركت في مهرجانات عديدة من بينها مهرجان كان الشهير ومهرجانات دبي وتونس وسردينيا وشيكاغو وبوسطن ولوس أنجيلس.

ومن بين الأفلام التي أخرجتها نورما فيلم «الآمال المحجبة» (1994) عن نضال المرأة الفلسطينية وازدواجية معاناتها بين فكي كماشة الاحتلال والتقاليد، وفيلم «في انتظار بن غوريون» (2007)عن تجربتها ومعاناتها وهي محجوزة في مطار بن غوريون وإصرارها على دخول فلسطين بصفتها فرنسية، وفيلم «وحدن» (2013) الذي يحكي قصة فتاة فرنسية انضمت لمجموعة من الفدائيين، لأنها لم تتحمل الظلم الذي يعاني منه الفلسطينيون. كما أصدرت نورما مؤخرا كتابا باللغة الفرنسية عن نضال المرأة الفلسطينية تجري ترجمته حاليا إلى اللغة الإنكليزية.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-24
  • 10078
  • من الأرشيف

يوميات شعب تحت الإحتلال: عرض فيلم «ملامح ضائعة من فلسطين» لنورما مرقص في مقر الأمم المتحدة

بمناسبة السنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتحت إشراف رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، سفير السنغال فودي سيك، وبمشاركة السفير الفلسطيني الدكتور رياض منصور، عرض في مدرج داغ همرشولد بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك الفيلم الفلسطيني الفرنسي «ملامح ضائعة من فلسطين» (2010) للمنتجة والمخرجة الفلسطينية/الفرنسية نورما مرقص. وقد قدم المنتجة نورما السيد نبيل ميداني رئيس النادي العربي بالأمم المتحدة، الذي نوه بالسيدة نورما وفيلمها المؤثر الذي يستعرض ملامح من حياة الفلسطينيين اليومية تحت الاحتلال. وبعد عرض الفيلم ومدته 75 دقيقة، جرى حوار بين السيدة مرقص والحضور، وأجابت عن كثير من التساؤلات حول الفيلم وشخصياته وبعض الرموز التي يحملها. وقد التقت «القدس العربي» بالسيدة نورما مرقص التي قالت إن عنوان الفيلم بالإنكليزية «شظايا فلسطين الضائعة» لا تعني أن فلسطين ضاعت، بل لإثبات عكس ما يوحي به العنوان كنوع من التحدي للمشاهد الذي يستنتج أن فلسطين موجودة بعمق في قلوب أهلها وممارستهم لحياتهم اليومية. والفيلم كما قالت نورما مرقص يركز على عنصرية الكيان الإسرائيلي في معاملة الفلسطينيين من حملة الجنسيات الأجنبية. «أنا أحمل الجنسية الفرنسية، ولكن لا أعامل في مطار بن غوريون كفرنسية بل فلسطينية. وقد تم حجزي في المطار 24 ساعة ورفضوا دخولي عن طريق المطار، لولا تدخل وزارة الخارجية الفرنسية التي اتصلت بالسفارة الفرنسية التي قامت بإرسال مندوب عنها لإخراجي من المطار بتصريح، كي أتمكن من زيارة والدتي المسنة في بيت لحم. وفي كل مرة أزور فلسطين يتكرر المشهد وأصر على الدخول كفرنسية ويرفضون إلا بعد تدخل السفارة الفرنسية». وأضافت نورما «تصور لو أن فرنسا تمنع دخول الإسرائيلي من أصل عراقي وأمريكا تمنع دخول الفرنسي من أصل إيراني وبريطانيا تمنع دخول الأمريكي من أصل سوري إذن لعاد العالم إلى عصر الأبرثايد. إسرائيل وحدها التي تمارس العنصرية على كل فلسطيني بغض النظر عن الجنسية التي يحملها». وعن الرسالة الثانية التي يحملها الفيلم قالت إن الفيلم يصور الفلسطينيين كشعب حضاري يمارس حياته العادية، كما شاهدت في اللقطات المتلاحقة التي تعكس صورا لنشاط الفلسطينيين والفلسطينيات. فالفلسطيني يغني ويعزف العود ويقرأ القرآن ويصلي في الكنيسة والمسجد ويحتفل بعيد الميلاد ويشرب البيرة ويتزوج ويذهب إلى المدرسة والجامعة ويقرض الشعر ويستمتع بالطبيعة ويشارك في الألعاب الأولمبية، ولكنه لا يجد ماء أحيانا ليستحم بعكس المستوطنين الذين يستمتعون بماء الضفة الغربية ليسقوا أشجارهم ويملأوا برك السباحة ويرطبوا أعشابهم. رسالة الفيلم اختصرتها الجملة الشهيرة التي ظهرت أثناء تصوير جنازة الشاعر محمود درويش وكتبت على مقامه في رام الله «على هذه الأرض- سيدة الأرض- ما يستحق الحياة». وقد أنتجت نورما مرقص العديد من الأفلام وحصلت على العديد من الجوائز عن أفلامها التي تصور جوانب حياة الشعب الفلسطيني كما شاركت في مهرجانات عديدة من بينها مهرجان كان الشهير ومهرجانات دبي وتونس وسردينيا وشيكاغو وبوسطن ولوس أنجيلس. ومن بين الأفلام التي أخرجتها نورما فيلم «الآمال المحجبة» (1994) عن نضال المرأة الفلسطينية وازدواجية معاناتها بين فكي كماشة الاحتلال والتقاليد، وفيلم «في انتظار بن غوريون» (2007)عن تجربتها ومعاناتها وهي محجوزة في مطار بن غوريون وإصرارها على دخول فلسطين بصفتها فرنسية، وفيلم «وحدن» (2013) الذي يحكي قصة فتاة فرنسية انضمت لمجموعة من الفدائيين، لأنها لم تتحمل الظلم الذي يعاني منه الفلسطينيون. كما أصدرت نورما مؤخرا كتابا باللغة الفرنسية عن نضال المرأة الفلسطينية تجري ترجمته حاليا إلى اللغة الإنكليزية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة