دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نستطيع، أحياناً، أن نرمي حُكماً على ما شاهدناه من وقْعه الأول. هو إنطباع قد يُصيب أو يُخطئ، لكنّه يُؤثّر. مرّت الحلقات الأولى من بعض المعروض أمس رشيقة شيّقة، ومنها مرّ تاركاً ثقله. كان لا بدّ، وسط الزحمة، من أعمال تلتقط المُشاهد منذ البداية. أن يُرجئ العمل زبدته الى وقت لاحق، فتلك خسارة له إذ أنّ المُشاهد مزاجيّ يتذمّر، متى لاح له التباطؤ واللفّ، انتقلفوراً الى أعمال أخرى.
بداية موفّقة لـ"باب الحارة 6" ("أل بي سي آي"، و"أم بي سي"). سوف لن نغضّ النظر عن وجوه رحلت فافتقدناها، وأخرى جرى استبدالها فبانت "طارئة". لكنّ المادة في ذاتها تدعو الى الترقّب. بدأت الحوادث بإشارة الى انكشاف الحلقات المقبلة على دموية حامية. رأس غنم مُعلَّق على باب دكان عصام، أحدث بين الرجالجلبة. شرارة أولى لحرب سرعان ما ستقع. الحارة لا تصحو على الحوادث عينها. تُنذرنا بالأسوأ. غير مسلسلات، كـ"صاحب السعادة" ("أل بي سي آي"، و"أم بي سي") مثلاً، قدّم بداية باهتة. ومضات مُضحِكة لا أكثر. كأنه ينبغي ألا ننتظر من عادل إمام معجزة. الرجل كلّما تقدّم بالسنّ، مال نحو نص يتجنّب الإستثنائية. فكرة العائلة في العمل تُغنيه، لكنّ الحلقة الأولى لم تشِ بأي غنى.
"لو" ("أم تي في"، "أم بي سي") لم يُقدِّم ما ليس متوقَّعاً.اللقاء بين ليلى (نادين نسيب نجيم) وجاد (يوسف الخال) أقرب الى الخرافة القصصية منه الى الطرح الدرامي لإشكالية "الحب المحرَّم". الخال شخصية ظريفة، ننتظر معه جنوناً لا يُقيَّد. فهد لم يُمثِّل بعد.
الذين مثّلوا بالأمس، مُقدِّمين إنطباعاً حسناً عن الحبكة البوليسية، هم أبطال "عشرة عبيد صغار" ("أم تي في"). قوّة العمل غرابته عن مُشاهد لم يألف سوى دراما الآهات. غموض الجريمة واحتمال أن يكون الجميع متورطاً، مهّدا لعمل يحرق الأعصاب.
وأعصاب هيفا وهبي محروقة بينما تستعيد صوراً من ماضيها. لم تُبيّنها الحلقة الأولى متفوّقة على الممثلين أو متعالية عليهم، وهذا يُحسَب لها. تُثبت أنّها ممثلة جيّدة، وأنّ الدور حين يتطلّب التنازل عن الدلع، تتنازل. تعمّد المخرج محمد سامي بداية مضطربة لـ"كلام على ورق" ("المستقبل"). لنقل أنّه ضيّع المُشاهد، وأراده أن يُمعِن النظر في القصّة. الى وهبي، بدت ندى أبو فرحات لافتة في اختزالها روحية بنات الهوى.
ميريام فارس في "اتهام" ("الجديد") الحلقة الأضعف. بانت البداية بطيئة، لا قدرة لها على التقاط المُشاهد. بدأت الحلقة الأولى فعلياً حين أُغلق باب القصر على ريم (فارس) وصديقاتها اللواتي سافرن الى مصر للعمل. هي اللحظة ما بين الريبة والإذعان للخوف، قبلها ظلّ الإيقاع متردداً يضيّق الأنفاس. فارس حين صرخت في وجه خاطفيها، عادت ممثلة. قبل الصرخة، ظلّت طفلة تتدلّع. انتهت الحلقة بصفعة كردّ فعل على الصرخة، ونظرة تُنذر أنّ حلقة الليلة قد تكون أفضل.
المصدر :
النهار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة