قالت قناة eju الإسبانية إن نمرين من فصيلة النمور السومطرية النادرة فى “حديقة حيوان أستراليا” شمال مدينة “بريزبن” وبعد ولادتهما تم إرسالهما مع أحد الحراس ليعيشا معه فى منزله الأشهر الأولى من حياتهما، ويصف الحارس غايلز كلارك ماذا حدث حينما أخذهما معه إلى منزله، وكيف أصبحت تلك العائلة حزينة جدا بعد مغادرة الشبلين من المنزل بعد انتهاء الأربعة الأشهر المخصصة لتربيتهما.

ووفقا للقناة نقلا عن البى بى سى يقول كلارك إن النمرين سبوت وسترايب ليس أول نمرين أربيهما فى حياتى، فقد فعلت ذلك لأول مرة قبل عشرين عاما، حينما كنت أعيش فى منزل والدتى شمال لندن حيث كنت أعمل فى حديقة حيوان صغيرة بالقرب من هناك، والآن أعيش فى أستراليا حيث أعمل منذ 11 عاما فى حديقة للحيوانات فى ولاية كوينزلاند، وهذان النمران هما أول اثنين يولدان فى الحديقة.

وأضاف “قررت أن اصطحبهما معى إلى المنزل للحفاظ عليهما حيث إنه يموت ثلثى النمور التى من ذلك لنوع النار، لأعطيهما رعايتى على مدار الساعة. ولأننى رأيت كيف تسبب أشبال النمور والأسود فى تلويث منزل والدتى، فقد أخذت احتياطاتى هذه المرة وأجريت بعض التعديلات على منزلى قبل استضافة النمرين، ورفعت السجاد وفرشت بعض الكتان على الأرضية، ولأن منزلى كان تصميمه مفتوحا دون حوائط فقد قمت بعمل بعض الحواجز.

وأضاف “يعيش معى فى المنزل زوجتى وطفلاى، وكان أصغرهما “كينان” الذى يبلغ من العمر 8 سنوات على وجه الخصوص سعيدا جدا بوصول النمرين، لكننا جميعا فى الحقيقة سعدنا بفرصة أن نكون جزء من حياتهما، وأن نراهما يكبران أمام أعيننا.

وكان وزنهما نحو 2.5 كليوجرام وكان حجمهما صغيرا للغاية، لذا لم يكن فى الأمر أية مخاطرة، وخلال الأشهر الأربعة الأولى لم يتجاوز حجمهما جرو متوسط الحجم، لكن رغم ذلك كان علينا أن نعاملهما باحترام، وأن لا ننسى أبدا ماذا يمكنهما فعله، فالفطرة تعلمهما كيف يستخدمان أسنانهما ومخالبهما.

وكانا يكبران ويزدادان قوة وحركة، وكنا نتركهما يتجولان فى المنزل ولكن قبل أن ننام كان لابد أن نضعهما فى حجرة كبيرة مغلقة، خشية أن يتسببا فى أى أذى خلال الليل، وبالطبع كنا نصحو نجدهم قد قلبوا الحجرة رأسا على عقب وجعلوها مثل حديقة الحيوانات، وكنا نتركهما يلعبان فوق الأريكة القديمة، التى مزقاها وجعلاها مثل جسد الذبيحة.

وأحب الشبلان الكلاب التى نقتنيها “كيزار” و”روبى”، وكانا يلعبان معهما كثيرا مثلما يلعبان معنا، لكنهما مارسا عليهما أيضا أسلوب الاستقواء والمطاردة.

من اليوم الأول كان سبوت ودودا معنا للغاية، وكان يتصرف أفضل من شقيقه حيث كان يبحث دائما عن الاهتمام والرعاية، لكن سترايب كان مثيرا للمشاكل ومزعجا، وكثيرا ما كان يقفز فوق أخيه الهادئ، وتغيرت الأمور بسرعة، نظرا للمجهود الهائل الذى تحتاجه عملية رعاية الشبلين الصغيرين، لكنى ممتن لأسرتى التى ساعدتنى كثيرا فى ذلك.

لكن كانت هناك بعض الأوقات الصعبة خلال الأشهر الأربعة، فى وقت ما شعرت أنى متعب تماما، كما لو كان لدى توأم من الأطفال بمجرد أن انتهى من إطعامهما فى المساء، أضع رأسى على الوسادة للنوم قليلا ثم أستيقظ لتجهيز وجبة الصباح، وعلى الرغم من صعوبة هذا الوقت إلا أننى أعتقد أننا فعلنا ما يجب علينا فعله.

وسواء تمت تربيتهما فى منزل أم لا، فإن النمور حيوانات ضخمة ويمكن أن تستثار أو تكون مزعجة، وأنت تتحدث عن شىء يزن أكثر من 120 كيلوجراما، ويستطيع الجرى بسرعة 40 كيلومترا فى الساعة، وبمرور الأشهر الأربعة تعلم سبوت وسترايب كيف يفتحان الأبواب ويقفزان من فوق الحواجز والحوائط، وعلمنا أنه قد حان وقت رحيلهما عن المنزل، لقد كان من الصعب علينا فراقهما لكننا كنا نعلم أنه حادث لا محالة وخططنا له، لكن الأيام الأولى منه لم تكن سهلة أبدا.

لقد صار البيت هادئا للغاية فى المساء، وصار كينان محبطا لعدم وجود النمرين معنا، وكان أحد الكلبين يبحث عنهما دائما، معتقدا أنى أخفيهما فى مكان ما فى المنزل، أما بالنسبة لى فلم يكن الأمر عاطفيا لدرجة كبيرة، وإذا ما صادفتنى علبة لبن مغلقة من طعامهما باقية فى خزانة الطعام فلا تدمع عيناى، فأنا أراهما كل يوم فى حديقة الحيوانات، وأنظر بحنين إلى الوقت الذى قضياه معنا فى المنزل.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-24
  • 9152
  • من الأرشيف

عائلة أسترالية تشعر بالحزن لمغادرة نمرين من منزلها بعد تربيتهما 4 أشهر

قالت قناة eju الإسبانية إن نمرين من فصيلة النمور السومطرية النادرة فى “حديقة حيوان أستراليا” شمال مدينة “بريزبن” وبعد ولادتهما تم إرسالهما مع أحد الحراس ليعيشا معه فى منزله الأشهر الأولى من حياتهما، ويصف الحارس غايلز كلارك ماذا حدث حينما أخذهما معه إلى منزله، وكيف أصبحت تلك العائلة حزينة جدا بعد مغادرة الشبلين من المنزل بعد انتهاء الأربعة الأشهر المخصصة لتربيتهما. ووفقا للقناة نقلا عن البى بى سى يقول كلارك إن النمرين سبوت وسترايب ليس أول نمرين أربيهما فى حياتى، فقد فعلت ذلك لأول مرة قبل عشرين عاما، حينما كنت أعيش فى منزل والدتى شمال لندن حيث كنت أعمل فى حديقة حيوان صغيرة بالقرب من هناك، والآن أعيش فى أستراليا حيث أعمل منذ 11 عاما فى حديقة للحيوانات فى ولاية كوينزلاند، وهذان النمران هما أول اثنين يولدان فى الحديقة. وأضاف “قررت أن اصطحبهما معى إلى المنزل للحفاظ عليهما حيث إنه يموت ثلثى النمور التى من ذلك لنوع النار، لأعطيهما رعايتى على مدار الساعة. ولأننى رأيت كيف تسبب أشبال النمور والأسود فى تلويث منزل والدتى، فقد أخذت احتياطاتى هذه المرة وأجريت بعض التعديلات على منزلى قبل استضافة النمرين، ورفعت السجاد وفرشت بعض الكتان على الأرضية، ولأن منزلى كان تصميمه مفتوحا دون حوائط فقد قمت بعمل بعض الحواجز. وأضاف “يعيش معى فى المنزل زوجتى وطفلاى، وكان أصغرهما “كينان” الذى يبلغ من العمر 8 سنوات على وجه الخصوص سعيدا جدا بوصول النمرين، لكننا جميعا فى الحقيقة سعدنا بفرصة أن نكون جزء من حياتهما، وأن نراهما يكبران أمام أعيننا. وكان وزنهما نحو 2.5 كليوجرام وكان حجمهما صغيرا للغاية، لذا لم يكن فى الأمر أية مخاطرة، وخلال الأشهر الأربعة الأولى لم يتجاوز حجمهما جرو متوسط الحجم، لكن رغم ذلك كان علينا أن نعاملهما باحترام، وأن لا ننسى أبدا ماذا يمكنهما فعله، فالفطرة تعلمهما كيف يستخدمان أسنانهما ومخالبهما. وكانا يكبران ويزدادان قوة وحركة، وكنا نتركهما يتجولان فى المنزل ولكن قبل أن ننام كان لابد أن نضعهما فى حجرة كبيرة مغلقة، خشية أن يتسببا فى أى أذى خلال الليل، وبالطبع كنا نصحو نجدهم قد قلبوا الحجرة رأسا على عقب وجعلوها مثل حديقة الحيوانات، وكنا نتركهما يلعبان فوق الأريكة القديمة، التى مزقاها وجعلاها مثل جسد الذبيحة. وأحب الشبلان الكلاب التى نقتنيها “كيزار” و”روبى”، وكانا يلعبان معهما كثيرا مثلما يلعبان معنا، لكنهما مارسا عليهما أيضا أسلوب الاستقواء والمطاردة. من اليوم الأول كان سبوت ودودا معنا للغاية، وكان يتصرف أفضل من شقيقه حيث كان يبحث دائما عن الاهتمام والرعاية، لكن سترايب كان مثيرا للمشاكل ومزعجا، وكثيرا ما كان يقفز فوق أخيه الهادئ، وتغيرت الأمور بسرعة، نظرا للمجهود الهائل الذى تحتاجه عملية رعاية الشبلين الصغيرين، لكنى ممتن لأسرتى التى ساعدتنى كثيرا فى ذلك. لكن كانت هناك بعض الأوقات الصعبة خلال الأشهر الأربعة، فى وقت ما شعرت أنى متعب تماما، كما لو كان لدى توأم من الأطفال بمجرد أن انتهى من إطعامهما فى المساء، أضع رأسى على الوسادة للنوم قليلا ثم أستيقظ لتجهيز وجبة الصباح، وعلى الرغم من صعوبة هذا الوقت إلا أننى أعتقد أننا فعلنا ما يجب علينا فعله. وسواء تمت تربيتهما فى منزل أم لا، فإن النمور حيوانات ضخمة ويمكن أن تستثار أو تكون مزعجة، وأنت تتحدث عن شىء يزن أكثر من 120 كيلوجراما، ويستطيع الجرى بسرعة 40 كيلومترا فى الساعة، وبمرور الأشهر الأربعة تعلم سبوت وسترايب كيف يفتحان الأبواب ويقفزان من فوق الحواجز والحوائط، وعلمنا أنه قد حان وقت رحيلهما عن المنزل، لقد كان من الصعب علينا فراقهما لكننا كنا نعلم أنه حادث لا محالة وخططنا له، لكن الأيام الأولى منه لم تكن سهلة أبدا. لقد صار البيت هادئا للغاية فى المساء، وصار كينان محبطا لعدم وجود النمرين معنا، وكان أحد الكلبين يبحث عنهما دائما، معتقدا أنى أخفيهما فى مكان ما فى المنزل، أما بالنسبة لى فلم يكن الأمر عاطفيا لدرجة كبيرة، وإذا ما صادفتنى علبة لبن مغلقة من طعامهما باقية فى خزانة الطعام فلا تدمع عيناى، فأنا أراهما كل يوم فى حديقة الحيوانات، وأنظر بحنين إلى الوقت الذى قضياه معنا فى المنزل.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة