كشفت مصادر أهلية أن وفدا من المثقفين والتجار من أهالي مدينة دوما المقيمين في العاصمة دخل يوم الجمعة إلى المدينة بهدف التباحث مع المعنيين هناك للوصل إلى اتفاق مصالحة وطنية في المدينة.

وقالت المصادر إن الزيارة «لم تثمر عن نتائج ايجابية بسبب رفض قادة مجموعات مسلحة لفكرة المصالحة». ورأى مراقبون، أن نتائج المواجهات الميدانية مرتبطة بنتائج المفاوضات حول المصالحة.

وبحسب تقارير صحفية، بدت حظوظ التوصل لـ«هدنة» تضع حداً للحرب بين الجيش العربي السوري والمجموعات المسلحة في أحياء دمشق الشرقية وغوطتها، تلوح بالأفق أكثر من أي وقت سابق، بعد أن عقد وفد من كبار شخصيات مدينة دوما لقاءات مع مسؤولين في دمشق الأيام الماضية بمباركة من متزعم «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية زهران علوش الذي بدا في تصريحات له أخيراً أكثر ليناً بحيث لم يعارض الفكرة كما كان يفعل سابقاً، وإنما ترك قرار البت بأي اقتراح «من الطرف المقابل» في حال حصوله لأصحاب «الحل والعقد في الغوطة الشرقية». وكان وفد يضم سبعة من كبار وجهاء دوما وتجارها أجرى في دمشق منذ بداية الشهر الجاري أكثر من لقاء مع جهات رسمية ومنها ما تم في وزارة المصالحة الوطنية وبعضها حضره ممثلون عن الأمم المتحدة.

ومن الأمور التي تم التوافق عليها خلال محادثات الوفد في دمشق هو تشكيل وفد آخر من المثقفين والتجار من أهالي مدينة دوما المقيمين في العاصمة بهدف الدخول إلى مدينة دوما وإجراء مفاوضات حول طبيعة المصالحة والفقرات التي ستتضمنها، كما تم التوافق على تسهيل خروج الحالات الإنسانية من داخل المدينة مثل المرضى وطلاب الجامعات والنساء والأطفال، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية الداخلة إلى دوما، وتأمين الضمانات اللازمة للسماح بوفد أوسع من دوما لزيارة دمشق والتفاوض حول بنود المصالحة وعدم التعرض لأعضاء هذا الوفد حتى إن كان بينهم ممثلون عن المجموعات المسلحة من المطلوبين للسلطات.

وتشير المعلومات إلى أن من بوادر حسن النية لدى السلطات السورية إمكان البدء بعمليات الإفراج عن الموقوفين من أهالي الغوطة الشرقية وخصوصاً من دوما خلال الأيام القليلة المقبلة مقابل الإفراج في المقابل عن مختطفين مسجونين حالياً في ما يعرف بسجن «التوبة» التابع لـ«جيش الإسلام».

وكانت تقارير إعلامية تحدثت قبل أشهر عن العمل على ملف عملية تبادل كبرى يتم من خلالها الإفراج عن 1500 موقوف لدى السلطات مقابل الإفراج عن الآلاف من داخل سجن التوبة، لكن هذه «الصفقة» تعطلت وغابت عن التداول بالإعلام مع أن أهالي المخطوفين نظموا اعتصاماً في ساحة الأمويين في دمشق في آب الماضي مطالبين السلطات بالتحرك للإفراج عن أقاربهم والإسراع بإنجاز التبادل.

وبحسب المعلومات المتوافرة فإن معظم المخطوفين في دوما هم من سكان مدينة عدرا العمالية التي تسلل إليها عناصر من ميليشيات «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة» في تشرين ثاني عام 2013، بينهم نساء وأطفال تم عزلهم عن الرجال في أماكن احتجازهم بدوما.

وخلال الأشهر الأخيرة شهدت العديد من مدن الغوطة تظاهرات ضد الكتائب المسلحة تطالب بإجراء مصالحات مع السلطات على خلفية انسداد أفق الحرب وقناعة الكثيرين بعدم إمكانية الانتصار على الجيش العربي السوري، لكن معظم قنوات الاتصال التي فتحت لمثل هذه الغاية لم تنجح حينها.

أما اليوم، فإن ارتفاع نسب التفاؤل بإمكان عقد اتفاق مصالحة، مرده أن المفاوضات تجري مباشرة مع مدينة دوما. واعتبرت المصادر أن فتح قناة الاتصال الأخيرة لعقد مصالحة قد تشمل الغوطة الشرقية بالكامل، إنما مرده التقدم المتواصل للجيش العربي السوري على عدد من جبهات القتال وخصوصاً بعد إعادة السيطرة على مدينة المليحة ومن ثم إفشال الهجوم على منطقة الدخانية وإعادة السيطرة عليها مع وادي عين ترما ودخول الجيش إلى بلدة عين ترما، وتحقيق تقدم ملحوظ في الأيام الأخيرة في جبهة جوبر، وقبل ذلك بالسيطرة على كل من مدينتي عدرا العمالية وعدرا البلد.

وفي آخر تصريحات له نقلتها صفحات للمعارضة على مواقع التواصل، اعتبر علوش الأربعاء الماضي أن «المصالحات» التي تمت سابقاً في عدة مناطق بريف دمشق ليست هدنات، وإنما اتفاقيات استسلام مذلة، ولا يمكن القبول بها إطلاقاً.

وتابع: «لم يصلنا أي عرض للهدنة من الطرف المقابل، وإذا عُرض ذلك فإن الجهة المخولة للبت بالأمر هي أهل الحل والعقد في الغوطة»، مشدداً على أنه «يحرم على أي شخص أن يتفاوض مع النظام في موضوع الهدنة، دون التنسيق مع أهل الحل والعقد، وأي مخالفة لذلك هي خيانة»، واصفا وضع الجبهات في الغوطة بـ«الجيد وليس كما يروج من إشاعات، وإن ما حصل هو إعادة تجميع للقوات في مناطق يمكن الدفاع عنها».

المصادر اعتبرت أن كلام زهران علوش فيه نوع من التراجع والموافقة الضمنية على التفاوض على المصالحة، لكن المؤكد أن علوش هو من بادر وأرسل هذه المرة وفداً للتفاوض على شروط المصالحة وليست السلطات على خلاف ما أعلنه.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-19
  • 9502
  • من الأرشيف

زهران علوّش يرسل وفداً إلى دمشق.. تعثر مفاوضات المصالحة في دوما

كشفت مصادر أهلية أن وفدا من المثقفين والتجار من أهالي مدينة دوما المقيمين في العاصمة دخل يوم الجمعة إلى المدينة بهدف التباحث مع المعنيين هناك للوصل إلى اتفاق مصالحة وطنية في المدينة. وقالت المصادر إن الزيارة «لم تثمر عن نتائج ايجابية بسبب رفض قادة مجموعات مسلحة لفكرة المصالحة». ورأى مراقبون، أن نتائج المواجهات الميدانية مرتبطة بنتائج المفاوضات حول المصالحة. وبحسب تقارير صحفية، بدت حظوظ التوصل لـ«هدنة» تضع حداً للحرب بين الجيش العربي السوري والمجموعات المسلحة في أحياء دمشق الشرقية وغوطتها، تلوح بالأفق أكثر من أي وقت سابق، بعد أن عقد وفد من كبار شخصيات مدينة دوما لقاءات مع مسؤولين في دمشق الأيام الماضية بمباركة من متزعم «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية زهران علوش الذي بدا في تصريحات له أخيراً أكثر ليناً بحيث لم يعارض الفكرة كما كان يفعل سابقاً، وإنما ترك قرار البت بأي اقتراح «من الطرف المقابل» في حال حصوله لأصحاب «الحل والعقد في الغوطة الشرقية». وكان وفد يضم سبعة من كبار وجهاء دوما وتجارها أجرى في دمشق منذ بداية الشهر الجاري أكثر من لقاء مع جهات رسمية ومنها ما تم في وزارة المصالحة الوطنية وبعضها حضره ممثلون عن الأمم المتحدة. ومن الأمور التي تم التوافق عليها خلال محادثات الوفد في دمشق هو تشكيل وفد آخر من المثقفين والتجار من أهالي مدينة دوما المقيمين في العاصمة بهدف الدخول إلى مدينة دوما وإجراء مفاوضات حول طبيعة المصالحة والفقرات التي ستتضمنها، كما تم التوافق على تسهيل خروج الحالات الإنسانية من داخل المدينة مثل المرضى وطلاب الجامعات والنساء والأطفال، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية الداخلة إلى دوما، وتأمين الضمانات اللازمة للسماح بوفد أوسع من دوما لزيارة دمشق والتفاوض حول بنود المصالحة وعدم التعرض لأعضاء هذا الوفد حتى إن كان بينهم ممثلون عن المجموعات المسلحة من المطلوبين للسلطات. وتشير المعلومات إلى أن من بوادر حسن النية لدى السلطات السورية إمكان البدء بعمليات الإفراج عن الموقوفين من أهالي الغوطة الشرقية وخصوصاً من دوما خلال الأيام القليلة المقبلة مقابل الإفراج في المقابل عن مختطفين مسجونين حالياً في ما يعرف بسجن «التوبة» التابع لـ«جيش الإسلام». وكانت تقارير إعلامية تحدثت قبل أشهر عن العمل على ملف عملية تبادل كبرى يتم من خلالها الإفراج عن 1500 موقوف لدى السلطات مقابل الإفراج عن الآلاف من داخل سجن التوبة، لكن هذه «الصفقة» تعطلت وغابت عن التداول بالإعلام مع أن أهالي المخطوفين نظموا اعتصاماً في ساحة الأمويين في دمشق في آب الماضي مطالبين السلطات بالتحرك للإفراج عن أقاربهم والإسراع بإنجاز التبادل. وبحسب المعلومات المتوافرة فإن معظم المخطوفين في دوما هم من سكان مدينة عدرا العمالية التي تسلل إليها عناصر من ميليشيات «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة» في تشرين ثاني عام 2013، بينهم نساء وأطفال تم عزلهم عن الرجال في أماكن احتجازهم بدوما. وخلال الأشهر الأخيرة شهدت العديد من مدن الغوطة تظاهرات ضد الكتائب المسلحة تطالب بإجراء مصالحات مع السلطات على خلفية انسداد أفق الحرب وقناعة الكثيرين بعدم إمكانية الانتصار على الجيش العربي السوري، لكن معظم قنوات الاتصال التي فتحت لمثل هذه الغاية لم تنجح حينها. أما اليوم، فإن ارتفاع نسب التفاؤل بإمكان عقد اتفاق مصالحة، مرده أن المفاوضات تجري مباشرة مع مدينة دوما. واعتبرت المصادر أن فتح قناة الاتصال الأخيرة لعقد مصالحة قد تشمل الغوطة الشرقية بالكامل، إنما مرده التقدم المتواصل للجيش العربي السوري على عدد من جبهات القتال وخصوصاً بعد إعادة السيطرة على مدينة المليحة ومن ثم إفشال الهجوم على منطقة الدخانية وإعادة السيطرة عليها مع وادي عين ترما ودخول الجيش إلى بلدة عين ترما، وتحقيق تقدم ملحوظ في الأيام الأخيرة في جبهة جوبر، وقبل ذلك بالسيطرة على كل من مدينتي عدرا العمالية وعدرا البلد. وفي آخر تصريحات له نقلتها صفحات للمعارضة على مواقع التواصل، اعتبر علوش الأربعاء الماضي أن «المصالحات» التي تمت سابقاً في عدة مناطق بريف دمشق ليست هدنات، وإنما اتفاقيات استسلام مذلة، ولا يمكن القبول بها إطلاقاً. وتابع: «لم يصلنا أي عرض للهدنة من الطرف المقابل، وإذا عُرض ذلك فإن الجهة المخولة للبت بالأمر هي أهل الحل والعقد في الغوطة»، مشدداً على أنه «يحرم على أي شخص أن يتفاوض مع النظام في موضوع الهدنة، دون التنسيق مع أهل الحل والعقد، وأي مخالفة لذلك هي خيانة»، واصفا وضع الجبهات في الغوطة بـ«الجيد وليس كما يروج من إشاعات، وإن ما حصل هو إعادة تجميع للقوات في مناطق يمكن الدفاع عنها». المصادر اعتبرت أن كلام زهران علوش فيه نوع من التراجع والموافقة الضمنية على التفاوض على المصالحة، لكن المؤكد أن علوش هو من بادر وأرسل هذه المرة وفداً للتفاوض على شروط المصالحة وليست السلطات على خلاف ما أعلنه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة