دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هل قامت إسرائيل بشنّ الهجوم الهمجيّ والبربريّ على قطاع غزّة، لكي تتدّرب على المواجهة العسكريّة القادمة مع حزب الله اللبنانيّ؟ وهل الظروف بين الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة مشابهة بالنسبة لدولة الاحتلال؟ مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة، نشر اليوم الخميس مقالاً حاول من خلاله الإيحاء بأنّ العدوان على غزّة كان بمثابة مقدّمة لحرب لبنان الثالثة، على حدّ تعبيره، ولكنّه استدرك قائلاً إنّه بالمُقارنة مع الحرب ضدّ حزب الله، فإنّ الحرب التي خاضها الاحتلال ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، ستُعتبر صغيرة، مُشدّدًا على أنّ ترسانة حزب الله العسكريّة أكبر بكثير من ترسانة المُقاومة الفلسطينيّة، وأنّه بحسب التقديرات الأمنيّة في تل أبيب، فإنّ حزب الله يمتلك حوالي مائة ألف صاروخ متطورّة ومُتقدّمة، الأمر الذي يجعل المُقارنة بينها وبين صواريخ حماس غير واقعيّة، على حدّ قوله.
بالإضافة إلى ذلك، أشار المُحلل إلى أنّ وحدة النخبة (غولاني)، التي يقودها الجنرال غسّان عليان، من الطائفة الدرزيّة وابن مدينة شفاعمرو في الجليل الغربيّ، عندما اصطدمت بمقاومة شديدة وتكبدت خسائر كبيرة في القتال مع المُقاومين الفلسطينيين في حي الشجاعية، في العشرين من تموز (يوليو)، اضطرت إلى الاستعانة بسلاح الجو الإسرائيليّ، وخلال أقل من 50 دقيقة تمّ قصف 126 هدفًا، السواد الأعظم منها بواسطة قنابل تزن كل واحدة منها طنًا، الأمر الذي أدّى إلى إلحاق أضرار جسيمة في الحي، واضطر غالبية سكّانه الهرب إلى أماكن آمنة نسبيًا.
وتابع قائلاً إنّ هذا القصف العنيف أدّى إلى تغيير وجه المكان، وسمح لقوات جيش الاحتلال بالتقدم، لاستكمال ما أسماها بالمهمة، وحاصرت القوّات نفقًا تمّ العثور عليه في الحي، وبدأت عملية الإعداد لتفجيره، زاعمًا أنّ الغارات كانت دقيقة مع تقليص مسافة الحد الأدنى بين الأهداف وبين الجنود على الأرض إلى أقل من 250 مترًا، موضحًا أنّ الطيارين فوجئوا لاحقا بهذه المخاطرة، على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً إنّه في حال نشوب حرب ضدّ حزب الله، فإنّ الجيش الإسرائيليّ سيستعمل قوّة أكبر بكثير من القوّة التي استعملها مؤخرًا في غزّة، مشيرًا إلى أنّ الحرب ضدّ حزب الله ستبدأ بهجوم قاس جدًا وبدون تحذيرات، ذلك لأنّ الترسانة العسكريّة التي يملكها حزب الله، وتحديدًا الصواريخ، هي متطورّة ومتقدّمة جدًا مقارنة مع ترسانة حماس، مؤكّدا على أنّه باستطاعة حزب الله إصابة أيّ مكان داخل العمق الإسرائيليّ، كما أنّ الصواريخ التي يملكها الحزب أكثر فتكًا بكثير من تلك التي تملكها حماس، وأكثر دقةً، وبالتالي فإنّ منظومة القبّة الحديديّة ستكون أقّل نجاعة في صدّ صواريخ حزب الله، وقال أيضًا إنّ المنظمات التسع التي استُعملت من قبل الاحتلال في المعركة الأخيرة في القطاع غير كافية في المواجهة مع حزب الله من أجل تقليل الأضرار، وأيضًا كتب هارئيل أنّه من الجائز أنْ تضطر إسرائيل إلى استعمال منظومة الصولجان السحريّ وحتى الصواريخ من طراز (حيتس) للدفاع عن نفسها، لافتًا إلى أنّه منذ اللحظة الأولى للحرب سيتلقّى العمق الإسرائيليّ ضربات شديدة جدًا من حزب الله، والحكومة لن يكون بإمكانها الانتظار للحصول على شرعيّة دوليّة، وبالتالي فإنّ الردّ الإسرائيليّ منذ البادية سيكون قاسيًا جدًا، وحتى تتمكّن القوات البريّة من الدخول إلى المعركة، فإنّ سلاح الجو الإسرائيليّ سيضطر إلى توجيه ضربات قاسية جدًا من الجو لحزب الله، على حدّ قوله.
علاوة على ذلاك، قال إنّ ضابطًا رفيع المستوى في الاستخبارات العسكريّة نشر دراسة في المجلّة العسكريّة (معراخوت)، قال فيها إنّ تهديدات الشيخ حسن نصر الله باحتلال الجليل، تُعبّر عن خطط عديدة من قبل حزب الله، أيْ أنّ الحزب سيبدأ المواجهة القادمة في معركة داخل العمق الإسرائيليّ، وذلك عوضًا عن حرب الاستنزاف، لافتًا إلى أنّ الأنفاق التي تمّ اكتشافها في القطاع، تؤكّد على أنّ حزب الله سيستعمل في المواجهة القادمة الأنفاق لإخراج خططه إلى حيّز التنفيذ. وتابع قائلاً إنّ حزب الله يمتلك أنفاقًا هجوميّة والتي يتّم حفرها تحت الأرض قرابة الحدود الشماليّة، تحضيرًا لاستعمالها في حرب لبنان الثالثة، على حدّ تعبيره.
المصدر :
رأي اليوم/ زهير أندراوس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة