دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هي الأصل.. الأم.. الزوجة.. الابنة.. الأخت، هي شريكة الدرب التي طالما أثبتت أنها أهل المسؤولية مهما صعبت. هي المرأة.. وامرأتنا اليوم استثنائية لأنها بالإضافة إلى كل ما سبق، امرأة ضحّت بعزيز في سبيل الوطن، أباً أو زوجاً أو أخاً أو ابناً أو حتى جميعهم..
من هذا الوعي للدور الذي تلعبه هذه المرأة الاستثنائية في هذه المرحلة وبهدف تعزيز التعاون بين الشركات الخاصة والمنظمات الشعبية تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة سيريتل والاتحاد العام النسائي، هذه المذكرة التي تأتي لتوسيع مبادرة سيريتل الخاصة بالسيدات من أسر الشهداء المتضمنة استفادة 1000 سيدة من ذوي الشهداء من دورات مهنية في مجال الخياطة بالتعاون مع الاتحاد النسائي، بالإضافة إلى ماكينة خياطة عند إتمام الدورة، لتمنحها بداية جديدة لمشروعها الخاص.
وقد أكد السيد سهيل صهيون (مدير إدارة الموارد البشرية في سيريتل) أنّ هذه المبادرة بدأت بفكرة صغيرة تم تبنّيها وتطويرها، وقد جاء توقيع اتفاقية التعاون مع الاتحاد العام النسائي تعزيزاً للمبادرة، وأضاف السيد صهيون أن هذه الدورات تؤمّن الدعم لا لفرد واحد أو اثنين أو ثلاثة، بل لعائلات عدة، كما أن هذه المبادرة ستدعم المُنتَج السوري، ليعود إلى الأسواق العالمية إن شاء الله.
ثمرة هذا التعاون تكمن في الفرص التي يخلقها للسيدات عن طريق دعمهن لينطلقن في مشاريع مهنية وحرفية، هذه المشاريع التي أشار السيد الرئيس في خطاب القسم إلى أنها عنوان المرحلة الاقتصادية المقبلة لإعادة الإعمار. وهو الأمر الذي أكدته السيدة سحر قوبا (عضو مكتب إداري- دمشق، رئيسة مكتب المعلوماتية ومكتب الإعلام ومكتب التأهيل والتنمية في الاتحاد العام النسائي)،
حيث أشارت السيدة قوبا إلى أهمية الدورات المهنية بالنسبة لأي سيدة، فهي تقدم إضافة إلى الدعم المادي، الدعم المعنوي لهن، فتشعر السيدة بأنها فعّالة منتجة قادرة على تحمّل مسؤولية عائلتها لتقوم بدورها في بناء الوطن بكل كفاءة وفعالية.
هذه المبادرة يشملها برنامج سيريتل الداعم لأسر شهداء الجيش والقوات المسلحة وشهداء الإعلام حيث جاءت مذكرة التفاهم لتنويع الدورات وتوسيع المجالات المهنية التي تغطيها، لتشمل بالإضافة لدورات الخياطة، دورات مهن يدوية وصناعات تقليدية ودورات حرفية، تحصل المتدربة بعد اجتيازها بنجاح على شهادة تزيد من فرصها لدخول سوق العمل بثقة.
وأشار السيد سلمور (رئيس قسم الإعلام في سيريتل) وأشار السيد سلمور أن برنامج دعم أسر الشهداء يحقق تطوراً ملحوظاً، فعند إطلاقه كان عدد العائلات المستفيدة 5000 عائلة أما الآن فالرقم يتجاوز الـ 5050 عائلة، حيث أصبح البرنامج يضم مؤخراً شهداء الحقيقة.. شهداء الإعلام..
فالتطوّر الذي يحققه برنامج دعم أسر شهداء الجيش والقوات المسلحة يعود إلى جهود والتزام 2000 فرد من عائلة سيريتل يعملون بانسجام وتناغم وبنبضة قلب واحد لتطوير هذا البرنامج.
ما تقدمه هذه المبادرة للسيدات من أسر الشهداء، إنما هو شراكة طويل الأمد، فالسيدات بعد اجتياز هذه الدورات سيكُنّ قادرات على افتتاح مشاريع خاصة والمشاركة فيها بكل فعالية، ليكن ربّات عملهن الخاص وليقمن بدور منتج لعائلاتهن وللمجتمع بشكل عام، وقد بينت السيدة هند، مدربة الخياطة أن هذه المبادرة تمنح السيدات عملاً وأملاً من خلال تقديم صنعة لا غنى لأي مجتمع عنها، حيث وبهذه المبادرة لا تحتاج السيدات من أسر الشهداء أية إعانة من أحد، فهن مستقلات مادياً ومعنوياً بل على العكس فإنهن بهذه الدورات يقدمن الدعم لعائلات أخرى عبر ورشات الخياطة التي يردن افتتاحها.
وقد أشارت السيدة حنان جاموس (مدير وحدة التطوير المؤسساتي في سيريتل) أن المسؤولية التي تحملها سيريتل تجاه هؤلاء السيدات وعائلات الشهداء إنما هي نابعة من مسؤوليتنا تجاه وطننا العظيم، فهذه الدورات تقدم للسيدات الصنارة لاصطياد السمك لا السمك وحده، وتجعلهن قادرات على الحصول على حياة كريمة، كما أنها تفتح آفاقاً مهنية للسيدات، حيث يبدأن بالإنتاج على مستوى العائلة والأقارب، ليتوسّع إنتاجهنّ ويشمل الحي والمنطقة وأكثر من ذلك، وبهذا يشعرن بأنفسهنّ منتجات في المجتمع إضافة إلى حصولهنّ على مهنة تحقق لهنّ ولعائلاتهنّ ولعائلات أخرى عيشاً كريماً.
وفي السياق ذاته كانت وجوه السيدات المشاركات في الدورات، تعكس الأمل والتفاؤل بمهنة يرغبن بالقيام بها وورشة عمل صغيرة سيقمن بإنشائها، ليكنّ قادرات على ممارسة دورهن في العائلة من ثم في المجتمع حيث أوضحت السيدة نادية (مُشاركة في الدورة) أن هذه الدورة تلبي تطلعاتها وتجعل حلمها بافتتاح مشغلها الخاص قريباً جداً، كما أشارت السيدة غادة (مُشاركة في الدورة) أنها ترغب بفتح ورشتها الخاصة إن شاء الله قريباً، وشكرت كلاً من سيريتل والاتحاد العام النسائي على الجهد الواضح في إدارة هذه الدورة وتنظيمها.
وقد أكدت السيدة ديما غانم (رئيس قسم تخطيط التدريب في سيريتل) أن فكرة هذه المبادرة جاءت من أجل دعم السيدات من أسر الشهداء، حيث إن عدداً كبيراً من العائلات فقدت والداً أو شقيقاً أو زوجاً، لذلك فإن هذه المبادرة تهدف إلى تأهيل السيدات السوريات لينطلقن في سوق العمل. فهي تهدف إلى خلق شراكة طويلة الأمد مع السيدات، ليكنّ منتجات فاعلات في المجتمع، فمع اجتياز هذه الدورات بنجاح وحصولهن على ماكينات خياطة يصبح بإمكانهن بدء ورشة عملهن الخاصة أو ليلتحقن بخط إنتاج في أية منشأة أو ليقمن بتدريب السيدات الأخريات.
تجدر الإشارة ختاماً أن المبادرات التي تقدمها سيريتل في برنامجها لدعم أسر شهداء الجيش والقوات المسلحة إنما هي مبادرات تتحلى بروح التعاون وتهدف وبشكل أساسي إلى دعم أسر الشهداء من المشاركة في بناء مجتمع منتج، ومن هذه المبادرة بشكل خاص إلى دعم السيدةالسورية من أجل القيام بدورها في المجتمع، لأننا "سوا" نبني و"سوا" نطور و"سوا" نعمل لأجل سورية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة