دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
خلال إلقائه خطاب القسم في السادس عشر من الجاري، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الرقة ستعود إلى حضن الوطن. لم تتأخر التطورات، فبعد يومين احتلت سيطرت «داعش» على حقل الشاعر النفطي في بادية تدمر وقتلت العشرات .. وبالأمس استهدفت الفرقة 17 في ريف الرقة ومقر حزب البعث وفوجاً عسكرياً في الحسكة ومطاراً عسكرياً في ريف حلب، واشتعلت اشتباكات هي «الأعنف» بين الطرفين، بحسب «المرصد السوري» المعارض.
المسمّاة «الدولة الإسلامية» كتبت في تغريدات على الحساب الرسمي لـ«ولاية الرقة» على موقع «تويتر» أنها بدأت ما وصفته بـ»عمليات مباركة على الفرقة 17»، إثر تنفيذ عنصريها أبو صهيب الجزراوي وخطاب الجزراوي عمليتين انتحاريتين ضد الفرقة.
يقول خبير في شؤون الجماعات الإسلامية المقاتلة في سورية إن «داعش» اقتربت من نهايتها في سورية، والسبب أن الدولة السورية بدأت منذ احتلال داعش للموصل في العراق في ضرب «داعش» في الرقة بالتعاون مع أهالي المدينة الذين يرفضون وجود تنظيم متشدد كهذا، ويقول هذا الخبير الذي ينتمي إلى محافظة الرقة إن الشبّان هناك أبدوا حماسة كبيرة لعمليات الجيش السوري وعلت الفرحة وجوههم وتناقلوا العبارة الآتية على ألسنتهم: «دولتنا مو نسيانتنا».
يؤكد الخبير نفسه أنه بعد بدء العمليات العسكرية ضد «داعش» راح العديد من الشبّان يتطوّعون في صفوف كتائب مقاتلة مثل «شرفاء الرقة» و«خلايا العلم السوري» و«أحرار الرقة» و«شباب الرقة» و«كتائب البعث»، و«أنصار الجيش العربي السوري»، و«جيش الدفاع الوطني»، وغيرها من التنظيمات غير المعروفة التي تعمل على نحو سري مع الجيش السوري، إذ يزوّدون الجيش السوري إحداثيات لسلاح الطيران وعمليات الإنزال، مثلما حدث في الخامس من تموز على «معسكر أسامة بن لادن» في منطقة العكيرشي شرق الرقة 25 كلم وأدى إلى مقتل 300 «داعشي» وأسر عدد من قادة التنظيم. ويقول المصدر إن هذا الفعل سيغير الوضع على الخريطة، ويضيف إن داعش جلبت إحدى عشرة دبابة من الموصل دمر الجيش السوري ثمانٍ منها، وأن الصواريخ التي عرضتها عديمة الأهمية لعدم وجود منصات إطلاق، لكنها عمدت إلى عرضها كحرب نفسية ضد خصومها. صحيح أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، لكن من المتوقع أن تشهد المناطق الشرقية، الواقعة تحت سيطرة «داعش» تصعيداً عسكرياً كبيراً في المرحلة المقبلة، لأن ما حدث ويحدث فيها ليس سوى بداية أو مجرد تسخين لحوادث جسام قد لا تقل ضراوة عما يقوم به الجيش السوري في حلب. ويؤكد هذا الخبير أن الجيش السوري عندما يصل إلى مدينة الثورة القريبة من الرقة فإن عصابة «داعش» سترمي سلاحها وتهرب.
قد يقول قائل : ليس في الرقة آبار نفط تستحق استعار القتال لأجلها وتمسك «داعش» بها. هذا صحيح، لكن، يعرف كثيرون أن أهمية الرقة الاستراتيجية تنبع من كونها تحتوي على سد الفرات خزان سورية الكبير من الماء والكهرباء وتربط المنطقة الشرقية بحلب.
يقول الدكتور حسام شعيب الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية إن برودة جبهة الرقة خلال الفترة الماضية جعل البعض يتهم الدولة بالتواطؤ مع «داعش» إلا أن الرقة ستكون الميدان الذي يشهد هزيمة «داعش» بعدما سلّمها المحافظ في الرابع من آذار 2013. ويشبّه أحد الخبراء ما حدث في الموصل بما حدث في الرقة حيث تعرضت المدينتان لخيانة واضحة من محافظيهما والقيادات المتولية حماية المدينة، وعقد كل من محافظ الرقة ورئيس فرع حزب البعث اتفاقاً مع جبهة الوحدة والتحرير الإسلامية وجبهة مجلس الشورى المتشددتين. إن استيلاء «داعش» على آبار النفط في دير الزور بعد مبايعة «أمراء النصرة» في البوكمال لزعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، وما استتبع ذلك من سقوط كامل ريف دير الزور يد من يصفــهم بالخوارج، جعل دول المنطقة تتحسس رؤوسها، فللمرة الأولى نرى التدخل الروسي العلني من خلال طائرات سوخوي ودخول إيران الكبير في الحرب إلى جانب المالكي، إضافة إلى التعاون السوري الواضح مع العراق حيث يضرب الطيران السوري «داعش» في أراضي البلدين، ويؤكد شعيب أن «داعش» اقتربت من نهايتها وحفرت قبرها بيدها.
المصدر :
الماسة السورية/ البناء
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة