نسخة طبق الأصل عن السلطان سليمان القانوني بنسخته التركية، أو ما يعادلها بكثير من سوء الفهم عربياً، هي شخصية الخديوي اسماعيل التي يجسدّها قصي خولي في مسلسل "سرايا عابدين" ("أم بي سي").

 الرجل على خُطى السلطان، كالمسلسل تماماً الذي على خُطى "حريم السلطان". لا يفعل إلا أن يُزايد على مُنافِسه بشهوته الجنسية. يحدث أن أتاحت تلك المرحلة لسلاطينها تجاوز الإعتبارات في التعاطي مع النساء والنظر إليهن كجسد. ولكن ماذا عن "إنجازات" أخرى ضيّعها المسلسل، إسوة بالأصل، حين صوّر الخديوي زير نساء فقط؟

الأسوأ أنّ خولي يقدّم أداء مضحكاً. عبثاً يحاول أن يقنعنا بأنه سليمان. كلّ ما يفعله في المسلسل أنّه يكون هو. يتناسى العمل أنّ التاريخ أعمق من ليالٍ يقضيها الخديوي متنقلاً من جارية الى أخرى. حتى أنّ خولي لا يجيد هذا التنقّل كأنه يفتعله فقط. كنا شاهدناه في غير أدوار قادراً على عطاء مُتمكّن. في هذا الدور لا يبدو هو نفسه ولا يبدو الشخص المُقلَّد. يُسخّف العمل (كتابة هبة مشاري حماده واخراج عمرو عرفة) الشخصية بتصويرها عاجزة عن القيام بنشاط آخر غير الجنس. الخديوي ليس أكثر من لحظات يمضيها بين يدين ناعمتين تدلّكان ظهره. حتى أنّه يستيقظ في حال رغبة. الى سخافة الدور في ذاته، يؤديه خولي بمزيد من السطحية. حتى أنّ لهجته خليط من مصرية غير مُتقنَة. ألا يكفي أنّ العمل تجربة متعثّرة تتشبّه بـ"حريم السلطان"، حتى يشاء أبطاله إقناعنا بأنهم في أماكنهم المناسبة؟

  • فريق ماسة
  • 2014-07-15
  • 13355
  • من الأرشيف

عذراً، قصي ليس السلطان سليمان!

نسخة طبق الأصل عن السلطان سليمان القانوني بنسخته التركية، أو ما يعادلها بكثير من سوء الفهم عربياً، هي شخصية الخديوي اسماعيل التي يجسدّها قصي خولي في مسلسل "سرايا عابدين" ("أم بي سي").  الرجل على خُطى السلطان، كالمسلسل تماماً الذي على خُطى "حريم السلطان". لا يفعل إلا أن يُزايد على مُنافِسه بشهوته الجنسية. يحدث أن أتاحت تلك المرحلة لسلاطينها تجاوز الإعتبارات في التعاطي مع النساء والنظر إليهن كجسد. ولكن ماذا عن "إنجازات" أخرى ضيّعها المسلسل، إسوة بالأصل، حين صوّر الخديوي زير نساء فقط؟ الأسوأ أنّ خولي يقدّم أداء مضحكاً. عبثاً يحاول أن يقنعنا بأنه سليمان. كلّ ما يفعله في المسلسل أنّه يكون هو. يتناسى العمل أنّ التاريخ أعمق من ليالٍ يقضيها الخديوي متنقلاً من جارية الى أخرى. حتى أنّ خولي لا يجيد هذا التنقّل كأنه يفتعله فقط. كنا شاهدناه في غير أدوار قادراً على عطاء مُتمكّن. في هذا الدور لا يبدو هو نفسه ولا يبدو الشخص المُقلَّد. يُسخّف العمل (كتابة هبة مشاري حماده واخراج عمرو عرفة) الشخصية بتصويرها عاجزة عن القيام بنشاط آخر غير الجنس. الخديوي ليس أكثر من لحظات يمضيها بين يدين ناعمتين تدلّكان ظهره. حتى أنّه يستيقظ في حال رغبة. الى سخافة الدور في ذاته، يؤديه خولي بمزيد من السطحية. حتى أنّ لهجته خليط من مصرية غير مُتقنَة. ألا يكفي أنّ العمل تجربة متعثّرة تتشبّه بـ"حريم السلطان"، حتى يشاء أبطاله إقناعنا بأنهم في أماكنهم المناسبة؟

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة