رمضان هو موسم إعادة إحياء عادة إستخدام الطربوش لغطاء للرأس، خصوصاً من العاملين في مجالات الفنون المختلفة وتحديداً في مجال الدراما التلفزيونية، حيث يعتمدها الفنانون الذين يؤدون في الغالب أعمالاً تاريخية تحاكي فترة زمنية محددة أو بيئة شعبية معينة.

كما أن الطربوش خلال شهر رمضان المبارك بات جزءًا تراثياً أو فولكلورياً من المسحراتي، وكذلك العاملين في المطاعم والفنادق والخيم الرمضانية، لإطفاء أجواء من التراث الشعبي للشهر الكريم.

الطربوش الذي هو لباس الرأس الذي كان في الماضي يرمز إلى الوجاهة والهيبة والأناقة، كان أيضاً ضرورياً لاستكمال المظهر الذكوري، كذلك إكتسب دلالة قومية في ذلك الحين في مواجهة القبعة الأوروبية، إلى أن إنتهى إستخدامه، وبقي مقتصراً في المناسبات والإحتفالات التراثية.

وقد ظل الطربوش مستخدماً في عدد من الدول العربية مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان والمغرب. وكان ضرورياً لإستكمال المظهر الرسمي. وأصبح مع مرور الوقت رمزاً سياسياً، له هيبة في الشارع العربي حتى لُقّب من يرتديه بالباشا أو البيك أو الأفندي. ومثّل الطربوش هيبة وشرف السياسي العربي في تلك الفترة.

وقد حافظ الطربوش على هيئة معينة مع بعض الإختلافات البسيطة. فهو أحمر اللون أو من مشتقاته. وهو على شكل مخروط ناقص، تتدلى من الجانب الخلفي منه حزمة من الخيوط الحريرية السوداء أو الزرقاء تسمى "الشرابية".

وهناك نوعان من الطربوش الأول يُصنع من الجوخ الملبس على قاعدة من القش أو المخوص، والثاني من الصوف المضغوط.

المشرقي والغربي

ويختلف الطربوش المشرقي عن المغربي، فالأول أطول وهو مبطن بقماش أو قش لحفظ شكله الأسطواني. وتتدلى الخيوط من زر له دلالة خاصة به، إذ كان يُصنع من ثلاثة ألوان: الكحلي والأسود يرمزان إلى الأساتذة والأفندية وأئمة المساجد، والبني الفاتح الذي يدل على المقرىء في المآتم والعزاء.

والطريقة المثلى لإعتمار الطربوش فهي بجعل الشرابة على الجهة الخلفية من رأس، وذلك للمحافظة على ملامح الوجه، مع ضرورة المحافظة على الوقار.

تباينت الروايات حول الموطن الأصلي للطربوش، فالبعض يؤكد أنه ظهر في النمسا ثم دخل تركيا في ما بعد. وقد أُطلق عليه إسم "فيز Fez" نسبة إلى مكان صناعته وهي "فيينا" عاصمة النمسا وكان شكله أسطوانياً ولونه أحمر أو أبيض ثم حُوّل الإسم إلى "فاس" وزعموا أنه يدل على مدينة "فاس" المغربية كي يُموّه عن المسلمين منشاؤه الأصلي ويرضي مشاعرهم الدينية بأنهم لا يستعملون بضائع الأوروبيين.

وهناك من يقول إنه بدأ بالظهور منذ بداية القرن الثامن عشر في تركيا نفسها. وقال مؤرخون آخرون إن النساء الألبانيات واليونانيات هن أول من لبس الطربوش ثم نقلته إلى العثمانيين بسبب الإحتكاك والعمل في القصور السلطانيّة.

أصل التسمية

كلمة طربوش محرفة عن الفارسية "سربوش" وتعني زينة رأس الأمير ثم حُرّفت إلي "شربوش" فأصبح شبه عمامة تلتف حول طاقية حمراء من الجوخ سطحها يراوح بين "10 14" سم، وتعلق في وسطها شرّابة غليظة زرقاء أو سوداء تتدلى حتى العنق وحل محل الطربوش الكبير الطربوش النمساوي تشبهاً بالأجانب وأطلق عليه اسم "فيز fez" نسبة إلى مكان صناعته وهي "فيينا" عاصمة النمسا وكان شكله اسطوانياً ولونه أحمر أو أبيض ثم حوّل الاسم إلى "فاس" وزعموا أنه يدل على مدينة "فاس" المغربية كي يموّه عن المسلمين منشاؤه الأصلي ويرضي مشاعرهم الدينية بأنهم لا يستعملون بضائع الأوروبيين.

الإزدهار في البلاد العربية

إزدهر الطربوش بصورة خاصة في البلاد العربية مع دخول الجيوش العثمانية، حيث صار لباس الرأس الرئيسي، بعدما أصدرت الدولة العثمانية فرماناً بتعميم إرتداء الطربوش بالنسبة الى الرسميين، ثم إنتشر بعد ذلك بين عامة الناس.

وعاش "الطربوش" فترة إزدهار وأصبح شعاراً قومياً بُعيد إنتهاء الحرب العالمية الأولى بل احتل مركز الصدارة بين أغطية الرأس وأصبح لبسه ردة فعل على بعض المحاولات بإدخال القبعة الأوروبية بإعتبارها لباس المستعمرين.

والعثمانيون إتخذوا الطربوش زياً رسمياً ليحل محل العمامة، في وقت متأخر من حياة امبراطوريتهم، كزي بروتوكولي، ليصبح زياً شعبياً فيها، إلى أن إتخذ كمال أتاتورك سنة 1925 قراراً يمنع فيه لبس الطربوش، كما قررت "ثورة 23 يوليو" في مصر إلغاء الطربوش لأنه يرمز لعهد الإقطاع.

علامة وقار

ظل الطربوش مستخدماً في عدد من الدول العربية مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان والمغرب، وكان ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي. وأصبح مع مرور الوقت رمزاً سياسياً، له هيبة في الشارع العربي حتى لقب من يرتديه بالباشا أو البيك أو الأفندي. واكتسب في هذا المناخ دلالة قومية في مواجهة قبعة الأوروبيين الغزاة، إلى أن انتهى استخدامه نهائياً وبقي في سيرة الذاكرة الشعبية والتراثية.

كانت مصر إلى عهد محمد علي باشا تستورد الطربوش من الخارج، إلى أن أنشأ له مصنعاً في إطار برنامجه الاقتصادي للبلاد، وعندما حطم الغرب دولة محمد علي كان حريصا على تفكيك مصانعه بما في ذلك مصنع الطرابيش.

كانت المعركة مختلفة في الشام، فحين جاء المستعمر بالقبّعة، تشبّث الناس بالطربوش، باعتباره يمثّل هوية الشاميين، ولكنّ اللغط الذي أثاره عدد من الباحثين باعتبار الطربوش رمزاً للتسلّط العثماني على العرب، أجبر البعض على العودة إلى الغترة والعقال العربي للتعبير عن الهوية العربية.

إرتبط لبس "الطربوش" بالعلم وسعة المعرفة، ونظر إليه العامة بإحترام وإجلال. وهذا ما ذكره الشاعر حافظ إبراهيم حين قابله رجل أمّي وأعطاه رسالة ليقرأها له، فأجابه إبراهيم بأنه لا يعرف القراءة، فقال الرجل الأمّي متعجباً: كيف وأنت ترتدي "الطربوش"، فخلع إبراهيم "الطربوش" ووضعه فوق رأس الرجل وقال له: "الطربوش" فوق رأسك تفضل إقرأ أنت.

كوي الطربوش

والطربوش المعتاد بحاجة بين الفينة والأخرى وفي مناسبات الأعياد خاصة إلى كي بواسطة قوالب نحاسية منها ما يُعرف بـ"البوغلي" و"العزيزي" و"اليارم زحاف" وغيرها على حسب طلب من يُكوى له.

كان مكوجي الطرابيش يصفّ تلك القوالب النحاسية المجوفة في حانوته فوق دكّة من الخشب، وتحت كل قالب ثقب في وسط الدكّة ملبس من حديد لوضع النار فيه وتسخين القوالب، وكان الحرفي ينزع الطرّة عن الطربوش ويرشه بالماء ويركبه على القالب الذي يرغبه صاحب الطربوش وفوق الطربوش يركّب قالباً ثانياً له يدان من خشب يمسكهما المكوجي ويكبس القالب الأعلى فوق القالب المركب عليه الطربوش مرات عديدة حتى إذا انتهى من الكوي يُرفع القالب الأعلى ويُركب الطرّة على الطربوش ثم يمسحه ويلمعه.

وكان معظم الفقراء ومتوسطو الحال إذا عتقت طرابيشهم يأتون إلى المكوجي لصبغها أو مسحها أو كيها فتعود وكأنها جديدة.

إنقرضت صناعة الطرابيش ولم تعد موجودة بشكلها السابق، إلا ما ندر في المغرب العربي. فلم يعد يستخدم الطرابيش الآن إلاّ بعض الأشخاص، وربما رجال الدين الذي يضيفون العمامة حوله.

وبذلك تراجعت الطرابيش عندما ظهرت القبعات العسكرية واختفت تدريجاً من الحياة العربية. ولم يبق لها الأثر إلا في بعض المظاهر الإجتماعية أو بعض الفرق الدينية التي ترتديها لإحياء ليلة ذكر أو مناسبة دينية.

****

وهكذا مع مرور الزمن إنقرضت صناعة الطرابيش، بعدما كان الطربوش فخر لبكوات وباشاوات وأفندية وقبضايات أيام زمان الذين كانوا يعتمرونه كغطاء للرأس، وصار أبناء جيلنا يتعرفون عليه من خلال مشاهدة بعض المسلسلات التلفزيونية التي تدور رحالها في الأحياء والحارات الشعبية.
  • فريق ماسة
  • 2014-07-21
  • 15665
  • من الأرشيف

يا زمن الطربوش!

رمضان هو موسم إعادة إحياء عادة إستخدام الطربوش لغطاء للرأس، خصوصاً من العاملين في مجالات الفنون المختلفة وتحديداً في مجال الدراما التلفزيونية، حيث يعتمدها الفنانون الذين يؤدون في الغالب أعمالاً تاريخية تحاكي فترة زمنية محددة أو بيئة شعبية معينة. كما أن الطربوش خلال شهر رمضان المبارك بات جزءًا تراثياً أو فولكلورياً من المسحراتي، وكذلك العاملين في المطاعم والفنادق والخيم الرمضانية، لإطفاء أجواء من التراث الشعبي للشهر الكريم. الطربوش الذي هو لباس الرأس الذي كان في الماضي يرمز إلى الوجاهة والهيبة والأناقة، كان أيضاً ضرورياً لاستكمال المظهر الذكوري، كذلك إكتسب دلالة قومية في ذلك الحين في مواجهة القبعة الأوروبية، إلى أن إنتهى إستخدامه، وبقي مقتصراً في المناسبات والإحتفالات التراثية. وقد ظل الطربوش مستخدماً في عدد من الدول العربية مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان والمغرب. وكان ضرورياً لإستكمال المظهر الرسمي. وأصبح مع مرور الوقت رمزاً سياسياً، له هيبة في الشارع العربي حتى لُقّب من يرتديه بالباشا أو البيك أو الأفندي. ومثّل الطربوش هيبة وشرف السياسي العربي في تلك الفترة. وقد حافظ الطربوش على هيئة معينة مع بعض الإختلافات البسيطة. فهو أحمر اللون أو من مشتقاته. وهو على شكل مخروط ناقص، تتدلى من الجانب الخلفي منه حزمة من الخيوط الحريرية السوداء أو الزرقاء تسمى "الشرابية". وهناك نوعان من الطربوش الأول يُصنع من الجوخ الملبس على قاعدة من القش أو المخوص، والثاني من الصوف المضغوط. المشرقي والغربي ويختلف الطربوش المشرقي عن المغربي، فالأول أطول وهو مبطن بقماش أو قش لحفظ شكله الأسطواني. وتتدلى الخيوط من زر له دلالة خاصة به، إذ كان يُصنع من ثلاثة ألوان: الكحلي والأسود يرمزان إلى الأساتذة والأفندية وأئمة المساجد، والبني الفاتح الذي يدل على المقرىء في المآتم والعزاء. والطريقة المثلى لإعتمار الطربوش فهي بجعل الشرابة على الجهة الخلفية من رأس، وذلك للمحافظة على ملامح الوجه، مع ضرورة المحافظة على الوقار. تباينت الروايات حول الموطن الأصلي للطربوش، فالبعض يؤكد أنه ظهر في النمسا ثم دخل تركيا في ما بعد. وقد أُطلق عليه إسم "فيز Fez" نسبة إلى مكان صناعته وهي "فيينا" عاصمة النمسا وكان شكله أسطوانياً ولونه أحمر أو أبيض ثم حُوّل الإسم إلى "فاس" وزعموا أنه يدل على مدينة "فاس" المغربية كي يُموّه عن المسلمين منشاؤه الأصلي ويرضي مشاعرهم الدينية بأنهم لا يستعملون بضائع الأوروبيين. وهناك من يقول إنه بدأ بالظهور منذ بداية القرن الثامن عشر في تركيا نفسها. وقال مؤرخون آخرون إن النساء الألبانيات واليونانيات هن أول من لبس الطربوش ثم نقلته إلى العثمانيين بسبب الإحتكاك والعمل في القصور السلطانيّة. أصل التسمية كلمة طربوش محرفة عن الفارسية "سربوش" وتعني زينة رأس الأمير ثم حُرّفت إلي "شربوش" فأصبح شبه عمامة تلتف حول طاقية حمراء من الجوخ سطحها يراوح بين "10 14" سم، وتعلق في وسطها شرّابة غليظة زرقاء أو سوداء تتدلى حتى العنق وحل محل الطربوش الكبير الطربوش النمساوي تشبهاً بالأجانب وأطلق عليه اسم "فيز fez" نسبة إلى مكان صناعته وهي "فيينا" عاصمة النمسا وكان شكله اسطوانياً ولونه أحمر أو أبيض ثم حوّل الاسم إلى "فاس" وزعموا أنه يدل على مدينة "فاس" المغربية كي يموّه عن المسلمين منشاؤه الأصلي ويرضي مشاعرهم الدينية بأنهم لا يستعملون بضائع الأوروبيين. الإزدهار في البلاد العربية إزدهر الطربوش بصورة خاصة في البلاد العربية مع دخول الجيوش العثمانية، حيث صار لباس الرأس الرئيسي، بعدما أصدرت الدولة العثمانية فرماناً بتعميم إرتداء الطربوش بالنسبة الى الرسميين، ثم إنتشر بعد ذلك بين عامة الناس. وعاش "الطربوش" فترة إزدهار وأصبح شعاراً قومياً بُعيد إنتهاء الحرب العالمية الأولى بل احتل مركز الصدارة بين أغطية الرأس وأصبح لبسه ردة فعل على بعض المحاولات بإدخال القبعة الأوروبية بإعتبارها لباس المستعمرين. والعثمانيون إتخذوا الطربوش زياً رسمياً ليحل محل العمامة، في وقت متأخر من حياة امبراطوريتهم، كزي بروتوكولي، ليصبح زياً شعبياً فيها، إلى أن إتخذ كمال أتاتورك سنة 1925 قراراً يمنع فيه لبس الطربوش، كما قررت "ثورة 23 يوليو" في مصر إلغاء الطربوش لأنه يرمز لعهد الإقطاع. علامة وقار ظل الطربوش مستخدماً في عدد من الدول العربية مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان والمغرب، وكان ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي. وأصبح مع مرور الوقت رمزاً سياسياً، له هيبة في الشارع العربي حتى لقب من يرتديه بالباشا أو البيك أو الأفندي. واكتسب في هذا المناخ دلالة قومية في مواجهة قبعة الأوروبيين الغزاة، إلى أن انتهى استخدامه نهائياً وبقي في سيرة الذاكرة الشعبية والتراثية. كانت مصر إلى عهد محمد علي باشا تستورد الطربوش من الخارج، إلى أن أنشأ له مصنعاً في إطار برنامجه الاقتصادي للبلاد، وعندما حطم الغرب دولة محمد علي كان حريصا على تفكيك مصانعه بما في ذلك مصنع الطرابيش. كانت المعركة مختلفة في الشام، فحين جاء المستعمر بالقبّعة، تشبّث الناس بالطربوش، باعتباره يمثّل هوية الشاميين، ولكنّ اللغط الذي أثاره عدد من الباحثين باعتبار الطربوش رمزاً للتسلّط العثماني على العرب، أجبر البعض على العودة إلى الغترة والعقال العربي للتعبير عن الهوية العربية. إرتبط لبس "الطربوش" بالعلم وسعة المعرفة، ونظر إليه العامة بإحترام وإجلال. وهذا ما ذكره الشاعر حافظ إبراهيم حين قابله رجل أمّي وأعطاه رسالة ليقرأها له، فأجابه إبراهيم بأنه لا يعرف القراءة، فقال الرجل الأمّي متعجباً: كيف وأنت ترتدي "الطربوش"، فخلع إبراهيم "الطربوش" ووضعه فوق رأس الرجل وقال له: "الطربوش" فوق رأسك تفضل إقرأ أنت. كوي الطربوش والطربوش المعتاد بحاجة بين الفينة والأخرى وفي مناسبات الأعياد خاصة إلى كي بواسطة قوالب نحاسية منها ما يُعرف بـ"البوغلي" و"العزيزي" و"اليارم زحاف" وغيرها على حسب طلب من يُكوى له. كان مكوجي الطرابيش يصفّ تلك القوالب النحاسية المجوفة في حانوته فوق دكّة من الخشب، وتحت كل قالب ثقب في وسط الدكّة ملبس من حديد لوضع النار فيه وتسخين القوالب، وكان الحرفي ينزع الطرّة عن الطربوش ويرشه بالماء ويركبه على القالب الذي يرغبه صاحب الطربوش وفوق الطربوش يركّب قالباً ثانياً له يدان من خشب يمسكهما المكوجي ويكبس القالب الأعلى فوق القالب المركب عليه الطربوش مرات عديدة حتى إذا انتهى من الكوي يُرفع القالب الأعلى ويُركب الطرّة على الطربوش ثم يمسحه ويلمعه. وكان معظم الفقراء ومتوسطو الحال إذا عتقت طرابيشهم يأتون إلى المكوجي لصبغها أو مسحها أو كيها فتعود وكأنها جديدة. إنقرضت صناعة الطرابيش ولم تعد موجودة بشكلها السابق، إلا ما ندر في المغرب العربي. فلم يعد يستخدم الطرابيش الآن إلاّ بعض الأشخاص، وربما رجال الدين الذي يضيفون العمامة حوله. وبذلك تراجعت الطرابيش عندما ظهرت القبعات العسكرية واختفت تدريجاً من الحياة العربية. ولم يبق لها الأثر إلا في بعض المظاهر الإجتماعية أو بعض الفرق الدينية التي ترتديها لإحياء ليلة ذكر أو مناسبة دينية. **** وهكذا مع مرور الزمن إنقرضت صناعة الطرابيش، بعدما كان الطربوش فخر لبكوات وباشاوات وأفندية وقبضايات أيام زمان الذين كانوا يعتمرونه كغطاء للرأس، وصار أبناء جيلنا يتعرفون عليه من خلال مشاهدة بعض المسلسلات التلفزيونية التي تدور رحالها في الأحياء والحارات الشعبية.

المصدر : الماسة السورية/النهار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة