دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في غزة صراع فلسطيني إسرائيلي، يدعمه محور المقاومة في وضح النهار، فيرتبك الجيش الإسرائيلي بتكتيك المقاومة وفعالية تدريبها و تقنية أسلحتها
في القاهرة، مساع لتطويق هذا الانتصار من قبل مخابرات المشير عبد الفتاح السيسي، لتأمين إسرائيل، تحقيقاً عن طمئنة أمريكية تأتي بـ استمرارية حكم السيسي إن قامت عليه ثورة مصرية ثالثة.
في الرياض، ملك عجوز، جلّ ما يأمله أن يثبت حكم أسرة أفرادها منقسمون على أنفسهم بحثاً عن الحصة الاكبر من ميراث المملكة.
و في الدوحة، ترتبك أوراق أمير قطر في البحث عن البطولة فحلفاؤه العرب مصرين على ذبح غزة، و يدرك تماماً أن وضع اليد مع محور المقاومة سيتطلب قلب الطاولة، فلن يقوى مع شريكه التركي على تحقيق أهدافه في التمدد أكثر تجاه صناعة القرار في المنطقة الملتهبة.
في اجتماع الدقائق العشر بين الملك السعودي و أمير قطر لم يكن أي ملف أكثر أهمية من ملف مجاهرة سوريا و إيران و حزب الله بالتدخل لصالح المقاومة الفلسطينية، وما يثير قلق الأمير القطري أن الرئيس السوري بشار الأسد برغم كل الظروف التي تمّر بها بلاده، لم يضعف، و لم يتخذ القرار بالتخلي عن المقاومة الفلسطينية التي تدخل طيف منها في سوريان والحديث هنا عن اكناف بيت المقدس في مخيم اليرموك وهم من مقاتلي حركة حماس الذين كان من المقرر أن يكونوا ضمن صفوف المقاومة في عملياتها اليوم لصد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
تجاوزت سوريا بقيادة الأسد هذا المطب الذي أريد به أصلاً عزل المقاومة الفلسطينية بتخلي سوريا عنها، وهو واحد من أهداف ما تعيشه سوريا اليوم من حدث سياسي وعسكري.
في المقابل يعكس إعتراف الأمير القطري بدور محور المقاومة في غزة إدراك المحور الذي قرر أن يكون مرهوناً بيد المخابرات الأمريكية أن المنطقة لا تتسع لكلا المحورين و خروج غزة منتصرة، هذا يعني أن ما بدأت الأزمة السورية لأجله لم يعد ممكناً و البحث عن استرضاء هذا المحور سيكون الحل البديل لأمريكا، لذا فإن المرحلة تتطلب أن يجد القطريين و من معهم لأنفسهم حلاً.
الحل في عيون القطريين أن يسرق النصر الغزاوي و ينسب إلى محور تكون قطر و تركيا و السعودية شركاء فيه.
بينما ترى السعودية أن تصفية المقاومة هو الحل الأمثل، فهي الرؤيا الأمريكية للمنطقة، وهذه الرؤيا من وجهة نظر السعوديين تبعاً لعمق العلاقة وقدمها مع الغرب الذي أسس المملكة السعودية أصلاًن يدفعهم لتنفيذ هذه الرغبة، فكان الدعم الكبير للسيسي للقضاء على الإخوان في مصر، و بعد الإخوان تصفية حماس الإخوانية، وباعتقادهم أن حماس تعني المقاومة.
في وجهة نظر آل سعود أن هزيمة المقاومة في فلسطين تعني هزيمة محور المقاومة، فسوريا بنظرهم ستنهار بعد أن تفرغ إسرائيل من جبهة القطاع، وذلك بتوجه مفترض من قبل حكومة الكيان نحو إنهاء الخطر الشمالي المتمثل بخطر سوريا و حزب الله على الكيان من خلال شن حملة عسكرية عليهما معاً.
إضافة إلى أن الاستمرار بدعم الميليشيات المسلحة في الداخل السوري سيؤثر على سوريا ما يعني أن الامر منتهٍ بالنسبة للنظام السعودي.
و في احتمالات ما يرمي إليه ابن سعود من دعمه للسيسي في قتل المقاومة الفلسطينية عبر التفاوض على سلاح المقاومة أيضاً، أن إيران خطر منته بزوال المقاومة الفلسطينية، وذلك بكون إسرائيل تجدول اهتمامها بإعدائها.
لكن هذه الأوهام على أرض الواقع غير موجودة، و لربما أدرك الأمير القطري و حليفه التركي هذه الأمر و إن متأخراًن فراح باتجاه البحث عن قبول سعودي بالتوجه إلى غزة لسرق النصر وإن كان الأمر على حساب الملف السوري و التعاون مع الدولة السورية وهذا ما اعلنه للملك صراحة بان وجوب الوقوف مع محور المقاومة تحت ذريعة دعم غزة.
فالتاريخ، لا يهم الخليجيين في شيء، و ما من يوم كان الحس القومي عندهم حاضر، فلغزة تجارب سابقة في الحرب البقاء ضد العدوان الإسرائيلي، ولم يكن لها إلا محور المقاومة داعماً في تجاربها تلك.. فأين كان القطريين أو سواهم من العرب.
يبقى لغزة دمها الذي تقاوم به جبروت إسرائيل و تآمر العرب عليها، ويبقى للدولة السورية أن اعترف أعداؤها و من حاولوا يوماً عبر إعلامهم أن يروجوا لفكرة أن محور المقاومة محور على ورق، فالجزيرة تسألت يوماً أين رد الفعل السوري تجاه إسرائيل منذ حرب عام 1973.
و اليوم يرد الأمير القطري نفسه ليقول للعالم كله لا للملك السعودي وحده و بصريح العبارة "يا جلالة الملك إن إيران وحزب الله وسوريا موجودون في غزة فلا نغمض أعيننا عن ذلك والرئيس السوري بشار الأسد أعلن أن سوريا تعرف كيف ترد على العدوان وفي أي ساعة بالرغم من الخلاف الدموي بينه وبين حركة "حماس".
من كلامه نقرأ أن النية القطرية- التركية تكمن في الاستمرار بمحاولة سرقة نصر غزة من خلال إعادة فتح قنوات التعاون من دمشق وهذا ما قد يكلفهم الكثير من التنازلات في أولها التخلي عن دعم الحرب على سوريا.
المصدر :
عربي برس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة