نشر موقع ديلي بيست الإلكتروني يوم الجمعة، تقريراً تساءل فيه عن سبب امتناع الجيش الأمريكي عن إيقاف تنظيم داعش، بعد أن بات يهدد حياة آلاف السكان في العراق وسوريا.

وأشار التقرير إلى أن الإنسان العادي قادر على أن البقاء حياً لمدة أسبوع دون ماء، ولكن في ظل ارتفاع شديد لدرجات الحرارة قد لا يصمد الإنسان إلى هذه المدة، لذا بات الوقت ضيقاً لإنقاذ حياة نحو 40 ألف عراقي، معظمهم من أقليات دينية، ممن احتجزوا في جبال قاحلة دون ماء ولا طعام.ويواجه العراقيون خيارين يهددان حياتهم، فإما العودة لبلداتهم التي سيطر عليها داعش، أو البقاء في الجبال وانتظار الموت البطيء عطشاً وجوعاً.

الدور الأمريكي

وأضاف "ديلي بيست" أن المذبحة البطيئة للإيزيديين، الذين هربوا إلى الجبال مع مجموعات أخرى عقب سيطرة داعش على مدنهم وقراهم، جاءت بعد هزيمة عسكرية للأكراد، حلفاء أمريكا في المنطقة.

وتطرح خسائر الأكراد ومأساة الإيزيديين، بحسب الموقع، سؤالاً عن الدور الأمريكي في العراق.

معارك مستمرة

وأضاف الموقع أنه منذ تفكك الجيش العراقي في يونيو (حزيران)، خاضت البشمركة معارك متواصلة، مما أوقف تقدم داعش.

وحتى وقت قريب، بدا أن الأكراد يحققون نتائج طيبة وتوسعوا في منطقتهم، لكن داعش غدا أكثر قوة رغم قتاله على أكثر من جبهة، وفي بلدين، نتيجة كسبه بانتصاراته مجندين جدد وأسلحة متقدمة.

وشنّ مقاتلو داعش ليلة 2 أغسطس (آب) هجوماً على بلدة سنجار، الموطن التاريخي للإيزيديين، والتي تحولت لملاذ لمجموعات دينية أخرى، منهم مسيحيين، وشيعة وشَبَكْ، وأكد البشمركة أن مقاتلي داعش فاقوهم عدداً وعدة، ولذا تخلوا عن مدينك سنجار، وتركوا السكان دون حماية، فهرب الإيزيديون إلى الهضاب.

دور غير قتالي

وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة أرسلت الشهر الماضي، نحو 800 من جنود القوات الخاصة، بينهم فرقة متمركزة حالياً في أربيل، داخل منطقة الحكم الذاتي الكردية.

لكن رغم مطالبة الأكراد، مراراً وتكراراً، بمساعدة عسكرية، وشنهم هجوماً مضاداً، لم تظهر الولايات المتحدة أي مؤشر على ترك دورها الاستشاري، وخوض غمار المعركة.

في هذا السياق، صرحت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية إيليسا سميث، أن الولايات المتحدة لا تشارك بدور قتالي في العراق. ما يؤكد قول الإدارة الأميركية على دور المستشارين الأمريكيين في تقييم الوضع الميداني، وتقديم المشورة للقوات العراقية، في مواجهتها لداعش.

ومن هذا المنطلق، ليس من المعروف بعد نوعية المساعدة التي ستقدمها واشنطن للقوات الكردية المهزومة حالياً أمام داعش.

صمت دبلوماسي

من جانب آخر، تعاظم الدور الدبلوماسي الأمريكي حول غزة وأوكرانيا، مقابل صمت حول العراق، لا يمكن تفسيره في ظل أزمة تهدد أمن ووحدة هذا البلد.

 

ويتساءل ديلي بيست، إن كان الشعب الأمريكي ومعه الطبقة السياسية، لا يتحملون أية مشاركة عسكرية في العراق، "لماذا أرسلت بعض القوات إلى ذلك البلد؟، وإن كان تمكن داعش من قهر الأكراد وذبح الإيزيديين، لا يعد سبباً كافياً لتدخل القوات الأمريكية، أليس هناك من أي شيء آخر يجبر واشنطن على الرد؟".

وذكر المستشار العسكري السابق للجنرال ديفيد بيرايوس، دوجلاس أولليفانت، "ندرك أن الوضع خطير، لكن القيود القانونية تحد من خيارات الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري المباشر للأكراد، ربما لا نجد وسيلة قانونية لبيع أسلحة لحكومة إقليم كردستان، التي تتبع سياسة مستقلة كلية، رغم أنها ما زالت من الناحية القانونية جزءاً من المكون العراقي، وتتبع لحكومة بغداد".

مشاورات عاجلة

ومن هذا المنطلق، لا بد للجيش الأمريكي، إن أراد تقديم السلاح للأكراد، أن يرسله عبر الحكومة المركزية في بغداد.

وفي حين يتوزع اليوم عشرات الآلاف من العراقيين فوق الجبال بانتظار ما ستسفر عنه المعارك مع داعش، تجري الولايات المتحدة الأمريكية مشاورات عاجلة مع مسؤولين في بغداد وأربيل، من أجل التنسيق لإلقاء مساعدات غذائية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-08-15
  • 5524
  • من الأرشيف

ديلي بيست: الولايات المتحدة تصمت أمام تقدم داعش

نشر موقع ديلي بيست الإلكتروني يوم الجمعة، تقريراً تساءل فيه عن سبب امتناع الجيش الأمريكي عن إيقاف تنظيم داعش، بعد أن بات يهدد حياة آلاف السكان في العراق وسوريا. وأشار التقرير إلى أن الإنسان العادي قادر على أن البقاء حياً لمدة أسبوع دون ماء، ولكن في ظل ارتفاع شديد لدرجات الحرارة قد لا يصمد الإنسان إلى هذه المدة، لذا بات الوقت ضيقاً لإنقاذ حياة نحو 40 ألف عراقي، معظمهم من أقليات دينية، ممن احتجزوا في جبال قاحلة دون ماء ولا طعام.ويواجه العراقيون خيارين يهددان حياتهم، فإما العودة لبلداتهم التي سيطر عليها داعش، أو البقاء في الجبال وانتظار الموت البطيء عطشاً وجوعاً. الدور الأمريكي وأضاف "ديلي بيست" أن المذبحة البطيئة للإيزيديين، الذين هربوا إلى الجبال مع مجموعات أخرى عقب سيطرة داعش على مدنهم وقراهم، جاءت بعد هزيمة عسكرية للأكراد، حلفاء أمريكا في المنطقة. وتطرح خسائر الأكراد ومأساة الإيزيديين، بحسب الموقع، سؤالاً عن الدور الأمريكي في العراق. معارك مستمرة وأضاف الموقع أنه منذ تفكك الجيش العراقي في يونيو (حزيران)، خاضت البشمركة معارك متواصلة، مما أوقف تقدم داعش. وحتى وقت قريب، بدا أن الأكراد يحققون نتائج طيبة وتوسعوا في منطقتهم، لكن داعش غدا أكثر قوة رغم قتاله على أكثر من جبهة، وفي بلدين، نتيجة كسبه بانتصاراته مجندين جدد وأسلحة متقدمة. وشنّ مقاتلو داعش ليلة 2 أغسطس (آب) هجوماً على بلدة سنجار، الموطن التاريخي للإيزيديين، والتي تحولت لملاذ لمجموعات دينية أخرى، منهم مسيحيين، وشيعة وشَبَكْ، وأكد البشمركة أن مقاتلي داعش فاقوهم عدداً وعدة، ولذا تخلوا عن مدينك سنجار، وتركوا السكان دون حماية، فهرب الإيزيديون إلى الهضاب.‎ دور غير قتالي وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة أرسلت الشهر الماضي، نحو 800 من جنود القوات الخاصة، بينهم فرقة متمركزة حالياً في أربيل، داخل منطقة الحكم الذاتي الكردية. لكن رغم مطالبة الأكراد، مراراً وتكراراً، بمساعدة عسكرية، وشنهم هجوماً مضاداً، لم تظهر الولايات المتحدة أي مؤشر على ترك دورها الاستشاري، وخوض غمار المعركة. في هذا السياق، صرحت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية إيليسا سميث، أن الولايات المتحدة لا تشارك بدور قتالي في العراق. ما يؤكد قول الإدارة الأميركية على دور المستشارين الأمريكيين في تقييم الوضع الميداني، وتقديم المشورة للقوات العراقية، في مواجهتها لداعش. ومن هذا المنطلق، ليس من المعروف بعد نوعية المساعدة التي ستقدمها واشنطن للقوات الكردية المهزومة حالياً أمام داعش. صمت دبلوماسي من جانب آخر، تعاظم الدور الدبلوماسي الأمريكي حول غزة وأوكرانيا، مقابل صمت حول العراق، لا يمكن تفسيره في ظل أزمة تهدد أمن ووحدة هذا البلد.   ويتساءل ديلي بيست، إن كان الشعب الأمريكي ومعه الطبقة السياسية، لا يتحملون أية مشاركة عسكرية في العراق، "لماذا أرسلت بعض القوات إلى ذلك البلد؟، وإن كان تمكن داعش من قهر الأكراد وذبح الإيزيديين، لا يعد سبباً كافياً لتدخل القوات الأمريكية، أليس هناك من أي شيء آخر يجبر واشنطن على الرد؟". وذكر المستشار العسكري السابق للجنرال ديفيد بيرايوس، دوجلاس أولليفانت، "ندرك أن الوضع خطير، لكن القيود القانونية تحد من خيارات الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري المباشر للأكراد، ربما لا نجد وسيلة قانونية لبيع أسلحة لحكومة إقليم كردستان، التي تتبع سياسة مستقلة كلية، رغم أنها ما زالت من الناحية القانونية جزءاً من المكون العراقي، وتتبع لحكومة بغداد". مشاورات عاجلة ومن هذا المنطلق، لا بد للجيش الأمريكي، إن أراد تقديم السلاح للأكراد، أن يرسله عبر الحكومة المركزية في بغداد. وفي حين يتوزع اليوم عشرات الآلاف من العراقيين فوق الجبال بانتظار ما ستسفر عنه المعارك مع داعش، تجري الولايات المتحدة الأمريكية مشاورات عاجلة مع مسؤولين في بغداد وأربيل، من أجل التنسيق لإلقاء مساعدات غذائية لمن هم في أمس الحاجة إليها.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة