الكيسات المائية من أكثر المصطلحات الطبية التي نسمع بها في مجتمعنا ,وهذا دليل قاطع على شيوع هذا المرض ,وانتشاره وهو من الأمراض التي يكون للبيئة التي يعيش فيها الإنسان الأثر الأكبر في نقله ويعد من الأمراض الصامتة التي يشعر بمضاعفاتها المصاب ولكنه لا يدري ما الذي يعاني منه بالضبط

سببه ....سببه أنواع من الديدان الشريطية تعيش في أمعاء الكلاب والقطط والثعالب .

وتحتاج دورة حياة هذه الديدان الى نوعين من الحيوانات :

1-      حيوانات عاشبة كالأبقار والأغنام الماشية ,حيث تأكل هذه الحيوانات الأعشاب الملوثة بالبيوض الآتية من براز الحيوانات ,فتصل البيوض إلى أمعائها ,وتفقس فتخرج الأجنة من البيوض ,وتخترق مخاطية الأمعاء إلى الدوران الدموي فالكبد حيث يوقف الكبد معظمها ,بينما يصل الباقي إلى الرئتين ,ولذا فان الكبد والرئتين هما أكثر الأعضاء إصابة بالأكياس المائية مع أن المرض قد يصيب أعضاء أخرى .

طرق انتقالها إلى الإنسان  ...

عندما يتناول الإنسان الخضار ,أو عندما تشرب الأغنام و الأبقار من المستنقعات الحاوية على بيوض هذه الديدان ,تفقس البيوض في معدة المصاب لتؤدي بعد حين إلى حدوث هذا الداء ,وكذلك تنتقل عن طريق ملامسة الأيدي الملوثة ببراز الحيوانات المصابة بالديدان ,وكذلك لعق الكلاب والقطط لأصحابها الذين ينتقل إليهم البيض عن طريق ألسنتها الملوثة ببرازها .

كيف يتكون الكيس المائي ....

بابتلاع الانسان لهذه البيوض تنضج البويضة في الأمعاء فتعطي يرقات تجتاز تيار الدم الذي يحملها الى الكبد فيمكث في مستوى العضو أو يتابع طريقه حتى الرئتين وقليلا ما ينتقل الى /العمود الفقري , البشرة ,الكلية ,العين ./ ومهما كان العضو تتضاعف الدودة داخل كيس هو/ الكيس المائي / وهو يحمل الملايين من اليرقات /الكيسات البنات / فيكبر حجم هذا الكيس ليتحول الى ورم يؤدي الى ظاهرة انضغاط أو تعفن أو ينفجر فيولد أكياسا ثانوية في نفس العضو .

و أول مكان لتوضع الكيسات المائية في الجسم هو الكبد الذي يعتبر الموقع الأكثر شيوعا تليه الرئتان أما المواقع الأقل شيوعا فتشمل الدماغ والطحال والكلية والرحم وتحت الجلد .

تنمو الكيسات المائية وكأنها ورم خبيث رغم سلامتها وتبقى الإصابة لا عرضية وتبقى أحيانا لمدة 5- 10 سنوات حتى يصل قطر الكيسة الى 5 سم وهنا تبدأ الأعراض بالظهور

الأعراض والعلامات المرضية ...نتيجة الضغط الميكانيكي على الأنسجة المجاورة تبدو الأعراض كألم غير محدد في البطن ,أو ثقل في البطن وخاصة مكان الاصابة أو شعور بالامتلاء البطني ,وتتعلق الأعراض بموقع الكيسة وسرعة نموها والأعراض الناتجة عن الضغط ,وقد تصاب بعض الكيسات بالإنتان الثانوي مما يجعلها تلتبس بالخراجات القيحية وقد يؤدي الى انفجار الكيسة داخل الطرق الصفراوية أو جوف البطن أو الرئة أو الجنب أو القصبات لحدوث الحمى والحكة والطفح الجلدي أو حدوث تفاعل تحسسي قد يكون مميتا أحيانا ,أما في حال توضع الكيسة المائية في الصدر فان الأعراض تكون صامتة خاصة في بدء الاصابة وتكشف عرضيا أثناء إجراء صورة شعاعية للصدر وفي حالات أخرى تحدث آلام صدرية حادة ,سعال جاف ,وقد يحدث رشح القليل من سائل الكيسة مما يسبب حساسية وأعراض ربوية فيحدث خطأ في التشخيص اذا لم تجرى صورة شعاعية للصدر أما اذا توضعت الكيسات في الرحم فتكون سببا في حدوث العقم ,وفي بعض الحالات من الممكن أن تتسبب الكيسات في حدوث الوفاة وذلك ناتج عن انفجار الكيس وتسرب الطفيليات خارجه مما يسبب صدمة تحسسيه غير محتملة .ويحمل 80 % من المرضى كيسة مائية وحيدة وفي 20% منهم كيسات متعددة تتوضع في أكثر من عضو واحد /كبد ,رئة ,طحال / ومن هنا تأتي أهمية إجراء المسح الشعاعي لكامل البدن لمن كشفت لديه كيسة مائية في أحد الأعضاء .

كيف يتم تشخيص هذا الداء ...

قلنا عن هذا المرض أنه أشبه بعدو يعيش مع الانسان فهو مرض صامت ينمو داخل الانسان مسببا له بعض الازعاج الى أن يصل به الى مراحل متقدمة يصعب معالجتها أحيانا ,ويحتار المريض والطبيب في تحديد هذا المرض بسبب تشابه أعراضه مع الكثير من الأمراض مثل الربو .

ويعتمد التشخيص بشكل أساسي على :

ظهور بعض الأعراض سابقة الذكر ,بالاضافة الى الفحوص المخبرية والشعاعية / التصوير الشعاعي البسيط أو الايكوغرافي أو الطبقي المحوري وفي حالات نادرة الرنين المغناطيسي /

وفي حال وجود الكيس يمنع أخذ الخزعة .

علاج الكيسات المائية ...

المعالجة بكل الأحوال جراحية باستئصال الكيسات بشكل تام كي لا يحدث عودة للاصابة ,وقد أصبحت اليوم من العمليات البسيطة خاصة اذا ما كانت وحيدة في البطن أو في الصدر , وبعد تطور علم التخدير العام وتطور التقنية الجراحية في مجال الجراحات الصدرية البطنية المشتركة,أصبح بالامكان التداخل الجراحي للصدر والبطن بنفس العملية .

وبكل الأحوال يجب أن يتبع العمل الجراحي علاج دوائي مثل دواء البندزول وشبيهاته لقتل الكيسات البنات التي لاترى أحيانا أثناء الجراحة وتسبب عودة الاصابة الكيسية والأهم من ذلك يجب على المصاب تغيير العادات السيئة التي يتبعها في البيئة التي يعيش فيها ليقضي بذلك على سبب الاصابة بداء الكيسات .

وفي النهاية تبقى الوقاية خير من العلاج حيث يمكن الحد من حدوث هذا الداء بالانتباه الى عدة أمور :

1-      تطهير الوسط التي تحوم فيها الكلاب والقطط وترعى فيه المواشي / من المياه –المزارع –الخضر –البيوت /.

3-      الفحص الدوري للحيوانات الأليفة .

5-      تفقد /الأغنام والأبقار/ قبل الذبح ,فاذا كشف وجود أصابة بالكيسات فيجب أخذ العضو بكامله وابادته بحرقه أو بدفنه ,كي لا يتم تناول لحمه من الحيوانات اللاحمة واعادة نقل الكيس من جديد الى الانسان .

7-      التوعية العامة لكافة فئات المجتمع من خطورة مرض الأكياس المائية .

الدكتور أحمد نسيب عرقسوسي

  • فريق ماسة
  • 2014-09-30
  • 12711
  • من الأرشيف

الكيسات المائية ..عدو يعيش معك....

الكيسات المائية من أكثر المصطلحات الطبية التي نسمع بها في مجتمعنا ,وهذا دليل قاطع على شيوع هذا المرض ,وانتشاره وهو من الأمراض التي يكون للبيئة التي يعيش فيها الإنسان الأثر الأكبر في نقله ويعد من الأمراض الصامتة التي يشعر بمضاعفاتها المصاب ولكنه لا يدري ما الذي يعاني منه بالضبط سببه ....سببه أنواع من الديدان الشريطية تعيش في أمعاء الكلاب والقطط والثعالب . وتحتاج دورة حياة هذه الديدان الى نوعين من الحيوانات : 1-      حيوانات عاشبة كالأبقار والأغنام الماشية ,حيث تأكل هذه الحيوانات الأعشاب الملوثة بالبيوض الآتية من براز الحيوانات ,فتصل البيوض إلى أمعائها ,وتفقس فتخرج الأجنة من البيوض ,وتخترق مخاطية الأمعاء إلى الدوران الدموي فالكبد حيث يوقف الكبد معظمها ,بينما يصل الباقي إلى الرئتين ,ولذا فان الكبد والرئتين هما أكثر الأعضاء إصابة بالأكياس المائية مع أن المرض قد يصيب أعضاء أخرى . طرق انتقالها إلى الإنسان  ... عندما يتناول الإنسان الخضار ,أو عندما تشرب الأغنام و الأبقار من المستنقعات الحاوية على بيوض هذه الديدان ,تفقس البيوض في معدة المصاب لتؤدي بعد حين إلى حدوث هذا الداء ,وكذلك تنتقل عن طريق ملامسة الأيدي الملوثة ببراز الحيوانات المصابة بالديدان ,وكذلك لعق الكلاب والقطط لأصحابها الذين ينتقل إليهم البيض عن طريق ألسنتها الملوثة ببرازها . كيف يتكون الكيس المائي .... بابتلاع الانسان لهذه البيوض تنضج البويضة في الأمعاء فتعطي يرقات تجتاز تيار الدم الذي يحملها الى الكبد فيمكث في مستوى العضو أو يتابع طريقه حتى الرئتين وقليلا ما ينتقل الى /العمود الفقري , البشرة ,الكلية ,العين ./ ومهما كان العضو تتضاعف الدودة داخل كيس هو/ الكيس المائي / وهو يحمل الملايين من اليرقات /الكيسات البنات / فيكبر حجم هذا الكيس ليتحول الى ورم يؤدي الى ظاهرة انضغاط أو تعفن أو ينفجر فيولد أكياسا ثانوية في نفس العضو . و أول مكان لتوضع الكيسات المائية في الجسم هو الكبد الذي يعتبر الموقع الأكثر شيوعا تليه الرئتان أما المواقع الأقل شيوعا فتشمل الدماغ والطحال والكلية والرحم وتحت الجلد . تنمو الكيسات المائية وكأنها ورم خبيث رغم سلامتها وتبقى الإصابة لا عرضية وتبقى أحيانا لمدة 5- 10 سنوات حتى يصل قطر الكيسة الى 5 سم وهنا تبدأ الأعراض بالظهور الأعراض والعلامات المرضية ...نتيجة الضغط الميكانيكي على الأنسجة المجاورة تبدو الأعراض كألم غير محدد في البطن ,أو ثقل في البطن وخاصة مكان الاصابة أو شعور بالامتلاء البطني ,وتتعلق الأعراض بموقع الكيسة وسرعة نموها والأعراض الناتجة عن الضغط ,وقد تصاب بعض الكيسات بالإنتان الثانوي مما يجعلها تلتبس بالخراجات القيحية وقد يؤدي الى انفجار الكيسة داخل الطرق الصفراوية أو جوف البطن أو الرئة أو الجنب أو القصبات لحدوث الحمى والحكة والطفح الجلدي أو حدوث تفاعل تحسسي قد يكون مميتا أحيانا ,أما في حال توضع الكيسة المائية في الصدر فان الأعراض تكون صامتة خاصة في بدء الاصابة وتكشف عرضيا أثناء إجراء صورة شعاعية للصدر وفي حالات أخرى تحدث آلام صدرية حادة ,سعال جاف ,وقد يحدث رشح القليل من سائل الكيسة مما يسبب حساسية وأعراض ربوية فيحدث خطأ في التشخيص اذا لم تجرى صورة شعاعية للصدر أما اذا توضعت الكيسات في الرحم فتكون سببا في حدوث العقم ,وفي بعض الحالات من الممكن أن تتسبب الكيسات في حدوث الوفاة وذلك ناتج عن انفجار الكيس وتسرب الطفيليات خارجه مما يسبب صدمة تحسسيه غير محتملة .ويحمل 80 % من المرضى كيسة مائية وحيدة وفي 20% منهم كيسات متعددة تتوضع في أكثر من عضو واحد /كبد ,رئة ,طحال / ومن هنا تأتي أهمية إجراء المسح الشعاعي لكامل البدن لمن كشفت لديه كيسة مائية في أحد الأعضاء . كيف يتم تشخيص هذا الداء ... قلنا عن هذا المرض أنه أشبه بعدو يعيش مع الانسان فهو مرض صامت ينمو داخل الانسان مسببا له بعض الازعاج الى أن يصل به الى مراحل متقدمة يصعب معالجتها أحيانا ,ويحتار المريض والطبيب في تحديد هذا المرض بسبب تشابه أعراضه مع الكثير من الأمراض مثل الربو . ويعتمد التشخيص بشكل أساسي على : ظهور بعض الأعراض سابقة الذكر ,بالاضافة الى الفحوص المخبرية والشعاعية / التصوير الشعاعي البسيط أو الايكوغرافي أو الطبقي المحوري وفي حالات نادرة الرنين المغناطيسي / وفي حال وجود الكيس يمنع أخذ الخزعة . علاج الكيسات المائية ... المعالجة بكل الأحوال جراحية باستئصال الكيسات بشكل تام كي لا يحدث عودة للاصابة ,وقد أصبحت اليوم من العمليات البسيطة خاصة اذا ما كانت وحيدة في البطن أو في الصدر , وبعد تطور علم التخدير العام وتطور التقنية الجراحية في مجال الجراحات الصدرية البطنية المشتركة,أصبح بالامكان التداخل الجراحي للصدر والبطن بنفس العملية . وبكل الأحوال يجب أن يتبع العمل الجراحي علاج دوائي مثل دواء البندزول وشبيهاته لقتل الكيسات البنات التي لاترى أحيانا أثناء الجراحة وتسبب عودة الاصابة الكيسية والأهم من ذلك يجب على المصاب تغيير العادات السيئة التي يتبعها في البيئة التي يعيش فيها ليقضي بذلك على سبب الاصابة بداء الكيسات . وفي النهاية تبقى الوقاية خير من العلاج حيث يمكن الحد من حدوث هذا الداء بالانتباه الى عدة أمور : 1-      تطهير الوسط التي تحوم فيها الكلاب والقطط وترعى فيه المواشي / من المياه –المزارع –الخضر –البيوت /. 3-      الفحص الدوري للحيوانات الأليفة . 5-      تفقد /الأغنام والأبقار/ قبل الذبح ,فاذا كشف وجود أصابة بالكيسات فيجب أخذ العضو بكامله وابادته بحرقه أو بدفنه ,كي لا يتم تناول لحمه من الحيوانات اللاحمة واعادة نقل الكيس من جديد الى الانسان . 7-      التوعية العامة لكافة فئات المجتمع من خطورة مرض الأكياس المائية . الدكتور أحمد نسيب عرقسوسي

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة