وجدت دراسة أميركية جديدة أن الغطاء النباتي للأرض يلعب دورا كبيرا في تطهير الكيماويات الملوثة للغلاف الجوي.

وقال الباحث بالمركز القومي لأبحاث الغلاف الجوي بالولايات المتحدة توماس كارل، الذي أجرى الدراسة إن النباتات تنظف الهواء بقدر أكبر مما كنا ندرك.

وأوضح أن النباتات تستهلك وبنشاط أنواعا معينة من ملوثات الهواء، الأمر الذي "يحوّل بالفعل فهمنا لبعض العمليات الأساسية التي تجري في الغلاف الجوي".

وحسب آن ماري شمولتنر من شعبة علوم الجو وفضاء الأرض، بمؤسسة العلوم القومية الممولة للدراسة، فقد أحرز الباحثون تقدما كبيرا في فهم التفاعلات المركبة بين النبات والغلاف الجوي.

واستخدم الباحثون نماذج حاسوبية لإثبات أن النباتات النفضية (التي تتساقط أوراقها بصفة موسمية) تمتص كيماويات ملوثة للهواء أكثر مما يعتقد سابقا بحوالي الثلث.

وركز الباحثون على فئة كيماويات من المركبات العضوية المتطايرة ذات التأثير طويل الأمد على البيئة وصحة الإنسان، وتكون هذه المركبات بوفرة بالغلاف الجوي من هيدروكربونات وكيماويات منبعثة من مصادر طبيعية بما ومصادر أخرى متصلة بالأنشطة البشرية، مثل السيارات ومواد البناء.

ووجدت الدراسة أن النباتات تمتص المركبات بمعدلات أسرع بأربع مرات مما كان يعتقد، وكان الامتصاص أكثر سرعة في الغابات الكثيفة وأكثر وضوحا قرب قمم الغابات، حيث يحدث 97% من امتصاص هذه المركبات.

وركز الباحثون على أشجار الحور حيث وجدوا أنه لدى تعرضها للأذى بسبب جرح في جذعها أو التعرض لمهيج كتلوث الأوزون، يبدأ امتصاصها للكيماويات يزيد بحدة، كما تتغير مستويات بعض الجينات، بما يشير لتصاعد نشاط أيض تلك الأشجار.

ووجد الباحثون أيضا أن باستطاعة النباتات إنتاج كيماويات للوقاية من المهيجات أو صد الغزاة من الحشرات، وشبهوا ذلك بجسم الإنسان الذي يزيد إنتاج خلايا الدم البيضاء استجابة للعدوى، منبهة إلى أنه لو أنتج النبات هذه الكيماويات بكميات كبيرة، فإنها تصبح سامة للنبات نفسه.
  • فريق ماسة
  • 2010-10-31
  • 13107
  • من الأرشيف

النبات المصفي الأول للغلاف الجوي

وجدت دراسة أميركية جديدة أن الغطاء النباتي للأرض يلعب دورا كبيرا في تطهير الكيماويات الملوثة للغلاف الجوي. وقال الباحث بالمركز القومي لأبحاث الغلاف الجوي بالولايات المتحدة توماس كارل، الذي أجرى الدراسة إن النباتات تنظف الهواء بقدر أكبر مما كنا ندرك. وأوضح أن النباتات تستهلك وبنشاط أنواعا معينة من ملوثات الهواء، الأمر الذي "يحوّل بالفعل فهمنا لبعض العمليات الأساسية التي تجري في الغلاف الجوي". وحسب آن ماري شمولتنر من شعبة علوم الجو وفضاء الأرض، بمؤسسة العلوم القومية الممولة للدراسة، فقد أحرز الباحثون تقدما كبيرا في فهم التفاعلات المركبة بين النبات والغلاف الجوي. واستخدم الباحثون نماذج حاسوبية لإثبات أن النباتات النفضية (التي تتساقط أوراقها بصفة موسمية) تمتص كيماويات ملوثة للهواء أكثر مما يعتقد سابقا بحوالي الثلث. وركز الباحثون على فئة كيماويات من المركبات العضوية المتطايرة ذات التأثير طويل الأمد على البيئة وصحة الإنسان، وتكون هذه المركبات بوفرة بالغلاف الجوي من هيدروكربونات وكيماويات منبعثة من مصادر طبيعية بما ومصادر أخرى متصلة بالأنشطة البشرية، مثل السيارات ومواد البناء. ووجدت الدراسة أن النباتات تمتص المركبات بمعدلات أسرع بأربع مرات مما كان يعتقد، وكان الامتصاص أكثر سرعة في الغابات الكثيفة وأكثر وضوحا قرب قمم الغابات، حيث يحدث 97% من امتصاص هذه المركبات. وركز الباحثون على أشجار الحور حيث وجدوا أنه لدى تعرضها للأذى بسبب جرح في جذعها أو التعرض لمهيج كتلوث الأوزون، يبدأ امتصاصها للكيماويات يزيد بحدة، كما تتغير مستويات بعض الجينات، بما يشير لتصاعد نشاط أيض تلك الأشجار. ووجد الباحثون أيضا أن باستطاعة النباتات إنتاج كيماويات للوقاية من المهيجات أو صد الغزاة من الحشرات، وشبهوا ذلك بجسم الإنسان الذي يزيد إنتاج خلايا الدم البيضاء استجابة للعدوى، منبهة إلى أنه لو أنتج النبات هذه الكيماويات بكميات كبيرة، فإنها تصبح سامة للنبات نفسه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة